هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

النظام الجديد للحضانات طفرة تعليمية.. ولكن

الحضانة هي البيت الثاني للطفل، وهي المرحلة العمرية التي يتشكل فيها بناء الإنسان ووعيه، لذا قررت وزارة التربية والتعليم تطبيق نظاما تعليميا جديدا بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ليكون موحدا على كافة الحضانات .. تماشيا مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتحسين جودة خدمات الطفولة المبكرة في مرحلة ما قبل رياض الأطفال "صفر-4".


أكدت وزارة التعليم أن المنهج الجديد يعمل على تطوير شخصية متكاملة للأطفال يراعي فيها قواعد الصحة و التغذية والتعليم ونماء الشخصية، وسيتم التطبيق خلال الشهر الجاري.

كما أن القضية ليست قضية تطوير التعليم فقط وإنما استعادة الوعي لبناء جيل قادرا على التفكير والابداع.

"الجمهورية أون لاين" فتحت الملف مع أطراف القضية للتعرف على آرائهم في المنهج الجديد ومطالبهم الخاصة حتي تكون المنظومة متكاملة، كما تم التخطيط لها من قبل المسئولين.

أصحاب الحضانات :
لا مانع إذا كان في مصلحة الطفل.. و"المصري" ليس أقل من "الأمريكي"پ
الصغير يستوعب كل شيء.. والأهم الاعتماد علي المهارات والأنشطة
المشكلة في نقص الامكانات.. وتدريب المعلمين

رحب أصحاب الحضانات بفكرة وجود منهج لأطفال الحضانة مادام في مصلحة الطفل، خاصة وان مثل هذه الأفكار مطبقة في عدد من دول العالم ومنهم أمريكا والطفل المصري ليس بأقل من "الأمريكي" ويمكنه استيعاب أي شيء.

طالب أصحاب الحضانات بتوفير الامكانيات في الحضانات مثل الأشكال المجسمة والبروجيكتور لعرض الأفلام والصور وايضاً عقد دورات تدريبية للمعلمات لتدريبهم على كيفية التعامل وتدريب المنهج الجديد والذي سيعتمد بالتأكيد علي المهارات والأنشطة أكثر منه على المادة البحتة والتي يصعب توصيلها للطفل في مثل هذه السنة بدون مؤثرات صوتية وصور مجسمة.

تقول شيماء عبد القوي، "صاحبة حضانة"، إننا نطبق في الأكاديمية نظاما تعليميا ولكنه ليس مقتصرا فقط على التعليم بالمعني الحرفي له بل نربطه بتنمية المهارات، لا يمكن أن أطبق التعليم بحذافيره، واعي جيدا أن هذه المرحلة يتكون فيها إدراك وتفكير الطفل، فالأمر ليس فكرة اعطائه ABC أو أ ب ت.

وأرحب جدا بمنهج الوزارة الجديد خصوصا لو به إضافة ولمصلحة الطفل.. مضيفة أن الجزء المتعلق بالاهتمام بالجانب الصحي للطفل فنحن بفضل الله في حضانتنا نمنع منعا باتا "الشيبسي" وكل حلوي لها تأثير سلبي على الطفل.

وتقول إننا نعتمد على تقوية عضلات اليد للصغير حتيپ يتمكن من الكتابة، ونؤهله للدخول للمدرسة.

تري أميرة شعبان، صاحبة حضانة ومدرسة تربية خاصة وتعديل سلوك، أنهم إذا ارادوا إعطاء أطفال الحضانات جزءا من مناهج العلوم أو الدراسات أو أي مادة فلا مانع، المهم أن توظف في شكل مهارات فمثلا يمكن تعريف الأطفال بالمجموعة الشمسية من خلال الكروت التعليمية، والاهم أن يكون المدرس متخصصا ويتم تدريبه جيدا قبل تطبيق المنهج الجديد واختباره بحضور طفل وتطبيق الشرح عمليا عليه، مطالبة بضرورة تواجد اخصائية تعديل سلوك داخل كل حضانة ضمن خطة تطوير التعليم بالحضانات لأن هذا حاليا غير موجود.

وتقترح أميرة توصيل المنهج الجديد من خلال "الحدوتة" قائلة إن الطفل يمكنه استيعاب أي شيء من خلال هذا الأسلوب فمثلا يمكننا تعرفيه بالاهرامات وأبو الهول والفراعنة من خلال القصة وعمل زيارة أو رحلة لمنطقة الأهرامات أو عن طريق "بروجيكتور" أو الجهاز الذي يعرض صورا متحركة وتعريف الطفل ببناة الأهرامات من خلال هذه الصور الجذابة والمجسمة في شكل مشهد، ويمكن لأصحاب الحضانات إذا كانوا لا يستطيعون شراء هذا الجهاز فمن الممكن تأجيره.

وتضيف أن الأولاد سيتذكرون بالتأكيد المعلومة إذا قدمت بهذا الشكل، ويمكن أيضا استخدام "العرائس" التي نرتديها في اليد، وتوزيع الهدايا البسيطة كحافز يشجع الطفل على التذكر وقول المعلومة أمام زملائه.

تشير سلمي محمد "مدرسة إنجليزي" إلي أن منهج "2.0" وهو أحد المناهج المتطورة المطبقة بالخارج ويحتوي على كافة المواد التي سوف يدرسها الطفل بالمدرسة ولكن على شكل مقتطفات من كل مادة، وأعتقد هذا هو المنهج أو التطور الذي سوف يسير في الحضانات الفترة المقبلة، حتي يستطيع الطفل أن يأخذ فكرة مبسطة عن المنهج التعليمي قبل المدرسة.

وتري أن التطور لابد أن يصاحبه الامكانيات، فلابد أن تتوافر في كل حضانة "بروجيكتور" حتي تساير التعليم الحديث، فالطفل في هذا العمر لكي أعطي له معلومة في مادة العلوم أو الجغرافيا لابد أن يراها مرئية وصوتية ومجسمة، فهل كل دور الحضانة لديهم الامكانيات المادية لشراء هذه الأشياء.


فيوجد حضانات أهلية مصروفاتها بسيطة جدا فكيفپ لها أن تسير مع التطور، فنحن بالكاد حتي نطبق الأساليب التكنولوجية الحديثة على المدارس لأنها مكلفة، فكيف نسقطها علي الحضانات.

وتضيف أن المناهج الجديدة عموما تعتمد على علم الصوتيات فبدلا من كتابة كلمة cat للطفل، انطقها أمامه بشكل معين ليتعرف هو على الحروف من النطق، وفي أمريكا يتبعون نظام التعلم من أجل اللعب ولكن يجب التأكد من المعلمات، هل هن تربويات بالفعل؟.

تقول ثريا ماهر، مدرسة، پإن الطفل في هذا العمر يستوعب أي شيء ومن السهل تشكيله ولكن مع التكرار، وبدلا من الحفظ نتبع الفهم، واتفق جدا مع الوزارة وفكرة أن نعطي لطفل الروضة منهجا فهذا سوف يؤسسه، ومادمنا نركز على أسلوب الفهم فهذا سيفرق جدا مع الطفل، ومن الضروري إدخال المهارات في العملية التعليمية مثل المكعبات والبازل لتسهل عليه عملية تعلم الحروف والأرقام.

وتضيف أن الورقة والقلم لا غني عنها حتي مع التطور ولكن لابد من التوازن بين القديم والحديث، مع تنمية ثقافة الطفل من خلال سرد الحكايات له عن العائلة.

تؤكد أميرة محمد، مدرسة Math، أنه إذا كان هناك تدريبا من مديريات التعليم لنا كمدرسات أوافق جدا مادام في مصلحة الطفل، فالفهم أفضل له من الحفظ، واقتراح وزارة التعليم المصرية بعمل منهج مخصص وموحد للروضة يتفق مع النظام الأمريكي، فهل الطفل الأمريكي أفضل من المصري؟ فالاثنان لديهم عقل، فلماذا نعتقد أن الابن المصري سيكون المنهج ثقيلا عليه بل على العكس كلما كان الطفل صغيرا في العمر كلما كان استيعابه أكبر لكن في نفس الوقت ضرورة إدخال المهارات مع النظام التعليمي، وبالطبع مع التطور وإدخال نظم التعليم الحديثة، من المتوقع ارتفاع اشتراكات الحضانات.

ومن ثم تطالب أميرة وزارة التضامن بتوفير الدعم للحضانات لأن ميزانية كل واحدة لا تسمح بتوفير الدوات المتطورة.


أولياء الأمور اختلفوا
المؤيدون: فكرة رائعة.. تؤسس الطفل لمرحلة المدرسة
المعارضة: معظم الحضانات غير مؤهلة.. ونخشي علي أطفالنا من "العقدة"


اختلف أولياء الأمور حول وجود منهج جديد للحضانات حيث أكد البعض ان الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلي تعلم مهارات وممارسة أنشطة أكثر منها الالتزام بمنهج ربما يكون ثقيلاً ونظاماً تعليمياً بحتاً خاصة وانه يبتعد لأول مرة عن أسرته وقد يتسبب هذا في عقدة للطفل من الدراسة ككل والحضانة بالنسبة له مكان للترفيه.

فيما أشاد البعض الآخر بوجود منهج لتأسيس الطفل ويجعله جاهزاً لمرحة "الكي جيهات" ومحاولة تعود الطفل على الالتزام ويجعلهم مؤهلين لمرحلة المدرسة ولكنهم في ذات الوقت متخوفين من أن معظم الحضانات غير مؤهلة أصلاً لتطبيق أي مناهج متطورة تخص الأطفال.

مي محمد "ربة منزل": الأهم في هذه المرحلة هو أن يتعلم الطفل مهارات جديدة في الإمساك بالقلم، التعرف على الحروف والأرقام ، كيف يعتمد على نفسه في قضاء احتياجاته الشخصية، تعلم الكلام، إطعام نفسه، التدريب على الحمام بمفرده، تدريبه على الاجتماعية والاختلاط بالغير، خاصة أنه لأول مرة سيبتعد عن أمه ويذهب إلي الحضانة ثم ينتقل إلي مرحلة جديدة وهي المدرسة، فلا احبذ نظاما تعليميا بحتا أو جديدا في هذه السن لأنه سيشكل ظغطا علينا وعليهم وعلى المعلمات كذلك، فكيف لطفل صغير نلزمه بمنهج؟، فقد يساهم ذلك في تسبب عقدة عنده من الدراسة ككل، و الحضانة بالنسبة له مكان ترفيهي، ومادام سيطبق منهج، فلماذا يلتحق الطفل برياض الأطفال kg1, 2 في المدرسة، فعلينا أن نلحقه بالصف الأول الإبتدائي مباشرة.

مني الشريف، ربة منزل : الفكرة جيدة، وأولادنا اذكياء يتجاوبون مع كل ماهو حديث ومرتبط بالتكنولوجيا أسرع من جيلنا، وفكرة التأسيس من عمر 3 و4 سنوات.

شيء رائع لإنهم سيستوعبون لعدم وجود فكرة رهبة المدرسة والتزامها فالحضانة مختلفة، ومن ناحية آخري عندما يدخلون إلي المدرسة سيكونوا مؤهلين وغير مصدومين.

مروة مصطفي: أري أن وجود منهج للأطفال في هذا العمر سيجعل مستواهم متقارب إلي حد ما، خصوصا مع مخاوف الأمهات وثقل الحصيلة اللغوية للمناهج الدراسية حاليا وعدم قدرة الطفل على تذكر كل شيء لكن نامل ألا يكون سببا لزيادة المناهج فيما بعد في المراحل التعليمية المختلفة.

من جهة آخري، فكرة التطبيق بهذه السرعة مع وجود حضانات غير مؤهلة قرار خاطيء حيث توجد بعض المعلمات التي ليس لديهن فكرة عن المناهج الحديثة وكيفية تدريسها كما أن فكرة تدريبهن سيأخذ وقتا طويلا، والطفل في عمر سنتين إلي ثلاثة هو عمر اللعب وتنمية المهارات والأنشطة وليس التعليم و الإمساك بالقلم أو منهج يضغطهم ومذاكرة وتعقيد، الهدف هو التطور وليس تعقيد الأطفال، دائما سنظل "حاملين هم أولادنا" والدروس والمدارس فنجاح أي قرار لابد أن يكون له خطة على أرض الواقع.

هدير أحمد، ربة منزل: القرار جيد جدا لأن الطفل في هذا العمر من السهل تأسيسه وتشكيله لأن نسبة ذكاءه أفضل من الكبير خصوصا أن أي مدرسة حاليا قبل التقديم تعقد "انترفيو" فلابد من تعليم الطفل بجانب المهارات، حتي يكون مؤهلا لدخول المدرسة.

عبير مصطفي، مدرس جامعي:  أنا ك أم عندما أسمع كلمة تطوير مناهج اشعر بالخطر، فلدي تجربة مع سنة رابعة ابتدائي واسميها "رابعة العامة" وآخري مع ابنتي في kg2 .

فقبل تطبيق أي نظام جديد، نقيم أولا القديم أو المتبع حاليا وتأثيره على الأولاد، هل الأطفال سيشعرون بالضغط ؟ وما وجهة نظر الأهالي؟، لأن بهذه الطريقة نسرق منهم برائتهم، فهناك أمهات تحضر لاولادها مدرسين في المنزل لتأسيس هم منذ نعومة أظافرهم حيث أي مدرسة حاليا تتطلب عقد مقابلة شخصية قبل دخول مرحلة رياض الأطفال وسؤاله في الحروف والأرقام وخلافه وهو "لسه نونو" ويجد الطفل وأهله فجأة دخلوا في ساقية التعليم.

أسماء محمود ، موظفة: بنت أختي مثل ابنتي وأنا الذي أقوم بتربيتها ولا أري مشكلة في فكرة منهج للحضانة لأن الطفل في هذه المرحلة من السهل جدا عليه التقاط أي معلومة وتخزينها .لكن نراعي أنه في النهاية طفل فألا يكون المنهج ثقيلا حتي يؤسس للمدرسة.

فالاهمال التام أو اللعب المطلق داخل الحضانة مرفوض بالنسبة لي، نريد "تعليما" لا نقول جدول الضرب مثلا بل دراسة بطريقة مبتكرة.



دكتور محمد أبو النصر.. باحث في طرق التدريس :
مطلوب تدريب المعلمات علي المنهج.. قبل التطبيق
لابد من التركيز على التفاعل الاجتماعي..
وتقديم الادراك البصري علي التفكير المعرفي

يبدأ الدكتور محمد أبو النصر، الباحث في المناهج وطرق التدريس، كلامه بالحديث عن مرحلة الطفولة المبكرة بناءاً على فرضيات كل من بياجه وبرونر في النمو المعرفي، ويقول إنها تتميز بالخصائص الاتية : القدرة على التعميم واتساع المفهوم والتركيز على بعد واحد فقط في تعلم المفهوم مثل اللون أو الحجم أو الكتلة وزيادة النمو اللغوي ويتقدم الإدراك البصري على التفكير المعرفي.

ويري أبو النصر أنه بناء على ذلك، يجب أن يكون شكل ومحتوي المنهج المقدم لهذه المرحلة كالآتي: أولاً: تصميم المناهج الدراسية على شكل مواد واقعية تساعد على التفاعل المباشر مع الاشياء والظواهر المادية المحسوسة في البيئة، وهو أكثر فعالية من التعلم اللفظي وتوفير الفرص الكافية للمعالجات اليدوية والعمل واللمس والرؤية و الشعور بالاشياء.

ثانياً: تقديم المفاهيم بصورة تحتوي على بعد واحد فقطپ بصورة عامة مع استخدام التعلم بالاكتشاف، مع وجود تفاعل منظم بين المعلم والمتعلم لضمان نمو معرفي مناسب، لذلك يجب اثراء البيئة بالمثيرات مع تنظيمها على نحو يسهل القدرة على الاكتشاف.

ثالثاً: تقديم منهج يعتمد على التصورات البصرية، ويكون على شكل صور مع ربط الصورة بالأرقام والكلمات.

رابعاً: التركيز في المنهج على بعد التفاعل الاجتماعي حيث يسود التمركز حول الذات وثبات الادراك ضافة الحياة على الأشياء وكأن الطفل في هذه المرحلة يضيف ذاته على ادراكه.

ويناشد د.أبوالنصر: بعد تصميم منهج هذه المرحلة بتدريب معلمات الحضانة عليه قبل تطبيقه مع مناقشتهم في مدي الاتساق بين محتوي المنهج وخصائص الاطفال النفسية والمعرفية في هذه المرحلة.كما يجب عرض المحتوي علي المتخصصين في علم نفس النمو . وكذلك المتخصص في طرق تدريس مناهج الروضة.

كما طالب أن تكون الاسئلة المستخدمة في التقويم معتمدة على الخبرة المباشرة حيث تقوم المعلمة بعرض مجموعة من الأشكال الهندسية "مثلث أزرق، مربع أحمر، دائرة سوداء، مستطيل أخضر وتقديم سؤالين للطفل: الأول وهو الشكل الهندسي أزرق اللون هو.. لمعرفة أحادية البعد في التفكير.



دكتور يسري الكومي..پالخبير التربويپ:
فكرة  رائعة.. ويتم تطبيقها في أوروبا
تخصص برامج توعية لأولياء الأمور.. لتقليل الخوف المرضي


يقول الدكتور يسري الكومي، الخبير التربوي، إن السن من اثنين حتي أربعة وهو السن الرسمي للحضانة نسميه في علم التربية سن تشكيل الودان أي تشكيل القيم لدي الطفل سواء من الأهل أو الأماكن التي يتردد عليها كاماكن دينية أو تعليمية أو غيرها فأي كلمة يسمعها تشكل وجدانه وهذا غالبا ما يستمر عليه طوال حياته فهو من أخطر سنوات العمر، فالكثير من الدراسات حذرت من مرحلة التربية المبكرة ومدي خطورتها.. حيث يكون من الصعب تغيير القيم التي زرعت فيه خلالها، فالصدق والأمانة والشجاعة والابداع من القيم المهمة التي يجب أن نغرزها في الطفل خلال وجوده في الحضانة، فمن المتوقع أنه سيكون منظومة سلوكية وليست تعليمية بالمعني الحرفي مضيفا أن التطوير الشامل وطبقا لمنظومة القيم والهدف من العملية التعليمية بشكل عام هي تخريج مواطن صالح إيجابي في المجتمع، فأي منهج مستحدث حاليا لابد أن يعلم الطفل تغيير بعض الأفكار البالية بالمجتمع حاليا خصوصا فيما يخص سوق العمل فالتربية الزراعية لها بيئة معينة، البيئة الصحراوية كذلك وأيضا البيئة الحضارية وخلافه، فيجب أن نراعي أن أي فكرة جديدة تعلم الطفل في المستقبل كيفية مواجهة سوق العمل وأن هناك تخصصات جديدة والأمر لم يعد مقتصرا علي تمييز كليات الطب والهندسة، فمن الجيد جدا أن هذا المنهج يكون موحدا على جميع دور الحضانة حتي يشكل منظومة الفكر لدي ابنائنا.. حيث أن ما زال لدينا بعض الشباب الذين يرفضون العمل إلا إذا كان تخصصا بعينه.

ويري الكومي أن الفكرة رائعة ومطبقة في العديد من الدول الأوروبية التي تهتم بمرحلة ما قبل التعليم الرسمي ولكن بها جزء "لا مركزي" حيث يوجد منظومة قيم واخلاق وتشكيل وجدان، وعند الوصول إلي مرحلة تغيير الوعي والفكر فلابد أن نطبقها بأسلوب لا مركزي حتي يتم تغطية سوق العمل بصورة كاملة.

ويقترح "الخبير التربوي" أن يكون هناك برامج توعية لأولياء الأمور لتقليل الخوف المرضي من فكرة "التنسيق" والحزن الشديد على درجة ونصف درجة والتعامل الجيد مع هذه المنظومة.


داليا الحزاوي.. مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر :
الأم الواعية ستسعد بالنظام الجديد.. بشرط أن يكون متسقاً مع قدرات الطفل
المنهج المقترح يهتم بـ "التغذية".. لمواجهة أمراض التقزم والسمنة

تقول داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر إن المدارس أصبحت لا تقبل الطفل بسهولة إلا إذا اجتاز "المقابلة" أو "الانترفيو" ففكرة وجود منهج يؤسس الطفل قبل المدرسة جيد جدا لكن أعتقد أن الوزارة ستتفهم هذه المرحلة العمرية وألا يكون الطفل فيها مضطرا لأن يمسك قلما أو يكتب، فالمطلوب هو تنمية قدرات وبذلك سيكون هناك منهج عمليا، والجميل أن المنهج أيضا يهتم بالتغذية لأن سبب أمراض الطفولة مثل التقزم والسمنة سببها سوء التغذية في الأساس.

وتضيف الحزاوي أن تطبيق الفكرة لابد أن يكون متسقا مع ما هو مرسوما على الورق لأن أحيانا التنفيذ قد لا يكون مثل المكتوب، فمثلا عندما تم تطوير سنة رابعة ابتدائي ووضع منهج متطور لهم فكان هدفه في الأساس تنمية قدرات الطالب من خلال المواد المتحدثة فضلا عن المساهمة في بناء شخصيته والقدرة على حل المشكلات لكن عجز المدرسين حال دون تطبيق هذه الاهداف على أرض الواقع، ومن ثم لابد من عمل متابعة دورية على الحضانات للتأكد من تطبيقها للمشروع الجديد.

من ناحية آخري، تشير داليا الحزاوي إلي أن الأم الواعية ستسعد بالنظام الجديد بشرط أن يكون متسقا مع قدرات الطفل ويكون أغلب التعلم من خلال اللعب والأغاني والأشياء التربوية وليس شيء أكاديميا بحتا، منوهة إلي اننا في الانتظار لأن نري المنهج الجديد لنحكم جيدا عليه، خصوصا أن المؤسسات التعليمية في مصر سواء من مرحلة رياض الأطفال أو فيما فوق يتباهون بتدريس اللغات الأجنبية فأصبحت اللغة العربية في حاجة إلي الحماية ولابد أن يراعي النظام الجديد أن تكون اللغة العربية لها الأولوية وعند إتقانها، ندخل للطفل لغة آخري مساعدة. فاللغة الأم في أي دولة أجنبية هي اللغة الرئيسية التي يحافظون عليها ما عدا في مصر.


دكتورة أسماء جمعة..
مدرس علوم الطفل التربوية بجامعة بني سويف :
النظام الحالي قنبلة موقوتة.. وتدخل الدولة ينقذ الموقف
الطفل قبل العام الرابع يلعب فقط.. ولا للورقة والقلم


تستنكر الدكتورة أسماء سيد جمعه، مدرس علوم الطفل التربوية بجامعة بني سويف، والخبير التعليمي والتربوي لمرحلة الطفولة المبكرة، في بداية حديثها : النظام الذي تتبعه الحضانات في مصر التابعة لوزارة التضامن، حاليا من تدريب الأطفال على الإمساك بالقلم، معتبرة ذلك بمثابة القنبلة الموقوتة إذا كان الطفل تحت سن الأربعة.. حيث أنه من ملاحظاتنا كتربويين وجدنا أنهم يعلمون الأولاد القص واللزق في هذه السن وأشياء آخري من شأنها تنتهك حقوق الطفل الدولية..حيث أن الطفل يحتاج في هذه المرحلة العمرية فقط إلي اللعب والاستمتاع وقضاء أوقات سعيدة والتعرف على البيئة المحطة والانطلاق داخلها ودور الحضانة هي الاشراف والحماية فالحضانة اليابانية حصلت على المركز الأول على مستوي العالم لأنها تطلق الطفل داخل البيئة والطبيعة لكن التعليم الأكاديمي الذي يضمن الإدراك والفهم والحفظ يكون بداية من سن معين.

وتضيف أن المدارس التي تشترط في قبول الطفل أن يكون عالما بكل شيء وأن تجري له "انترفيو" خطأ كبير فماذا سيكون دور المدرسة إذن؟ فبهذا الأسلوب تتخلي عن دورها.

وتري الدكتورة أسماء ان نية وزارة التربية والتعليم في أن يكون هناك منهجا للحضانات تحت اشرافها بمثابة إنقاذا للموقف وجعله تحت السيطرة لأن الحضانات حاليا بدأت تدرس "كتبا" للأولاد بالإضافة إلي الأقلام فالنظام الجديد سيحد من كل ذلك لأن النظام الحالي المتبع لا يعلم الطفل كما هو شائع بل يسرق منه طفولته.

وتقترح أن يكون هذا المنهج مقسما بين المنزل والحضانة، ونستبعد تماما أن يكون ورقيا، فالصحيح هو الاعتماد على دليل الطفل، والتأكد أنه يقضي حاجته بشكل صحيح وياكل بشكل صحيح يغسل يديه قبل وبعد الأكل، يستطيع الحفاظ على صحته البدنية، وبعد عمر الـ 4 سنوات، نعتبرها مرحلة آخري وهي رياض الأطفال التي تؤهل للمدرسة مع تدريب المدرسات من خبراء مبشرين من خلال مركز المناهج التابع لوزارة التعليم وهذا موجود بالفعل في برنامج إعداد معلمة دور الحضانة، ومن الضروري الاستعانة باساتذة الجامعات ايضا من كليات التربية والطفولة المبكرة وأخذ رأيهم في المنهج الجديد وعدم التعجل في إخراجه، فمن الممكن أن ننتظر عاما كاملا وهذا في صالح الوزارة، واخضاع البرنامج لتحكيم الأساتذة، اقترحت أسماء عمل مسابقة لإختيار أفضل منهج مصري مصمم من كليات الطفولة المبكرة وعددها 27 على مستوي الجمهورية حتي يكون مؤسسا بشكل احترافي، وليس شرطاً الأخذ به كاملا بل يمكن عمل توليفة بين خطة الوزارة والمناهج الموجودة بالكليات لنخرج تصور كامل لمنهج ما قبل رياض الأطفال بشكل علمي.


دكتور مجدي حمزة.. الخبير التربوي
الفكرة رائعة.. لكن هناك صعوبة في تنفيذها
%70 من المدرسات حاصلات على دبلومات..
فكيف يستوعبن النظام الجديد


يشيد الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي والتعليمي، بنية وزارة التعليم لتطبيق نظم حديثة داخل الحضانات واصفا الفكرة بالرائعة كون أن الحضانات ستكون تحت سيطرة الوزارة وستدرس مناهجها، لكن يري حمزة أن هناك الكثير من الحضانات التي لا تخضع تحت سيطرة الدولة وهي الحضانات غير المشهرة أو تحت بير السلم، و يتسائل هل الوزارة لديها بيانات كافية عن تلك الأماكن؟، فالفكرة رائعة لكن المشكلة في التنفيذ، وسنواجه"الغاما" عند تطبقها.

أضاف أن 07% من المدرسات الذين يعملن في الحضانات حاصلات على دبلومات وغير تربويات فكيف سيتم تأهيلهن لتدريس نظاما حديثا للأطفال فضلا على حصولهن على مرتبات متدنية، وهل باستطاعة الوزارتين سواء التعليم أو التضامن تدريب هيئة تدريس كاملة على مستوي حضانات مصر، و الأولي هو تدريب مدرسين التعليم الأساسي أو الإبتدائي.

ويتسائل الدكتور مجدي هل مدة تدريب المدرسات ستكون كافية لتلقي المنهج الجديد خصوصا أن امامنا شهرا ونصف فقط لتطبيق الفكرة؟ نقطة آخري تتمثل في أن الغالبية لا يوفرون بيئة صحية مناسبة للأبناء، خصوصا أن الحضانات هي بداية خيط التعليم في مصر ويمكننا تشكيل إنسانا كاملا بدءا من هذا العمر المبكر، لكن قبل أن أقدم شيئا ايجابيا لابد أن أعالج الصور، فكيف لمدرسة لم تحصل على مؤهل عال ندربها على منهج حديث.

ويقول "الخبير التعليمي" إننا نتمني أن يراعي المنهج صحة ونفسية وجسد الطفل بحيث يكون مستوعبا للفكر التطوري عند دخوله المرحلة الإبتدائية، ونتمني أيضا خروج منتج تعليمي رائع، ومن المهم أن نفهم أن الطفل في هذه المرحلة المبتكرة يتعلم باللعب دون ضغوط تعليمية وتربية فلسنا بحاجة لأن يمسك الطفل قلما، فاليابان تعلم الأولاد من خلال الرسم والموسيقي فقط ولا وجود "الواجب"، فالواجب من أكثر الأشياء التي ترهق الصبي، فنتمني ألا نكرر مأساة "رابعة ابتدائي" على الحضانات ونتسبب في كارثة لأن يكرهوا ابنائنا النظام التعليمي بالكامل وحدوث مشكلات داخل الأسر المصرية، وحتي لا يحدث ذلك من المهم جدا استشارة خبراء المناهج والتربويين في النظام الجديد كحوار مجتمعي حول الفكرة، فلا داعي للاستعجال.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق