افاد اهل العلم ان الشرع حرم الخبائث وذلك استناداً على قوله تعالى " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ" الأعراف/57.
وبين اهل العلم ان الحشرات من الأطعمة التي كان يستخبث أكلها العرب زمن نزول الوحي، وهم الذين خوطبوا بهذا القرآن أولا.وما استخبثته العرب، فهو محرم؛ لقول الله تعالى ( وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ).
والذين يعدوا ويعتبروا باستطابتهم واستخباثهم هم أهل الحجاز من أهل الأمصاروفقاً لما افاده اهل العلم لأنهم الذين نزل عليهم الكتاب، وخوطبوا به ، وبالسُّنَّة، فرجع في مطلق ألفاظهما إلى عرفهم دون غيرهم، ولم يعتبر أهل البوادي؛ لأنهم للضرورة والمجاعة يأكلون ما وجدوا...
ومن المستخبثات الحشرات، كالديدان، والجعلان، وبنات وردان، والخنافس، والفأر، والأوزاغ، والحرباء، والعضاة، والجراذين، والعقارب، والحيات.
وقد قال ابن قدامة فى هذا " قوله سبحانه: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ). وما عدا هذا، فما استطابته العرب، فهو حلال؛ لقول الله تعالى: ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ). يعني يستطيبونه دون الحلال، بدليل قوله في الآية الأخرى: ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ )؛ ولو أراد الحلال لم يكن ذلك جوابا لهم.
وبهذا قال أبو حنيفة، والشافعي... " وهو قول جمهور أهل العلم وقد اتفقوا على أن حشرات الأرض محرمة. إلا مالكا؛ فإنه كرهها من غير تحريم في إحدى الروايتين وفي الأخرى قال: هي حرام " انتهى من"اختلاف الأئمة العلماء" (2 / 335).
ووفقاً لذلك فأن فصل الحشرات وإزالتها من الطعام لخبثها وهذا إذا كانت ازالتها مستطاعة لا مشقة فيها؛ لظهور هذه الحشرات وتميزها.
فعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ، فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالأُخْرَى شِفَاءً رواه البخاري (3320).
ووفقاً لاهل التفسير فأنه إن كانت هذه الحشرات يسيرة ، وصغيرة يشق تتبعها، فيعفى عنها، لأن الشرع جاء برفع الحرج وما فيه عسر.
اترك تعليق