هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من الهدي النبوي

وصايا نبوية ثمينة لبناء المجتمع الإسلامي

ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة.


والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلي الجنة. وما اجتمع قوم في بيتي من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".

يقول الدكتور علي جمعة. مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء. إن في هذا الحديث الكريم. جمع لنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم سبعا من الوصايا الثمينة. والتي تعد من الأعمدة الرئيسية لبناء المجتمع الإسلامي. المعينة له في أزماته. والمحفزة علي توثيق مشاعر الرحمة والمودة فيما بين أفراده..

وتحث الوصية الأولي علي تنفيس الكرب عن الناس. وجعلها صلي الله عليه وآله وسلم في صيغة المفرد النكرة لتعظيم الثواب.

فالحساب علي مستوي الكربة الواحدة مع الفارق العظيم بين كرب الدنيا وكرب يوم القيامة. وجعلها غير مرتبطة بزمن للحث علي فعلها طوال الوقت. واختار الفعل نفس لتأكيد الراحة النفسية المصاحبة لزوال الكرب. وجعل الثواب من الله مباشرة حيث لا توجد واسطة أو حائل.. أما في الوصية الثانية. فقد تناول شكلا آخر من أشكال تنفيس الكرب. وقد أفردها المصطفي صلي الله عليه وسلم في وصية بمفردها لتأكيدها والحث عليها وبيان عظم أجرها. فالمعسر في كرب مستمر. وقد جعل الإسلام سهما من اسم الزكاة للغارمين تأكيدا لأهمية التنفيس عن المسلمين في أزماتهم. والتيسير علي المعسر.

والوصية الثالثة تأمر بالستر. وهو ضد الفضيحة وعليه مبني الدين. وفي عصرنا يدعو كثير من الناس إلي ما سماه الشفافية وبالمعني الصحيح هي الصدق وليس الفضيحة. والحقيقة الكونية الشرعية هي أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. وهي وصية تدل علي أن قلب المسلم يتسع للعالمين. وأنه دائما علي استعداد أن يتعاون علي البر والتقوي. لا علي الإثم والعدوان. وأنه كلما تعاون مع أخيه يشعر بأن الله معه. أما الوصية الخامسة تجعل السعي إلي طلب العلم بكل أشكاله هو سعي في طريق الجنة. وهي بلاغة لا نجدها إلا في كلام أفصح العرب وسيد المرسلين. فشراء الكتاب وحضور المحاضرة والبحث العلمي من موجبات الجنة. والوصية السادسة توصي بجعل المسجد مؤسسة من مؤسسات المجتمع فيها بناء الإنسان قبل البنيان. وفيها الاهتمام بالساجد قبل المساجد.

وفيها مفاتيح الخير من علم وذكر وفكر. أما الوصية السابعة. فهي تبين المعيار الذي يجب علينا أن نتخذه لقبول الأشياء وردها وتقويم الناس. والذي يبني علي المساواة لا علي الأحساب والأنساب.

وهذه هي صورة المجتمع الذي أراده لنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. فقوة الأمم بقوة المجتمعات. والله من وراء القصد..





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق