هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خالد بن البكير بدري شارك في أول سرية للمسلمين واستشهد يوم الرجيع

خالد بن البكير رضي الله عنه .. صحابي جليل من السابقين الأولين إلى الإسلام بادر الى النطق بشهادة الحق قديماً في دار الارقم بن ابي الارقم، حيث اجتمع هو واخوته الثلاثة عامر وعاقل وإياس أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان من المهاجرين المجاهدين. فهاجر بصحبة اخوته رضي الله عنهم. وشارك في أول سرية في الإسلام. وشهد غزوتي بدر الكبرى، وأحداً، وتوفي في عام 4 هجرية.


 

 

 

هو خالد بن البكير بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وكان أبوه البكير بن عبد يا ليل، وقيل اسمه أبو البكير بن عبد يا ليل حليفًا لنفيل بن عبد العُزّى جد عمر بن الخطاب، لذا يُعد خالد وإخوته حلفاء بني عدي. واستجاب خالد بن البكير وإخوته رضي الله عنهم لأمر سول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن الدثنة رضي الله.

 

وورد في الأثر ان محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: "أسلم غافل (عاقل) وعامر وإياس وخالد بنو البكير جميعا وهم أول من بايع في دار الأرقم. وأنبأنا محمد بن عمر حدثنا عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر قال: "خرج بنو أبي البكير مهاجرين فأوعبوا رجالهم ونساؤهم حتى غلقت أبوابهم.فنزلوا على رفاعة بن عبد المنذر بالمدينة".

 

وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حرص خالد بن البكير رضي الله عنه على ملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي السنة الثانية الهجرية شارك في أول سرية بعث بها النبي واسمها نخلة وهي بستان ابن عامر على طريق مكة / الطائف.  وكان اميرها الصحابي عبدالله بن جحش ومعه 7 رجال من المهاجرين، وهم أبو حذيفة بن عتبة، وعكاشة بن محصن،  وعتبة بن غزوان، وسعد بن أبي وقاص، وعامر بن ربيعة، وواقد بن عبدالله، وسهيل ابن بيضاء الفهري رضي الله عنهم اجمعين.

 

وسلكت السرية طريق الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له: بحران. أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرًا لهما كانا يتعقبانه فتخلفا في طلبه. ومضى بقية الصحابة حتى نزلوا نخلة فمرت بهم عير لقريش تحمل زبيباً وأدمًا وتجارة من تجارة قريش فيها عمرو بن الحضرمي، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، وأخوه نوفل، والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة.

 

فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبًا منهم، فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه أمنوا وقالوا: عمار لا بأس عليكم منهم وتشاور الصحابة فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقالوا: والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام. فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله فكان اول مؤمن يقتل مشركاً في الإسلام واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت القوم نوفل بن عبد الله فأعجزهم.

 

ولما عادت السرية وفيها إلى المدينة المنورة وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام". بعث المشركون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنكم تعظمون الشهر الحرام وتزعمون أن القتال فيه لا يصلح فما بال صاحبكم قتل صاحبنا؟ فلما أكثر الناس في ذلك جاء الفرج من الله عز وجل وأنزل سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على رسوله صلى الله عليه وسلم {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217].

 

وجاء يوم غزوة بدر الكبرى ليشارك خالد واخوته الثلاثة عامر وعاقل وإياس في الجهاد حيث ضربوا أروع واجل الأمثلة، وقدموا نموذجاً فريداً في الإسلام والهجرة والجهاد. وحازوا فضل السبق في انهم الاخوة الأربعة الذين شهدوا بدراً ولم يكن هناك أربعة اخوة سواهم. وقاتل الاخوة ببسالة وشجاعة حتى انتصر المسلمون في أول معركة في الإسلام قامت بين الحق والباطل؛ والتي قُتل فيها كبار المجرمين من كفار قريش. واستشهد في بدر اخاه عاقل بن البكير رضي الله عنه وهو ابن أربع وثلاثين سنة بعد ان قتله مالك بن زهير الجشمي.

 

ظل خالد بن البكير على جهاده وايمانه حتى جاء يوم قدم فيه على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رهطٌ من عضل والقارة (وهم من الهُون بن خزيمة) فقالوا: يا رسول الله؛ إنَّ فينا إسلامًا، فابعث معنا نفرًا من أصحابك؛ يفقِّهونا ويقرِئونا القرآن، فبعث معهم عشرة رهط؛ عاصم بن ثابت، ومرثد بن أبي مرثد، وعبد الله بن طارق، وخبيب بن عديٍّ، وزيد بن الدَّثِنَة، وخالد بن البكير، ومعتب بن عبيد، وأمَّر عليهم عاصمًا.

 

وفي شهر صفر في العام الرابع من الهجرة انطلق خالد بن البكير مع المجاهدين طاعة لله ولرسوله ولنشر الدين الحق، وسمت هذه السرية (الرجيع) وهو موضع ماء لهذيل، وهناك غدر قوم العضل والقارة بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واستشهدوا جميعا إلا خبيب بن عدي، الذي اخده المشركون أسيرًا، ثم صلب بمكة. وكان عُمْر خالد بن البكير رضي الله عنه يوم استشهاده أربعًا وثلاثين عاماً.

 

وانشد شاعر الرسول الصحابي الجليل حسان بن ثابت شعراً قال فيه:

 

ألا ليتني فيها شهدت ابن طارق ... وزيدًا، وما تغني الأماني، ومرثدا.

فدافعت عن حيي خبيب وعاصم ... وكان شفاء لو تداركت خالدا.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق