هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

3 أهداف رئيسية لزيارة بايدن إلى الشرق الأوسط

جاء الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى الشرق الأوسط فى هذا التوقيت، حاملا فى جعبته حزمة من الأهداف استعرضها بنفسه فى مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قبل أيام تحت عنوان "سبب زيارتى للسعودية".


 
 تعزيز الشراكة الأمريكية- العربية.. ردع إيران.. تأمين الطاقة والأمن الغذائى
 
 
قال الرئيس الأمريكي إنه يزور الشرق الأوسط لبدء فصل جديد وواعد لدور بلاده في المنطقة. وقال إن رحلته للشرق الأوسط تأتى في وقت حيوي للمنطقة، كما ستساهم في تعزيز المصالح الأمريكية، لافتا إن الشرق الأوسط الذي يزوره أصبح أكثر استقرارا من الذي ورثته إدارته قبل عام ونصف، كما أن وجود شرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا يعود بالفائدة على الأمريكيين من نواح عديدة.
 
وأضاف بايدن إن ممرات الشرق الأوسط المائية ضرورية للتجارة العالمية، وأن مواردها من الطاقة حيوية للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية لحرب روسيا في أوكرانيا.
 
تابع الرئيس الأمريكي إن هدفه من اللقاء بقيادة السعودية هو تعزيز شراكة تستند إلى مصالح مع التمسك بالقيم الأمريكية. كما قال إن المملكة ساعدت في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجى، مضيفا أنها تعمل الآن مع خبراء إدارته للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".
وفي موضوع آخر، قال الرئيس الأمريكي إن إدارته عملت مع إسرائيل ومصر وقطر والأردن للحفاظ على السلام. وفيما يخص العلاقات مع إسرائيل، أشار بايدن إلى أن إدارته قامت بتمرير أكبر حزمة دعم لتل أبيب في التاريخ تقدر بأكثر من 4 مليارات دولار.
واعتبر بايدن في مقاله بواشنطن بوست، أن إيران أصبحت معزولة حتى تعود إلى الاتفاق النووي لعام 2015. وقال إن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الهدف من زيارة بادين للشرق الأوسط هو التركيز على بحث المصالح المشتركة
 
وقال بلينكن إن الرئيس الأمريكى سيبحث مع القادة العرب فى السعودية الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات المشتركة. كما قال إن بايدن سيعمل على تمديد الهدنة في اليمن، حيث تشهد البلاد هدنة إنسانية بدأت في 2 أبريل وتنتهي في 2 أغسطس المقبل. كما يعتزم رئيس الولايات المتحدة مناقشة أمن الطاقة مع قادة مجلس التعاون في جدة. كذلك سيتم بحث تكامل الدفاعات الجوية مع دول الشرق الأوسط لمواجهة تهديد إيران.
 
لكن الهدف الرئيسى لرحلة الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط، هو تعزيز الشراكة الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق. فى الوقت الراهن، تحاول إدارة بايدن ترتيب أولوياتها في عدد من القضايا التالية:
1- حسم الجدل الدائر، منذ عقدين من الزمان على الأقل، حول مدى أهمية منطقة الشرق الأوسط للمصالح الأمريكية- بين ثلاث اتجاهات ميزت توجهات النخبة السياسية الأمريكية: الانسحاب من المنطقة، تقليل الاهتمام والتواجد العسكري بها، أو الإبقاء على السياسات المتبعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي نظرت إلى الشرق الأوسط كركيزة أساسية في السياسة الخارجية الأمريكية.
2- كيفية مواجهة الصعود الصيني الذى بات يهدد انفراد الولايات المتحدة بقيادة النظام الدولي.
 
3- صياغة سياسة ردع قوية تجاه روسيا خاصة بعد ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014 وصولاً إلى شنها حرباً شاملة ضد أوكرانيا وتهديدها للدول الأوروبية الأعضاء في الناتو، وحشد العديد من دول العالم خلفها تحت مسمى بناء نظام عالمي جديد لا تنفرد الولايات المتحدة بقيادته.
 
4- إعادة بناء القوة الأمريكية في الداخل بعد تعرض الولايات المتحدة لأزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية متوالية منذ مطلع الألفية الثانية إلى الحد الذي بات يهدد تماسكها الداخلي، كما يهدد مكانتها كقوة عظمى.
تلك القضايا الأربع لا يمكن معالجة كل منها على حدة، أو ترتيبها تنازلياً أو تصاعدياً من حيث أولوية المعالجة. ومن هنا، تبرز أهمية زيارة بايدن لإسرائيل ولقائه بالقادة العرب في السعودية، حيث تؤكد إعادة اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، وفي القلب منه المنطقة العربية، الأمر الذى يمكن أن يكون مدخلاً لبناء استراتيجية متكاملة لمعالجة المعضلات الثلاث الأخرى المذكورة سابقا والتي تواجهها الولايات المتحدة حالياً.
 
فالسعي الأمريكى نحو تعزيز الشراكة مع دول الخليج ومصر والأردن والعراق، مصدره القلق المتزايد في الإدارة الأمريكية من أن تلك الدول يمكن أن يقتربوا من الصين وروسيا وسط توترات مع الولايات المتحدة. فالرئيس الأمريكى يهدف إلى حشد الشرق الأوسط خلف الولايات المتحدة لمواجهة الصعود الصيني والعدوانية الروسية والتمدد الإيراني.
يرى المراقبون أن نجاح بايدن فى كسب ثقة الدول العربية المحورية في المنطقة، يمكنه أن يعزز من قوة السياسة الأمريكية الهادفة لحصار روسيا وعرقلة الطموحات الصينية وردع السياسة الإيرانية المثيرة للاضطرابات في المنطقة والعالم. إذ يمكن أن تتراجع الدول العربية عن السياسات التي اتبعتها مؤخراً والتي تشكل تحدياً للأهداف الأمريكية، مثل زيادة التعاون العسكري والأمني مع روسيا، والاهتمام بمشروع الحزام والطريق الذي تعول عليه الصين كثيراً لضرب النفوذ الأمريكي في العديد من مناطق العالم وعلى الأخص منطقة الشرق الأوسط.
 
لكن تحقيق تلك الأهداف يقتضي من إدارة بايدن التعهد أمام دول المنطقة بالمشاركة في ردع إيران عبر استخدام نفوذها (أي الولايات المتحدة) وقوتها الاقتصادية، بدلاً من سياسة أوباما التي قامت على تقديم التنازلات لطهران دون التفات لمخاوف الدول العربية وإسرائيل من الطموحات الإيرانية، وبدلاً من سياسة ترامب التي تأسست على ترك الدول العربية لتدفع تكلفة مواجهة إيران وحدها، أو ابتزازها مالياً وسياسياً باسم دفع تكلفة حماية هذه الدول بشكل مبالغ فيه.
ومن المقرر أن يناقش الرئيس الأمريكي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق، سبل توسيع التعاون الاقتصادي والأمني والإقليمي، بما في ذلك البنية التحتية الجديدة والواعدة ومبادرات المناخ، فضلا عن ردع التهديدات الإيرانية والضمان العالمى للطاقة والأمن الغذائى.
فمن المعروف أن بايدن الذي يتعرض لضغوط في الداخل لخفض أسعار البنزين المرتفعة التي أضرت بمكانته في استطلاعات الرأي العام، يتطلع إلى قيام حلفاء الخليج لتوسيع إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعار البنزين، وإبقاء أسعار الطاقة العالمية تحت السيطرة.
 
تمر الولايات المتحدة بأزمة اقتصادية حادة، بسبب تداعيات جائحة كورونا، وبسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار الطاقة ومعدلات التضخم التي ترتبت عليه والتي تنذر بوقوع الاقتصاد الأمريكي والعالمي في الركود لسنوات طويلة.
وعليه، فإن دور الدول العربية الغنية بالنفط في معالجة هذا الوضع يصبح محوريا، حيث يمكنها أن تزيد من إنتاجها لدفع أسعار النفط نحو الانخفاض، والتأثير على فرص روسيا في زيادة دخلها من صادرات الغاز والنفط.
 
 




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق