هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

غاندي الأسطورة.. ثائر زاده الوقار .. والحلم والنضال

أُعجب بأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

ولد الزعيم غاندي في الثاني من أكتوبر عام ١٨٦٩، في بلدة بورباندر "المدينة البيضاء" بشمال بومباي، ونشأ في أسرة هندوسية متدينة جدا، وكان أسرته تعمل بالتجارة، وتعني كلمة "غاندي" ب "البقال" باللغة المحلية وهو لقب العائلة، وشب غاندي شديد التأثر بوالدته كما ذكر في مذكراته.


واستمد غاندي أخلاقه من والدته، حيث كانت عطوفة وكثيرة الصلاة في المعابد، وتحب الخير وكانت توصية بعدم الكذب، وسار هذا منهجه طوال حياته، وعلمته الصبر الطويل علي المحن، حتي أنه اشتهر بقدرته علي تحويل المعاناة إلي سلاح فعال، كما ذكر المؤرخ البريطاني ستانلي ولبرت.

تعليمه الابتدائي

تلقي المهاتما غاندي تعليمه الابتدائي في مدرسة "بورباندر" وفي سن العاشرة انتقل إلي مدرسة "راجكوت" ثم مدرسة "كاتيافار"، وكان يريد أن يدرس الطب ويصبح طبيباً، لكن والده رفض وأصر أن يدرس الحقوق فارسله إلي لندن عام ١٨٨٨ م، لدراسة القانون فقد اصقلت لديه الشخصية التي تبحث في الحق والمتنورة التي حررت ملايين الهنود والباكستانيين فيما بعد علي أسس من العدالة.

وجاءت فلسفة غاندي الروحية تتدرج فيما يعرف في الهند بمصطلح "الكرمايوجا" وقوامها رياضة يومية دائمة تستهدف سيادة المرء علي حواسه واهواءه  وشهواته، عن طريق الاكتفاء بالقليل من الطعام والملبس والصيام البدني والنفسي وهو ما يطلق عليه " صيام الحواس".

كان غاندي بجانب دراسته للقانون كثير القراءة ومثقف علي مستوي عال، حيث قرأ كتب مستوحاة من الأديان السماوية المسيحية والإسلامية والتراث الهندي، وكان معجبا إعجابا شديداً بأخلاق وخصال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

سياسة اللاعنف

ظل يتمسك بفكرة المقاومة السلمية أو سياسة اللاعنف وهي قوة نابعة من الروح وليست من الجسد والعضلات، وفلسفته مبنية علي عدد من الاسس الدينية والسياسية والاقتصادية تندمج معا لتشكل صورة خاصة من المقاومة الشعبية ضد الظلم والاحتلال.

وكان يقول: " وحده اللاعنف .. قادر علي استعادة الحقوق", فأصبح فليسوفا ومعلما ومناضلا ، وظل لا يؤمن بمبدأ الثورات، لأن معظم الثورات تأكل أبناءها، ولكن القوة المبنية علي تكاتف الجميع علي مبدأ واحد سوف تنتصر أخيرا ، وليست القوة المبنية علي الثورة وتحطيم المنشآت والمظاهرات والتعدي علي الممتلكات.

وعند دراسته في لندن لم يلمس اللحوم والخمور والنساء وعاش منعزلا عن المجتمع ، ويهتم بدراسته فقط وذلك كما وعد أمه، وفي عام ١٨٩١ م، حمل شهادة الحقوق في لندن عائدا إلي الهند، وعين محامياً في بومباي، ثم عاد إلي بلدته وعمل كاتب للعرائض، وسعي في حق الهنود في التصويت في الإنتخابات، وأسس صحفا باللغة الهندية.

ثم سافر إلى جنوب افريقيا مدافعا عن الهنود العاملين فى مزارع قصب السكر، فى الدولة التى تحكمها أقلية بيضاء عنصرية، وشكلت سنوات عمره فى جنوب أفريقيا حياته فيما بعد، فقد أصبح ( المهاتما) أو الزعيم الروحى للهند بعد عودته عام 1914 ليطلق منها عام 1921 حملته الشهيرة فى العصيان المدنى ضد الاستعمار البريطاني، والذى بدأ يركز علي تحركاته وشخصيته التى أصبحت شبه اسطورة، عاش غاندي على الكفاف يأكل من غزل يديه الصوف، ومن حليب عنزة اقتنائها ليضرب المثل لشعبه فى مقاطعة العدو المستعمر إقتصاديا.


وتحركت الهند كلها بكل ما فيها فى طوائف مسلمين وهندوس وسيخ، لتواجه الإنجليز فى بلادها، أيام كانوا امبراطورية ( التي لا تغيب عنها الشمس) لاتساعها شرقاً وغرباً وجنوباً فى الكرة الأرضية.

اعتقلت السلطات غاندى فى مايو عام 1930 واودعته السجن ثم المصحة، مما أشعل نيران الثورة التى تصاعدت حتى هاجم الثوار مستودعات الملح الانجليزية الواسعة، وكان غاندى قد طالب شعبه باستفتاء عن الملح الإنجليزي واستخراج الملح بأيدى الهنود، وتحولت الثورة السلمية إلى ثورة صاخبة، اضطرت معها السلطات البريطانية إلى اللجوء لغاندى فى المصحة والتفاوض معه لكن المفاوضات فشلت، وكذلك المؤتمر الذى دعت إليه، فالرجل التابع فى المصحة لم يرسل حزبه حزب المؤتمر عنه ممثلاً مما اضطرهم لإطلاق سراحه فى يناير 1931 فاستقبل فى بومباى مسقط رأسه بطلا قومياً وزعيما روحيا ظل يؤثر فى المعركة السلمية، حتى حين نزل فى لندن لمقابلة الملك كان يحمل معه عكازه ويرتدي سرواله الأبيض المعروف ويجر عنزته .
واعتقل غاندى مرة أخري، فى 9 اغسطس من عام 1942 لاستمرار العصيان المدنى والثورة الهادئة التى كانت تتحرك بإشارة منه، والذى أمر بمقاطعة المدارس والمصانع والمحاكم البريطانية فى الهند واستمر اعتقاله عامين، وخرج أكثر تحولا وضالة جسم، لكنه أكثر قوة وتأثيرا وظل فى ثورته الصامتة البليغة ستة أعوام أخرى، حتى حصلت الهند على استقلالها برغم سطوة بريطانيا وجبروتها، ووجدت انجلترا نفسها بعد الحرب العالمية الثانية أمام شعب جديد متعلم ومثقف وامامه شخصية قدوة وملهمه وهو ( المهاتما) غاندي ورفاقه الذين لا يهابون السجن او الموت من أجل بلادهم ، فبدأت معهم مفاوضات الاستقلال الذى تمت فى 16 أغسطس عام 1947 بعد أن اتفق على فصل الجزء ذى الأغلبية المسلمة فى دولة جديدة أسمها باكستان نقاء على طلب الزعيم محمد على جناح ووافق غاندى على ذلك حقنا لدماء الشعب الهندى قبل انسحاب الإنجليزي ، وسنجد أن موافقة غاندى على ذلك التقسيم كلفته حياته وقد اعتبر غاندي أحد المسؤولين عن تقسيم الهند وانشاء دولة باكستان الخاصة بالمسلمين.

وكان غاندى متوكل على كتفى حفيديه فى طريقة للصلاة بالمعبد وأطلق عليه الرصاص وتم اغتيال على أحد المتطرفين الهندوس يدعى ناثوران جودس من أبناء طائفته وكان معاديا للمسلمين وتوفى فى 30 يناير عام 1948واعلنت الهند الحداد عليه 12يوماً.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق