عبد الرحمن عبد الرحمن سيد أحمد البرقوقي، المعروف ﺑ «عبد الرحمن البرقوقي»: أديب وناقد مصري، ولد بمحافظة الغربية عام ١٨٧٦م، تعلَّم في الأزهر الشريف، ودرس على يد الشيخ المرصفي، كما استفاد من دروس الإمام محمد عبده. أصدر بحُرِّ مالهِ مجلةً شهرية سُميت بمجلة «البيان»، وكان يكتب بها العديد من عمالقة الأدب أمثال العقاد والمازني وشكري وغيرهم. وللبرقوقي العديد من المؤلفات؛ منها «شرح ديوان المتنبي» و«شرح ديوان حسان». وقد توفي عام ١٩٤٤م.
الفردوس
يحكي المؤلف «عبد الرحمن البرقوقي» تفاصيلَ رحلة قام بها في عقله، زادها خياله الخصب، لزيارة الجنة (دار القرار)، بعد أن صعد إليها ممتطيًا براقًا رائع الجمال، حيث يستقبله خازن الجنة (رضوان) على بابها السعيد، ثم يغتسل في أحد عيونها النقية؛ ليتطهر من أدران الدنيا وما طبعته في القلوب، ويصبح أهلًا لأن يعاين النعيم الذي أعده الله للمُتقين العاملين، فيرى أقوامًا كان يعرفهم في الدنيا طالما بذلوا الجهد في سبيل أمتهم ورقيها؛ كالشيخ «محمد عبده»، والزعيم الوطني «محمد فريد»، وآخرين يبدو أن أعمالهم قد عظُمت في نفسه، فتمنى أن يكون لهم في الجنة مقعد، مستخدمًا أسلوبه المميز، الذي يُعنى بحسن البيان، وتكثر به المحسنات اللغوية في غير تكلُّف.
حضارة العرب في الأندلس:
رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
رحلةٌ تجوب البحر الأبيض المتوسط من «الإسكندرية» حتى «إسبانيا»، تصفُ أحداثًا تاريخيةً واجتماعيةً هامةً على لسان الراوي؛ وهو رحالةٌ مصريٌّ من صُنع خيال المُؤلف.
لطالما كانت الحضارة العربية في الأندلس مصدر إبهارٍ وإلهامٍ للعديد من الكُتاب، ومن بينهم «عبد الرحمن البرقوقي»، الذي أثارت إعجابَه تلك النهضةُ التي شهدتها البلاد في عهد «عبد الرحمن الناصر»؛ ثامن حكام الدولة الأموية في «الأندلس»، وأول خلفاء «قرطبة» بعد إعلان الخلافة، الذي أنشأ الأساطيل والسفن التجارية التي تهتمُّ بعرض البضائع ومبادلة أخرى بها من بلاد المشرق، وكان من بين هذه السفن سفينةٌ تمرُّ بالبلاد المُطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهي السفينة التي وَجد فيها المُؤلف ضالَّته، فوظَّف معلوماته التاريخية عن «الأندلس» وألَّف هذا الكتاب مستعينًا بخياله في وصف رحلةٍ متوسطيةٍ على ظهر هذه السفينة؛ يقابل خلالها الرَّحالةُ العديدَ من الشخصيات التاريخية، ويسرد الأخبار، ويروي الحكايات، وينقل المُشاهدات في رسالتين؛ الرسالة الأولى «من الإسكندرية إلى المريَّة»، والرسالة الثانية «من المريَّة إلى قرطبة».
شرح ديوان المتنبي
يُعدُّ هذا الشرح ذخيرةً أدبية، ووثيقَةً تراثيةً تُوثق العقد الشعري النَّفيس الذي تركه لنا بلبل الشعر العربي الفصيح في دَوْحَةِ المشْرق «المتنبي» وهو شَرْحٌ وافٍ أورد فيه الكاتب جميع تفاسير الشُرَّاحِ من متقدمين، ومتأخرين، وأقوال النقاد من متعصبين له، ومتعصبين ضده، وقد أكثر البرقوقي من إيراد الشواهد، والأشباه، والنظائر التي تُعَضد قيمة هذا الشرح إيمانًا منه بقامةِ وقيمة المتنبي، وقد تبسَّط الكاتب في ذِكْرِ سيرة المتنبي؛ ولا سيما ما كان منها عَوْنًا على معرفة الظروف والمناسبات التي أسهمت في ميلاد شعر هذا الشاعر الفَذ، وأرفق بهذا الشرح تراجمًا لشرَّاح المتنبي ممن ورد ذكرهم في هذا الشرح، وإتمامًا للفائدة جمع الكاتب الأمثال والحكم التي قالها المتنبي، وزَيَّلَ بها هذا المُؤَلَّف؛ ولا عجب في ذلك فهو شرح تلاقت فيه كل الشروح بعد شىءٍ من التهذيبِ والتنقيح؛ فجاء مُفصلًا لكل ما قاله المتنبي في كل بيتٍ شعري فصيح.
اترك تعليق