لا تحمل شهادة جامعية.. تعادى المهاجرين والأجانب.. ترفض المثليين
المتابع لردود الأفعال فى العالم على نتائج الانتخابات التشريعية التى جرت فى إيطاليا، يلمس اهتماما كبيرا بها بشكل لايرجع فقط إلى أنها جاءت بأول سيدة ترأس حكومة فى إيطاليا منذ إعلان الجمهورية عام 1946، وهى جورجيا ميلونى.
يرجع الاهتمام أيضا إلى أن ميلونى(45 سنة) مصنفة كواحدة من أقطاب تيار الفاشية الحالي من خلال زعامتها لحزب "إخوة إيطاليا" وهو وريث "التحالف الوطني" وقبله "الحركة الاجتماعية أو الاشتراكية الإيطالية" التي أسسها الفاشيون السابقون عام 1946. وهى معروفة بعبارتها الشهيرة "أنا امرأة وأمّ، مسيحية وإيطالية".
السياسات الإيطالية
من هنا يتوقع المحللون أن يكون لوصول ميلونى إلى الحكم أثر كبير على السياسات الإيطالية، وعلى المجتمع الإيطالى، وعلى علاقة إيطاليا مع أوروبا والعالم. فهم يرون أن العبارة تلخّص تفكيرها وخطّها السياسي وثقافتها، وهى أيضا ثقافة تيار عريض من اليمين المتطرف في إيطاليا وربما في أوروبا.
كما أنها تنتمى إلى تيار اليمين السيادى المشكك بالاتحاد الأوروبى لصالح إيطاليا. تُشدد على هويتها الدينية المسيحية في مواجهة المثليين والعابرين جنسياً والأجانب والمهاجرين- وخصوصاً المسلمين منهم. وهى فى الوقت نفسه لاتنسى "الأمومة" وتولى اهتماما كبيرا لعلاقتها مع ابنتها جينيفرا (6 سنوات) فى قولها "رئاستي الحكومة وقيادتي إيطاليا لن تنسياني أبنتي".
بدأ اهتمام ميلونى بالسياسة مبكرا منذ كانت فى الخامسة عشر. وانتُخبت عام 1998 عضواً في مجلس مقاطعة روما لـ”التحالف الوطني” المحافظ، وكان عمرها 21 سنة. ودخلت البرلمان الإيطالي لأول مرة عام 2006 كنائبة عن قائمة "شعب الحرية"، وشغلت بعد ذلك منصب وزيرة الشباب بين عامي 2008 و2011 في حكومة سيلفيو بيرلسكوني. وتُعتبر حتى الآن أصغر وزيرة في تاريخ إيطاليا.
لا تحمل شهادة جامعية
ولا تحمل ميلوني شهادة جامعية، لكنها تزعم حصولها على إجازة جامعية في اللغات. عملت في وظائف مختلفة بعد التخرج من المدرسة، مثل العمل في سوق شعبي، ومربية للأطفال، وساقية في حانة، بينما استمرت بالخوض في النشاط السياسي اليميني في البلاد.
رفضت ميلوني إزالة "الشعلة" ثلاثية اللون من علم حزبها في إشارة اعتبرها كثيرون حنيناً متواصلاً إلى حقبة الفاشية في إيطاليا، بالتزامن مع تداول واسع هذه الأيام لفيديو يعود إلى عام 1996 اعتَبرت فيه الزعيمة "القادمة" للبلاد أن "موسوليني سياسي جيد، وهو قام بكل ما قام به من أجل إيطاليا".
والسبب الآخر للاهتمام بالفوز الذى حققته ميلونى، هو أنه يأتى فى إطار انتصارات عديدة حققها اليمين فى عدد من الدول الأوروبية. وليس من الضرورى أن تصل الانتصارات إلى تولى الحكم، لكنها تتوقف أحيانا عند تنامى الشعبية، وهو أمر يمكن أن يلقى بظلاله على سياسات الدول حتى لو غاب اليمين المتطرف عن الحكم.
وهذا ما حدث فى فرنسا مثلا عندما خسرت مارين لوبان فى انتخابات الرئاسة أمام ماكرون، لكنها حصلت على عدد كبير من الأصوات (41 %) يؤكد أنها قوة لن يستهان بها مستقبلا. ورفع ذلك معنويات أنصار اليمين فى أوروبا كلها، وليس فى فرنسا فقط. كما بدأ أصحاب اتجاه الوسط يتحركون نحو اليمين للحفاظ على شعبيتهم.
وتكرر انتصار اليمين فى انتخابات السويد، حيث حقق الحزب الديمقراطى المعادى للمهاجرين المركز الثانى مما يجعله شريكا مؤكدا فى أى حكومة قادمة.
وهناك حزب "البديل من أجل المانيا " الألمانى الذى وصل إلى عضوية البرلمان الأوروبى، رغم القيود والرقابة المفروضة عليه فى ألمانيا – بتحريض من منظمات يهودية- باعتباره حزبا مرتبطا بالنازية من جانب حكومات ألمانية متوالية. وقبلها تعاظمت قوته حتى أصبح ثالث أكبر حزب فى "البوندستاج" وتم تصنيفه رسميا كحزب معارض.
ويرى المحللون أن الأزمات الإقتصادية التى عصفت بأوروبا حتى من قبل "كورونا" والغزو الروسى لأوكرانيا، كانت السبب الرئيسى الذى جعل الشعوب تنبذ الأحزاب التقليدية، وتبحث عن الجديد فى صفوف المعارضة.
اترك تعليق