أعلنت لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، اليوم الثلاثاء، عن اختيارها جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية بنسخة الجائزة لعام ٢٠٢٣.
وجاء فوز سانت إيجيديو، وهي منظمة إنسانية مقرها العاصمة الإيطالية روما وتنتشر في ٧٣ دولة في أوروبا وأفريقيا وأمريكا وآسيا، تقديرًا لإسهامها في تسهيل حل النزاعات وإنجاح المفاوضات السلمية وجهود نشر السلام من خلال الدبلوماسية الدينية والحوار الثقافي في العديد من بقاع العالم، من غواتيمالا إلى موزمبيق، بالإضافة إلى جهودها في الخدمة المجتمعية ومد يد العون للاجئين ومساعدتهم على الاندماج الإيجابي في المجتمعات المستضيفةِ لهم من خلال المبادرة التي أطلقتها تحت عنوان "الممرات الإنسانية" والتي تهدف إلى تقديم الدعم إلى أكثر المجتمعات معاناة من الفقر حول العالم.
وتوضح "الجمهورية اونلاين" تفاصيل ودور جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية في السطور التالية:
جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية هي منظمةٌ إنسانية تكرس جهودها للخدمة المجتمعية، تأسست عام 1968 بقيادة أندريا ريكاردي، وفي عام 1973 الذي شهد توسع الجمعية مُنحت مقرًا في دير الكـــرمليِّين السابق وكنيسة سانت إيجيديو في روما، بإيطاليا.
يتمثل الإنجاز الدبلوماسي الأبرز لسانت إيجيديو في الوساطة لإبرام اتفاقية السلام في موزمبيق في الرابع من أكتوبر 1992، والتي أنهت حربًا أهلية استمرت ستة عشر عامًا. وتوصف سانت إيجيديو بأنها "واحدةٌ من أكثر مجموعات حل النزاعات تأثيرًا في العالم" وهذا ما تؤكده الأوسمةُ التي تلقتها من مجموعة واسعة من القادة في العالم.
ومن أبرز مبادرات الجمعية مبادرة "الممرات الإنسانية" والتي تهدف إلى حماية اللاجئين ودمجهم في مجتمعاتهم الجديدة. تضمن هذه المسارات الإنسانية تأمين مرور المهاجرين عبر نقلهم جوًا بالتعاون مع شركات الطيران الأوروبية، مما يجنبهم ركوب القوارب الصغيرة والخطيرة لعبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، كما يُساعد ذلك أيضًا في محاربة تهريب البشر. وحتى اليوم، لا زالت هذه المبادرة تفيد آلاف اللاجئين.
منذ إنشائها، لعبت المنظمة دورًا نشطًا في العديد من مفاوضات السلام التي تُوجت بالنجاح من خلال عملها كوسيط ومُيسّر لهذه المفاوضات، ومنها معاهدة السلام في موزمبيق (١٩٨٩-١٩٩٢)، والتوسط لوقف الحرب الأهلية في غواتيمالا (١٩٩٦)، والتوسط في التفاوض لتحقيق السلام بين كوسوفو وصربيا (١٩٩٦-١٩٩٨)، وتعزيز الحوار الوطني في الكونغو (١٩٩٩)، والتوسط لإبرام معاهدة السلام في بوروندي (١٩٩٧-٢٠٠٠).
تتبنى سانت إيجيديو الدبلوماسية الدينية والحوار بين الثقافات لتحقيق السلام وهو ما أكسبها اعترافًا عالميًا في مجال تعزيز قيم الأخوة الإنسانية.
ومن المقرر أن يُكرَم الفائزَين خلال حفل الجائزة المقرر تنظيمه يوم الرابع من فبراير ٢٠٢٣ في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو اليوم الذي اعتمدته الأمم المتحدة يومًا دوليًا للأخوة الإنسانية.
يُذكر أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية هي جائزة دولية سنوية مستقلة، قيمتها مليون دولار، تحتفي بالأعمال الجليلة للأفراد والكيانات من مختلف أنحاء العالم، ممن يساهمون في تحقيق التآلف بين الناس وبناء جسور التواصل والوئام، ويعملون بإيثار متجاوزين حدود الفرقة والانقسامات لتحقيق تقدم حقيقي يستند إلى قناعة ثابتة بقيم الأخوة الإنسانية كنهج لتقوية أواصر العلاقات الإنسانية، ولتحقيق إنجازات حقيقية من أجل تعزيز التعايش السلمي في مختلف المجتمعات.
تأسست الجائزة عام ٢٠١٩ احتفاءً باللقاء التاريخي الذي استضافته العاصمة الإماراتية أبوظبي بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والذي وقَّعا خلاله وثيقة الأخوة الإنسانية.
وقد سُميت الجائزة باسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة (طيب الله ثراه) والذي عُرف بجهوده الإنسانية وتفانيه في مد يد العون للشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات.
اترك تعليق