ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك وتجيب عليها لجنة الفتوي الرئيسية بالدار.

* ما الرأي الشرعي في مسألة اتفاق الزوجين علي عدم الإنجاب مطلقًا. وهل أباحها الإسلام أم حدد لها ضوابط شرعية؟

** عدم الإنجابِ هو حقّى للزوجين معًا. ويجوز لهما الاتفاقُ عليه إذا كان في ذلك مصلحة تخصُّهما. ولا يجوز لأحدهما دون موافقة الآخر» وهذا الجواز علي المستوي الفردي. وذلك لأنَّه لم يرِدْ في كتاب الله تعالي نصّى يُحرِّم منعَ الإنجاب أو تقليلَه.. كما أن اتفاقهما علي منع الإنجاب في هذه الحالة يُقاس علي العزل» وقد اتفق جمهور العلماء علي أنَّ العزلَ مباحى في حالة اتفاق الزوجين علي ذلك.

أَمَّا علي مستوي الأمة فلا يجوزُ المنْعُ المطلق من الإنجاب» لما فيه من الإخلال بنسبة التوازن التي أقام الله الخلق عليها. ولا يدخل في هذا ما تقوم به الدول من إجراءات للعمل علي تحديد النسل. وذلك طلبًا للحياة الكريمة لشعوبها. وَفق الدراسات المفصحة عن إمكانيات هذه الدول.. كما أنَّ تصرف ولي الأمر منوط بالمصلحة.

* هل دفن الميت فرض عين أم فرض كفاية. وما هي الآداب الإسلامية عند نزول القبر؟

** دَفن الميت فرضُ كِفَايَةي. والمطلوب في القبر الشرعي الذي يصلح لِدَفن الميت هو ما يحقق تكريم الجسد بعد الموت ويحفَظُهُ مِن الاعتِداء عليه ويستر التغيرات التي تحدث له. ومما يتعلق بالدفن أنه يستحبُّ في دَفن الميت أنه بعد دخوله القبرَ يُوضَع علي شِقِّهِ الأيمن.. ويجب أن يُوَجَّه وَجهُ الميت وصدرهُ وبطنهُ إلي القِبلة. ويَحرُمُ تَوجيهُ الوَجهِ لغير القِبلة.. ولا يَضُرُّ أن يكون الدَّفن علي الرَّمل أو التُّراب. فكُلُّ ذلك جائز.

* ما هي السنن التي وردت عند احتضار المسلم؟

** يسن عند الاحتضار عدة أمور. منها تلقين المحتضر الشهادتين بنطقهما أمامه دون إلحاحي منفر وليس بطلب قولها منه» وهذا هو معني قول النبي صلي الله عليه وسلم: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ".. مع توجيهه إلي القبلة مضطجعًا علي شقه الأيمن إذا كان هذا لا يزعجه. تفاؤلا بأنه من أهلها. ولأن البراء بن معرور رضي الله عنه. أوصي أن يوجه للقبلة إذا احتضر. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: "أصاب الفطرة".. بالإضافة إلي قراءة شيءي من القرآن الكريم. كسورتَي الإخلاص. ويس» لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "اقرءوا سورة يس علي موتاكم".

ويفضل تغميض عينيه. وتندية شفتيه بعد تأكد الموت. للبقاء علي منظري حسن. وتغطيته صيانة له عن الانكشاف. وسترًا لصورته المتغيرة عن الأعين. إلي غير ذلك من السنن التي ذكرها فقهاء الأمة وعلماؤها.

* امرأة نذرت أن تصوم لله يومَي الإثنين والخميس طوال حياتها. لكن زوجها منعها لتعبها الشديد. فهل يجب عليها الوفاء بنذرها؟

** إذا لم يقدر الإنسان علي الوفاء بالنذر فعليه كفارة يمين. وما دام الزوج يرفض أن تصوم زوجته لتعبها الشديد. فعلي المرأة أن تطيع زوجها. فلا تصوم وعليها كفارة يمين.. وذلك لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِيني. وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لاً يُطِيقُهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِيني".

* ما آداب العلاقة السليمة بين الزوجين؟

** تطلق دار الإفتاء المصرية في الوقت الحالي حملة بعنوان #لتسكنوا_إليها من أجل حياة أسرية سعيدة. وعلاقة سليمة بين الأزواج. ننصح فيها الأزواج بالاهتمام بغرفة النوم. ونحذر الأزواج من الهجر في الفراش. فمن المهم للزوج أن يحتضن زوجته أثناء النوم. فإنه يزيد من الود والمحبة. ولا بأس لو أحسنتما استغلال الوقت قبل النوم في الحديث حول لحظاتكما السعيدة ومواقفكما المضحكة. وتجنبا الحديث عن المشكلات الأسرية أو المواقف الـمؤلـمة.

كما تدعو الدار إلي الالتزام بآداب الجماع. وما يقال عنده من الذكر والدعاء. لما في ذلك من تحصين وحفظ ووقاية للزوجين من كل مكروه وسوء. كما جاء في الحديث الشريف: "إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله. قال: بسم الله. اللهم جنبنا الشيطان. وجنب الشيطان ما رزقتنا".

وكذلك مراعاة المداعبة والملاطفة والمزاح فيما بين الزوجين وعدم إهمالها. فلا شك أن المداعبة والملاطفة من أهم أسباب السعادة النفسية لكل من الزوجين. وذلك مما يجعل كلا منكما متقبلا للعلاقة في غالب وقته. فالابتعاد يورث الجفاء. والقرب يجلب المودة.. مع مراعاة كل منهما ظروف الآخر الخاصة. عند طلب ممارسة العلاقة. والحرص علي اختيار الوقت والحال المناسب.. فلا ينبغي أن يطلب الزوج زوجته أو الزوجة زوجها في حال المرض أو التعب. أو مع شدة الغضب إلا إذا حصل الرضا. وطيب الخاطر. وتم الفرح والسرور» إذ مراعاة نفسية الآخر تشعره بقيمته في الحياة.. لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا جامع أحدُكم أهلَه فلْيَصْدُقْها. ثم إذا قضي حاجتَه قبلَ أن تَقْضِيَ حاجتَها فلا يَعْجَلْها حتي تَقْضِيَ حاجتَها".

ومع العلم بأن الإعفاف من الحقوق المشتركة بين الزوجين فمن الحقوق المشتركة بين الزوجين أن يلبي كل منهما رغبة الآخر. ما لم يكن هناك مانع. وعلي الزوجين أن يعلما أن هذه العلاقة لهما فيها أجر. إن قصد كل منهما بعلاقته الخاصة إعفاف نفسه وكذا زوجه وإحصانه عن الحرام. قال النبي صلي الله عليه وسلم: "وفي بضع أحدكم صدقة". قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجرى؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في حرامي أكان عليه وزرى؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرى.

* هل يجوز شرعًا تأجير عقار لبنك؟

** تأجير العقارات -بعقود التأجير المعتمدة- للبنوك وأخذ مقابل الإجارة هو كسائر الإجارة من الأمور الجائزة شرعًا. وكذا الإنفاق منه -أي المقابل أو الأجرة- في جميع وجوه النفقة جائز لا حرج في ذلك شرعًا» لأنها حقوق مترتبة علي عقد مشروع. ومن المقرر شرعًا أن الأصل في العقود والمعاملات الإباحةُ. ما لم يأتِ دليلى شرعيّى علي التحريم. والإجارة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع.

* ما حكم الغش في البضاعة المتفق علي توريدها في المناقصات؟

** الغش في البضاعة المتفق علي توريدها في المناقصات ونحوها حرامى شرعًا. وأكلى للأموال بالباطل. وقد حرَّم الإسلامُ الغشَّ والخداع.. لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا".. والإسلام أمر المؤمنين بالصدق وأن يكونوا مع الصادقين» فقال تعالي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ؟. وأمر بالوفاء بالشروط في العقود» فقال صلي الله عليه وآله وسلم: "الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ. إِلا شَرْطًا حَرَّمَ حَلالا أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا".

* هل يجوز أداء صلاة الاستخارة عن الغير؟

** فقهاء المالكية والشافعية أجازوا أن يصلِّي الشخص عن غيره صلاة الاستخارة. كأن تُصلِّي الأُمُّ عن ابنتها والصديق عن صديقه» لما في ذلك من الإعانة علي فعل الخير» لقول النبي صلي الله عليه وسلم "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه"