هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

العاقل والمنافق

بقلم: ممدوح رمضان
العاقل هو الذى يتنبه للأمور قبل أن تحدث ويتوقعها ، ولذلك فالعاقل واحد من ثلاثه :_x000D_ حازم لأمره: دائما فإذا تعرض لمحنه أو موقف صعب فلا يفاجأ به ولا يندهش ولا يرتعد خوفا ولا يتخلى عنه ذكائه للخروج من الموقف الصعب_x000D_ الأحزم : وهو الأكثر حزما وهو المستعد دائما للبلاء ويتوقع حدوثه ، فيتصرف مع الحدث بمقدار حجمه ولا يستهتر به ويجهز نفسه لمواجهته ، فيتخيل المحنه والمصيبه قبل وقوعها ويبعد عنها ._x000D_ العاجز : وهو الأنسان المتردد فى المواجهه وذلك دائما خاسر ._x000D_ فالعاقل هو من ينصح بأخصر عباره ،ويعرف الحق ويتبعه بأقل إشاره ،وهو كبير القدر وجليل الشأن _x000D_ والعاقل يجب أن يضع أمامه ثلاثة أمور . أو ينظر فى ثلاثة أمور :_x000D_ 1_النظر إلى الماضى واستخلاص منه الإيجابيات والسلبيات فيبتعد عن ما هو سلبى ويستفيد من الإيجابى ._x000D_ 2_ النظر إلى ماهو مقيم فيه ، فيتجنب السلبيات ويستمسك بما هو إيجابى ._x000D_ 3_ النظر إلى المستقبل والعمل على إستخدام كل ما هو إيجابى والبعد عما هو سلبى_x000D_ وعلى الإنسان العاقل أن يبتعد عن التهور والعجله ويكون ثابتا فى تصرفاته وردود أفعاله حتى يسلم من الندامه ._x000D_ والمتعجل دائما يجنى ثمرة الندامه وذلك لعدم المشوره ، فعلى سبيل المثال ، المرأة بزوجها ،والأولاد بوالديهم ، والمتعلم بمعلمه ، والجندى بالقائد ، والمتدين بالدين ، والعامة بالرؤساء ، والرؤساء بالتقوى ، والتقوى بالعقل ، والعقل بالتثبت والتأنى ، وعلى رأس كل ذلك الحزم ،وقبل الحزم يجب أن تعرف الناس جيدا وتنزل كل شخص فى وضعه وعلى قدر طبقته ._x000D_ ولذلك صحبة العاقل مفيده ونتيجتها دائما السلامه ._x000D_ المنافق : قبل أن نتكلم عن المنافق ، نعرف كلمة منافق ومن أين أتت ، النفاق لغه مأخوذه من مادة نفق وهو السرب والمسلك ، فهو مسلك بين طريقين يدخل الإنسان من جانب ويخرج من جانب آخر، فهو مسلك للخروج ،والنافقاء ، جحر الضب أو اليربوع ، وسمى المنافق منافق لأنه يتشابه من الضب واليربوع ، فظاهر جحر الضب التراب وباطنه حفر فهو يجعل المسلك الأول تراب بحيث يخدع الرائى ، وإن أراد أن يخرج يخرج من الجانب الآخر ، فالمنافق سمى منافق لأنه يظهر غير ما يبطن . _x000D_ فالمنافق يظل ينفع وينصح من ينافقه حتى يصل إلى مايريد ،ويصل إلى المنزلة التى لايستحقها ،فإذا وصل إلى مايريد ، يحاول الحصول على الأكثر وما فوق ، والمنافق الفاجر لايحترم الناس ولاينصحهم إلا من ضعف أوخوف ،، فإذا ذهبت سلطة أو هيبة من ينافقه عاد إلى أصله كذيل الكلب الذى يربط ليستقيم فيظل مستوى مادام مربوطا ، فإذا حل ، إنحنى وعاد إلى أصله، فالإنسان الشرير لايسلم من شره أحد وإن لم يستطع ذلك جاء الشر بسببه ._x000D_ وفى بعض الأحيان يكون الموت أهون من الحاجه والعوز الذى يحوج صاحبها إلى السؤال ولاسيما سؤال الأشحاء والمنافقين ._x000D_ فالكريم لو أضطرته الحاجه إلى أن يدخل يده فم الأفعى ويخرج السم منها ويبتلعه ، قد يكون ذلك أهون عليه وأحب وأفضل من أن يسأل بخيل أو منافق ._x000D_ يضطر الإنسان إلى السفر البعيد والتعب والمشقه فى طلب الرزق فذلك أهون عليه من مد اليد ، ولا يعادل الرضا شئ فى الدنيا فدائما يصير الأمر إلى حيث الرضا والقناعه ._x000D_ لذلك لاتصعب على نفسك الأمور كأن تصعب على نفسك الغربه إذا كنت مسافر ، فالعاقل لايشعر بالغربة وذلك أن تكون كالأسد لايرحل إلا ومعه قوته ولذلك يجب أن تحسن تعاهدك مع نفسك ، فإن فعلت ذلك جاءك الخير إلى حيث كنت كما يطلب الماء إنحداره . _x000D_ جعل الفضل للبصير بالأمور الذى يحزم الأمور ، أما الكسلان المتردد فإن الفضل لايصحبه ._x000D_ وحيث أن فى الدنيا أشياء لا تثبت على حال وليس لها بقاء فى مكان مثل ظل السحابة فى الصيف ، صداقة الأشرار ، البناء بغير أساس ،هذه الأشياء كالمال الكثير ، فالعاقل لايحزن لقلته وإنما مال العاقل عقله وما قدمه من أعمال صالحه ، فهو على ثقة أن أحد لن يسلب ما عمله ، ولا أحد يؤاخذه على شئ لم يفعله .، وهو لا يتهاون فى أمر آخرته لأن الموت يأتى بغتة ليس له وقت معين ._x000D_ فعندما يكون معى عقلى فلا أفزع من أمرى ولا أهول الأشياء ، ولا أدهش من أى أمر مفاجئ ولا يرتعش قلبى خوفا ، فالعاقل لايخاف عندما يبدى رأيه ولايغيب عنة فكره على أى حال ، فالعقل مثل البحر لايعرف مقدار عمقه ، وذو الرأى لايتعب ولايكل من البلاء فيهلك . _x000D_ وإذا تحقق الحلم والهدف ووصل الإنسان ألى مايريد فلا يجب أن يسكره النجاح ويبطر النعمه ، فيعمى عليه أمره . _x000D_ _x000D_ _x000D_




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق