مع إعلان موسكو يوم الخميس. عن اعتقال المراسل الأمريكي لصحيفة "وول ستريت جورنال" إيفان جيرشكوفيتش بتهمة التجسس. حتي بدأت التساؤلات حول مصير هذه القضية التي أدت إلي دخول الجانبين الأمريكي والروسي في سجال طويل. بين مطالبات الطرف الأول بالإفراج عن الصحفي. ورفض الطرف الثاني.
اتجهت التقارير الصحفية الروسية إلي تأكيد عقوبة تصل إلي 20 عاماً في حال ثبوت تهمة التجسس علي إيفان جيرشكوفيتش.. لكن من جهة أخري قد تتحول القضية إلي ورقة تفاوض لروسيا.. فهل ستعمل موسكو علي استغلال قضية الصحفي الأمريكي كورقة ضغط ضد واشنطن؟!
أعلنت أجهزة الأمن الروسية يوم الخميس عن القبض علي الصحفي في مدينة "يكاترينبورج" بمنطقة جبال "الأورال". للاشتباه في قيامه بالتجسس. وأكد الكرملين أنه تم القبض عليه متلبساً. حيث كان يقوم بعمل تحقيق صحفي عن جماعة "فاجنر" العسكرية.
نفي جيرشكوفيتش المراسل الذي يتحدث الروسية. التهم الموجهة إليه خلال جلسة استماع في محكمة بموسكو- وفقاً لوكالة الأنباء الروسية "تاس".
قالت المحكمة في بيان إن الصحفي الأمريكي البالغ "31 عاماً" وضع في الحبس حتي 29 مايو. ويمكن تمديد فترة الاعتقال بانتظار محاكمة محتملة.
نددت الولايات المتحدة الخميس. بقرار محكمة روسية حبس جيرشكوفيتش احتياطياً لمدة شهرين. بعد إيقافه بتهمة التجسس. وطلبت الوصول القنصلي إليه. فيما ردت موسكو بأنها منحته حق التواصل مع القنصلية الأمريكية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: سيتم السماح بالوصول القنصلي له في الوقت المناسب.
فيما ذكر دانييل بيرمان محامي المراسل الأمريكي أنه لم يسمح له بدخول القاعة أو الاطلاع علي الاتهامات. بحجة أن القضية "سرية للغاية".
أصبح جيرشيكوفيتش أول صحفي يعتقل في روسيا منذ الحرب الباردة. وتحديداً منذ عام 1986 حين ألقي الاتحاد السوفيتي القبض علي الصحفي نيك دانيلوف علي ذمة اتهامات مماثلة خلال فترة توتر في العلاقات بين واشنطن والاتحاد السوفيتي- وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
قبع دانيلوف في سجن انفرادي لعدة أسابيع. قبل تدخل إدارة الرئيس الأمريكي حينها رونالد ريجان والتفاوض لإطلاق سراحه.
من الواضح أن قضية جيرشيكوفيتش قد تسببت في مزيد من الاحتقان بين موسكو وإدارة واشنطن. حيث أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أن الرئيس جو بايدن يتابع تفاصيل القضية بنفسه.
يعتبر جيرشيكوفيتش واحد من الصحفيين المعتمدين في سجلات وزارة الخارجية الروسية. وكان يعد تقريراً بشأن مجموعة المقاتلين الخاصة "فاجنر" في إطار الأضواء المسلطة عليها منذ أن انخرطت بشكل مباشر في الحرب الجارية في بأوكرانيا.
أوضح تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الصحفي المعتقل يواجه حكماً بالسجن يصل إلي 20 سنة. بموجب القانون الجنائي الروسي. ونقلت الصحيفة عن مصادر روسية أوضحت أن قضايا التجسس قد يطول النظر فيها لعدة أشهر. بينما تجري في إطار سري وغير علني.
في حال أدين الصحفي الأمريكي بالتجسس. فإن مغادرته السجن ستكون وفق سيناريو واحد محتمل بحسب خبراء. وهو دخول واشنطن وموسكو في صفقة تبادل للجواسيس. حتي وإن كانت واشنطن لا تعتبره عميلاً لها.
أما مغادرة إيفان للسجن قبل تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن. فيظل أمراً مستبعداً- حسب ما قالت مصادر لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- لاسيما علي المدي القريب.
وفق الصحيفة الأمريكية. فإنه من الممكن أن تستغل موسكو قضية الصحفي كورقة ضغط قوية. خاصة أن وكالة الإعلام الروسية الرسمية نقلت عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن مبدأ تبادل الأسري مع هذا الصحفي أمر سابق لأوانه. ويمكن أن يكون مستبعداً.
وفق الصحيفة الأمريكية. فإن الأمر قد يصل بموسكو إلي التفاوض علي أمر متعلق بالحرب الروسية- الأوكرانية مثل ملف الإمدادات الغربية الواسعة لكييف. كما أن هذا الأمر سيكون في صالح روسيا. خاصة أن الشارع الأمريكي ودوائر صناعة القرار ستمارس ضغطاً مكثفاً علي بايدن للإفراج عن المراسل المحتجز.
من جهة أخري. قال فاديمأريستوفيتش الأكاديمي في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية إن تلك الورقة سيتم استخدامها من قبل موسكو بشكل كبير ضد واشنطن. وبالأخص قبل الهجوم المضاد الذي تعد له كييف وتعتمد فيه بشكل كبير علي السلاح الغربي والأمريكي بشكل خاص.
اترك تعليق