مع اقتراب ختام القمة العالمية المناخ بشرم الشيخ نهاية هذا الأسبوع. فقد أكد عدد من مستثمري وخبراء القطاع السياحي أن السياحة المصرية كان لها نصيب الأسد من المكاسب التي حققتها قمة المناخ.
ويأتي في مقدمتها تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج وزيادة كبيرة متوقعة في التدفقات السياحية. نظراً لحالة الانبهار والإعجاب التي حظيت بها مدينة شرم الشيخ من جميع الحضور وإصرارهم علي تكرارالزيارة في القريب العاجل.
أكد الخبراء أن القمة التي عقدت في حضور عالمي حاشد. ستكون بداية جديدة لوضع مصر وبقوة علي خارطة سياحة المؤتمرات العالمية.
كانت قمة المناخ التي انطلقت الأسبوع الماضي قد شهدت حضوراً كبيراً من دول العالم المختلفة بنحو 154 دولة وأكثر من 120 من قيادات ورؤساء دول العالم ضمن 39 ألف مشارك في الحدث التاريخي بينهم رؤساء دول وشخصيات عالمية ودولية وخبراء بيئة ومناخ.
أشار الخبراء إلي أن استضافة مصر لهذا المؤتمر تعكس قدرتها التنظيمية واللوجيستية العالية في تنظيم مؤتمر دولي. ما يمثل ترويجاً للسياحة في مصر.. مشيدين بالحرص علي تقديم كل التسهيلات اللوجيستية لاستقبال زعماء العالم والوفود المشاركة. بجانب الجهود التي بذلتها الدولة لتحويل شرم الشيخ إلي مدينة خضراء.. لافتين إلي أن الدولة المصرية حققت مكسباً كبيراً قبل أن تبدأ فعاليات القمة. وهو تصدر شرم الشيخ لجميع نشرات الأخبار بكل دول العالم.
قال اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء إن ما تم في مدينة شرم الشيخ وتحويلها لمدينة خضراء في إطار الاستعدادات لقمة المناخ. ليس نتاج جهد محافظة بمفردها ولم يتم بين يوم وليلة. ولكنه نتاج جهد متواصل بين مؤسسات الدولة وبتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
أضاف أن ما شهدته مدينة السلام ليس شيئاً عادياً. بل تجربة تدرس.. مشيراً إلي أهمية مشروع الهوية البصرية تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بعمل هوية بصرية لشرم الشيخ لتعريف الزوار بمعالم المدينة كما حدث في خمس محافظات سابقة. حيث قامت بتصميمها الجامعة الألمانية. علاوة علي مشروع تاكسي شرم الشيخ الذي تم علي عدة محاور. أهمها وضع لافتات الهوية البصرية للمدينة علي جميع السيارات وأيضا الاتوبيسات وتوزيع "زي موحد" مجانا علي جميع سائقي التاكسي خلال قمة المناخ.
وجه محافظ جنوب سيناء الشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة ولشركات المقاولات وجميع العاملين. لجهودهم في مدينة شرم الشيخ علي مدار خمسة أشهر من العمل الدءوب الذي تم علي قدم وساق في وقت وجيز.. قائلا: لقد غيرنا وجه شرم الشيخ في 5 أشهر. حيث تم رصف طرق جديدة وتوسعة طرق من حارتين الـ 5 حارات. كما تم رصف ما يقرب من 230 كيلو متراً.
شدد علي أن تحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء ليس أمراً مؤقتاً في فترة الانعقاد. ولكن الأهمية الاكبر هو الاستدامة وأن تكون مدينة خضراء وبيئة آمنة علي الأجل الطويل. حيث تم عمل بنية تحتية تامة ومتكاملة لتحقق الاستدامة.. قائلا إن مهمة إنقاذ العالم بدأت من مدينة السلام.
أوضح المحافظ أن جهد تحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء شمل عدة محاور. أهمها تنفيذ محطة توليد طاقة شمسية لتوفير 40 ميجاوات منها 50% تم تنفيذها بواسطة شركة الطاقة. و50% الأخري بواسطة عدد من الشركات المتخصصة لاستخدامها في مؤتمر قمة المناخ وتشغيل الفنادق. بالإضافة إلي جهد وزارة النقل التي قامت بإنشاء محطة شحن للأتوبيسات الكهربائية لشحن 140 أتوبيس كهرباء في وقت واحد. فضلاً عن تحويل جميع سيارات التاكسي في مدينة شرم الشيخ التي تصل لأكثر من 800 سيارة للعمل بالغاز الطبيعي.
أكد الخبير السياحي أنور هلال أن أهم المكاسب التي حققتها السياحة المصرية من قمة المناخ العالمية التي انطلقت بمدينة شرم الشيخ الاسبوع الماضي. تحسين الصورة الذهنية عن مصر. وكذا زيادة التدفقات السياحية المستقبلية نظراً لحالة الانبهار والإعجاب التي حظيت بها مدينة شرم الشيخ من جميع الحضور وإصرارهم علي تكرارالزيارة في القريب العاجل.
أشار إلي أن القمة التي عقدت في حضور عالمي حاشد. ستكون بداية جديدة لوضع مصر وبقوة علي خارطة سياحة المؤتمرات العالمية.. لافتا إلي أن حجم الحركة الجوية بمطاري شرم الشيخ والقاهرة خلال فعاليات القمة غير مسبوقة. حيث وصلت لمصر أكثر من 300 طائرة خاصة عبر الرحلات العادية والشارتر.. مؤكدا أن المطارين ظهرا في أبهي صورة خلال استقبال الوفود المشاركة في مؤتمر المناخ.
أوضح "هلال" أن حضور هذا الكم من الوفود للمشاركة في فعاليات قمة المناخ. يؤكد أن مصر تحوز علي ثقة العالم أجمع وأنها قادرة علي لعب دور رئيسي في هذا الملف.. مشيرا إلي أن المؤتمر فرصة لكي يعيد العالم تقييمه لمصر ويري الصورة الحقيقية لها وأنها دولة تتمتع بالأمن والأمان في كل مكان وبها مقومات سياحية غير موجودة في دول العالم أجمع. ويجب استغلالها الاستغلال الامثل.
قال الخبير السياحي عمرو صدقي رئيس لجنة السياحة السابق بمجلس النواب إن انعقاد قمة المناخ في شرم الشيخ يعكس صورة إيجابية للغاية عن مصر كدولة ومقصد سياحي مهم. خاصة لنمط سياحة المؤتمرات والفعاليات الكبري.
أضاف أن استضافة مثل تلك الفعاليات الكبري ذات الثقل الدولي يعد خطوة مهمة لترقية شرائح السائحين الوافدين لمصر. علاوة علي توفير منتجات سياحية جديدة تدر عائداً أكبر من نمطي السياحة الشاطئية والأثرية. حيث ظلت مصر تعتمد عليهما لسنوات طويلة.
لفت إلي ضرورة وضع منظومة متكاملة من أجهزة الدولة تعمل علي إزالة كل المعوقات أمام استضافة المؤتمرات والفعاليات الكبري في الفترة المقبلة. مع تقديم تسهيلات في التأشيرات والحجوزات. لأن العالم يتطور ويجب مواكبة هذا التطور. حتي لا تخرج مصر من ركب السياحة الحديثة.
أوضح أن الفنادق لا يجب أن تكون خاوية بعد نهاية الحدث. بل يجب استخدام تلك الفعاليات في الترويج الجيد لضمان جذب حركة أكبر تشمل المشاركين في تلك الفعاليات وأسرهم فيما بعد المؤتمر.
تابع: إن السياحة العلاجية من الأنماط المهمة للغاية. لكن يجب استخدام المعني الأشمل لها. بأن تكون سياحة صحية أي علاجية واستشفائية معا. بحيث لا يقتصر الأمر علي المستشفيات فقط. خاصة أن مصر لديها 1356 موقعاً يصلح للسياحة الاستشفائية. وتتمتع بالتربة والمياه والهواء النقي. ما قد يكون نمطاً جديداً يعظم العوائد من صناعة السياحة. بجانب السياحة الروحية. وهو المعني الأشمل للسياحة الدينية وتمتلك فيه مصر مقومات عديدة ومواقع أثرية دينية وريفية عديدة. مطالباً بسرعة مناقشة قانون السياحة الصحية بمجلس النواب.
قال الخبير السياحي علاء عاقل رئيس لجنة تسيير الأعمال بغرفة المنشآت الفندقية إن فنادق شرم الشيخ أصبحت من الطراز العالمي. وأنه تم رفع كفاءة معظم الفنادق لتكون جاهزة لاستقبال ضيوف المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية. وأن الخدمة فيها تتم علي أعلي مستوياتها من رقي وخدمة متميزة.. مشيراً إلي أن نسبة إشغال الفنادق وصلت لذروتها.
أضاف "عاقل" أن وزارة السياحة تابعت كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق برفع كفاءة الفنادق من تجديدات وتدريب للعاملين وإشراف هيئة الغذاء. كما تم تزويدها بإنترنت مجاني فائق السرعة في جميع المنشآت السياحية والفنادق في شرم الشيخ لضيوف مؤتمر المناخ. بالإضافة إلي تخصيص خط ساخن "19654" بأكثر من 7 لغات لاستقبال أي مكالمات لاستفسار ضيوف المؤتمر.. ومن ناحية الدور الرقابي. فهناك لجان دائمة في شرم الشيخ من وزارة السياحة علي جميع المنشآت والفنادق السياحية لمتابعة الجودة والخدمة المقدمة لجميع الوفود.
قال د.عاطف عبداللطيف رئيس جمعية مسافرون وعضو جمعيتي مستثمري مرسي علم وجنوب سيناء إن استضافة مصر لقمة المناخ جاءت بمثابة أفضل دعاية للسياكة المصرية بشكل عام ولمدينة شرم الشيخ الساحرة بشكل خاص ورسالة للعالم كله بالتحول للأخضر والعمل بالطاقة النظيفة. أي وجود هواء نقي بعيداً عن التلوث بالانبعاثات الكربونية وغيرها. وهذا ما يهدف إليه أي سائح حالياً في المنتجع أو المدينة التي يذهب إليها.
أضاف عبداللطيف أن وزارة السياحة ومحافظة جنوب سيناء والجهات المعنية بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي نجحوا في رفع كفاءة سرعة الإنترنت بالفنادق والمحددة وفقاً لتصنيف كل منها سواء خمس أو أربع أو ثلاث نجوم وكذلك ايجاد حلول لاستكمال المشآت الفندقية التي لم تكتمل وتهيئة كل الامكانيات لتحول شرم الشيخ الي الأخضر.
دعا إلي ضرورة الاستفادة بشكل أكبر من خلال منح للتسهيلات للمنتجعات السياحية في الحصول علي قروض لإعادة الهيكلة والتطوير والتحول إلي الأخضر واستخدام الطاقة النظيفة بهدف الحصول علي شهادة من إحدي الجهات الدولية أو المحلية المعتمدة تفيد قيامها بتطبيق اشتراطات الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة وفقاً لمَفهوم السياحة المستدامة وهذا يحتاج إلي تمويل وتسهيلات من البنوك.. مشيرا إلي أن مدينة شرم الشيخ تحظي بأهمية كبيرة من الدولة والاهتمام بها وما يحدث علي أرض شرم الشيخ من مؤتمرات عالمية ودولية يسلط الضوء عليها بشكل كبير. فهو بمثابة دعاية قوية لجذب السياح من أنحاء العالم. وأن المدينة ينتظرها مستقبل واعد خلال الفترة المقبلة.
اقترح د.عاطف عبداللطيف بإعداد حملة دعائية قوية للسياحة المصرية بالأسواق المستهدفة عقب انعقاد قمة المناخ. يتم من خلالها تسليط الضوء علي ما تم من انجازات علي أرض شرم الشيخ والتحول للأخضر وكذلك تسويق مدينة شرم الشيخ علي أنها مدينة ترفيهية تجمع بين السياحة الشاطئية وسياحة المؤتمرات وكذلك السياحة البيئية وشرم الشيخ لديها من الامكانات ما يؤهلها لذلك.
أوضح أن مصر تتميز حاليا ببنية تحتية واستثمارية قوية جاذبة للاستثمارات نتيجة لما تم من مشروعات كبيرة بمختلف المحافظات خلال السنوات السبع الماضية وأصبح لديها فرص واعدة في جذب استثمارات أجنبية متنوعة لما لديها من أمن واستقرار ومميزات تنافسية قوية. خاصة في ظل التوترات السياسية والحرب في روسيا وأوكرانيا وغيرها من مشاكل تضع مصر في أولوية الدول الجاذبة للاستثمار لما تعيشه حاليا من أمن واستقرار.
أكدت د.ربم فوزي نائب رئيس لجنة الطيران والنقل السياحي بغرفة شركات السياحة سابقاً أن مؤتمر المناح يعتبر فرصة ذهبية لترويج شرم الشيخ سياحياً. خاصة أنه يأتي مع بداية الموسم الشتوي للسياحة ويتزامن مع انعقاد بورصة لندن السياحية.. وطالبت العاملين بالقطاع السياحي والفندقي سواء العاملين داخل منتجعات شرم الشيخ حاليا بالاهتمام التام بتحسين الصورة الذهنية والترحيب والاستقبال باحترافية لضيوف المؤتمر بداية من المطار وخدمات سيارات الليموزين حتي الوصول للمنتجعات التي استعدت بدورها بشكل مثالي طوال الفترة السابقة للمؤتمر وبالتعاون مع وزراتي السياحة باستكمال كل شروط المنتجعات الصديقة للبيئة ومع وزارة الاتصالات بتأسيس خدمات الإنترنت المحترفة داخل المطار وقاعة المؤتمر والاجتماعات. مروراً بالمنتجعات السياحية حتي ينقل ضيوف الحدث الصورة المبهجة لشرم الشيخ.
أشادت بالقنوات التليفزيونية المحلية والدولية التي نقلت صورة حية للمؤتمر والاجتماعات. حيث اهتمت بنقل الصورة الحضارية لمدينة شرم الشيخ عاصمة سياحة المؤتمرات بالشرق الأوسط وركزت علي جمال وإبداع الشواطئ والمحميات الطبيعية وسحر خليج نبق وخليج نعمة وكذا إبراز أهم المنتجعات المحلية التي تتنافس في خدمة السياح باحترافية وتحقق نجاحات عالمية وشهادات إقليمية من مواقع السياحة العالمية مثل موقع بوكينج دوت كوم وموقع هوليداي شيك وموقع تريب ادفايزر.
قال عمرو القاضي رئيس هيئة تنشيط السياحة إن مؤتمر المناخ يعد أكبر حدث بهذا الحجم تستضيفه مصر في السنوات الأخيرة ويوفر دعاية ضخمة للسياحة المصرية لا تقدر بثمن.. مشيرا إلي أن القمة العالمية للمناخ تأتي بالتزامن مع التحول الكامل في شرم الشيخ للطاقة البديلة المستدامة الخضراء. وهي ميزة تنافسية كبري تضع شرم الشيخ في مقدمة المقاصد السياحية العالمية. مع تقليل الانبعاثات والقضاء علي استخدام الكربون. حيث ان السائحين يبحثون حاليا عن المقاصد التي تحترم الطبيعة والمناخ والطقس الصحي. خاصة بعد جائحة "كورونا" التي لفتت الأنظار لأهمية الجوانب البيئية والصحية في المقصد السياحي.
أضاف أن بعض المشاركين في القمة العالمية سوف يتوجهون لزيارات مدن أخري قريبة من شرم الشيخ مثل سانت كاترين وطابا وغيرهما. ما ينعش الحركة في محافظة جنوب سيناء كاملة. لافتا إلي أن الهيئة أعدت مواد دعائية تتضمن تمتع شرم الشيخ بكل مواصفات السياحة المستدامة وقدرة مصر علي استضافة كبري الفعاليات والأحداث بنمط سياحة المؤتمرات والحوافز. مع الالتزام بكل الاشتراطات البيئية والصحية.
اترك تعليق