العلاقة بين الانسان والحيوان بل الإنسان والجماد في بعض الأحيان تأخذ بعدًا مختلفًا. يغلب عليه طابع العاطفة والحب والمودة والصداقة. خصوصًا عندما لا يجد ذلك الإنسان في محيط البشر ما يغنيه عن العوالم الأخري. ويقرر العزلة. فكثيرًا ما نجد البعض يتخذ من الكلاب صديقاً. أو يقتني قطة أو طائراً ويصبح جليسه في الليل والنهار. وفي بعض الأحيان يكون هذا الصديق آلة من بني الحديد كالروبوت أو الموبايل أو التليفزيون علي سبيل المثال.

لأنه كان آخر رجل في العالم. وتجاوز عمره الستين ومصاب بمرض عضال ويمتلك كلبًا قضي معه فترات طويلة من عمره ولا يريد أن يموت ويتركه بلا أحد يراعيه ويخدمه ويعمل علي إطعامه وشغل أوقاته. قرر "فينش" أو النجم توم هانكس في الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه أن يخترع روبوت متقدم باستخدام الذكاء الاصطناعي. حتي يتولي أمور كلبه بعد رحيله!

وكالعادة يبدع هانكس في تمثيل الأدوار الصعبة والمعقدة ويجيد التمثيل مع نفسه فيظهر خلال أحداث الفيلم بالكامل بدون بطل أو بطلة أو كومبارس وقد أبدع من قبل في دوره في فيلم "كاست أواي" الذي مثل فيه بمفرده أيضاً معظم الوقت عندما سقط علي جزيرة خالية من السكان واضطر ان يتعايش إلي أن نجا في النهاية.

في الواقع وجدت في المكتبة المصرية واحدة من أجمل الأعمال الدرامية التي عالجت الفكرة نفسها وهو مسلسل "الرجل والحصان" بطولة العبقري محمود مرسي في دور الشاويش طلبة ومعه هدي سلطان في دور جليلة بائعة الطيور والنجمة الجميلة مديحة سالم في دور الست نعمات وكوكبة أخري من النجوم حريفة تمثيل وعلي رأسهم محمد رضا ونبيل الدسوقي وسامي مغاوري وإبراهيم عبدالرازق والممثلة المعتزلة فاطمة التابعي.

شاويش حسن السمعة معروف عنه احترامه للميري وجديته وصلابته بقي له شهور ويخرج للمعاش ومعه حصانه الذي أسماه عنتر. العلاقة بين الشاويش طلبة والحصان في المسلسل هي علاقة أب وابنه بالضبط فقد مرت سنوات طويلة وهما لا يفارقان بعضهما وقد خفف وجود الحصان علي الشاويش طلبة صدمة فقدان ابنه فتحي في سنوات مبكرة من عمره فاعتبر الحصان مثل ابنه. المشكلة أنه حسب قوانين الميري الحصان عجز وبات مطلوباً التخلص منه بإعدامه برصاصة في رأسه وهنا يجن جنون الشاويش طلبة كيف وبعد الخدمة الطويلة هذه يقتلون حصانه الذي يعتبره مثل ولده؟ يحاول عبثاً أن يقنع السيد المأمور بأن يترك له الحصان حتي يموت ميتة ربنا وألا تكون نهاية سنوات خدمته رصاصة تفرتك نفوخه ولكن دون جدوي. حاول إقناع المسئولين بأن يشتريه ولكن شقيقه شلبي يمنعه من بيع قيراطين أرض كان طلبة يحاول أن يفتدي الحصان بهما.

ولما سأل العم درديري صديق طلبة لماذا يريدون قتل الحصان؟ رد عليه صديقه بأنهم يريدون توفير طعامه بعد أن أصبح عبئاً عليهم!