شهدت السودان لليوم الخامس علي التوالي. اشتباكات عنيفة ودامية. بين القوات المسلحة. بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان. وميليشيا الدعم السريع التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو.. وتتبادل القوتان الاتهامات بشأن من بدأ الاشتباكات أولاً. كما أعلن كل طرف منهما السيطرة علي مواقع للآخر.
وسط تصعيد كبير افادت شبكة سي ان ان الامريكية لا مؤشرات علي التزام الأطراف بالهدنة المقررة بالسودان.. لم تكد أول ساعة من الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تدخل حيز التنفيذ. حتي تعالت أصوات إطلاق النار وتم خرقها.. فيما تبادلا طرف الصراع الاتهامات ببدء الخرق.
دخلت الهدنة المتفق عليها في السودان امس حيز التنفيذ لمدة 24 ساعة منذ مساء الساعة 6 بالتوقيت المحلي بعد موافقة كل من الجيش السوداني والدعم السريع.. وعلي وقع إطلاق النار في سماء الخرطوم فقد شهد محيط القيادة العامة تصعيدا كبيرا في الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم. رغم بدء الهدنة المقررة. وسمعت أصوات انفجارات وأسلحة ثقيلة.
كان قائد القوات المسلحة السودانية. الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد تأكد امس أن الجيش سيلتزم بوقف إطلاق النار المقترح من قوي دولية ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي. لمدة 24 ساعة .. وقال البرهان. في تصريحات لـشبكة CNN: "سنلتزم بمقترح الآلية الثلاثية بأن تمتد "الهدنة" لمدة 24 ساعة. ابتداءً من الساعة 6 مساءً اليوم".
يأتي هذا بعد أن أعلنت "الدعم السريع" الموافقة علي وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة واتهمت الجيش السوداني بخرق الهدنة .. ولاحقا. أعلن قائد قوات الدعم السريع. محمد حمدان دقلو. الموافقة علي هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحي. عقب محادثة مع وزيرة الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن.
أضاف دقلو في تغريدة له علي تويتر. أن قواته تنتظر المزيد من المناقشات مع بلينكن حول معالجة "الانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني" علي أفضل وجه. وفق تعبيره. متهما الجيش بعدم احترام وقف إطلاق النار. مؤكدا التزام قواته بالتوجيهات الصادرة في هذا الشأن.
كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. قد دعا في وقت سابق طرفي الصراع في السودان. لوقف لإطلاق النار لمدة أربع وعشرين ساعة. معتبرا أنه سيشكل أساسا للعودة للمفاوضات.
من جهتها ناشدت وزارة الخارجية السودانية. امس. المجتمع الدولي ممثلًا في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجميع المنظمات الإقليمية الأخري بإدانة تمرد "الدعم السريع" علي القوات المسلحة السودانية.
أكدت الوزارة في بيان لها أن القوات المسلحة السودانية هي المؤسسة الرسمية الشرعية المسؤولة عن استقرار واستتباب السلم والأمن في السودان والذي يمثل صمام الأمان للاستقرار في الإقليم.
جاء هذا في ظل تحذيرات من انهيار النظام الصحي في السودان مع استمرار الاضطرابات. حيث قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم وما حولها. محذراً من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار.
قال رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان. فريد أيور: "الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وما حولها". محذراً من أنه إذا استمرت الاضطرابات في النظام الصحي السوداني "فسوف ينهار تقريبا".
كانت لجنة أطباء السودان المركزية. قد أفادت بوصول إجمالي عدد القتلي المدنيين جراء الاشتباكات إلي 144 قتيلا. فيما بلغ إجمالي الإصابات 1409 حالات إصابة تشمل المدنيين والعسكريين معا.. وأشارت إلي أن هناك العديد من القتلي والمصابين لم يتم الوصول إليهم. وهم خارج نطاق هذا الحصر.
كذلك. أعلنت اللجنة عن خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة تماما بسبب تعرضها للقصف بالمدافع والأسلحة النارية. مضيفة أن هذا القصف يُعدّ انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني والمواثيق التي تنص علي حماية المؤسسات الصحية. مطالبة المجتمع الدولي بإلزام طرفي النزاع بفتح ممرات آمنة. والسماح بمرور سيارات الإسعاف.
في سياق متصل طالب وزراء خارجية دول مجموعة السبع امس طرفي النزاع في السودان علي "وقف الأعمال العدائية فورا" والعودة إلي طاولة المفاوضات بعد الاشتباكات التي أودت بحياة نحو 200 شخص.
قال الوزراء في بيان بعد يومين من المحادثات "نحض طرفي النزاع علي وقف الأعمال العدائية فورا دون شروط مسبقة". محذرين من أن القتال "يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان".
دعوا في البيان "إلي نبذ العنف والعودة إلي المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني".
أصدر قائد الجيش السوداني. الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. قرارا بالعفو عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود الدعم السريع.
في وقت سابق. قال الناطق باسم القوات المسلحة السودانية أنه تمت السيطرة علي الموقف في البلاد في المرحلة الحالية.
أضاف في بيان عير التلفزيون الرسمي أن مناوشات امس كانت محدودة. مؤكدا أن قادة الدعم السريع قاموا بتحركات مريبة. متابعا: "نجحت قوات المرحلة الأولي في إمتصاص الصدمة وتأمين الموقف والظروف مهيأة للانتقال إلي المرحلة التالية بقوات جديدة". مضيفا أنه تكاملت لدينا كل المعلومات المطلوبة اللازمة للانطلاق لتطوير الموقف".
أردف: "استسلم عدد كبير من أفراد المليشيا المتمردة وسلموا أنفسهم للمناطق والفرق داخل وخارج العاصمة".. لافتا "سيتسع نطاق عمليات التأمين مما يتطلب من مواطنينا التزام الحيطة والحذر وتقييد التحركات".
منذ الساعات الأولي من صباح أمس. دوت أصوات انفجارات ضخمة في وسط الخرطوم. بالتزامن مع أنباء تحدثت عن تعزيزات ضخمة دفعت بها قوات الدعم السريع خلال الساعات القليلة الماضية.
تحدثت وسائل إعلام عن انتشار كثيف لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري وعدد من مدن ومناطق البلاد الأخري. كما تنتشر قوات الدعم السريع علي طول الطريق الرابط بين الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد. وسط أنباء عن سيطرتهم علي نحو 70 بالمئة من إقليم دارفور المتاخم لدولتي تشاد وإفريقيا الوسطي.
قال سامويل وربيرج. المُتحدث باسم الخارجية الأمريكية. إن رسالة الولايات المتحدة إزاء الأحداث القائمة بالسودان. تتمثل في ضرورة وقف القتال فورًا. محذّرًا من أن استمرار العنف سيُعرّض المدنيين هناك للخطر.
وأوضح "وربيرج". خلال مُداخلة علي شاشة "القاهرة الإخبارية". أن أنتوني بلينكن. وزير الخارجية الأمريكي. أكد للأطراف السودانية كافة. أهمية وقف إطلاق النار.
أكد أن واشنطن علي تواصل مع مصر وعدد من البلدان في المنطقة» من أجل العمل علي وقف العنف. داعيًا الأطراف السودانية إلي قبول الهدنة ووقف العنف.
مع تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم. أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. أنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم. وما حولها وحذر من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار.
قال رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان فريد أيور للصحفيين: "الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وما حولها".
وحذر أيور من أنه إذا استمرت الاضطرابات في النظام الصحي السوداني "فسوف ينهار تقريبا".
أوضاع كارثية
من جهتها. قالت الدكتورة هبة عمر. رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان. إن المستشفيات تعيش أوضاعا كارثية. وكل فترة تخرج بعضها من الخدمة بسبب النقص الحاد في الكوادر البشرية. محذرة من انهيار القطاع الصحي بالكامل.
أضافت عمر. في مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية". أنَّ السودان يعيش حربًا شرسة حالت دون إيجاد مسار آمن لنقل الكوادر والأدوات الطبية والوقود. منوهة بأن العاملين في المستشفيات مقيمين بها. ومنعتهم الاشتباكات في الشارع من العودة إلي منازلهم.
أشارت إلي أن هناك صعوبات تُواجه سكان بعض المناطق في الوصول إلي المرافق الطبية. وهو الأمر الذي يُؤدي بدوره لصعوبات في عمليات إحصاء الوفيات والإصابات الواقعة جراء الاشتباكات.
ذكرت رئيسة نقابة الأطباء السودانية. أن عددًا كبيرًا من المرافق الطبية باتت خارج الخدمة في الوقت الحالي لأسباب مُختلفة. مُؤكدة أن بعض المؤسسات الصحية في العاصمة الخرطوم تعرضت لقصفي مدفعي خلال الساعات الماضية.
حسب ما أعلنته لجنة أطباء السودان المركزية. لغ إجمالي القتلي المدنيين منذ بداية الاشتباكات السبت الماضي. "144" قتيلا. و"1409" حالات إصابة تشمل المدنيين والعسكريين معا.
من ناحية أخري أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وقف جميع عملياته في السودان مؤقتًا بعد مقتل ثلاثة من موظفيه.
قالت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين -في بيان- إن ثلاثة من موظفي البرنامج قتلوا في أعمال عنف في كبكابية شمال دارفور أثناء قيامهم بواجباتهم المنقذة للحياة علي الخطوط الأمامية لأزمة الجوع العالمية. نما أصيب موظفان في البرنامج خلال الهجوم ذاته.
اترك تعليق