أشار الدكتور عطية لاشين_أستاذ الفقه بجامعة الأزهر_إلى اختلاف أهل العلم حول تبييت النية من الليل كشرط لصحة الصوم على النحوالآتي:
*ذهب الشافعية وغيرهم إلى أنه يشترط لصحة الصوم أن توجد النية لصوم هذا اليوم قبل طلوع فجره أى أن توجد نية الصوم قبل دخول وقته خاصة إذا كان الصوم فرضا.
وأستدلوا على ما ذهبوا إليه بما جاء في كتب السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل) وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر (من لم يجمع النية من الليل فلا صيام له).
*أما إذا كان الصوم نفلاً،فعند الشافعية لا يوجبون لصحته وجود النية له من الليل،بل يكتفون بوجود النية أثناء النهار خاصة إذا كانت قبل زوال الشمس عن وسط السماء.
ويستدل الشافعية على ماذهبوا إليه من صحة صوم النفل وإن لم توجد نيته ليلا قبل دخول وقت صومه بأن المعصوم صلى الله عليه وسلم كان يدخل بيته أثناء النهار فيسئل زواجاته عن طعام فتكون إجابتهن ليس عندنا طعام فلا يزيد صلى الله عليه وسلم على أن يقول ( إني إذا صائم) .
وهذا على خلاف ما عليه المالكيه من عدم التفرقة في تبييت النية من الليل كشرط لصحة الصوم بين صوم الفريضة وصوم التطوع.
* وذهب الأحناف إلى صحة الصوم فرضا كان أو نفلا وإن لم توجد نية الصوم من الليل مستدلين بما قاله المعصوم صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء ( من كان صائما فليتم صومه ومن كان مفطرا فليمسك بقية يومه).
ووجه الاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك أثناء النهار حيث أمر من لم يذق شيأً بعد دخول وقت الفجر إستمر على صومك رغم عدم وجود نية الصوم عنده من الليل وقال لمن أكل بعد طلوع الفجر أمسك سائر اليوم.
لفت د.لاشين إلى أن الراجح رأى من إشترط لصحة صوم الفرض أن تبيت له النية من الليل لقوة الأدلة التي إستند إليها ،وأما ما إستدل به الحنفية فدليلهم ورد في صوم عاشوراء وصومه مندوب .
اترك تعليق