دمج الدفاعات الجوية لدول المنطقة .. في مواجهة التهديدات الإيرانية
التحالف يخدم مصالح الولايات المتحدة .. داخل الإقليم وخارجه
وهناك ملفات عديدة تنتظر القمة، حيث إنها تتزامن مع الحرب في أوكرانيا وتفاقم أزمة الطاقة وارتفاع أسعارها، ويسعى بايدن لإقناع دول الخليج لزيادة إنتاج النفط والغاز لمواجهة الأزمة.
ومن بين الملفات التي تناقشها القمة تعزيز وقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة في ظل تعثر مفاوضات البرنامج النووي الإيراني وما يثار حول اقترابها من القدرة على صنع أسلحة نووية.
واتساقًا مع هذه التهديدات، هناك توقعات بأن يعلن الرئيس الأمريكي عن دمج الدفاعات الجوية لدول المنطقة ضد الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار التي تطلقها إيران ووكلاؤها ضد دول المنطقة.
يتوقع بعض المحللين أن يعلن الرئيس بايدن في القمة عن خطوات لمواجهة إيران من خلال توسيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية وإقامة تحالف فيما بينها. وسيحاول تعزيز الدعم السعودي لوقف إطلاق النار في اليمن. ورغم هذه التوقعات، فإن البعض يقلل من إمكان حدوث ذلك.
ومما يرجح هذه التوقعات تعهد بايدن لدى وصوله مطار بن جوريون بإعطاء دفع لعملية "اندماج" إسرائيل في المنطقة بعد أن طبّعت خلال السنتين الأخيرتين علاقاتها مع أربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب."
وفي حين ركزت الرحلات الرئاسية الأمريكية السابقة على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو إدارة البرنامج النووي الإيراني، أو تعزيز الديمقراطية، أو زيارة القوات في مناطق الصراع النشطة، هناك شيء جديد يختمر في الشرق الأوسط.
ويستغل بايدن تطورين مهمين، موروثين عن إدارة ترامب، ويسعى لدفعهما خطوات إلى الأمام من أجل إعادة تشكيل المنطقة بطريقة تخدم المصالح الأمريكية والمحلية.
التطور الأول يتمثل في سلسلة من اتفاقيات التطبيع، وهي اتفاقيات إبراهيم التي أسست العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، واتفاقيتين أخريين بين إسرائيل والمغرب والسودان.
ويرى دانيال ب. شابيرو، السفير الأمريكي السابق بإسرائيل، في مقال له على موقع المجلس الأطلسي، إن العلاقات الطبيعية بين إسرائيل والدول العربية توفر إمكانيات هائلة لمستقبل المنطقة. ويأمل بايدن في إعلان خطوات من جانب المملكة العربية السعودية تجاه التطبيع، مثل السماح بتحليق الطيران المدني الإسرائيلي في مجالها الجوي.
التطور الإقليمي الرئيسي الثاني هو إدراج إسرائيل في نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ، والتي تشرف على العمليات العسكرية والعلاقات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وهذا يمثل نقطة تحول منذ أوائل عام 2021. في السابق، فقد كانت الحوارات الأمنية بين إسرائيل والدول العربية، تُجرى بشكل شبه سري، أما الآن فهي تتم بشكل أكثر انفتاحًا.
وتشير تقارير عديدة إلى أن بايدن سيدعو القمة إلى دمج الدفاعات الجوية لإسرائيل ومصر والأردن ودول الخليج للدفاع ضد تهديد الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، التي تطلقها إيران ووكلاؤها في العراق واليمن وسوريا ولبنان.
ومع اقتراب المحادثات النووية الإيرانية من نقطة الحسم، يؤكد بايدن التزام الولايات المتحدة بضمان عدم امتلاك إيران مطلقًا لسلاح نووي، وهو عنصر أساسي يحفز هذا التعاون الدفاعي الذي طال انتظاره بين شركاء الولايات المتحدة.
هذه الاتجاهات معًا قد تمهد الطريق لإمكان ظهور تحالف إقليمي من شركاء الولايات المتحدة الذين يواجهون تهديدات أمنية مشتركة ويتقاسمون تحديات اجتماعية واقتصادية وكذلك التحديات المرتبطة بالطاقة والمناخ.
ومثل هذا التحالف، في حال تشكيله، سيكون له فوائد عميقة لمصالح الولايات المتحدة داخل وخارج الشرق الأوسط. سيكون منفذًا لوجود أمريكي مستدام في المنطقة، مع عدم التورط بشكل مباشر في الصراعات، حيث إن مزاج الشعب الأمريكي، بعد الحرب في العراق وأفغانستان، لم يعد لديه الشهية لتورط عسكري أمريكي رئيسي في الشرق الأوسط.
و يقول شابيرو: بصفة الولايات المتحدة الشريك الرئيسي لهذا التحالف، فإنها ستتمتع أيضًا بوضع أفضل لكسب التزام أعضائه بدعم المصالح الأمريكية الأساسية عندما تواجه التحديات من قبل خصميها العالميين روسيا والصين.
وفي رأي كاتب هذه السطور، أنه إذا كان الرئيس الأمريكي يسعى إلى تشكيل مثل هذا التحالف، فلا شك في أن دول المنطقة ربما يكون لها رأي آخر، حيث يريد قادتها، أو على الأقل بعضهم، النأي بأنفسهم وببلادهم عن صراعات القوى الكبرى وسعيها لفرض الهيمنة على العالم. وقد لا يكون من السهل إقناع بعض القادة بالفكرة.
اترك تعليق