أشار غراب، إلي أنه بعد العقوبات المفروضة على روسيا عام 2014، حصن بوتين نفسه واتخذ إجراءات استباقية لخلق نظام موازي لكسر الركائز الثلاث للهيمنة الاقتصادية الأمريكية وهي نظام السويفت المالي والدولار ونظام الشيبس، فقد قامت روسيا تدريجيا بإزالة الدولار من نظامها وإنشاء نظام دفع خاص بها يعرف بنظام نقل الرسائل المالية SPFS كبديل احتياطي لنظام السويفت تشارك فيه 23 دولة من الدول الحليفة لروسيا كالصين والبرازيل والهند، مؤكدا أن رغم فرض عقوبات قطع روسيا عن نظام سويفت بالمال إلا أن البنوك الأجنبية تستطيع الاستمرار بالتعاون مع البنوك الروسية باستخدام المنصة الجديدة الروسية للتحويلات المالية، هذا بالإضافة إلي أن الصين حليفة روسيا لديها نظام مالي أيضاً يسمي سيبس cips وهو نظام الدفع عبر الحدود بين البنوك مثل نظام السويفت المالي.
لفت غراب، إلي أنه وفقا لأبحاث جي بي مورجان التي أكدت أن البنوك الأوروبية التي لها فروعا في روسيا هي الأكثر عرضة للعقوبات وهذا قد يشكل ضربة موجعة في إيطاليا وفرنسا والنمسا وأمريكا لأنهم أكثر المقرضين الدوليين للاقتصاد الروسي وبالتالي فإن فرض عقوبات اقتصادية على روسيا يمنعها من سداد الديون لهذه البنوك والتي تتخطي الـ 55 مليار دولار.
وأشار إلى أن روسيا خفضت حصة الدولار في احتياطها النقدي من 45 % في عام 2013 إلي 15 % عام 2021، إضافة إلي أن أكثر من 30% من احتياطها الحالي باليورو، و22% من الذهب، و13% باليوان الصيني، موضحا أن الاتحاد الصيني الروسي ضد الولايات المتحدة الأمريكية يجعل روسيا قادرة على الصمود اقتصاديا.
أضاف غراب، أن أحد المسئولين الروس أعلن سابقا في لقاء صحفي أن روسيا والهند اتفقتا على التخلي عن استخدام الدولار في الحسابات المالية المتبادلة، وسيقومان بتسديد جميع المدفوعات بالروبل الروسي والروبية الهندية، موضحا أن هذا يقلل من هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد وتقليل حصته في المعاملات الدولية وتعزيز علاقات روسيا الخارجية..مشيرا إلي أنه من الصعب فصل روسيا نهائيا عن نظام سويفت لأنه سبق وأن حدث مع إيران ولم يكن له تأثير كبير عليها فما بالك بروسيا الأقوي اقتصاديا والأكثر علاقات خارجية، موضحا أن صادرات روسيا لأوروبا يتخطي الـ 260 مليار دولار، كما يقدر حجم صادرات روسيا من النفط والغاز والمعادن للاتحاد الأوروبي وأمريكا بما يقدر بـ 700 مليون دولار أمريكي يوميا وفق الإحصائيات وبالتالي التأثير الاقتصادي على أوروبا سيلحق ضررا ليس بقليل.
أردف غراب، أن عام 2020 اتفقت الصين وروسيا على التخلي عن الدولار الأمريكي في التبادل التجاري بين الدولتين، إضافة إلي الترابط القوي بين الاقتصادين الروسي والصيني من خلال الصفقات المتبادلة خاصة في قطاع الغاز، كما تم تسوية 74% من المدفوعات الناتجة عن التبادل التجاري بين روسيا ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بالعملات المحلية.
وأوضح أن خروج روسيا من سويفت سيلحق الضرر بالاتحاد الأوروبي خصوصا في قطاعات الطاقة، إضافة إلى أن روسيا أكبر الدول المصدرة للقمح والشعير والذرة وأكبر المستوردين منها ألمانيا والصين، مشيرًا إلى أن فرض عقوبات عليها سيخلق أزمة غذائية عالمية وإن طالت العقوبات ستتضرر مصالح الدول الأوروبية وتؤثر على الاقتصاد العالمي.
تابع غراب، أن سعى الصين وروسيا وحلفائها فى التخلى عن الدولار سيكون أحد الأسباب الرئيسية فى خفض الطلب على الدولار، خاصة مع تجاوز حجم التبادل التجارى بين روسيا والصين حجم الـ 100 مليار دولار وسعى البلدين للارتقاء بالتجارة فيما بينهما لتبلغ الـ 200 مليار دولار سنويا، وبالتالى التخلى عن الدولار سيؤثر عليه كعملة عالمية ما يحد من العقوبات الأمريكية على الدول، فضلا عن أن مبادرة الحزام .. المشروع الاقتصادى الصينى العالمى للتجارة مع عدد كبير من الدول يساهم، والطريق احتياطية فى زيادة الطلب على اليوان الصينى كعملة فى دون الحاجة إلى استخدام الدولار ما يعنى التدرج إلغاء الدولار مستقبلا، وبالتالى التقليص من هيمنة أمريكا على التجارة العالمية.
اترك تعليق