 
                      
            
                                        
                                        استضافت مصر يوم الإثنين، مباحثات قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الجيبوتى إسماعيل عمر جيلة، شهدت بحث تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في مجالات التجارة والصناعة، والطاقة والتعاون في مجال الموانئ والصحة وآليات التشاور الثنائي.
تعزيز الحضور المصرى فى القرن الإفريقى.. الضغط على إثيوبيا فى أزمة السد
وأكد الرئيس السيسي خلال استقبال نظيره الجيبوتى بقصر الاتحادية،،حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع جيبوتي في شتي المجالات لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، بما يعكس مزيدا من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي والعمل التكاملى لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي ختام المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين في مجالات التشاور السياسي، والطاقة والموارد المتجددة، وإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية فى جيبوتي.
وتشهد العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتى تطورا كبيرا منذ وصول الرئيس السيسي إلى الحكم عام 2014، لما للبلدين من موقع إستراتيجى مهم في حركة التجارة العالمية، ففي حين تمثل مصر البوابة الشمالية لمضيق باب المندب فإن جيبوتي بمثابة البوابة الجنوبية، وهو الأمر الذي عكسته زيارة الرئيس السيسي التاريخية إلى جيبوتي في مايو عام 2021 والتي مثلت أول زيارة لرئيس مصرى للدولة الشقيقة منذ استقلالها عن فرنسا عام 1977.
وتعد جيبوتي قلب منطقة القرن الإفريقي، وتلقب بحارس مضيق باب المندب؛ حيث تتمتع بإطلالة متميزة على المضيق الذي يعد من أهم الممرات المائية في التجارة العالمية، الأمر الذي ساهم في تعاظم أهمية جيبوتي الإستراتيجية إقليميا ودوليا خلال السنوات الماضية لموقعها عند المدخل الجنوبي لحوض البحر الأحمر والذي يمثل عنق الزجاجة بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي.
وتتشارك جيبوتي التي نالت استقلالها عن فرنسا عام 1977 الحدود مع إريتريا في الشمال، وإثيوبيا من الغرب والصومال في الجنوب الشرقي. ولها خط ساحلي بطول 370 كم على البحر الأحمر وخليج عدن، منحها أهمية جيوإستراتيجية فريدة رغم مساحتها الصغيرة التي تغطي 23 ألف كيلو متر مربع.
وعلى مر التاريخ مثلت جيبوتي أرض التبادل التجاري والتلاقى الثقافي بين شعوب القرن الإفريقي وجنوب حوض البحر الأحمر تحديدا، وبفضل استقرارها الأمني والسياسي بقيادة الرئيس إسماعيل عمر جيله الذي يحكم البلاد منذ عام 1999 اكتسبت أهمية إقليمية كبيرة.
ونظرا لأهمية البحر الأحمر وخليج عدن الجيوسياسية والاقتصادية، أصبحت جيبوتي محط أنظار العالم اقتصاديا وأمنيا وعسكريا، خاصة الدول الكبرى أمريكا والصين ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا.
ومع بروز مشاكل منطقة القرن الإفريقي خلال العقود الثلاثة الماضية مثل انهيار الصومال والصراعات الحدودية بين دوله، إضافة إلى الحرب الداخلية في إثيوبيا، أصبحت المنطقة تصنف بالمضطربة بما يهدد الأمن الدولى والسلامة البحرية، لذلك شرعت دول وقوى عالمية وإقليمية لإقامة العديد من القواعد العسكرية فى جيبوتى منها على سبيل المثال ( قاعدتان لأمريكا - قاعدة فرنسية - قاعدة صينية - قاعدة ألمانية - وقاعدة إسبانية).
وتعد جيبوتى هي بوابة القارة الإفريقية من جهة الشرق ومقر التجمع التنموي لشرق أفريقيا "إيجاد"، كما أنها أيضا بوابة لتجمع أكبر وأوسع، وهو مجموعة التبادل التجاري الحر لجنوب شرق إفريقيا "الكوميسا" إضافة إلى دورها البارز في جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي وتجمع دول الساحل والصحراء.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أجرى زيارة تعد الأولى لرئيس مصري يزور جمهورية جيبوتي في 27 مايو 2021، لما تتمتع به هذه الدولة في استقرار القرن الأفريقي، كما أن تواجدها في مدخل مضيق باب المندب يلعب دورا رئيسيا في أمن المنطقة والبحر الأحمر. وكان لزيارة الرئيس السيسي لجيبوتى فى 2021 تأثير كبير في مسيرة العلاقات بين الدولتين.
ويؤكد الخبراء أن التفاهمات كثيرة بين مصر وجيبوتى في العديد من الملفات باعتبار أن الدولتين أعضاء في الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وبعض التكتلات الاقتصادية الأفريقية الإقليمية.
وشهد حجم التبادل التجارى بين مصر وجيبوتى خلال الـ 6 سنوات الماضية طفرة كبيرة، حيث وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين عام 2017 إلى 37 مليون دولار، ثم زاد إلى 49 مليون دولار في العام الذى يليه. وسجل حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال الـ 10 أشهر الأولى من عام 2021 حوالى 85 مليون دولار.
وأشار الخبراء إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حث على زيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، ووجود منطقة تجارة حرة بين مصر وجيبوتى وعدد من الدول الإفريقية، وزيادة حجم التجارة البينية بجانب التعاون والتنسيق بين الموانئ المصرية والجيبوتية، باعتبارهما بوابتى البحر الأحمر الشمالية والجنوبية.
وتعتزم مصر إنشاء منطقة لوجستية في جيبوتي في الفترة المقبلة، وهذه المنطقة اللوجستية سوف تكون ركيزة أساسية للاستقرار وحركة السفن في البحر الأحمر وقناة السويس. كما يعد افتتاح أحد فروع بنك مصر داخل جيبوتى، من أهم الأسباب الرئيسية التي سوف تسهم كثيرا لتعميق العلاقات الاقتصادية بشكل كبير.
ونظرا لأن جيبوتي دولة مجاورة على الحدود الإثيوبية، ولها حركة تجارة بينية كبيرة مع إثيوبيا، وهي المنفذ التجارى الوحيد لإثيوبيا على البحر الأحمر، فإنها تتمتع بثقل كبير فيما يتعلق بأزمة سد النهضة الإثيوبي.
ويوضح الخبراء أن جيبوتي لها علاقة بالصومال وإثيوبيا وإريتريا والسودان، وتلعب دورا هاما في التأثير على الأطراف بشكل إيجابى، فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، والرئيس الجيبوتى من حكماء القارة ويمكن أن يؤثر على الدول لحل الأزمة، لاسيما وأن إثيوبيا دولة حبيسة جغرافيا ومخرجها على البحر متصل بميناء جيبوتى.
اترك تعليق