هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

القنوت جائز في الفجر والوتر وعند النوازل ؟..  الإفتاء تجيب

ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عنها الدكتور محمود شلبي. أمين عام الفتوي بـ "الدار".


* ما حكم دعاء القنوت في الصلاة الفردية؟

** فقهاء الشافعية والمالكية يقولون إن القنوت في صلاة الفجر من سنن الصلاة. ويكون القنوت بعد الاعتدال من الركوع. وبعض الفقهاء مثل المالكية يقولون إن القنوت يكون قبل الركوع.. والقنوت في صلاة الفجر من السنن وكذلك القنوت في الوتر في شهر رمضان.
أما القنوت في غير الوتر وغير صلاة الفجر فلا يكون إلا عند النوازل. فعند نزول بلية أو وباء فمن الممكن أن يكون القنوت بعد الاعتدال من ركوع الركعة الأخيرة. ولا يوجد حرج في ذلك.

* هل النذر حرام ؟

** النذر ليس حرامًا. ولكن الخلاف بين الفقهاء يكون في هل هو مكروه أم هو قربي. فالمكروه يكون بمعني أنه ليس الأفضل. أما الحرام فهو أن الإنسان لو فعله يكون عليه وزر.. والله -سبحانه وتعالي- مدح الشخص الذي يوفي بنذره. لحديث ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه".

والذي عليه المحققون أو الأكثر منهم أن النذر ليس مكروهًا وليس حرامًا. بينما النذر في الحرام يكون في النذر بالمعصية. مثل أن يقول الإنسان نذرت ألا أكلم أخي "فهنا نذر يكون قطيعة رحم". وهو حرام.. بينما لو قال أنا نذرت أن أتصدق أو أن أصوم يومًا لله فهذا حلال ولا يوجد حرمة في ذلك.

* زوجي غير منتظم في الصلاة وأحيانًا ينقطع عنها والحجة أنه مشغول عن العمل. وسمعت أنه يجب التفرقة بيني وبينه لأنه لا يصلي.. فما حكم الشرع؟

** التفرقة ليست واجبة ولا شيء. وهذا كسل فقط. ولكن الزوج هذا يحتاج من يذكره بالله -سبحانه وتعالي- ويذكره بالصلاة ويحتاج إلي الدعاء بالصلاح والنصيحة في الوقت المناسب والتي تؤتي بثمارها. بإذن الله.. وأمر هذا الزوج يكون علي الله- سبحانه وتعالي-.. فالزواج مستمر ولا مشكلة فيه. ولا يجب التفرقة. في مثل هذه الحالة.

* ما حكم الشرع في عملية ربط الرحم؟

** الوسائل التي تمنع الحمل مؤقتا مثل اللولب والحبوب جائزة ولا شيء فيها. علي أن يكون ذلك بالاتفاق بين الزوجين.. أما عملية الربْط النهائي فهذا معناه أن تنتهي صلاحية الإنجاب مرة أخري. فهذا لا يصح ولا يجوز أن تلجأ إليها المرأة إلا عند الحاجة الشديدة والصحية والتي يحدد لها الطبيب ذلك.. فلا يجوز أن يحدد الشخص هذا من نفسه. ويجب الذهاب إلي الطبيب ليقرر عندما لا توجد وسائل أخري تمنع الحمل ويكون الحمل به خطورة علي الأم بسببه.

* ما حكم ترديد الأذكار والتسابيح بسرعة؟

** التسبيح والأذكار تحتاج إلي خشوع وقلب. بحيث تنزل علي قرائها السكينة.. يقول الله- تعالي- في سورة الأنفال "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَي رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".. ويقول في سورة الحج "وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ* الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَي مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ".
وسورتا الأنفال والحج تتحدثان عن قلب ولم تتكلما عن اللسان. لقول الله- تعالي- في سورة الرعد "أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".. وأنصح المؤمن أن يجعل فكره في التسبيح. لكي يكون القلب متعلقا بالله -سبحانه وتعالي- ولا يهتم بالعدد فيضيع الخشوع والسكينة والهدوء والطمأنينة.

* هل تجوز الصلاة للرجل بملابس خفيفة مثل "الفانلة الحمالات"؟

** يجوز ولا مانع من ذلك وهذا بالنسبة للرجل. نظرا لأن عورة الرجل في الصلاة من السرة إلي الركبة... ولكن من الأولي والأفضل أن يستر الإنسان نفسه. وقد ورد الطلب في السنة النبوية بذلك.

* هل يجوز تنفيذ وصية للمتوفي تتضمن قطع رحم مثلا ألا يدفن هذا الوصي مع أخيه أو لا يدخل عليه بعد موته؟

** هذه ليست وصية.. الوصية تكون فيما يملك الإنسان من أموال وعقارات. ولكن مثل هذا يكون من قبيل الرغبات وهذا المتوفي يكون له رغبة أن هذا الشخص لا يدخل عليه. وهذا جائز.. ولو أن هذه الرغبة التي قالها المتوفي قبل وفاته تجعل بين الناس شحناء فلا حرج علي الأحياء في عدم فعلها.. فأعمال المتوفي هي التي تنفعه وليست الرغبات التي قالها قبل وفاته.

* هل صحيح أن الطفل الميت لا يشفع لأهله إلا بعمل عقيقة؟

** العقيقة سُنة عن النبي صلي الله عليه وسلم. تفعل لكل من ولد حيا. أو بلغ أربعة أشهر وأكثر. أي نفخت فيه الروح ونزل ميتًا ولم يكتمل.. فقد ورد عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- "كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمَّي".

والعلماء يقولون جاء في الحديث "كل غلام مرتهن بعقيقته" وكلمة مرتهن جاءت بأن الجنين لا ينمو نمو مثله. وروي عن الإمام أحمد بن حنبل في تفسيره. قال إنه إذا توفي الجنين قبل بلوغه لا يشفع لوالديه وتكون شفاعته مرتبطة بالعقيقة.

وجاء في الشرع الشريف. بأن الولد الذي يموت قبل سن البلوغ يكون معفو عنه وهو في النعيم وفي الجنة وهذا لأنه غير مكلف. ومع ذلك يشفع لوالديه. وهذه الشفاعة مرتبطة بالعقيقة وهذا يكون قول جمهور العلماء.. وأنصح السائلة لو تيسر لك فعل العقيقة عليك أن تفعليها.

* هل عذاب القبر حقيقي وما الدليل علي ذلك؟

** عذاب القبر ونعيمه أمور غيبية جاءت للإنسان عن طريق الشرع الشريف. أخبرنا بها الله سبحانه وتعالي وحضرة سيدنا النبي -صلي الله عليه وسلم- .. فحساب القبر وارد وموجود. ونعيم القبر أيضًا وارد وموجود. لقول الله تعالي: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ". وحديث رَوَي عَنِ ابْنِ عَبَّاسي مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- عَلَي قَبْرَيْنِ فَقَالَ "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرِ إِثْمي. قَالَ بَلَي. أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ. وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ". ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبي رَطْبي فَشَقَّهُ اثْنَيْنِ فَغَرَسَ عَلَي هَذَا وَاحِدًا وَعَلَي هَذَا وَاحِدًا. ثُمَّ قَالَ "لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا".

والخلاصة أن عذاب القبر ثابت وموجود وعلي الإنسان أن يعمل لذلك. وعليه أن يجد ويجتهد حتي يكون قبره روضة من رياض الجنة ولا يكون حفرة من حفر النار.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق