هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"النهايات أخلاق"فهل الظلم مبرر لإساءة الزوجين لبعضهما بعد الطلاق؟

"النهايات أخلاق"،البعض يتبع تلك الحكمة وآخرون يخفقون فى ذلك خاصة فى حالات الطلاق بين الأزواج،وقد يكون دافعهم لهذا ما تعرضوا له من ظلم وأذى نفسي أو جسدي خلال فترة الزواج..فهل هذا مبرر لإساءة الزوجين لبعضهما وإفشاء أسرارهم بعد الطلاق؟.


فى هذا الشأن،أكد الدكتور عبد الحميد الأطرش_رئيس الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف_إن الحياة الزوجية حياة مقدسة لافتاً إلى قول الله تعالى:"وأخذن منكم ميثاقًا غليظً"،وقوله تعالى:" هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ".

أشار د.الأطرش فى تصريحاته لـ"الجمهورية أونلاين" إلى أن السر بين الزوجين لابد أن يُصان فإذا أفضى الرجل لزوجته بسر،أو أفضت الزوجة بسر وأفشى أحدهم هذه الأسرار فإنه خائن،والله سبحانه وتعالى أمر فى حالة الشقاق بين الزوجين أن يبعث حكماً من أهله ومن أهلها ،ويشترط أن يكون من أهل الأمانة والعدالة،قال الله تعالى قال:"إِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا".

ولفت إلى أن الزوجة ترى من زوجها مالم تراه من أبيها وكذلك الزوج ما لم يراه من أمه ولهذا عليهما حفظ أسرارهما فينبغي أن يكون الفضل بين الزوجين حتى بعد الطلاق،قال تعالى :"وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ".

فى ذات السياق،استشهد الدكتور السيد عصمت_مدير عام بوزارة الأوقاف_ بقوله تعالى:"وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ"،لافتاً إلى الحكمة والإرشاد الإلهي المذكور فى تلك الآية بالصبر على الأذى واحتساب الأجر والثواب عند الله تعالى.

أشار د.عصمت فى تصريحاته لـ"الجمهورية أونلاين" إلى أن الظلم ظلمات يوم القيامة،و الأولي ترك الظالم وعقوبته عند الله تعالى،وأنه على العبد أن يصبر ويحتسب الأمر لله، وليعفو وليصفحَوا ،ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم.

من جانبه؛أكد الدكتور عبد الفتاح العواري_العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر_ أن العلاقة الزوجية هى ميثاق غليظ وهى من أسمى العلاقات التى ذكرت فى الشرع الشريف.

أضاف د.العواري فى تصريحاته لـ"الجمهورية أونلاين" أن حياة الزوجين يجب أن تكون سراً حتى بعد الطلاق ولايجوز إفشاءها،منوهاً إلى أنه إذا تعمد أحد الطرفين إشاء تفاصيل الحياة الزوجية عقب الطلاق فإنه يكون آثماً شرعاً.

كما بيّن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فى فتوى سابقة أنه عند حدوث انفصال بين الزوجين ويقوم أحدهما أو كلاهما بالحديث عن عيوب الطرف الآخر، ويبالغ فيها، أو يقوم بالأمر نيابة عنه بعضُ أهله، بل يقوم هو بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي،فهذا كله مخالفة؛ لقوله تعالىٰ: "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللهُ وَاسِعًا حَكِيمًا"[النساء: 130]، فيغني اللهُ تعالى الزوج عن مطلقته بخير منها، ويغني اللهُ المطلقة بخير من زوجها السابق.

وأشار الى أنه لا يتوقف حقُّ كلٍّ من الزوج والزوجة في حرمة الأسرار الزوجية بانتهاء الزواج، ولكن على كل منهما على حدٍّ سواء الحفاظ على هذه الأسرار والأمور التي كانت مشتركة فيما بينهما حتى بعد الطلاق.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق