وضعت مصر منذ سنوات استراتيجية للتوسع في انشاء الكابلات البحرية لتكون بها أحد المحاور الرئيسية لعبور الكابلات البحرية الدولية التي تنقل البيانات من خلال شبكة 4000 كم في مصر» حيث تمتلك الدولة المصرية إمكانات كبيرة في صناعة مراكز البيانات التي يتم إنشاؤها وفقا للمعايير واللوائح البيئية الخضراء.
الكابلات البحرية للإنترنت هي عبارة عن مجموعة أسلاك رقيقة جدًا ومتشابكة موجودة في قاع البحار. لنقل بيانات الإنترنت في زمن قياسي. وتعود نشأة هذه الكوابل إلي عام 1850. عندما تم مد أول كابل بحري بين فرنسا وبريطانيا. وأعقبه في عام 1863 مد كابل بحري بين بريطانيا والجزيرة العربية والهند. وفي عام 1902 تم مد كابل آخر بين أمريكا وهاواي. وهذه الكوابل تم استخدامها لنقل رسائل التلغراف ثم لإجراء المكالمات الهاتفية.
تعد مصر اليوم مركزًا لمرور الكابلات البحرية الخاصة بنقل الإنترنت. حيث يمر من خلالها 17 كابلاً. مما يجعلها في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الكابلات البحرية الخاصة بنقل الإنترنت. بما يمثل 17% من جميع الكابلات البحرية حول العالم.
وتتميز مصر بوقع جغرافي فريد يربط بين أوروبا وآسيا. وهو ما يجعلها نقطة التلاقي المثالية في مجال كابلات الإنترنت البحرية علي مستوي العالم.
وتشارك مصر في تحالف الكابل البحري 2 Africa. وهو أكبر أنظمة الكابلات البحرية في العالم. ويبلغ إجمالي عدد مواقع الإنزال الخاصة بالكابل عدد 35 موقعًا في 26 دولة. بما يساهم في تحسين خدمات الاتصالات داخل وخارج القارة الإفريقية. ويضمپتحالف 2 Africa كلاً من شركة الصين الدولية لخدمات المحمول (China Mobile International). وفيسبوك. وشركة إم.تي.إن جلوبال كونكت (MTN GlobalConnect). وشركة أورنج الفرنسية. وإس. تي. سي (stc). والشركة المصرية للاتصالات. وشركة فودافون العالمية. وشركة الاتصالات الأفريقية وايوك (WIOCC).
وأعلن هذا التحالف مؤخرًا إضافة أربعة مواقع إنزال جديدة للكابل البحري Africa 2 والتي تساهم في توسيع نطاق الربط الخاص بالكابل ليضم سيشيل وجزر القمر وأنجولا. بالإضافة إلي موقع إنزال جديد بجنوب نيجيريا. وستنضم تلك المواقع إلي موقع الإنزال الجديد بجزر الكناري والذي تم الإعلان عنه مؤخراً.
وسوف يعمل نظام الكابل البحري Africa 2. والذي سيصبح أكبر أنظمة الكابلات البحرية في العالم. علي توفير خدمات الإنترنت عالية الاعتمادية لكل الدول التي توحد بها نقاط إنزال خاصة بالكابل. الأمر الذي يساهم في تعزيز قدرة هذه الدول علي تقديم الكثير من الخدمات المعتمدة علي الإنترنت بكفاءة عالية. مثل خدمات التعليم والرعاية الصحية والأنشطة التجارية. وتحقيق نتائج اقتصادية واجتماعية كبري من تحقيق ذلك.
تتميز مصر بالموقع الجغرافي الفريد الذي يربط بين أوروبا وآسيا. وهو ما يجعلها نقطة التلاقي المثالية في مجال كابلات الإنترنت البحرية علي مستوي العالم. ومن أجل الاستفادة من هذه الميزة. استحوذت الشركة المصرية للاتصالات علي حصص إضافية في مجال الكابلات البحرية. كما شرعت في مد كابلات جديدة. وتعتبر الشركة المصرية للاتصالات أيضا شريكا في العديد من الكابلات التي تمر عبر مصر. وتمتلك عددا من الكابلات الأخري.
وفي عام 2018. أعلنت الشركة أنها استحوذت بشكل كامل علي شركة "مينا للكوابل" ووقعت في نفس العام اتفاقية لخدمة دول جنوب أفريقيا. قبل أن توقع مذكرة تفاهم للتوسع في مجال تقديم خدمات الكابلات البحرية في المنطقة.
وأصبحت المصرية للاتصالات مؤخرا شريكا في مشروع الكابلات البحرية Africa 2. إذ عقدت شراكة مع تحالف يضم 7 من مقدمي خدمات الاتصالات العالميين. لإنشاء الكابل البحري Africa 2 بطول 37 ألف كيلومتر. والذي يربط أوروبا والشرق الأوسط و16 دولة أفريقية. ويهدف الكابل إلي توفير مسار جديد يربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط . للمرة الأولي منذ أكثر من عقد. إلي جانب مسارات برية موازية لقناة السويس. وذلك باستخدام تكنولوجيات جديدة تسمح بنشر ما يصل إلي 16 زوجا من الألياف بدلا من ثمانية. وصرح مصدر بالشركة المصرية للاتصالات بأنه وبمجرد بدء عمل الكبل الجديد في غضون عامين. سيكون قادرا علي نقل ما يصل إلي 180 تيرابت في الثانية. مما سيسمح لمصر بتحسين خدمة الإنترنت لديها.
وتعتبر مصر عضوا بالفعل في الكابل البحري SEA-ME-WE 5 والذي يوفر سعة 38 تيرابت في الثانية.
ومنذ بدأت المصرية للاتصالات إحلال تلك الكابلات محل الكابلات النحاسية التقليدية. هذا المشروع لتطوير خدمات الإنترنت الذي خفضت الحكومة مداه الزمني ليستكمل في سنتين بدلا من أربع سنوات. احتاج إلي الاستثمارات بقيمة 17 مليار جنيه في عامي 2019 و2020. وشهد إنفاق 26 مليار جنيه علي مدار السنوات الخمس الماضية. وبلغ إجمالي استثمارات 43 مليار جنيه منذ عام 2014.
وأنقذنا هذا التطوير خلال العديد من فترات الازمات حظر و الإغلاق حيث حصل المستخدمون علي اتصال مستقر بالإنترنت من المشغلين المختلفين خلال ساعات الحظر. وضعت مصر استراتيجية طويلة الأمد اتبعتها وزارة الاتصالات نجحت خلالها في مضاعفة متوسط سرعة الإنترنت عريض النطاق من 5 ميجابت في الثانية في 2018. إلي 17 ميجابت في الثانية في 2019. ثم 20 ميجابت في أوائل هذا العام. قبل أن ترتفع إلي 30 ميجابت في الثانية هذا العام أيضا. وفق ما ذكره وزير الاتصالات عمرو طلعت.
كما شهد د.عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مؤخرا توقيع اتفاقية بين الشركة المصرية للاتصالات وشركة أفريكس تيليكوم "ASR-IX Telecom" احدي شركات الاتصالات وتقديم خدمات البنية التحتية ببرشلونة. بشأن انزال للكابل البحري ميدوسا "Medusa" الذي يعد احد اكبر انظمة الكابلات البحرية في البحر الابيض المتوسط.
ويبلغ طول نظام الكابل البحري ميدوسا 8760 كم. ويحتوي علي 24 زوجاً من الألياف بسعة 20 تيرا بايت في الثانية لكب زوج. ومن المخطط انشاؤه لربط الشواطيء الشمالية والجنوبية للبحر الابيض المتوسط حيث تصل نقاط انزال الكابل إلي 16 نقطة مروراً بالعديد من الدول مثل البرتغال والمغرب واسبانيا والجزائر وفرنسا وتونس وايطاليا واليونان ومصر.
يعد النظام البحري "ميدوسا" من احدث اجيال الكابلات البحرية التي تتبع خاصية الوصول المفتوح "Open Access" ويستهدف المشروع الجديد مواجهة التحديات الحالية التي تواجه ربط الكابلات البحرية من خلال انشاء مسارات جديدة لتنويع حركة البيانات وتقليل ازدحامها. واكتساب سعات اكبر من خلال زيادة عدد ازواج الألياف لكل كابل مع تعزيز خاصية الوصول المفتوح إلي جميع محطات الانزال الاوروبية.
اكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان مصر لديها العديد من المزايا التنافسية تجعلها اهم ممر رقمي عالمي للبيانات ويؤهلها لتكون مصدر جذب واستضافة اكبر مراكز البيانات العملاقة. حيث يمر بها 13 كابل بحري. وجار حاليا انشاء اكثر من 5 كابلات اخري. موضحا انه يتم توفير مسارات من كابلات الالياف الضوئية العابرة داخل مصر لخدمة مرور البينات الدولية عبر اراضيها بشكل مؤمن من خلال شبكة الياف ضوئية مخصصة للعبور الدولي يبلغ طولها ما يزيد عن 4 آلاف كيلو متر مربع وتحمل مئات التيرا بت من سعات الانترنت بين الشرق والغرب.
قال المهندس/عادل حامد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات قائلاً: "سعداء بتقديم خدمات ربط اضافية من خلال نظام الكابل البحري ميدوسا مما يساهم في تقديم المزيد من التنوع في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط. نؤمن بأن هذه الاتفاقية ستكون نقطة الانطلاق نحو المزيد من التعاون مع افريكس تيليكوم" وهي خطوة ذات قيمة كبيرة نحو تقيم خدمات الربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب من خلال كابل مديوسا. سنساهم ايضاً في اضافة المزيد من التنوع للمسارات التقليدية مثل مساري الاسكندرية والسويس".
كما تم منذ ايام قليلة اتفاقية بين الشركة المصرية للاتصالات. وشركة هواوي العالمية لإنشاء أول نقطة تخزين لمحتوي الإنترنتPoP) " لها في مصر وذلك في مركز البيانات الإقليمي الخاص بالشركة المصرية للاتصالات في القرية الذكية بالقاهرة.
وبموجب هذا التعاون تقوم شركة هواوي من خلال خدمات البنية التحتية وخدمات الربط المميزة التي توفرها الشركة المصرية للاتصالات. بتقديم أحدث التقنيات الخاصة بشبكات تقديم المحتوي بجانب توفير الاستجابة اللازمة لدعم التطبيقات الحديثة في عصر الذكاء الاصطناعي» حيث تفسح تلك الخطوة المجال نحو تقديم خدمات المحتوي بأعلي كفاءة ممكنة في مختلف المجالات مثل صناعة المحتوي والألعاب والتجارة الإلكترونية والتمويل والرعاية الصحية والخدمات الحكومية.
ويوفر مركز البيانات الجديد الخاص بالشركة المصرية للاتصالات والذي يعد الأحدث والأكثر تطورا. خدمات الاستضافة لنقطة التخزين الخاصة بشركة هواوي في مصر. وقد تم تصميم هذا المركز وفقا لأحدث المعايير والمواصفات العالمية UPTIME-TIER III.
اترك تعليق