هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تطبيقات خفية.. لتدمير بنيتنا الأخلاقية 

رغم شراسة المواجهة الأمنية وجهود وزارة الداخلية في رصد وتتبع الجريمة الإلكترونية التي عصفت بأمن وأمان مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. مازال هناك ترويج لبرامج وتطبيقات تساهم في انهيار أخلاقيات المجتمع.


ومن ثم استمرار وقائع النصب والاحتيال الإلكتروني واختراق الصفحات الشخصية والعامة. وانتشار صفحات الدجل والشعوذة وأخطرها تطبيقات "المواعدة الخفية " المتاحة مجانا علي الانترنت وتؤرق العديد من الأسر والتي تتساءل: هل يمكن حجب مثل هذه المواقع في مصر نهائيا. وكيف يحمي المستخدمون أنفسهم من الابتزاز الإلكتروني. وهل تم محاصرة التطبيقات سيئة السمعة مثل " تيك توك ". ومتي تنتهي ظاهرة قنوات يوتيوب " الروتين اليومي". وهل يستدعي الأمر وضع نصوص تفسيرية لقانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الصادر سنة 2018 لمحاربة وردع مرتكبيها ؟

وأخيراً ماهو " شات ChatGPT " وماهي المخاوف من وراء استخدامه؟

 للإجابة علي هذه التساؤلات التي تشغل بال الكثيرين. التقت "الجمهورية اونلاين" اللواء أحمد طاهر مساعد وزير الداخلية مدير إدارة المكافحة الدولية للجريمة الإلكترونية ومباحث الأداب سابقاً..وإلي نص الحوار.

* رغم المواجهة الأمنية مازال هناك ترويج لبرامج وتطبيقات من شأنها انهيار الأخلاقيات في المجتمع. كتطبيقات "المواعدة وأحدثها تيمو". هل يوجد تطبيقات مواعدة خفية أخري غير متاحة علي الانترنت المعروف؟

هناك فعلا تطبيقات "مواعدة خفية" أحدثها "تيمو " وجميعها لايمكن الدخول فيها إلا للصفوة. وأصحاب الفيزا كارد. وتتطلب شروطا معينة كالافصاح الكامل عن الشكل ورقم الهوية وتصوير المستخدم في أوضاع وحركات تطلب منه في كل مرة تردد أو دخول. بالإضافة أن الاشتراك بها يكون بأستخدام الفيزا كارت. بل وهناك تطبيقات "مواعدة " أعمق من كل ذلك تتم من خلال عالم "الديب ويب". أو الإنترنت العميق وهو غير متوافر لعموم المستخدمين وله شروط استخدام كثيرة وهو عالم مليء حرفيا بكل الموبقات والأمراض النفسية.

* لماذا تتاح هذه التطبيقات وغيرها مجانا للمستخدمين؟

أغلب تطبيقات المواعدة والتعارف هي تطبيقات في ظاهرها مجانية. لكن لا يعلم المشتركون فيها جميعاً أنهم أدوات ووقود لمالكي تلك المواقع يستخدمونهم في جذب الإعلانات والتحصل علي أرباح من استهلاكات الإنترنت العالمي. فكلما زاد عدد المستخدمين كلما زاد استهلاك الانترنت المدفوع. مقدما فيتحصل علي نسبة منها مدفوعة من شركات الإنترنت مقابل تواجد وتردد المستخدمين بكثافة واستهلاكهم للانترنت المدفوع وكذلك يأخذ أرباحاً من الإعلانات المصاحبة لذلك. بجانب حصيلة كبيرة جداً من المعلومات والصور والمقاطع والأسرار والإتجاهات ودراسات في السلوك الاجتماعي والتي تتم من خلال اختراق أجهزة المحمول لكل المستخدمين.

* هل هناك جرائم ترتكب من خلال تطبيقات المواعدة وما أبرزها؟

هي تطبيقات أجنبية خبيثة لإفساد أخلاقيات المجتمع. ورغم أنها أجنبية الصنع. إلا أنها استهدفت الناطقين باللغة العربية وتحولت من مجرد تعارف إلي تطبيقات " مواعدة" لتسهيل عمليات اللقاءات المحرمة بين الرجال والنساء وأتاحت نشر صور النساء. وغرف جانبية لبدء محادثات. مع نشر خريطة بأماكن تواجد أقرب فتاة. أو سيدة علي استعداد للبدء في التعارف والمواعدة. إنشاء علاقات سرية وممارسة الأعمال المنافية للأداب. مشيراً الي أن أجهزة وزارة الداخلية نجحت من خلال إدارة مباحث الأداب والمكافحة الدولية للجريمة الإلكترونية من تتبعها ورصدها وتقديمها المتورطين للمحاكمة.
 
_هل أحدثت تلك المواقع المشبوهة هزة داخل المجتمعات العربية والمصرية المحافظة وأرقت الأسرة.؟ وساهمت في زياده عدد الجرائم المرتبطة بوجودها بالفعل بالفعل تسببت في ارتفاع نسب الطلاق والخيانة الزوجية وانهيار القيم والأخلاقيات داخل المجتمع. وزيادة تفكك الأسر. وإدمان مرضي للعلاقات المتكررة. وانتشار الأمراض الجنسية والنفسية و الأكتئاب والعزلة. ونعم نتج عن تلك العلاقات المشبوهة والمشوهة سقوط الكثيرين من الطرفين في مشاكل قانونية حيث انتشرت جرائم التهديد. الابتزاز. والتشهير. والاحتيال والخداع الإلكتروني. ونتيجة الابتزاز والتهديد ظهور جرائم الإتجار بالفتيات واخضاعهن لرغبات المرضي النفسيين المنتشرين علي تلك التطبيقات فيسيطرون عليهم ويجبروهم علي القيام بأفعال مخالفة للقانون. وهذا نوع من الإتجار بالبشر. وهي جناية يعاقب عليها قانونا.
 
* هل يمكن حجب تلك التطبيقات نهائيا من مصر واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها .

الحجب ممكن. ولكن يوجد ألالف التطبيقات. والحل الأكيد والوحيد في التوعية. يجب أن يكون حجبا قانونيا وبحكم قضائي وله أسبابه. في أن يكون فيه خطورة علي الأمن الاجتماعي المصري. لأن الحجب لا يمنع أبدا إمكانية الدلوف لتلك المواقع من أي نافذه الكترونية أخري أو من موقع أخر لم يتم حجبه بعد.

* كيف يحمي المستخدمون أنفسهم من الوقوع فريسة للخداع والتصيد والابتزاز الإلكتروني ؟
 
الخداع أو التصيد الإلكتروني يتم عبر الرسائل الخاصة والنصية القصيرة علي الهاتف المحمول للشخص المستهدف بالاختراق. ويحدث عندما يرسل شخص مزيف تلك الرسائل والتي عادة ما تحتوي علي عروض لمنتجات معينة.أو تنبيهات لأخبار عاجلة. أو بشأن خدمات وظائف بالبنوك والشركات. وبفتح اللينك يتم اختراق الهاتف والاستيلاء علي محتوي الهاتف من صور ومقاطع وبيانات ومن تلك الرسائل المزيفه مثلاً ( هاتفك في خطر.. فرصه لاتعوض.. تحرك الأن.. انتهز الفرصة..وفي لحظة يصبح مابداخل الهاتف ملك للمخترق فيتاجر بها ويقوم ببيع المحتوي لشركات متخصصة في ذلك توجد عادة داخل الانترنت المظلم وقد يتطور الأمر الي ابتزاز وتهديد والتحصل من الضحايا علي أموال مقابل عدم فضح أمرهم. فالتصيد والخداع الإلكتروني يعتمد علي جهل الضحايا أو طمعهم.
 
_ وكيف نحمي أجهزتنا اللوحية وصفحاتنا الشخصية من الاختراق ؟

يجب أن يقوم المستخدم بثلاث خطوات. أولها اختيار خدمات البريد الإلكتروني ذات السمعة الجيدة. ثانياً استخدام برامج فيروسات عالية الجودة والبعد تماما عن البرامج المجانية. والابتعاد تماماً عن المواقع الإباحية ومواقع الألعاب الالكترونية غير المدعومة وفي جميع الأحوال يعاقب القانون رقم 571 لسنة 8102 من قانون تقنية الجرائم الإلكترونية المتهمين بالحبس والغرامة. والجهات المنوط بها تنفيذ ذلك الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات.

* ماذا يعني مصطلح "الطب الشرعي الرقمي" وكيف يساهم في محاصرة الجريمة الإلكترونية؟

هو عملية تحديد الأدلة الرقمية وحفظها وتحليلها وتقديمها. فيتيح الطب الشرعي الرقمي استخراج الأدلة من خلال تحليل البيانات وتقييمها من الأجهزة الرقمية ويستخدم لاستعادة البيانات وفحصها مع الحفاظ علي أصالتها وضمان عدم التلاعب في الأدلة الرقمية أو تغييرها أو إزالتها أو تشويهها مع إمكانية أخذ بصمه الكترونية تضاهي بصمة الأصبع والتي فور التمكن من أخذها يمكن استعادة صفحة القائم بارتكاب الجريمة الإلكترونية حتي ولو قام بحذفها.

* " التيك توك" من أشهر هذه التطبيقات.. هل تم محاصرته أمنيا بعد سقوط العديد من البلوجر ومشاهيره. أمثال مودة الأدهم وحنين حسام.؟

بالفعل الضربات الأمنية الأخيرة لبعض مرتادي ذلك التطبيق ممن يعلنون أنفسهم " بلوجر". ويقدمون محتوي يحمل إسفافا وفجرا. وتعدي واضح علي قيم وأخلاقيات المجتمع المصري. فضبطهم بواسطة رجال مباحث تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية. ومحاكمتهم جعل من الأمر ردعا لمن يحاول تقديم محتوي مخل ومع ذلك تسببت تلك الضربات في زيادة شهرة التطبيق وكان أكبر دعاية له وازداد عدد المستخدمين له ومازال الرصد والتتبع والضبط علي قدم وساق ويبدوا أن لا أحد يتعلم لضعف الرقابه الأسرية وانحدار فئات من المجتمع وجدت ضالتها في جني المال من وراء ذلك التطبيق.

* وماذا عن مواجهة ظاهرة قنوات يوتيوب " الروتين اليومي" الذي تقدمه قلة من النساء بشكل مخل بقصد التربح... وهل الرصد والتتبع كافي للقضاء عليها . ؟

قانون الجريمة الإلكترونية لم يفسر معني التعدي علي أخلاقيات المجتمع لذلك عندما تظهر إحدي السيدات وهي متقبة أو مرتدية حجابا وهي تتمايل بحركات مثيرة للغرائز من داخل مطبخ أو غرفة بشقتها لا يستطيع القاضي وفقا لما لديه من نص قانوني الحكم عليها وإدانتها لذلك يحتاج قانون الجريمة الالكترونية إلي وضع مذكرات تفسيرية لمصطلح التعدي علي قيم المجتمع حتي تصبح جريمة ونستطيع مواجهة تلك الظاهرة بشكل أقوي. حيث تنجح وزارة الداخلية في رصد تلك القنوات وضبط القائمات عليها ولكن قد لا ينتهي الأمر بحكم رادع وقد تحصل علي علي البراءة نظرا لعدم وجود نص واضح بالقانون. 

* ماهو التصرف الصحيح تجاه رسائل الـ Sms التي تأتي علي الهاتف المحمول وتدعي أنها خدمة عملاء البنك وتطلب الاتصال او الإدلاء بمعلومات لتحديث البيانات ؟ 

الحل هو التجاهل الكامل للرسالة. وعدم الرد علي أي مكالمة دولية. وعدم فتح أي روابط عن الإعلانات الوهمية تحت مسمي "فرصة للعمل في جهة حكومية. اغتنم وظيفة. سارع بالتسجيل" وما شابه إلا إذا نشرت علي الصفحة الرسمية لتلك الجهة أو الهيئة. 

* ماهي المخاوف من وراء أستخدام شات gpt ؟

شات gpt هو ربوت ذو ذكاء اصطناعي قوي جدا قادر علي تلبية احتياجات المستخدم في لحظات قليلة. وبمجرد كتابة ثلاثة أو أربع كلمات عن موضوع معين علي الفور يقدم شات gpt تقريراً كاملاً عن هذا الموضوع ويمكن أن يكتب كتبا ومقالات وأبحاث ويحل المسائل العلمية والفرق كبير بينه وبين Google في كمية الداتا التي يعطيها. و والمخاوف من شات gpt. أن يميت الابداع في مجال البحث والتعليم والكتابة والفكر بشكل كبير. وإن لم يستخدم بشكل صحيح سيؤدي إلي توقف العقل البشري وإصابة بالشلل.
 
* أخيراً.. نصائح للفتيات حال التورط والاستدراج علي مواقع التواصل من المبتزين.

علي الفتيات عدم الانخراط والثقة في أشخاص افتراضيين علي مواقع التواصل بدافع التعارف واقامة العلاقات العاطفية. وإذا تطور الأمر إلي تورط الفتاة وعدم قدرتها علي اتقاء شر من غرر بها وصار يهددها بصور أو فيدوهات أو ما شابه عليها مصارحة الأهل علي الفور والتقدم ببلاغ إلي مباحث تكنولوجيا المعلومات ومقرها بالعباسية ويوجد فروع لها داخل جميع مديريات الأمن علي مستوي الجمهورية. أو التقدم ببلاغ عن طريق أرقام مخصصة أو علي موقع النيابة العامة.. عليها المواجهة وعدم الاستسلام للجاني لأن كل ما هو قادم بعد ذلك سيكون أصعب عليها بكثيراذا لم تبادر الي وقف الابتزاز.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق