هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

عبادة العطاء مفتاح الخير والخلق العظيم

العطاء من أهم القيم الإنسانية والأخلاقية، وهو نوع من السلوك الذاتي الطوعي، الذي يقوم به الفرد تجاه الآخرين، والنابع عن حب وقناعة ورضا في تقديم يد العون والمساعدة والخير والاهتمام بمصلحة الآخرين من دون التفكير بالمكافأة.


لَيسَ عَطَاءَ مَن يَرَى لِنَفسِهِ الفَضلَ وَالمِنَّةَ، بَلْ عَطَاءُ مَن يَعلَمُ أَنَّهُ يُعَامِلُ رَبًّا كَرِيمًا وَيَرجُو إِلَهًا جَوَادًا، يُعطِي الكَثِيرَ عَلَى القَلِيلِ، وهُوَ القَائِلُ - سُبحَانَهُ-: " وَمَا أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرَّازِقِينَ". وقال رسولنا الكريم : " إِنَّ اللهَ لا يَقبَلُ مِنَ العَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابتُغِيَ بِهِ وَجهُهُ "
وعلى العطاء حثت تعاليم ربنا العظيم المنزلة على رسله صلوات الله عليهم وسلامه اجمعين، فهي في المسيحية أصل العبادات. والعطاء الصحيح هو جزء من العبادة المفروضة، فالعبادة لا تكتمل بدون العطاء.

ويقول عَزَّ وَجَلَّ في آيات الذكر الحكيم: "فَأَمَّا مَن أَعطَى وَاتَّقَى* وَصَدَقَ بِالحُسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاستَغنَى * وَكَذَّبَ بِالحُسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسرَى * وَمَا يُغني عَنهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى".

العطاء عبادة عظيمة القدر والثواب عند الله سبحانه وتعالى الذي وعد المنفقين في نواحي الخير بنماء رزقهم: "مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ". وَيَأبى اللهُ لِمَن أَحَبَّهُم مِنَ المُؤمِنِينَ وَاصطَفَاهُم مِن عِبَادِهِ الموَفَّقِينَ، إِلاَّ أَن يَكُونُوا إِلى الخَيرِ سَابِقِينَ وَفي العَطَاءِ مُتَنَافِسِينَ.

وعندما نتأمل مفهوم العطاء في الإسلام؛ فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو مواقف الكرم والنبل التي ميزت حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم لا وهو من امتدحه ربه سبحانه وتعالى بقوله: "وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ". ومع تعدد مكارم أخلاق نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم من أمانة وصدق ورحمة وبذل وعطاء نجد تلك الأخيرة وصل فيها سيدنا رسول الله آفاقا لم تعرفها البشرية طوال حياته وحتى مماته؛ فلم يكن كرمه وسخاؤه بذلاً عاديًا وإنما كان فياضًا؛ لا ينفق فقط ما يزيد عن حاجته وإنما يتصدق حتى بما هو في حاجة إليه؛ حتى عرف عنه أنه لا يرد سائلا وأنه يعطي عطاء من لا يخاف فقرًا. وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتدي به وأن يتصدق كلٍ من سعته، وأوصى أمته بالإنفاق وذم البخل والشح؛ حيث قال"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا"  وقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، وَيُحِبُّ مَعَاليَ الأَخلاقِ وَيَكرَهُ سَفسَافَهَا". وقال –عليه افضلا الصلاة والسلامَ: " يَا بنَ آدَمَ، إِنَّكَ أَنْ تَبذُلَ الفَضلَ خَيرٌ لَكَ، وَأَنْ تُمسِكَهُ شَرٌّ لَكَ، وَلا تُلامُ عَلَى كَفَافٍ، وَابدَأْ بِمَن تَعُولُ، وَاليَدُ العُليَا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلَى." هكذا كان عطاء النبي ونبله سخيا ممتدا ليشمل حتى أعداءه؛ فتملك بذلك القلوب واستمالها، وَهَدَّأَ نفورها وَرَدَّ شَارِدَهَا، وَأَحَالَ نار بُغضِهَا وَكَدَرَ كُرهِهَا، إِلى جَنَّةِ مَحَبَّةٍ وَصَفَاءِ مَوَدَّةٍ. وكان يؤثر على نفسه حتى وإن كانت به حاجة وخصاصة؛ ورد في الأثر أن جاءت امرأة إلى النبي ببردة فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه. فأخذها النبي محتاجًا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه فاكسنيها. فقال"نَعَمْ"، فلما قام النبي لامَ أصحابه الرجل، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي أخذها محتاجًا إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يُسأل شيئًا فيمنعه. فقال: رجوتُ بركتها حين لبسها النبي؛ لعلِّي أكفَّن فيها ".

هكذا كانت خصلة الكرم التي تمتع بها أحد أسباب إسلام الكثيرين؛ وكانت غايته هي رفعة الإسلام والإنفاق في نواحي الخير هو طريقه، فاستخدم العطاء أيضًا في تأليف القلوب. كما كان عطاؤه صلى الله عليه وسلم عطاءً لا يكل ولا ينضب كما أنه لا يجرح ولا يؤذي الشعور؛ فقَد كَانَ عَطَاؤُهُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - عَطَاءَ مَن عَرَفَ حَقِيقَةَ الدُّنيَا وَسُرعَةَ فَنَائِهَا، وَمَا أَعَدَّهُ اللهُ في الآخِرَةِ لأَهلِ العَطَاءِ مِن مُضَاعَفِ الثَّوَابِ وَكَرِيمِ الجَزَاءِ، وَمِن ثَمَّ فَقَد كَانَ لا يَفرَحُ بما أَبقَى كَفَرحِهِ بما أَعطَى، بَل لَقَد حَرِصَ أَلاَّ يَدَّخِرَ شَيئًا دُونَ مُستَحِقِّهِ أَو سَائِلِهِ.

والعطاء غير مقصور او محصور فقط في العطاء المادي، وانما مفتوح لكل أبواب الخير، بل يمكن أن يكون العطاء المعنويً له كبير الأثر عن ذلك المادي؛ قال تعالى " وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". وقال عز من قال: "لينفق ذو سعة من سعته". ولم يقل سبحانه وتعالى لينفق ذو مال من ماله، فالانفاق ليس مالا فقط فقد وسعت عطايا الخالق للبشر بسعة أوجه الخير فكان لكل منا وجه سعة يختلف عن الآخر، وكل منا مطلوب منه الانفاق من تلك السعة التي لديه أيا ما كانت فمن الناس من ينفق من سعة الكلمة الطيبة والبسمة الصافية ومعاونة الآخرين وجبر الخواطر ونشر العلم النافع وبذل العمل المتقبل والإصلاح بين الناس والدعاء الطيب –ولو بظهر الغيب- ونشر الخلق الحسن من تسامح وتجاهل وغفله عن أخطاء الآخرين. فإن أعطيت من وقتك فأنت تمنح جزءا من عمرك؛ فإن كان لبر والدين أو زيارة مريض أو عمل خيري أو غير ذلك من رقائق الأعمال؛ فإن الله سيضاعف لك العطاء مضاعفة الوهاب ويهبك من العطايا ما لم تكن تحسبه، ويظلك في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله؛ سبحانه هو الكريم ذو الجلال والإكرام.

ولكل هذا كان أفضل وصف للعطاء أنه مفتاح الخير، فهو توصيف جامع شامع لعبادة أهملناها ونسينا ثوابتها العظيم، فكما جاء في الحديث: "إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلخَيرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلخَيرِ، فَطُوبى لِمَن جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيرِ عَلَى يَدَيهِ، وَوَيلٌ لِمَن جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيهِ ". وطوبي للعطَاءين!

 

افضل المعروف اغاثة الملهوف

د. عبير بسيوني رضوان

"مَن استعاذكم بالله عند ضرورة حلت به أو ظلم لحقه فأعيذوه، فإن إغاثة الملهوف فرض واجب".

كثيرة هي الطاعات والأعمال الصالحة التي يستطيع الانسان أن يتقرب بها الى الله سبحانه و تعالى،  فالصدقة و تفريج الكربات هي من الطاعات، وإنّ كل عمل يبتغي فيه وجه الله تعالى هو من الطاعات والعمل الصالح حتى اللقمة يضعها في فيّ امرأته يثاب عليها،  وكما قال نبينا عليه الصلاة والسلام:"في كل كبد رطبة أجر. "

تُعتبر إغاثة الملهوف عملاً من أعمال الخير التي يتنافس فيها المتنافسون، وقد عُرف النبي عليه الصلاة والسلام قبل بعثته بمكارم الأخلاق،  ومن بينها إغاثة الملهوف، وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاج إليها،  وقد شهدت السيدة خديجة رضي الله عنها بذلك الخلق الرفيع للنبي، واستدلّت بحفظ الله لنبيه؛بسبب عمله للخير وإغاثته للملهوف، وجزاء الله لا يكون إلا من جنس العمل، وقد أكّد النبي الكريم على معاني إغاثة الملهوف حينما بيّن حقّ الطريق على من جلس فيه، ومن بين حقه أن يُغاث الملهوف، ويُهدى الضّال، فقد قال يومًا لقوم مرّ بهم وهم جلوس في الطريق:(إن كنتم لابد فاعلين فاهدوا السبيل، وردوا السلام، وأغيثوا المظلوم)، وإغاثة الملهوف تكون بصور مختلفة، فقد يكون الملهوف عاجزاً، أومظلوماً، أو مكروباً،  وواجب المسلم تجاه الملهوف وذي الحاجة أن يقوم بفكّ كربته، ورفع مظلمته، ونجدته، وإغاثته؛لأنّ ذلك يعتبر شكراً لله على نعمته، فصاحب النعمة تكثر حاجة الناس إليه، ويحتاج إلى أن يديمَ تلك النعمة بشكر الله عليه، وإلا تعرّضت للزّوال.

إنّ فضل إغاثة الملهوف لكبير في الإسلام،  فهي من أعظم القربات إلى الله تعالى، كما أنّها صدقة من الصدقات، ومن فرّج عن مسلم كربةً فرج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن يسّر على مُعسر يسّر الله عليه، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، وفي الحديث في فضل إغاثة الملهوف:(على كلِّ نفسٍ في كلِّ يومٍ طلعتْ عليه الشمسُ صدقةٌ مِنهُ على نفسِهِ، من أبوابِ الصدقةِ:التَّكبيرُ، وسبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، وأستغفِرُ اللهَ، ويأمُرُ بالمعروفِ، وينْهى عنِ المنكَرِ، ويَعزِلُ الشَّوكَ عن طريقِ الناسِ، والعظْمَ والحجَرَ، وتَهدِي الأعْمَى، وتُسمِعُ الأصَمَّ والأبْكمَ حتى يَفقَهَ، وتُدِلُّ المستدِلَّ على حاجةٍ لهُ قدْ علِمتَ مكانَها، وتَسعَى بِشدَّةِ ساقَيْكَ إلى اللَّهْفَانِ المستغيثِ، وترفعُ بشِدَّةِ ذِراعيْكَ مع الضعيفِ، كلُّ ذلكَ من أبوابِ الصدَقةِ مِنْكَ على نفسِكَ.

 وهذا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أشجع الناس؛ يسبق الناس إلى الخطر ليتبين الحدث ويرجع فيطمئن الناس فعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه – قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ-صلى الله عليه وسلم-أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ،  وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ-صلى الله عليه وسلم-وَقَدِ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ وَهْوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْىٍ وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهْوَ يَقُولُ لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا ثُمَّ قَالَ وَجَدْنَاهُ بَحْرًا، أَوْ قَالَ إِنَّهُ لَبَحْرٌ".

 ولكي يحفز النبي-صلى الله عليه وسلم-على الالتزام بهذا الخلق وغرسه في نفوس المسلمين جعله صدقة من الصدقات ففي الحديث وإغاثة الملهوف صدقة من العبد له أجرها وبرها. .  فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"على كل مسلم صدقة.  قالوا: يا نبي الله! فمن لم يجد؟قال:يعمل بيده ويتصدق.  قالوا:فإن لم يجد؟ قال:يعين ذا الحاجة الملهوف. "

بل قد يكون الأجر أعظم وأفضل من الاعتكاف في مسجد النبي-صلى الله عليه وسلم-أولئك هم الذين أسعدهم الله تعالى بقضاء حاجات العباد. .  وإغاثة ملهوفهم. .  والإحسان إلى ضعيفهم. .  فما أغلاها من فرصة. .  وما أعلاها من درجة. .  وما أسعدهم ببشارة نبيهم صلى الله عليه وسلم:«أحب الأعمال إلى الله عز وجل؛ سرور تدخله على مسلم،  أو تكشف عنه كربة،  أو تطرد عنه جوعًا،  أو تقضي عنه دينًا».  كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من سرَّه أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ فلييسر على معسر، أو ليضع عنه».

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها،  وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام».

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه:إذا أتيت معسرًا فتجاوز عنه،  لعل الله يتجاوز عنا،  فلقي الله؛ فتجاوز عنه» وفي رواية للبخاري:«فأدخله الله الجنة!». بل المسلم مطلوب منه أن يرفع الأذى عن الحيوان الأعجم إذا قدر عليه، سواء كان هذا الأذى ناشئا عن ظلم إنسان له، أو أسباب طبيعية أخرى، كأن يصيبه العطش أوغيره من ألوان الأذى.

وما أروع الحسن البصري رحمه الله، يوم أن قال:(لأن أقضى حاجة لأخي أحب إلي من عبادة سنة!):ولم أر كالمعروف أما مذاقه*فحلو وأما وجهه فجميل.
وقال جعفر الصادق رحمه الله:(إن الله خلق خلقًا من رحمته برحمته لرحمته؛وهم الذين يقضون حوائج الناس، فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن).

لقد كان الصالحون من هذه الأمة؛إذا وجدوا فرصة لنفع الخلق، وإغاثة ملهوفهم؛فرحوا بذلك فرحًا شديدًا. . وعدوا ذلك من أفضل أيامهم، فكان سفيان الثوري رحمه الله، ينشرح إذا رأى سائلاً على بابه!ويقول:(مرحبًا بمن جاء يغسل ذنوبي!).

 وإغاثة الملهوف من شيم ذوي المروءة والشهامة، قيل: جلس الاسكندر يوماً مجلساً عاماً، فلم يُسأل حاجة، فقال لجلسائه:والله ما أعد هذا اليوم من أيام عمري في ملكي. قيل:ولم أيها الملك، دامت لك السعادة؟قال:لأن الملك لا يوجد التلذذ به إلا بالجود للسائل، وإلا بإغاثة الملهوف، وإلا بمكافأة المحسن، وإلا بإنالة الطالب وإسعاف الراغب.

 إن أصحاب النجدة والمروءة لا تسمح لهم نفوسهم بالتأخر أو التردد عند رؤية ذوي الحاجات؛فيتطوعون بإنجاز وقضاء حوائجهم طلبًا للأجر والثواب من الله تعالى. وانظر إلى الشهم الكريم نبي الله موسى عليه السلام، حين فرَّ هاربًا من بطش فرعون، وقد أصابه الإعياء والتعب، فلما ورد ماء مدين ووجد الناس يسقون، وجد امرأتين قد تنحيتا جانبًا تنتظران أن يفرغ الرجال حتى تسقيا، فلما عرف حاجتهما لم ينتظر منهما طلبًا،  بل تقدم بنفسه وسقى لهما). وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ*فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"(القصص:23، 24). وهكذا أصحاب النجدة والمروءة يندفعون دفعا نحو المكرمات ومنها إغاثة الملهوفين وذوي الحاجات.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق