هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رئيس وحدة الوقاية والتأهب بـ "الصحة العالمية" في حوار خاص:

النظام الصحي في مصر.. نجح في التصدي لـ "كورونا"
المبادرات الرئاسية من التجارب المتميزة علي المستوي الدولي
جائحة "كوفيد 19" ما زالت تمثل حالة طوارئ في بلدان العالم
نتوقع زيادة فيروسات الجهاز التنفسي خلال الشتاء القادم
التطعيم.. الحل الأفضل لمواجهة الأنفلونزا الموسمية
الاضطرابات والنزاعات بشرق المتوسط وراء عودة الأمراض شديدة الخطورة
التغيرات المناخية.. سبب رئيسي في انتشار الكوليرا مؤخراً
الترصد وتطبيق اللوائح الصحية.. السبيل لمواجهة الأوبئة العابرة للحدود

أكدت د. شيرين النصري رئيس وحدة الوقاية من مخاطر العدوي والتأهب بمنظمة الصحة العالمية ان هناك تقدما كبيرا في السيطرة على تفشي كورونا في العديد من البلدان.


أضافت ان لجنة الطوارئ أوضحت ان الجائحة لا تزال تشكل حالة طوارئ مطالبة بضرورة التوسع في اللقاحات.

قالت ان الفيروسات التنفسية تنتشر بكثرة خلال الخريف والشتاء وحاليا توجد ثلاث فيروسات منتشرة في الولايات المتحدة.

أوضحت ان الوقاية بكل أنظمتها هي حائط الصد الذي يساهم في الحد من انتشار الأمراض المعدية والوفيات.

أشارت إلي أن قدرة الأنظمة الصحية وكفاءتها من العوامل المساعدة في معركة الأوبئة والفيروسات خاصة أنظمة الترصد والتأهب.

أكدت أن منظمة الصحة العالمية تعمل جاهدة مع البلدان المصابة بالكوليرا لمنع تفشي المرض.

أشادت بالنظام الصحي في مصر الذي استطاع التصدي لجائحة كورونا والمبادرات الصحية التي نجحت في علاج المصريين.

لم تعد أخبار كوفيد تحظي باهتمام كبير، هل يعود ذلك لتحسن الوضع الوبائي؟
- بالفعل هناك قدر كبير من التقدم المحرز في السيطرة علي تفشي المرض في العديد من البلدان علاوة على ارتفاع مستويات المناعة بين السكان ومع ذلك لا تزال هناك مخاوف من جائحة كوفيد-19 فنحن مازلنا نشهد استمرار ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات وهناك مخاوف من التطور غير المتوقع للفيروس مع أهمية ارتفاع التطعيم بين أولئك الأكثر عرضة للخطر وعدم تكافؤ فرص الحصول علي العلاج ونتيجة لذلك لا يزال التنسيق المستمر والعمل مع المعنيين في القطاع الصحي للاستجابة الدولية وقد اجتمعت لجنة الطوارئ التابعة للوائح الصحية الدولية للمرة الثالثة عشرة وخلصت إلي أن جائحة كوفيد-19 لا تزال تشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.

لذلك أصدرت لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة توصياتها إلي جميع الدول بتحديث خططها الوطنية لمواجهة الأزمة مع المطالبة بتوسيع القدرة علي الوصول إلي الاختبارات والعلاجات واللقاحات.

موجة جديدة

هل من الممكن أن يتغير الوضع بحلول الشتاء ونواجه موجة جديدة؟
- حتي الآن هناك دلائل علي زيادة الحالات في أوروبا مع وجود علامات مبكرة على زيادة حالات الحجز بالمستشفيات في بعض البلدان ومن المتوقع انه مع الأشهر الباردة وتغير السلوكيات الاجتماعية في بلدان من نصف الكرة الشمالي سنشهد عودة ظهور فيروسات الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا وكورونا وغيرهم ويعتمد ارتفاع الحالات المصابة علي متحورات الفيروس ودرجة التزام الناس بتدابير الصحة العامة لمنع الفيروس من الانتشار.

الفيروسات التنفسية

ماذا عن الفيروسات التنفسية المنتشرة علي مستوي العالم خلال هذه الفترة؟
- من المعروف ان الفيروسات التنفسية تنتشر بكثرة خلال فصل الخريف وبداية فصل الشتاء وقد انتشرت ثلاثة فيروسات في أمريكا هي الانفلونزا وكوفيد-19 والفيروس الخلوي التنفسي ويمكن للأعراض أن تكون متشابهة بين مختلف الأمراض التنفسية مثل صعوبة التنفس والجفاف وآلام الحلق والعضلات والحمي وأكثر الفئات عرضة للإصابات الأطفال الصغار وكبار السن، لذلك فالتطعيم هو أفضل دفاع للوقاية من الأنفلونزا وكوفيد-19.

هل توجد وسيلة للوقاية من الفيروسات التنفسية؟
- من المهم اتباع طرق الوقاية التي تحد من الإصابة أو من انتشار المرض أهمها تجنب الاحتكاك المباشر بالمصابين واستعمال أدواتهم الشخصية مع المحافظة علي النظافة الشخصية والحرص علي نظافة الأسطح والأرضيات والالتزام بغسل وتطهير اليدين مع ارتداء الكمامات حال مخالطة المصابين وأخيرا الاهتمام بالغذاء الجيد المتوازن والنوم الجيد مع ممارسة الرياضة.

هل توجد علامات لهذه الفيروسات تستوجب اللجوء إلي المستشفي؟
- إذا حدث صعوبة في التنفس أو في حالة عدم انخفاض درجة الحرارة هذا مؤشر للذهاب فورا إلي المستشفي خاصة ان هذه الأعراض لا يمكن السيطرة عليها داخل المنزل بدون رعاية طبية وحتي لا تحدث مضاعفات أخري تؤثر على الحالة الصحية.

النظم الصحية

ما خطورة الفيروسات التنفسية علي الصحة والأنظمة الصحية؟
- الفيروسات التنفسية كغيرها من الأمراض السارية التي تنتقل من شخص لآخر يمكن أن تسبب في حالات مرضية كثيرة وكذلك الوفيات بين الأعمار المختلفة مما يؤثر علي صحة الأشخاص ويضعف قدرة النظم الصحية.

وينتقل الفيروس بسهولة من شخص لآخر عن طريق الرذاذ والقطيرات التي تنتج عند السعال أو العطس وتميل الأنفلونزا إلي الانتشار بسرعة في أوقات موسمية لذلك تعد الوقاية هي الطريقة المثلي لحماية أنفسنا والمجتمع بشكل عام هناك لقاحات للفيروسات التنفسية بجانب تدابير الوقاية.

الأنفلونزا الموسمية

كيف يمكن الوقاية من الأنفلونزا الموسمية؟
- لأن الأنفلونزا الموسمية من الأمراض المعدية سريعة الانتشار يعد اللقاح السنوي المضاد لها هو القادر على توفير الحماية من الأنواع التي تنتشر بين البشر وتتسبب في حدوث الأوبئة.

لذلك نتوجه بالنصيحة باتباع توصيات الجهات الصحية بشأن الحصول على لقاحات الأنفلونزا وكوفيد-19 وفي نفس الوقت تظل الطريقة الأكثر فاعلية لمنع الإصابات بالفيروسات هي تجنب الأماكن المزدحمة سيئة التهوية وتجديد هواء الغرف يوميا والحرص على النظافة.

أما في حالة الإصابة فلابد من الراحة لمساعدة الجهاز المناعي على محاربة الفيروس وعدم اللجوء لاستخدام المضادات الحيوية فهي لا تساعد على التخفيف من الأعراض بل قد تؤدي إلي مشاكل صحية في أحيان كثيرة، أما الأدوية المضادة للفيروسات فيجب أن يتم اعطائها تحت اشراف الطبيب لبعض المرضي الذين يعانون من أمراض مناعية أو عدوي خطيرة.

مرحلة الخطر

هل انتشار الأوبئة والفيروسات أمر طبيعي وما الأسباب التي تؤدي إلي مرحلة الخطر؟
- بالفعل عملية الانتشار أمر طبيعي حسب ما شهدنا علي مدار الأعوام الماضية وقد يؤدي وباء شديد إلي ملايين الوفيات وتعطيل الحياة الاقتصادية وتختلف عوامل الخطورة من مرض لآخر ولكن تعد الأمراض المعدية مصدر قلق كبير وخصوصا أثناء حالات الطوارئ الانسانية وتشمل عوامل الخطر الرئيسية المسكن غير الصحي وتلوث المياه وتردي نظم الصرف الصحي والنظافة وضعف الأنظمة الصحية وكلها عوامل تسهل في تفشي أمراض كارثية، لذلك ضمان التأهب لمواجهة الأوبئة والوقاية منها والاستثمار في أنظمة تكفل الاستعداد قبل أن تتفاقم الأزمات.

كيف يمكن التغلب علي مقاومة مضادات الميكروبات؟
- من المعروف ان مقاومة مضادات الميكروبات تشكل خطرا صحيا وماليا كبيرا ومتزايدا على البلدان وتحدث هذه المقاومة ضد البكتيريا والفطريات والفيروسات والطفيليات عندما يتعذر معالجتها بالأدوية المحددة بواسطة الطبيب المختص، لذلك أصدرت المنظمة توصياتها فيما يتعلق بهذه القضية.

إلي أي مدي تستطيع الأنظمة الصحية التصدي لخطر الأوبئة والفيروسات؟
- مما لا شك فيه ان قدرة النظم الصحية وكفاءتها من العوامل المحددة لانتشار الأوبئة وذلك يتضمن قدرة نظم الترصد الصحية على الاكتشاف المبكر للحالات وتأكيدها بالتحليل المختبري والرعاية السريرية المناسبة لتقليل المضاعفات والوفيات والوقاية من العدوي المرتبطة بالمنشآت الصحية ومكافحتها والتواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية لرفع وعي المواطنين وإشراكهم في اتخاذ القرار الصحي.

أنظمة الترصد

هل أنظمة الترصد كافية لصد هجوم الفيروسات؟
- على الرغم من الثمن الباهظ الذي يتمثل في خسارة الأرواح أثناء جائحة كورونا فقد استفدنا من الجائحة في رفع كفاءة النظم الصحية وقدرتها علي التأهب والاستجابة للأمراض المعدية المختلفة.

والجدير بالذكر ان أنظمة الترصد تتضمن خطوات عدة تتداخل معا لضمان كفاءة وفاعلية الاكتشاف المبكر عن الأمراض للحد من الانتشار والوفاة بداية من رفع وعي المواطن وتوفير العلاجات الحديثة في المستشفيات والرعاية الصحية وعلى مدي العامين الماضيين سلط الوباء وتداعياته ضرورة الاهتمام بالصحة علي نحو يستطيع الحد من الآثار والتداعيات الخطيرة وقد تم إنشاء اللجنة المستقلة للتأهب والتعامل مع الأوبئة عام 2020 بواسطة منظمة الصحة العالمية بهدف معالجة أي تهديدات صحية مستقبلية علي نحو أفضل.

نحن جميعاً نحتاج إلي مواجهة التحديات من خلال العمل والتنسيق الفعال بين الدول الأعضاء لإعادة بناء نظام رعاية صحية قوي وقادر علي الصمود مع التغيرات المفاجئة.

مبادرات صحية

تعاني منطقة شرق المتوسط من اضطرابات ونزاعات تؤثر علي النظم الصحية.. فما دوركم؟
- لأن هذه الأوضاع تؤدي إلي عودة ظهور مسببات الأمراض شديدة الخطورة أنشأت منظمة الصحة العالمية برنامج الصحة عام 1997 ومنذ ذلك الحين تم اطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلي خلق عالم أكثر صحة وأمانا ويقود المكتب الاقليمي مبادرة مماثلة بعنوان الصحة من أجل السلام والتي تم اطلاقها عام 2020 وخلال الشهر الماضي أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم عند افتتاح الدورة 69 للجنة الاقليمية والتي عقدت في مصر علي ضرورة الحفاظ علي القوة الدافعة لبناء هيكل أقوي للطوارئ الصحية مناشدا الدول الأعضاء بالمشاركة في التفاوض حول الوثيقة الدولية الجديدة الملزمة قانونا بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب لها.

تفشي الكوليرا

بعد انتشار الكوليرا في عدة بلدان كيف يمكن التصدي لمنع انتشارها؟
- من المعروف ان الكوليرا تنتشر في ظل الفقر والصراعات كما يؤدي تغير المناخ إلي انتشارها فقد ساهمت الأحداث والتغيرات المناخية مثل الفيضانات والأعاصير وشح الموارد والجفاف يسبب الأزمات المتعددة لذلك نلاحظ التفشي الموجود في 3 بلدان عربية سوريا - لبنان - العراق وعلي الرغم من كونها تسبب الوفاة لكن يمكن الوقاية منها بواسطة اللقاحات والحصول علي المياه الصالحة للشرب وجودة نظم الصرف الصحي ويمكن علاجها بواسطة محاليل معالجة الجفاف وفي الحالات الأكثر خطورة تستخدم المضادات الحيوية لكن ما يحدث هو ان الكثيرين لا يستطيعون الوصول إلي ذلك بعد سنوات من الصراع والتدهور الاقتصادي أبلغ حوال 6 بلدان في الاقليم عن وجود حالات الكوليرا ولا شك ان الابلاغ عن حالات الاصابة أمر جيد خاصة ان المرض عابر للحدود مما يشكل خطورة علي الأمن الصحي الاقليمي والعالمي.

لذلك نحن بحاجة لنشر الوعي لا بطرق الوقاية وأهمية العلاج والطريقة المثلي لمنع تفشي المرض هي ضمان حصول المواطنين على المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.

أما علي المدي الطويل نحن بحاجة إلي التوسع في إنتاج اللقاح كجزء من استراتيجية شاملة لمستقبل صحي مستدام.

جهود المنظمة

ماذا عن دور المنظمة في مساعدة البلدان المتضررة من الكوليرا؟
- هناك جهود متواصلة في تقديم الدعم الصحي وتوفير اللقاحات بواسطة فريق التنسيق الدولي الذي يريد الامدادات العالمية من لقاحات الكوليرا وتغطي المنظمة كامل تكلفة الجرعات، كذلك توفير أدوات العلاج والأدوية المطلوبة والهدف هو السيطرة سريعاً على الفاشيات والوقاية من زيادة انتشار الحالات والوفيات داخل البلدان المتضررة وفي البلدان المجاورة.

لابد من تعبئة جميع قدراتنا وقوتنا لتحقيق كل أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والحاجة أصبحت ملحة للاستثمار في نظم صحية أكثر مرونة وقادرة علي الصمود ومواجهة الأخطار المتعددة من فاشيات الأمراض والكوارث.

مما لا شك فيه ان الحماية في ظل الأوبئة العابرة للحدود أمر صعب.. ما رأيكم؟
- لابد أن تعمل كل دولة علي حماية مواطنيها وذلك من خلال حزمة من الإجراءات تبدأ بوضع الخطة للترصد والتعامل مع الوباء والقدرة على الكشف المبكر والالتزام بتطبيق اللوائح الصحية الدولية وتزويد المصابين بالعلاج الفعال فضلاً عن التوسع في التطعيم في حالة الأمراض التي يمكن القضاء عليها باللقاحات.

التعاون مع مصر

ما رؤيتكم للوضع الصحي في مصر وهل هناك تعاون مشترك في مجالات الصحة العامة؟
- بالتأكيد مصر لديها نظام صحي قوي يؤدي وظائفه في مجال الرعاية الصحية وهو ما ساعدها على النجاح في التصدي لجائحة كورونا.. كذلك لديها برامج وقائية يتم تطبيقها لمواجهة الأمراض المعدية.

والجدير بالذكر ان هناك جهودا متطورة وناجحة فى مجال المبادرات الصحية التى ساهمت بشكل واضح فى نجاح مصر فى القضاء على فيروس "c" وكذلك تقديم أفضل خدمات الرعاية للمرأة والطفل وغيرها من مبادرات العلاج المختلفة والتى تعد من التجارب المتميزة على المستوى الدولى، لدينا تعاون وثيق للارتقاء بالمنظومة الصحية بإعتبارها حائط الصد الأول للعديد من الأمراض، كما نعمل مع وزارة الصحة فى مجال الترصيد والاستجابة لجميع الأحداث فى الأمراض المعدية وجميع الملفات والقضايا الصحية ذات الاهتمام المشترك خاصة فى ظل تحديات التأثيرات المناخية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق