الجالية المصرية في الكويت من أفضل الجاليات في العالم لما تتميز به من كفاءات وسمعة طيبة واحترام وتقدير في التعامل مع الجاليات الأخري.
"الجمهورية اونلاين" التقت مع علاء سليم الأمين العام للاتحاد العام المصريين في الخارج ونائب رئيس مجلس الجالية المصرية في دولة الكويت وكان لنا معه هذا الحوار.
حدثنا عن أوضاع المصريين بالكويت وخاصة أوضاع العمالة المصرية؟
المصريون في الكويت هم ثاني أكبر جالية تعمل علي ارضها ويعرفون تماماً دورهم كسفراء لبلدهم ويعرفون ثقافة المجتمع الكويتي ويحترمون العادات والتقاليد. والمصريون في الكويت بشكل عام جالية بعيدة دائماً عن الصراعات في المجتمع . وليست ضليعة في المخالفات الأمنية الجسيمة مثل القتل والإنتحار وتجاوزات المرور والإحصاءات الواردة من الجهات الأمنية أكبر دليل علي ذلك . كما ساهمت الجالية المصرية في الكويت بأكبر كثافة تصويتية في الاستحقاقات الدستورية السابقة و دعم الدولة المصرية في كل الدوائر الانتخابية حول العالم مما يجعلها واحدة من الجاليات المصرية المتميزة.
ما الذي تمتاز به الجالية المصرية في الكويت عن غيرها من الجاليات الأخري علي أرض الكويت ؟
أبناء الجالية المصرية في الكويت عائدين إلي وطنهم لا محالة بعكس بعض الجاليات التي تجد الكويت وطناً لا يغادرونه وبالتالي ليس لهم تأثير سلبي علي التركيبة السكانية الكويتية . والمصري يري أن الكويت محطة وتجربة ستنتهي في يوم ما . ودائماً يتطلع لميعاد عودته فالمصريون في كل مكان لديهم نزعه شديدة للعودة إلي الوطن.
كما أن الجالية المصرية تشترك في كافة المجالات التنموية فهم يمثلون نسبة كبيرة من العاملين في القطاع الحكومي وهو القطاع الذي لا يمكن لجاليات اجنبية أخري ملء فراغ المصريين فيه لما لهم من تميز ملحوظ في هذا القطاع . فضلاً عن مساهمات السادة القضاة والمستشارين فهم بفضل لغتهم العربية السليمة وعلاقتهم بالشريعة الإسلامية ومقتضيات التشريع لا يمكن استبدالهم بآخرين في الفترة الحالية.
كيف تري التواجد المصري في الدول العربية وفي دولة الكويت تحديداً ؟ وكيف تري العلاقات المصرية الكويتية ؟
التواجد المصري في الدول العربية تواجد مشرف . والمنطقة العربية عامة ومنطقة الخليج خصوصاً لها قوانينها الخاصة ولها محاذير يجب عدم الخوض فيها . وتوجد ضوابط لحرية إبداء الرأي علي أرضها لذا فإن المصريين يحترمون القوانين في دول الخليج وهم علي كل حال جاليات تساعد في صناعة اقتصاد تلك الدول بعمالة ماهرة ومدربة وكوادر مصرية عالية الكفاءة من القضاة والمستشارين والأطباء والمهندسين والمحاسبين والمعلمين والإداريين والممرضين ومن أساتذة الجامعات ومن العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات لذلك فهم سفراء يشهد لهم التاريخ علي مر العصور بمساهماتهم في نهضة وتطوير دول الخليج العربي . ويعملون لخدمة اقتصاد دولة الكويت في مختلف المجالات الإدارية والفنية والحرفية جنباً إلي جنب مع إخوانهم الكويتيين.
في ظل جائحة كورونا وما واجهته الدول من انهيار اقتصادي كيف واجه العمال جائحة كورونا خاصة مع صدور قرار بإنهاء إقامة 200 الف عامل كانت علي راس تلك القائمة عدد كبير من العمالة المصرية وما قمتم به من اجل الحافظ علي حقوقهم؟
خلال الجائحة قامت الجالية بتنظيم عدة مبادرات للتخفيف علي أبناء الجالية المتعسرين فتم ذلك بالتعاون مع السفارة المصرية من خلال مبادرة "تكاتف" بتوزيع المواد الغذائية الجافة . كما قمنا بالتعاون مع بعض رجال الأعمال بتوزيع "بونات بقيمة 5 دنانير كويتية لشراء ما يلزمهم من الجمعيات التعاونية. فضلاً عن توفير عدد من تذاكر السفر لمغادرة العالقين من المرضي في المستشفيات وبعض المخالفين وذلك عبر شركات طيران خاصة كانت متاحة آنذاك . جائحة كورونا لم تكن جائحة صحية فقط بل كانت وباء تفشي في كافة مناحي الحياة أثر علي كافة المصالح والقطاعات وساهم في ركود اقتصادي كبير لذلك فقد أصاب الجاليات في كل أنحاء العالم مما ساهم في إنهاء خدمات الكثير منهم وعودتهم عودة نهائية إلي الوطن .
ونقوم من خلال تكليفات رسمية بالتواصل من خلال مكاتب محاماه معتمدة مع من يلزم لطلب مستحقات من غادروا البلاد خلال الجائحة وتحويلها لمستحقيها.
حدث منذ فترة هجوم متبادل علي وسائل التواصل الاجتماعي مما يعكر صفو العلاقة بين أبناء الجالية وأهلهم في الكويت فهل هناك أسباب واضحة لذلك ؟
مواقع التواصل الاجتماعي عموماً سببت مشكلات عديدة بين الأفراد والجماعات والجاليات وحتي بين الشعوب وبعضها . ما حدث هو تبادل بعض الحوارات من الطرفين نتيجة الضغط النفسي وضيق ذات اليد من جراء وباء كورونا . هذه المناوشات حدثت خلال فترة تفشي الوباء . لكن الحوارات هذه لاقت عدم قبول واستنكار من كافة المعتدلين من أبناء الجالية المصرية وغيرهم من المتابعين . ولا بد من الإعتراف بوجود كتائب علي الفيس بوك شغلها الشاغل تعكير صفو العلاقة بين المصريين وإخوانهم في الكويت.
وهناك من له مصلحة في تأجيج الصراعات بين أبناء البلدين . ولكن حكمة أبناء الجالية الشرفاء في التصدي لهذه الفتن الممنهجه علي وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في وأد الفتن بين الأشقاء .
كيف يمكن العمل علي زيادة فرص العمالة المصرية في الكويت ؟ وهل محاولات الإستقدام التي يتم طرحها عن طريق القطاع الخاص مضمونة المخاطر ؟
بشكل عام فإن الراغبين في السفر الخارج يواجهون منافسة كبيرة من أبناء الجاليات الأخري وعليهم تأهيل أنفسهم للسفر من خلال دورات تدريبية ومراكز تأهيل تابعة لوزارة القوي العاملة . ويمكنهم زيارة المقر الرئيسي للاتحاد العام للمصريين في الخارج للتعرف علي النصائح الواجب توافرها للسفر في كل دولة عن الأخري .
أما عن كيفية الإستقدام فيتم عن طريق عدة وسائل منها السفارة الكويتية التي تقوم أحياناً بالإعلان عن حاجتها لشغل وظائف لقطاعات حكومية للمدرسين والمهندسين والقضاة والأطباء .. الخ . أما القطاع الخاص فلا بد ان تكون وسيلة التواصل مضمونة عن طريق الأقارب مثلاً وذوي الأعمال المضمونين وليعلم الجميع إن استصدار الفيزا يتم مجاناً وليس بمقابل مادي والأصل في الفيزا هو حاجة العمل للفرد لكي يعمل ولا يوجد ما يسمي بالفيزا الحرة . فمن المفترض أن كل من تصدر له فيزا للدخول إلي دولة الكويت أن تستصدر له مجاناً وسيعمل بموجبها في المكان الذي استصدر له الفيزا .
هل هناك نشاط ترفيهي تقوم به الجالية المصرية في الكويت ؟
قطعاً للمصريين علي أرض الكويت عدة نشاطات ثقافية وفنية ونشاط خيري يعتمد علي المساعدات الإنسانية وهي إحدي لجان مجلس الجالية المصرية التي تعمل بتبرعات المقتدرين من أبناء الجالية حتي الآن . كما نقوم بعمل الحفلات الفنية التي تساعد علي الترفيه لأبناء الجالية وكان من ضيوف هذه الحفلات الفنانين حجازي متقال وفرقتة الموسيقية . وفرقة الأوبرا المصرية وفرقة نجوم مصر مع نجوم البرنامج الشهير The voice kids في حفلات رائعة يشهدها الألاف من أبناء مصر في الكويت .
أقامت الجالية المصرية في الكويت أول وثيقة للتأمين علي المصريين في الكويت وهي وثيقة تمنح المشترك مبلغ 250 ألف جنية مصري مع نقل جثمانة حالة الوفاة . مع تقاضية نفس المبلغ حالة العجز الكلي . ونسبة من المبلغ حالة العجز الجزئي علي أن يتم دفع قيمة تذكرة شحن الجثمان فوراُ عند حدوث الوفاة وقبل نقل الجثمان .
اترك تعليق