تعلمنا قصة ام المؤمنين سودة بنت زمعة ان الحياة الزوجية ليس من الضرورى ان تقوم على العواطف بل انها يمكن ان تقوم على تقديم المصالح الكبرى مع تحمل اقل الاضرار كما تؤكد لنا ان زوجات النبى اختياراً من الله
فقد تزوجها الرسول صل الله عليه وسلم بعدما توفت خديجة رضى الله عنها فى السنة العاشرة من البعثة فكانت الوحيدة بين زوجات الرسول صل الله عليه وسلم التى سكنت بيت ام المؤمنين خديجة فكانت زيجات النبى جميعها بعد ذلك ببيته فى المدينة
وقد سبق لام المؤمنين سويدة الزواج من ابن عمها السكران بن عمرو وهو من السابقين فى الاسلام وقد توفى عنها عند عودتهما من الحبشة فى الهجرة الثانية وكانت انذاك فى سن كبيرة لم يكن الرِّجال يطمعون بالزَّواج منها وكان له منها ولد
مقارنة بينها وبين زوجات الرسول
وبالمقارنة بينها وبين زوجات الرسول الله صل الله عليه وسلم نجد انها كانت اقلهن جمالاً واكبرهن سناً وحكمة وزكاءاً ومكانتةً اى انها فاقدة لكل مؤهلات ومقومات الزوجة المرغوب فيها ما يدل على ان اختيارها كان ربانياً لحكمة_ ولنقل كما قالت خولة بنت حكيم التى طلبتها للزواج من الرسول الله صل الله عليه وسلم ما الذي بينك وبين الله تعالى حتى يكتب الله تعالى لك أن تكوني زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وفى الخبر ان خولة بنت حكيم كانت من المرافقين لسودة رضى الله عنها فى هجرتها للحبشة وقد اشارت على رسول الله صل الله عليه وسلم بالزواج لما رأته من حال الفقد لخديجة رضى الله واحتياجه لمن يرعى شان بناته رقية وام كلثوم وفاطمة وزينب ولما سألها عمن يتزوج قالت "إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبً" اما البكر فهى عائشة رضى الله عنها واما البكر فكانت سودة رضى الله عنها
زواجها
وافقت مكية المنشأ سودة بنت قيس والتى يعود نسبها لبنو النجار من الزواج بالنبى صل الله عليه وسلم وكانت خولة قد خطبت له عائشة الى انه لم يبنى بها انذاك
رفضها للطلاق رضى الله عنها
وقد جمع الرسول صل الله عليه وسلم بين السيدة عائشة وسودة فى المدبنة وبين زوجاته الاخريات ومنهم ام سلمة وحفصة وهنا وجدت نفسها فى منافسة لن تربح فيها وقد شعر الرسول بما انتابها من الحزن لذلك فرغب فى طلاقها الى انها آثرت ان تترك يومها الى السيدة عائشة لعلمها انها احب زوجاته اليه فى سبيل ان تكون بين زوجاته وان تحشر بين امهات المؤمنين ومن ذلك نتعلم ان البيوت يمكن ان تبنى وتستمر الحياة لاجل المصلحة ودفع الضرر
وقد نزل فيها قرآناً فى ذلك فقال الله فى كتابه الحكيم " وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا﴾ سورة النساء 128
وقد ثنت عليها عائشة -رضي الله عنها- فقالت: (ما رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إلَيَّ أَنْ أَكُونَ في مِسْلَاخِهَا مِن سَوْدَةَ بنْتِ زَمْعَةَ، مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ)
صفاتها
وقد اشتهر عنها رضى الله من الصفات الجسدية انها كانت طويلة القامة فرعاء فيما اشتهرت فيما كان من شيمها السخاء والكرم و القناعة وقد ذكر فى الاثر ان عمر رضى الله عنه فى خلافته ارسل لها خراج غنيمة خيبر وهو ما اعتاد ان يرسله لامهات المؤمنين فى ذلك الوقت فأمرت خادمتها بتوزيعه كاملاً على الفقراء والمساكين
ومن الطرائف ما روته عائشة رضى الله عنها "أنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلْنَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَيُّنَا أَسْرَعُ بكَ لُحُوقًا؟ قالَ: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فأخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا، فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمْنَا بَعْدُ أنَّما كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَقَةُ، وكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا به وكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ
مواقف فى حياتها رضى الله عنها
ومن المواقف ايضاً التى تذكر لها انها ثبتت على عهد رسول الله فأقرت فى بيتها ولم تخرج حتى للحج او للعمرة واكتفت بحجتها فى عهد النبى وفاتها رضى الله عنها
وفاتها
توفت رضى الله عنها عن عمر يناهز مائة فى العام 54 من الهجرة فى نهاية عهد الخليفة عمر رضى الله عنه وقيل فى خلافة معاوية
اترك تعليق