الكاتبة- لونا أحمد قصير تردّدت كثيرا هذا الصباح قبل أن أرتدي قميصي الجديد، كان لا بد أن ألبسه، فأنا انتظر مناسبة لا يليق بها إلا هذا القميص, مع أنه مجرد قميص زهري اللون لكنه لا يشبه اي لون من ألوان ثيابي._x000D_
_x000D_
صعدت في سيارتي، وكالعادة كنت أسير ببطء بين أزقة الضيعة الصغيرة التي أقطن فيها. وقبل الخروج إلى الطريق العام مررت أمام اللحام والخبّاز والمكتبة._x000D_
_x000D_
لاحظت في عيونهم نظرات غريبة، منهم من يبتسم لي، ومنهم من يؤشر، ومنهم من يومىء، دُهشت وقلت في نفسي: لو كنت أعلم ان اللون الزهري يليق بي إلى هذه الدرجة، لاستبدلت جميع ثيابي بهذا اللون._x000D_
_x000D_
ألقيت نظرة إلى المرآة لأتأكد من تأثير الزهري على ملامحي، اقتنعت، أنهم ذوو ذوق رفيع، ووافقت، فقلت مبتسمة: إنهم محقون. _x000D_
_x000D_
تسارعت الأمور واشتدّت الأحداث إلى أن خرج جاري من محلّه وهو يومئ بيديه ويبتسم لي على غيرعادته. أفهمه وأوافقه الإعجاب، فاللون الزهري جميل، لكني استغربت إصراره وهو يطلب مني الوقوف. _x000D_
_x000D_
قررت حينها أن اركن إلى جانب الطريق، وفهمت عندما نزلت من سيارتي، أنه كان يؤشر إلى سطحها...نظرت، ويا لخيبتي! إن هرتي اليوم قد قررت أن تتنزه معي، وكانت خائفة من ان تسقط._x000D_
_x000D_
تقوقعت في مكانها وشعرها العسلي الطويل يتطايركعروس. إنها بلا شك، هي الجميلة. نظرت اليها وقلت لها بصوت منخفض: تعالي لأرجعك الى البيت. وضعتها في السيارة وعدت، ادراجي وأنا أضحك من كلّ قلبي مصرّة ألاّ ارتدي أبداً هذا القميص الزهري._x000D_
_x000D_
من كتاب القميص الزهري
اترك تعليق