رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ _من الدعاء القرآنى الثابت ما قاله حوارى عيسى عليه السلام الذين صدقوه وارتجوا من الله تعالى ان يثبتهم مع الذين شهدوا الحق َولم يصدوا عن سبيله سبحانه ولم يخالفوا امره وهو دعاء يصح للمؤمن ان يدعوا به تأسياً بالصالحين وهودعاء ممدوح ، حسن المعنى ، لا حرج على من دعا به وفقاً للعلماء
والحواريون هم أصحاب المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وأنصاره ، وهي فئة مؤمنة ، ذكرهم الله في كتابه وأثنى عليهم ووصفهم بالإسلام والإيمان .
ومن المعانى التى اشتمل عليها الدعاء
_ رَبّنَا آمَنَّا ..أَيْ صَدَّقْنَا بِمَا أَنْزَلْت ... بِمَا أَنْزَلْت عَلَى نَبِيّك عِيسَى مِنْ كِتَابك
_ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُول يَعْنِي بِذَلِكَ : صِرْنَا أَتْبَاع عِيسَى عَلَى دِينك الَّذِي ابْتَعَثْتَهُ بِهِ وَأَعْوَانه , عَلَى الْحَقّ الَّذِي أَرْسَلْته بِهِ إِلَى عِبَادك
وفى تفسير ابن كثير_ عن ابن عباس في قوله تعالى "فاكتبنا مع الشاهدين" قال: مع أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم، وهذا إسناد جيد.
_فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ...اى فَأَثْبِتْ أَسْمَاءَنَا مَعَ أَسْمَاء الَّذِينَ شَهِدُوا بِالْحَقِّ , وَأَقَرُّوا لَك بِالتَّوْحِيدِ , وَصَدَّقُوا رُسُلك , وَاتَّبَعُوا أَمْرك وَنَهْيك , فَاجْعَلْنَا فِي عِدَادهمْ وَمَعَهُمْ فِيمَا تُكْرِمهُمْ بِهِ مِنْ كَرَامَتك , وَأَحِلَّنَا مَحَلّهمْ , وَلَا تَجْعَلنَا مِمَّنْ كَفَرَ بِك , وَصَدَّ عَنْ سَبِيلك , وَخَالَفَ أَمْرك
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " وَأَمَّا الْحَوَارِيُّونَ ، فَإِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - ذَكَرَهُمْ فِي الْقُرْآنِ وَوَصَفَهُمْ بِالْإِسْلَامِ وَاتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَبِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ
وتابع و أَنْزَلَ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -: ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) آل عمران/ 52 - 53
وَقَالَ - تَعَالَى -: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) المائدة/ 111]
وَقَالَ - تَعَالَى -: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ) الصف/ 14.
وقد ثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما ندب الناس يوم الأحزاب فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير رضي اللّه عنه، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : (لكل نبي حواريّ، وحواريَّ الزبير)
اترك تعليق