روسيا تواصل حشد قواتها قرب أوكرانيا.. وأمريكا ترسل قاذفات لبولندا وبريطانيا

بايدن يحذر من حرب عالمية ثالثة.. ويدعو الأمريكيين إلى مغادرة كييف فوراً

تزايدت المخاوف الدولية من غزو روسى وشيك لأوكرانيا، حيث أظهرت صور التقطها قمر صناعي ونشرتها شركة أمريكية خاصة حشودا عسكرية روسية جديدة في عدة مواقع قريبة من أوكرانيا، مما يشير إلى استمرار موسكو في حشد قواتها وسط جهود دبلوماسية تهدف لتخفيف الأزمة

وتجري روسيا تدريبات عسكرية مشتركة في بيلاروسيا وتدريبات بحرية في البحر الأسود في إطار زيادة النشاط العسكري قرب أوكرانيا، والذي أثار مخاوف من غزو وشيك. وتنفي روسيا تخطيطها لشن أي هجوم على جارتها.

وقالت شركة "ماكسار تكنولوجيز"، التي مقرها الولايات المتحدة وترصد حشد القوات الروسية منذ أسابيع، إن الصور التي التقطت أظهرت أعمال حشد كبيرة جديدة بعدة مواقع في شبه جزيرة القرم وغرب روسيا وبلاروسيا.

وقالت إن قوات ومعدات جديدة وصلت قرب نوفوزرنوي في القرم، مشيرةً أيضا إلى حشد جديد قرب بلدة سالفن على الساحل الشمالي الغربي لشبه الجزيرة. وأضافت في بيان إن حشوداً كبيرة من القوات والعتاد وصلت في الآونة الأخيرة إلى منطقة تدريب في كورسك في غرب روسيا على بعد 110 كيلومترات تقريباً شرقي الحدود الأوكرانية.

وقد أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن قوات روسية جديدة تواصل التدفق على الحدود الأوكرانية، وإن غزو أوكرانيا قد يبدأ في أي وقت بما في ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تجري حاليا في بكين.

وقال الوزير الأمريكى إن واشنطن لا تزال ترصد مؤشرات "مقلقة جدا" لتصعيد روسي في أوكرانيا. وأضاف بلينكن بعد اجتماع مع نظرائه من تحالف "الحوار الأمني الرباعي" الأسترالي والهندي والياباني (كواد) في ملبورن: " إذا اختارت روسيا مسار عدوان متجدّد، ستواجه عواقب كبيرة".. وشدّد بلينكن على أن الولايات المتحدة تفضّل أن تحلّ الخلافات مع روسيا "دبلوماسيًا". 

ويأتي إعلان بلينكن فى وقت دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا على الفور، محذرا من صراع كبير محتمل مع موسكو.  وحذر الرئيس الأمريكي من أن القوات الأمريكية لن تتمكن من إجلاء رعاياها الفارين من الأراضي الأوكرانية في حال بدأت روسيا بالاجتياح. وقال بايدن إن الأمر سيكون بمثابة حرب عالمية عندما يبدأ الأمريكيون والروس بإطلاق النار على بعضهم.

يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك إن طائرات أمريكية إف-15 هبطت في قاعدة جوية بولندية في الوقت الذي يعزز فيه حلف شمال الأطلسي وجوده العسكري عند خاصرته الشرقية وسط توتر بشأن مواجهة بين أوكرانيا وروسيا.

كذلك وصلت قاذفات أمريكية استراتيجية من طراز بي-52 إلى بريطانيا للمشاركة في مناورة "مخطط لها منذ فترة طويلة" مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي وسط توتر بين الغرب وروسيا، حسبما أعلن سلاح الجو الأمريكي في بيان. وأشار سلاح الجو الأمريكي إلى أن تناوب القاذفات يعزز التزام الولايات المتحدة تجاه الحلفاء في الناتو.

ويحذر القادة الغربيون منذ أسابيع من أن روسيا تستعد للتصعيد في النزاع المستمر منذ ثمانية أعوام في شرق أوكرانيا بعدما حشدت نحو مئة ألف جندي في محيط الدولة السوفياتية السابقة.

وقبل ساعات على تصريحات بايدن دعت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بكين إلى "تشجيع الروس" على اتخاذ الخيارات الصحيحة في الأزمة حول أوكرانيا، ما أثار ردا فوريا من نظيرها الصيني تشانغ جون الذي طالبها بـ"التوقف عن تأجيج التوتر".

وتوجه وزير الدفاع البريطانى بن والاس إلى مواطنته وزيرة الخارجية ليز تروس فى موسكو، حيث عقدت محادثات مع نظيرها الروسى سيرجى لافروف. وقال لافروف إن الاجتماع كان أشبه بحوار البكم مع الصم.

وذكرت تقارير أن والاس سيخبر نظيره الروسى سيرجى شويجو بأن غزو أوكرانيا سيكون موقف يخسر فيه الجميع.

وتأتى المناورة الدبلوماسية فى الوقت الذى زاد فيه توتر العلاقات الروسية الأوكرانية. حيث اتهم وزير الخارجية الأوكرانى موسكو بإظهار تجاهل صارخ للقواعد ومبادئ القانون الدولى بالتخطيط لاختبارات صواريخ فى البحر الأسود التى تقول كييف إنها ستجعل الملاحة البحرية مستحيلة هناك وفى بحر آزوف.