تناولت الدكتور نادية عمارة المتخصص في الدراسات الإسلامية الحديث عن خليل الله سيدنا إبراهيم -عليه السلام- فهو صاحب القلب السليم؛ منوهة إلى إن الْمُتأمل في القرآن الكريم يجد أنه لم يرد التعبير عن (سلامة القلب) هكذا بنصه في حق أحد في القرآن الكريم أو عن (القلب السليم) إلا في حق الخليل إبراهيم عليه السلام
استشهدت د.عمارة على ذلك بما جاء في القرآن الكريم، من باب التنبيه من سيدنا إبراهيم -عليه السلام- على أهمية سلامة القلب للنجاة بين يدي الله، وذلك في دعائه؛ كما ورد في سورة الشعراء؛ حيث قال تعالى على لسانه: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. وما جاء أيضًا بصيغة الإخبار من الله تعالى عنه عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ فقال عز وجل في سورة الصافات: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الصافات: 83، 84].
وأشارت إلى قصة بناء البيت الحرام كما في قوله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وأن من الدروس والحكم في معاونة سيدنا إسماعيل لأبيه سيدنا إبراهيم عليهما السلام في بناء البيت: ضرورة تدريب الأبناء على تحمل المسؤولية؛ فنجد أن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يرفع قواعد البيت بمفرده بل شاركه ابنه إسماعيل عليه السلام؛ حيث إنه قد نضج بصورة تسمح له أن يساعد والده خليل الرحمن في إقامة قواعد البيت الحرام.
جاء هذا في سياق حلقة خاصة من برنامج قلوب عامرة ضمن مجموعة حلقات بمناسبة موسم الحج.
اترك تعليق