بينما نحن نمر علي سوق البلح بروض الفرج لنتعرف علي حركة البيع والشراء الخاصة بياميش رمضان قبل أيام قليلة من بداية الشهر الكريم ليستوقفنا المواطنون يستغيثون من ارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم علي الشراء.
بمواجهة التجار أقروا بركود السوق وقالوا إن المستورد هو السبب يخزن البضائع ويحتكر السوق وعندما نعترض علي السعر يقول لنا "براحتكم".
أبدي تجار البلح استياءهم من ضعف حركة المبيعات وقالوا: إن الرجل قليلة بسبب غلو الثمن ومضطرون إلي رفع السعر لأن البيعة واقفة علينا بالغالي.
بدأ- حسام محمد - حديثه باستعراض أنواع البلح قائلاً: إن البلح له أنواع كثيرة جدا تبدأ أسعارها من 8 جنيهات إلي ثلاثين جنيها نستعرض بعضها: هناك نوع يسمي "سكوتي بلدي" وهي بلحة ناشفة تدفن داخل الرمل لتصبح بهذا الشكل وسعر الكيلو منها 18 جنيها ويمكن أن نصله إلي 15 وهو مناسب "للبل" والخشاف ونوع يسمي "بلح لبن/شامية بيضاء" وهو بلح صغير ناشف فاتح اللون يناسب وضعه في اللبن وسعر الكيلو 14 جنيها وفيه ملاكابي وهو بلح أسود وفيه منه الطويل ومنه الرفيع بـ 18 جنيها.
ويشير إلي أن الأسعار ارتفعت علي التجار فضلا عن تكلفة المواصلات والبنزين والحملة والبيعة كلها نشتريها "مزاد" ولا أفضل وضع السعر بشكل معلن علي أنواع البلح لأن هذه الطريقة تطفش الزبون بالإضافة إلي أنها تحدد بلحاً بعينه للبيع والآخر لا لكن عدم وضع السعر يمكنني من عرض مختلف الأشكال عليه ويمكن أن يفاصلني في السعر في 2 أو 3 جنيهات ويبقي مستريح وأنا كمان مستريح.
يقول: هناك بلحة فيها سكر الدنيا تسمي بلحة تسالي مثل اللب وهي بلح الغلابة » وتكون ذات حجم صغير ويمكن أن أبيعها للزبون بـ 20 جنيها عشان حلاوتها وزبون آخر بـ 10 جنيهات فقط لو كان غلبان نحن نراعي الغلبان الشقيان البسيط ولا يمكن أن نستغله أبدا فالبلحة هي التي تحكم ثمنها من مقدار العسل الموجود بها فلو الزبون يرتدي"بدلة" أبيعها له بـ 20 جنيها للكيلو لأنها مليئة بالعسل وتستاهل وفي نفس الوقت هو معاه فلوس وأقول له: دوق واحكم.
والتجار هناك منا من يتاجر في 10 شكاير وآخر 20 والبعض لديهم محلات كبيرة والبعض الآخر علي قده.
ويضيف: البلح سنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم وله احترامه والمسلمون يفطرون عليه لا أفضل وضع أسماء مستعارة مضحكة عليه بغرض جذب الزبون مثل محمد صلاح وليلي علوي ونانسي عجرم أو بلح روسي أو أوكراني أو غيره هذا كله تريقة علي البلح.
وعن حركة البيع والشراء يقول حسام: ربنا يبعت برودة الطقس هي السبب.
يرد هيكل - شريك حسام محمد- مكسبنا من الكيلو 5 جنيهات فقط. وعندنا نوع بلح فاخر يسمي "برتمودا" ممتليء باللحم وهي بلحة كبيرة نسبيا والكيلو منها بـ 17 جنيها.
والنخلة تطرح أنواعا وأشكالا كثيرة مثل الشامية الحمراء والبيضاء وتكون طويلة فايرة بـ 25 جنيها وفيه بلح بورسعيدي ثمنه 20 جنيها ليس به قشرة ولونه فاتح قليلا وهو من أحسن أنواع البلح للبيوت.
ويكمل هيكل : الأسعار كل ساعة بتزيد ولذلك لا نضع السعر علي البلح.
عفاف عبدالباسط: أنا ظروفي تعبانة وعلي الله والبلح فيه الرخيص وفيه منه الغالي يبدأ عندي السعر بـ 15 إلي 20 جنيها فقط ومع ذلك من أول ما فرشنا الزبائن تأخذ كيلو واحد فقط في كل بيعة السوق نايم والتجار الكبار هم السبب بيغلوا علينا من العبور فنضطر رفع السعر والزبون يري أن الثمن مرتفع.. ماذا نفعل؟ السنوات الماضية كنا نبيع بكثرة أما حاليا الوضع صعب.
تدخل أم بلال -تاجرة- في الحديث: فعلا مفيش بيع والناس تعبانة تريد بلحة بسعر 10 أو 12 جنيها ولا أستطيع أن اخفض السعر للزبون البلح غالي علينا أنا لو باخده من التاجر الكبير بـ 12 جنيها فطبيعي أن أبيعه للمواطن بـ 15. وفيه ناس تشتري بالكميات وهم الجمعيات الخيرية لتوزيع شنط رمضان وهؤلاء هم إللي بيحركوا السوق شوية وبياخدوا 200 و300 كيلو.
تضيف: نذهب للعبور ويقولوا لنا مفيش بلح المعروض قليل ويبيعوا بثمن غالي وبنضطر نأخد وهذا مزاد وبالفعل أخذت بضاعة ولكن بكمية قليلة بـ 100 ألف جنيه وزي ما هي.
منال إمام: أنا عندي بلحة حلوة بـ 25 جنيها. وعندي بـ 15. كل زبون له طلبه لكن هذه السنة ناشفة من يشتري يشتري أبو 15 وكيلو واحد أو اثنين وبيفاصل وبضطر اخفض الثمن ولكن جنيه واحد فقط.
رشا ربيع: الأسعار عندي تبدأ من 12 حتي 18 جنيها علي حسب البلحة نفسها.
ولما بقول للزبون البلحة بـ 17 يفاصل معي ويقول لي خليها بـ 13 وهذا هو سبب عدم عرضها بثمنها الحقيقي ولو وضعنا ثمن البلح علي الشوال الزبون هيمشي ونحن هنا تجار خيم لكن المحلات الكبيرة ترفع السعر بسبب ارتفاع سعر الإيجار وفاتورة الكهرباء والعمالة وأنا بختار البلحة الرخيصة لأن زبوني علي قده وعلي الرغم من ذلك الرجل قليلة وأنا بفرش الخيمة حتي أستطيع شراء مستلزمات رمضان لبيتي وكسوة العيد لأولادي.
ألقي أصحاب محلات الياميش اللوم علي التجار الكبار والمستوردين عند سؤالهم عن المبيعات وارتفاع ثمن مستلزمات رمضان وأقروا أن الإقبال ليس كبيرا وأن أسعار الياميش ارتفعت كثيرا عن العام الماضي.
محمد محمود: الاقبال جيد في العموم. وبالنسبة للأسعار فالمشمشية والقراصيا والتين هي من ارتفعت أثمانها والاقبال عليها ليس كبيرا أما الباقي معقول والاستيراد هو سبب زيادة الأسعار ولكي أحمل البضاعة من الميناء إلي التاجر أو المحل تتكلف مصروفات بالإضافة إلي أن المستوردين يقولون إن كمية المشمش الموجودة بالسوق قليلة. فالمشمشية بـ 180 و200 جنيه للكيلو الواحد والتين بـ180 والقراصيا بـ130 و140پوالزبيب بـ60 جنيها و75 جنيها ولفة قمر الدين تبدأ من 25 إلي 40 جنيها. والمكسرات هي أرخص شيء هذا العام ولم يرتفع ثمنها وعليها إقبال ولها زبونها فالبندق واللوز بـ 160 جنيها في حين كانا في العام الماضي بـ 180 جنيها
وبالنسبة للمشروبات يوجد الصوبيا بـ 50 و55 جنيها والكركديه الأسواني بـ100 جنيه. أما بالنسبة للتمر يوجد التمر الأردني "علبه 5 كيلو" بـ450 جنيها والكيلو بـ 90 جنيها ويوجد علب تبدأ من 15 جنيها فقطپويوجد بـ 17 و18 و20 وعندي زبائن تأخذ منها وتوزعها.
مسعد إبراهيم: أسعار المشمشية تتراوح بين 150. 180 و200 و250 جنيها في حين كانت أسعارها السنة الماضية بين 90 و100 و120 والقراصيا بـ 90 و160 و180 أما لفة التين بـ 45 جنيهاً وهناك تبين بـ 170 وتين تركي بـ 190 جنيهاً ومضطرون للشراء ولو مجبناش مش هنشتغل والتاجر الكبير والمستورد هما السبب والزبون ظروفه علي قده يطلب مني مشمشية بـ 20 جنيهاً وقراصيا بـ 20 وتين بـ 20 ونحن نعلم جيداً ظروف الناس "فبنريحهم" ونعملهم خلطة أو تشكيلة خصوصاً مع المكسرات فكيلو الكاجو الكبير بـ 300 جنيه والأصغر بـ 250 والفستق بـ 300 و350 واللوز بـ 200 جنيه ونضع علب صغيرة ربع كيلو من صنف مكسرات رأفة بحال الزبون وهناك البعض يقول لي "اديني بـ 10 جنيهات" الناس تعبانة فبنمشي الدنيا أما الإقبال الأكبر علي البلح.
بالنسبة لمستلزمات العطارة يوجد التمر السريع الكيلو منه بـ 25 جنيهاً والكركديه أنواعه كثيرة وأسعاره بـ 120 و180 جنيهاً والخروب بـ 40 و60 جنيهاً.
سامية شعبان: السوق نايم ومعتادون أن الإقبال في آخر أسبوع قبل بدء رمضان والأثمان زادت علينا "الطاق ثلاثة" والتمر الكيلو منه بـ 20 جنيهاً والزبيب يوجد منه المصري بـ 60 جنيهاً والإيراني بـ 90 جنيهاً والمشمشية بـ 180 بعدما كانت بـ 80 جنيهاً أما القراصيا بـ 140 و180 جنيهاً في حين كانت العام الماضي بـ 80 جنيهاً فقط. المشكلة أن المستورد يحتكر البضاعة ويغلي علينا ويقول لي "لو مش عاوزه براحتك".
أكد عدد من المواطنين أن أسعار الياميش مرتفعة جداً هذا العام نظراً للظروف الاقتصادية بسبب الحرب في أوكرانيا وأنهم سيشترون كميات "علي القد" فقط وحسب ظروفهم المالية منوهين إلي أن الأسعار ارتفعت 20% عن العام الماضي بالرغم أن كل الشحنات وصلت مصر قبل بدء الحرب في أوكرانيا.
زينب محمد ربة منزل: بعض التجار تبيع بمزاجها وفيه محلات مهاودة. البلح أسعاره معقولة وأنا اشتريت 2 كيلو بلح فقط لكن الياميش أسعاره مبالغ فيها. والفقير لن يشتريه. وهذه السنة مختلفة تماما عن الأعوام الماضية. فأنا
تعودت كل عام علي توزيع شنط رمضان علي البسطاء لكن هذا العام مقدرتش حتي احتياجات بيتي من البلح والياميش "جبت علي القد".
أحمد مرشدي "موظف": التاجر الذي يقول أنا بخفض السعر للزبون كذاب وكل تكلفة الحمولة والبنزين يحملوها لنا ما ذنبنا؟
هدي سعيد ربة منزل: بقالي ساعتين بلف قررت المشاهدة والتعرف علي السعر فقط لن أستطيع الشراء وصاحب المحل عندما أفاصل مصر علي الثمن فلا ياميش ولا بلح السنة دي.
نادية محمود ربة منزل: الأسعار مرتفعة كل مستلزمات رمضان وبالتحديد الياميش. وطبعا المكسرات مبنجيش ناحيتها ولا يوجد تاجر واحد يساعد المواطن علي الشراء حتي البضاعة نفسها غير جيدة فالبلح لم يعجبني مفهوش لحم.
إيمان أحمد محاسبة: اشتريت كيلو بلح واحد فقط من تاجرة عندها ضمير ونوعه جيد جدا في حين كنت موجودة هنا بسوق البلح واشتريت بلح واتخميت. أنا وزوجي وجدنا كيس 5 كيلو من البلح الصغير جدا بينما كنت مختارة البلحة الكبيرة وكانت بهدف الصدقة وجئنا اليوم وواجهناه.
أحمد عيد موظف بشركة خاصة: الأسعار معقولة وأنا اشتريت 5 كيلو من البلح بـ 15 جنيها الكيلو وسمعت من الناس وأنا بمر علي السوق إن الياميش غالي فلسه هشوف علي حسب السعر لو وجدته مبالغ فيه هشتري كميات بسيطة.
محاسن إبراهيم موظفة بماسبيرو: الأسعار غالية جدا البلح ثمنه معقول لكن الياميش مرتفع فالمشمشية بـ 170 جنيه والتين الحبل بـ 170 أيضا في حين السنة الماضية كان بـ 100 فقط. وكل الياميش مستورد واعلم جيدا أن كل الشحنات وصلت مصر قبل الحرب فلماذا يرفعون الأسعار؟.
أنا ممكن جدا استغني عن الياميش واكتفي بالبلح والسوداني فقط. حتي الزبيب غال أما المكسرات لا نقدر عليها.
سماح أحمد ربة منزل: أري أن هناك زيادة في الأسعار بنسبة 20% عن السنة الماضية واضطررت للشراء وبنفاصل مع التجار والبلح كاف جدا.
يقول أحمد شيحة عضو شعبة المستوردين باتحاد بالغرف التجارية: إن مصر من أكبر الدول في إنتاج محصول البلح وتخطت أكبر البلاد المنتجة له كالسعودية والعراق ولدينا حاليا أكبر مصانع للتمور وكان يوجد سابقا 3 أو 4 أنواع فقط من البلح المصري أصبح الآن متاحا أكثر من 50 صنفا.
أضاف: أما الياميش نستورده بالكامل من دول الخارج كإيران وتركيا وسوريا والمكسرات من أمريكا الشمالية وبعض أصناف من البلح من السعودية والجزائر. مشيرا إلي أنه لا يمكن تحديد فاتورة الاستيراد قبل بدء الموسم نتعرف علي التكلفة الإجمالية في نهاية الشهر بعد حصر المدخلات والمخرجات وأي أرقام معلنة حاليا غير صحيحة علي الإطلاق فهناك العديد من الموانيء التي استقبلنا منها عدة شحنات من الصعب جدا حصر جماركها حالياً.
يؤكد شيحة أن كل مستلزمات رمضان من ياميش وخلافه وصلت إلي مصرمنذ الشهرين الماضيين.
من ناحية أخري يتحدث شيحة عن التجار الذين يرفعون الأسعار ويلقون اللوم علي المستوردين حاليا موضحا أن البعض منهم قد يكون اشتري البضاعة متأخرا في هذه الأيام وفي نفس الوقت هناك زيادة في الطلب فيجد المستورد أن هناك زيادة في تحريك الأسعار بالخارج بالإضافة إلي ارتفاع النقل و تكلفة الشحن و بالتحديد ياميش رمضان عليه تكلفة جمارك وضريبة مبيعات.
أشار إلي أن ثمن الحاوية وصل إلي 12 ألف دولار بعدما كان بالفي دولار فقط وبداخلها سلع بـ25 و30 ألف دولار ما يدفعه إلي رفع السعر كما أن هناك تجارا كباراً يخزنون بضاعتهم وكل طرف منهما يلوم الآخر في حين أن العملية مشتركة بينهما وتمر بمراحل عديدة بدءا من المصنع المنتج إلي أن تصل إلي تاجر الجملة ثم تاجر التجزئة حتي تصل للمستهلك وكل ذلك يتكلف مصروفات نقل في كل مرحلة.
ويستنكر عضو شعبة المستوردين حالة الغلاء المنتشرة في سوق البلح والياميش قائلا: إن من حقهم رفع السعر ولكن بنسبة بسيطة تتناسب مع زيادة ثمن التكلفة ويصف التجار الذين يبالغون في زيادة الأسعار بنسبة تصل لـ 50% مستغلين الموسم الرمضاني بأنهم "معندهمش ضمير" وهدفهم افتراس المستهلك وربنا يلعن التاجر اللي بيكسب أكثر من الحد المعقول لكن من المعروف أن القوة الشرائية تناقصت حاليا وترتفع قليلا في المواسم.
يشير عضو شعبة المستوردين إلي أن نظام الاستيراد في مصر يشوبه كثير من العوائق فليس مسموحا لأي مستورد بالاستيراد إلا إذا حقق مجموعة من الاشتراطات مناشدا الدولة بفتح السوق للتنافس وزيادة منافذ البيع وإتاحة فرص الاستيراد لأكبر عدد من الأشخاص مما يزيد من العرض وبالتالي تنخفض الأسعار فإذا كانت هناك فرصة لوجود 100 مستورد للياميش حاليا يوجد 10 فقط وهؤلاء هم من يفترسون السوق ويضعون الأسعار بالنسبة التي يريدونها فأي تجارة بها منافسة تكون في صالح المستهلك.
اترك تعليق