بعد الاقبال المعقول الذي حققه فيلم "شارلي شابلن الحقيقي" في دور السنيما الامريكية منذ بدء عرضه في نوفمبر الماضي . بدأ عرضه في دور السينما البريطانية.

ويقول ناقد الجارديان البريطانية ان الفيلم جاء تلبية لحاجة جمهور السينما لمعرفة المزيد عن هذا الفنان الذي يعد من اشهر الفنانين علي مستوي العالم ..وعلي حد تعبيره يقول ان "من يعرف شارلي سيدني شابلن لايعرفه في الحقيقة ولابد ان يسأل نفسه من هو شارلي شابلن الحقيقي. فكثيرون مثلا لايعلمون ان شابلن تزوج 4 مرات. ولم يكن يكتفي بالزواج بل كان يمارس علاقات خارج مؤسسة الزواج .ويعتقد انه مارسها مع اكثر من الفي امرأة في عمره الطويل "88 سنة". كما ان هذا الفنان المرح في افلامه التي طالما رسمت البسمة علي الشفاه لم يكن في حياته الخاصة ودودا بل كان جافا في تعامله مع الآخرين.

وهذا هو مضمون الفيلم الذي يري الناقد انه تعامل مع سيرة حياة شابلن برؤية جديدة لم يسبق ان تبناها اي عمل درامي آخر تناول مسيرة حياته. فكل الاعمال ركزت علي القبعة والشارب والعصا ولم تحاول التعرف علي الشخص نفسه.

فالفيلم الذي يستغرق عرضه ساعة و52 دقيقة يتناول حياة شارلي شابلن برؤية جديدة حيث انه فيلم تسجيلي وثائقي وليس فيلما دراميا . فلايوجد في الفيلم ممثل يجسد شخصية شابلن "1889- 1977" وانما يوجد ممثلون يجسدون شخصيات بعض من احاطوا به في حياته. ويعرض مشاهد حية عديدة لم تعرض من قبل لشابلن الذي انتقل من الفقر الشديد الي آفاق الشهرة الواسعة. وقد تم الحصول عليها من أسرة شابلن نفسها ومن معهد الفيلم البريطاني وكان منها تسجيل لجلسة الكونجرس الامريكي لمواجهته باتهامه بالشيوعية في إطار حمي المكارثية التي اجتاحت الولايات المتحدة في مطلع الخمسينيات حيث مثل امام لجنة تحقيق بمجلس النواب عرفت وقتها باسم "الانشطة غير الامريكية".

 وكانت هذه الاتهامات سببا في ان يغادر شابلن الولايات المتحدة الي سويسرا التي توفي ودفن بها. واحتاج مخرجا الفيلم مفاوضات استغرقت نحو عامين للحصول علي المادة الوثائقية. وظهر شابلن بنفسه في بعض المشاهد وهو يروي ذكرياته مع الفقر والمعاناة منذ كان في السابعة من عمره وكيف عاني التشرد في طفولته وعبر عنه في افلامه . ويقول ان هذا الفيلم يجعل من يشاهده يشعر وكأنه قرأ 700 كتاب عن شارلي شابلن.

شارك في اخراج الفيلم اثنان من المخرجين هما بيتر ميدلتون وجيمس سبينز .وشارك المخرجان في كتابة السيناريو مع كاتب السيناريو اوليفر كندبرج.

وتم تخصيص النصف الاول من الفيلم لأعمال شابلن الابداعية والنصف الثاني لحياته الخاصة . وحرص علي إبراز بعض الجوانب الاخري غير المعروفة مثل خوفه علي ثروته الطائلة.

وسبق انتاج فيلم سنيمائي عن شارلي شابلن عام 1992 باسم شابلن جسد شخصيته فيها روبرت داوني جونير وجسدت فيه جيرالدين - شخصية والدته هانا شابلن. وكان مأخوذا من عدة كتب منها كتاب "سيرتي الذاتية" تأليف شارلي شابلن نفسه.

ويدور الفيلم حول ذكريات الماضي حيث يرويها تشارلي تشابلن المسن "ويقوم بدوره أيضًا روبرت داوني جونيور" حين عاش آخر سنوات عمره في سويسرا . يتذكر لحظات من حياته خلال محادثة مع جورج- شخصية خيالية - "أنتوني هوبكنز" وهو صحفي يسجل لشابلن سيرته الذاتية. ورشح الفيلم وقتها للاوسكار والجولدن جلوب لكنه لم يفز بأي منهما.