تزايد أعداد المصابين.. خاصة بين طلاب المدارس

خبراء الصحة والطب:

شديد العدوي وينتقل بالرذاذ.. وليس من متحورات "كورونا"

تنتشر عدوي الفيروس التنفسي "المخلوي" بين الأطفال في مصر بشكل واسع. إذ ان هناك ما يقرب من 73% من الأطفال مصابين بالفيروس التنفسي المخلوي. الواسع الانتشار الذي يصيب الأطفال بشكل كبير. وبدأت حالة القلق تتصاعد بين الآسر . وزادت التساؤلات عن طبيعة الفيروس التنفسي الذي ينتشر بين أطفال المدارس. وكيفية الوقاية والعلاج من هذا الفيروس.

 المرض قديم وموسمي.. الإهمال قد يسب الالتهاب الرئوي 

أجمع خبراء الصحة والطب علي ان الكثيرون اتهموا "كورونا" بالتسبب في انتشار نزلات البرد بين الأطفال .لكن "كوفيد 19" برئ تماما. إذ تبين أن الفيروس المخلوي التنفسي "RSV" المتسبب في انتشار العدوي بين الأطفال. حيث ان قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة قام بعمل تحاليل لأطفال كثيرين. وثبت إصابة الأطفال بالفيروس التنفسي المخلوي.

أكد الخبراء أن الفيروس المخلوي التنفسي قديم وموسمي وليس بجديد واشتُق اسمه من الخلايا الكبيرة المعروفة باسم الملتحم الخلوي الذي يتشكل عندما تندمج الخلايا المصابة معاً. وهو واحد من طائفة واسعة من الفيروسات المعروفة بالفيروسات المخاطية. ويصيب الجهاز التنفسي السفلي. فيسبب تدميراً لأنسجة بطانة الشعب الهوائية في الرئتين. مسبباً بذلك التهاب الجهاز التنفسي وظهور أعراض تختلف شدتها بحسب سن المريض وحالته الصحية العامة.

أضافوا أن المرض ينتشر بكثرة في فصلي الخريف والشتاء. وينتقل الفيروس بالطرق الآتية:

الإفرازات الملوثة بالفيروس. مثل سائل المخاط. أو اللعاب عن طريق الاستنشاق أو اللمس المباشر. مثلاً عند المصافحة باليد. وعند ملامسة الأسطح الملوثة ولمس الوجه تنتقل العدوي.

أكد د.وجدي عبدالمنعم مدير إدارة الامراض الصدرية بوزارة الصحة أن الفيروس المخلوي التنفسي فيروس شائع جداً. لدرجة أنه لا يوجد علي وجه الأرض تقريبا من لم تسبق إصابته به. يصيب الناس من مختلف الأعمار ابتداء من عمر الولادة. وهو أحد الفيروسات العديدة التي تتسبب في الإصابة بنوبات الزكام المعتادة.

نوه. وجدي إلي أن الفيروس المخلوي التنفسي يحمل أكثر من اسم. فهو الفيروس المخلوي التنفسي البشري. وفيروس ذات الرئة القويم أيضا. ويندرج تحت مجموعة من الفيروسات تعرف بالفيروسات المخاطية. ويصيب الجهاز التنفسي السفلي. فيتسبب بالتهاب الشعب الهوائية في الرئتين وضيق التنفس ونقص أكسجة الدم.

  الأعراض تظهر خلال 4- 6 أيام.. والمضادات الحيوية غير مجدية  

أوضح أن أعراض الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي تظهر بعد 4- 6 أيام من التعرض للفيروس. والأعراض الشائعة في البالغ هي: احتقان في الأنف. سعال جاف. ارتفاع بسيط بحرارة الجسم. ألم في الحنجرة. آلام الرأس. الشعور بالضعف والتململ. سرعة بالتنفس. السعال. رفض الطعام من الأطفال وصعوبة إطعامهم والعصبية.

أما عن الأعراض الحادة للإصابة بالفيروس. فإن الفيروس قد يؤدي إلي التسبب بالتهاب رئوي أو التهاب القصيبات الهوائية. في مثل هذه الحالات يكون ظهور الأعراض أكثر حدّة ويشمل حرارة مرتفعة وسعال شديد وأصوات الصفير خلال التنفس. خاصة عند الزفير والتنفس بسرعة وصعوبة في التنفس. ما يؤدي لتفضيل المريض لحالة الجلوس علي الاستلقاء. وازرقاق الجلد بسبب قلة الأكسجين.

قال د.وجدي إن علاج الفيروس المخلوي التنفسي. يتمثل في أدوية خفض الحرارة وتسكين الآلام وترطيب الهواء بمساعدة جهاز بخار والمحافظة علي وضعية نصف جالس التي تُسهل عملية التنفس والإكثار من شرب السوائل. ورش قطرات مِلحية بمساعدة بخاخ للأنف لتسهيل التنفس. والامتناع عن تدخين السجائر. ووضع الحالة علي جهاز التنفس الاصطناعي في الحالات الشديدة.

أضاف أن المضادات الحيوية غير مفيدة في هذه الحالة. وذلك لأن العدوي فيروسية وليست بكتيرية ويتم استخدام المضادات الحيوية فقط عند حدوث عدوي بكتيرية كمضاعفة بسبب الفيروس.

قال د.ابراهيم رضوان أستاذ أمراض الصدر إن الفيروس المخلوي التنفسي يعتبر من النوع المُعدي بنسبة عالية. وهو من الفيروسات الموسميّة الشائعة بين الأطفال.. صحيح أن أعراضه يُمكن أن تكون خفيفة لدي الأطفال الصّغار ومن هم أكبر سناً. وقد يكون أقرب إلي الرّشح عندهم. إلا أنّ مَن هُم أصغر سنّاً. أي دون عمر السنة قد يكونون أكثر عرضة للحالات المتقدّمة من المرض ويُمكن أن ينتشر الفيروس باتّجاه الجهاز التنفّسيّ. ما يُسبّب التهاب الرئة أو التهاباً في القصبات الهوائية. ما يجعل تنفّس الطفل صعباً.

أشار إلي أنّه مع بلوغ عمر السنتين تكون نسبة 90% من الأطفال قد أصيبت بالفيروس. وفي العام الأول من العمر نسبة 50 أو 60% من الأطفال تكون قد أصيبت به. وهناك نسبة 3% من الأطفال تتعرّض لمضاعفات المرض. وتُصاب بحالة متقدّمة منه. لأنه ينتقل إلي الرّئتين وتنتشر الإصابات في الخريف والشتاء. إلا أنّ معدّلات الإصابة بها ارتفعت هذه المرّة. بسبب عدم الوعي والمخالطة اللصيقة بين الأطفال في الحضانات والأماكن المزدحمة والمدارس

أوضح ان الفيروس المخلوي ليس من الفيروسات التي يُمكن الإصابة بها مرّة واحدة. بل يُمكن أن يُصاب بها الطفل مرات عدّة لأنه لا يكتسب مناعة ضدّها. ولا يُصبح محميّاً في حال الإصابة بها مرّة. كما بالنسبة إلي الحصبة والجدري. وبالتالي يُمكن أن يُصاب الطفل بهذا الفيروس مرات عدّة في العام الواحد. لكن إذا كان أكبر سناً فلا تتخطّي الحالة ما يُشبه الرّشح. مشيرا إلي أن عدوي الـ RSV تنتقل تماماً كما في حال الإصابة بكورونا من خلال الرذاذ في الهواء. كما يمكن أن ينتقل من خلال لمس الأسطح الملوّثة. ويُمكن أن يعيش علي الأسطح الصلبة خلال ساعات طويلة.

لفت "رضوان" إلي أن الأعراض الأكثر شيوعاً المرافقة للـ RSV هي سيلان الأنف والسعال الجاف والتهاب الحلق وارتفاع خفيف في الحرارة وعطس أو ألم في الرأس. أما الأعراض الخفيفة من فيروس كورونا لدي الأطفال فتتشابه معها إلي حد كبير وتتمثل بشكل أساسي بالارتعاشات وارتفاع الحرارة والسعال. لكن يعاني كثيرون من الأطفال كما هي حال الراشدين فقدان حاستي الشم والتذوق في هذه الحالة ما لا يعتبر من الأعراض الأكيدة في حال الإصابة بالـ RSV. خصوصاً أن الأطفال الصغار هم أكثر من يصاب به ولا يمكن التأكيد ما إذا كانوا فعلاً يفقدون حاستي الشم والتذوق. وقد يكون التقيؤ من الأعراض التي تصيب الجهاز الهضمي من تلك التي تنتج عن كورونا أكثر مما يمكن أن تظهر لدي الأطفال المصابين بالـ RSV. وبالتالي تتشابه أعراض الفيروسين إلي حد كبير. ما يزيد صعوبة التمييز بينهما ويعتبر الفحص الحل الوحيد لتأكيد الحالة.

 لاداعي للقلق 

أكدت د.نيفين محمد عبدالفتاح أستاذ أمراض الصدر بطب عين شمس أنه لا داعي للقلق من انتشار الفيروس المخلوي التنفسي بين الأطفال. حيث إنه موسمي مثل الانفلونزا الموسمية ونزلات البرد. لكن يجب اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية خلال الأيام المقبلة. حيث تنشط الفيروسات التنفسية المختلفة بسبب سوء أحوال الطقس البارد والمتقلب.

أضافت أنه هذا الفيروس يندرج تحت مجموعة من الفيروسات تعرف بالفيروسات المخاطية. ويصيب الجهاز التنفسي السفلي. فيتسبب بالتهاب الشعب الهوائية في الرئتين وضيق التنفس ونقص أكسجة الدم.

تكثر الإصابة به خلال فصل الشتاء البارد. إلا أن ذلك لا يمنع أنه يمكن الإصابة به في أي وقت من العام إذا تعرض الشخص لوسيلة عدوي أو خالط شخصاً مصاباً أو كان من ذوي المناعة المنخفضة. ويصيب الفيروس الناس من جميع الأعمار. إلا أن معظم إصاباته التي تحتاج للاستشفاء داخل المستشفيات تكون في الرضع. خاصة من ضعاف المناعة والأطفال تحت ستة أشهر. حيث تختلف أعراضه في الأطفال عنها في الكبار.

 العلاج خوافض حرارة ومسكنات وراحة تامة.. والشفاء خلال أسبوعين 

أعراض الفيروس المخلوي التنفسي البشري تتراوح ما بين الأعراض الطفيفة التي لا تزيد عن كونها مجرد نزلة برد معتادة. وما بين الأعراض الشديدة التي قد تستجوب العلاج بالمستشفي. كما أن أعراضه تتوقف علي سن المريض. فهي طفيفة في الكبار. بينما تكون أكثر شدة في الأطفال.

أكدت د.نيفين أن مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي البشري في البالغين لا يسبب عادة أي مضاعفات تذكر. إلا في حالة كون الشخص مسناً فوق "65 عاما" أو يعاني أحد أمراض القلب أو الرئة المزمنة. أو من المرضي ذوي المناعة المنخفضة.

أما العلاج بالمضادات الحيوية غير مجد في هذه الحالة. لأن مسبب المرض فيروسي وليس "بكتيري". ولكن في بعض الحالات قد تصاحب الإصابة بالفيروس عدوي بكتيرية أيضا. ما يستوجب استعمال المضادات الحيوية. ولهذا لا تلجأ للعلاج بالمضادات الحيوية إلا من خلال الطبيب.

قالت د.سميحة العشماوي أستاذ أمراض الصدر بطب عين شمس: لا يوجد لقاح يمنع العدوي بالفيروس المخلوي التنفسي RSV. ويمكن للأطفال الشفاء الكامل في خلال أسبوع إلي أسبوعين. دون الحاجة إلي تلقي العلاج في المستشفي. لكن إذا شعر الأهل أن الطفل يعاني الجفاف أو أن الطفل أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات. يجب حينها استشارة الطبيب علي الفور. ولا داعي للقلق فقط مع ممارسة جميع الإجراءات الاحترازية واتباع طرق الوقاية حتي نتمكن من حماية الأطفال من خطر الإصابة بفيروس RSV.

أكد د.أيمن سالم أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية بقصر العيني سابقا أنه لا صحة لما يتردد حول امكانية اتحاد هذا الفيروس مع فيروس كورونا. فلم يحدث هذا منذ سنوات. فهناك ما يسمي بالحدود الفصيلة بين الفيروسات. فعلي سبيل المثال فيروس الانفلونزا مختلف عن فيروس الكورونا. فكلا منهما من عائلة مختلفة عن الآخر. فلا يمكن اتحادهما.

أوضح أن الفيروس المخلوي له نوعين. أحدهما يصيب به الحيوان. ونوع آخر يصيب الانسان مثل انفلونزا الطيور كانت تصيب الطيور وأصبحت تصيب البشر. فالإنسان يصاب بانفلونزا الطيور إذا اختلط بالطير المصاب. وكذلك الأمر بالنسبة للفيروس المخلوي.

أكد أنه لا صحة تماما لتحالف الفيروس المخلوي مع فيروس آخر سواء كورونا أو الأنفلونزاالموسمية. داعيا المواطنين لعدم القلق والهلع. فالفيروس المخلوي قديم وله علاجات متوفرة.

أشار إلي أن أعداد المصابين بهذا الفيروس ازدادت في الآونة الاخيرة للظروف البيئية والمناخية والتركيز يكون أكثر علي الاطفال. لأن الجهاز التنفسي لديهم يكون في طور النمو. لذا يكون تأثير الفيروس عليهم أكبر من الشخص البالغ. مؤكداً أن الفيروس المخلوي يعتبر نوعاً من الفيروسات الموسمية يزيد وينتشر في فصل الشتاء وهو ليس بالجديد وليس له خطورة تماما. ولكنه يسبب نزلة في الشعب الهوائية الطرفية أي في آخر أطراف الشعب الهوائية "الشعيبات". حيث يحدث في تلك المنطقة التهاب لفترة محدودة. وبالأخص يصيب الأطفال.

أطباء الحساسية والمناعة يكشفون روشتة الوقاية