هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من خواطر د. علي جمعة : ليلة الإسراء والمعراج دليل على مدي تميز الحادثة

قال الدكتور علي جمعة رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، ومفتي الديار المصرية السابق إنه جال بفكره عدد من الخواطر الشاملة تتناسب مع جلل هذا الحدث وانفراده في تاريخ البشرية وهي : 


المرحلة التي قام بها الرسول صلي الله عليه وسلم في إسرائه إلي بيت المقدس ثم معراجه إلي ما فوق السموات السبع لينتهي به المطاف عند سدرة المنتهي في عدة دقائق محدودة ليعود فيجد فراشه مازال دافئا أمر لم يتكرر مرة أخري مع بشر، هذا إن دل علي شيء فيدل علي مدي تميز هذه الحادثة عن بقية التاريخ الإنساني جملة وتفصيلاً، فالأمة الإنسانية أمة واحدة، ويتوج حدث الإسراء والمعراج هذا المعني، إذ التقي رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بإخوانه الأنبياء، وصلوا صلاة واحدة يؤمهم فيها عليه الصلاة والسلام، إشارة إلي أن هذه الأمة تتبع جميع الأنبياء وتؤمن بهم، وذلك باتباعهم لنبيهم الخاتم.. إن الله سبحانه وتعالي كما أرسل الرسل بالعهد القديم، والعهد الجديد، فقد ختمهم رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أنزل معه العهد الأخير، وجعل الله سبحانه وتعالي الأمة واحدة من لدن آدم إلي يومنا هذا: "وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابي وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولى مُصَدِّقى لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَي ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ".

أنعم الله تعالي علي نبيه في هذه الرحلة بنعمة النظر إلي وجهه الكريم، وأجمع العلماء أن متعة النظر إلي الله سبحانه وتعالي هي أجل نعمة للإنسان، فلا مزيد عليها في التمتع الحسي والمعنوي، وهو ما يتمثل في قوله تعالي: "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَي وَزِيَادَة" قال العلماء: الزيادة هي النظر إلي وجهه الكريم.. والنظر إلي الله لا يكون بالأبصار إنما يكون بشيء يخلقه الله سبحانه وتعالي يمكن من ذلك، فقال عز وجل: "وُجُوهى يَوْمَئِذي نَاضِرَة إلي رَبِّهَا نَاظِرَة" والناضرة من نضرة النعيم، وناظرة أي أن الوجوه تنظر، وليس العين لأنه سبحانه وتعالي لا يدركه البصر "لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ" إنما الذي يدركه شيء وراء ذلك يخلقه الله سبحانه وتعالي في العبد كما خلقه في سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم في ليلة المعراج فرآه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وكما ورد في سورة النجم في قوله تعالي: "مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَي"، علي إرجاع الضمير إلي الله سبحانه وتعالي كما ثبت في البخاري.

أخر الله سبحانه وتعالي النبي صلي الله عليه وسلم في الظهور الكوني فقدمه في الظهور المعنوي، فعلي الرغم من أنه صلي الله عليه وسلم آخر الأنبياء إلا أنه صلي بهم إماما في ليلة الإسراء والمعراج.. ويجب علي المسلم أن يتدبر في هذا الأمر، فهو لا يعرف أين الخير! قد يعطيه الله عز وجل في الدنيا ثم يمنعه بهذا العطاء في الآخرة، فيفرح اليوم ولا يدري ماذا يخبئ الله له غدا، وأحيانا يمنعه في الدنيا فيتبرم ولا يدري أن هذا المنع عطاء.

المؤمن يعظم الأحداث فتراه يحتفل بالمولد الشريف، ويحتفل بالإسراء والمعراج ويتدبر فيها معجزة تثبت حول الله وقوته وتثبت علو مقام نبينا الشريف عند ربه وانفراده في ظاهرة لن تتكرر، وإثبات أن هذه الأكوان إنما تسير بأمر الله ولا تكون ولا تخرج عنه سبحانه وتعالي، فالمسلم يحترم الأشياء والأشخاص والأحداث ويقدس الزمان والمكان قداسة هي عين التوحيد لأنها تطهير للأوقات والأماكن، وهي عين التبري من الحول والقوة لله رب العالمين، وهي تعظيم لحرمات الله كما أمر الله وتعظيم لشعائر الله كما أمر، وسعيا إلي تقوي القلوب كما وصف، وسعيا للخير عند الله مدخر عنده سبحانه.

وفي تغريدة له : 
معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون إنما هي استثناء.

أكد الدكتور على جمعة، في تغريدة له أن معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون إنما هي استثناء لأن الذي خلق المكان والزمان طواهما لسيد الأنام كما لا يمكن أن يفسر ذلك وفق قوانين الأرض فهو خروج جزئي وكلي عن قوانين الأرض ومدارك الإنسان وهو ما تفرد به سيدنا محمد حيث جمع الله عز وجل له في حادثة واحدة بين هذين الخروجين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق