شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب 53 نشاطاً واسعاً في آخر أيام المعرض سواء من حيث عدد الزوار أو من خلال الندوات المتنوعة بمختلف قاعات المعرض.. والتي تنوعت ما بين التحذير من الحروب الافتراضية والإشاعات الكاذبة التي تهدم الأوطان وتزعزع الثقة بين أفراد الوطن.
أشاد زوار معرض الكتاب بالتنظيم الجيد وتنوع الندوات والمطبوعات المختلفة والتي جعلت المعرض مقصداً مهماً لكل الزائرين سواء من الأكاديمية أو الدارسين أو المتخصصين.
أشاد عدد من الطلاب الماليزيين الدارسين بمصر. بأجنحة دور النشر الحكومية والأهلية المُشاركة في المعرض. لافتين إلي تنوع الإصدارات ودور النشر والجامعات المشاركة بنتاجها في مختلف التخصصات. وهو ما جعلها مقصداً لجذب زائري المعرض من المتخصصين والأكاديميين والطلاب الدارسين.
أشاروا إلي أن أجنحة دور النشر السعودية جذبتهم للوهلة الأولي. لما شملته من مطبوعات تاريخية ودينية وثقافية وفكرية للمكتبات. ومنها مكتبة الملك فهد الوطنية. فضلاً عن الإصدارات العلمية والأكاديمية للجامعات السعودية المشاركة في المعرض هذا العام. ومنها دار جامعة الملك سعود. وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
أوضحوا أن الكُتب والمطبوعات والإصدارات تميزت بتنوعها. وبمادتها العِلمية القَيّمة. كما أنها عكست الاهتمام باللغة العربية. وسَلّطت الضوء علي الإرث الثقافي السعودي الإسلامي العربي.
عقد البرنامج الثقافي بالمعرض بعنوان "الولاء والانتماء وتحديات المستقبل" بقاعة ضيف الشرف بمشاركة الخبراء الاستراتيجيين اللواء أ.ح ناجي شهود. واللواء أ.ح.هشام الحلبي.
تناولت الندوة العديد من القضايا المتعلقة بتأصيل مفاهيم الهوية وأهمية ترسيخ دورها الحيوي في الحفاظ علي مقدرات الوطن. والتعريف بأغراض الحروب الافتراضية. ومدي تأثيرها علي الامن القومي المصري. إلي جانب دور افراد المجتمع في دعم الدولة لتحقيق التنمية.
طالب الحضور خلالها بالتكاتف والعمل الجاد من أجل الحفاظ علي استقرار مصر. وعدم الانسياق وراء الآراء والأفكار الهدامة. كما ناقشت العديد من القضايا التي تمثل جانبا من التحديات التي يواجهها الأمن القومي المصري. وأساليب التعامل معها.
كما قدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "الإشاعات الكاذبة وكيف حاربها الإسلام". بقلم فضيلة الإمام الأكبر أ. د.محمد سيد طنطاوي. شيخ الأزهر السابق- رحمه الله - من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
أكد د.محمد سيد طنطاوي في طليعة كتابه. أن سنة الله في خلقه اقتضت أن يجعل هذه الحياة نزاعًا بين الخير والشر. وصراعًا بين الحق والباطل. وبين المصلحين والمفسدين. مشيرًا إلي أن من أقبح القبائح التي سلكها الأشرار لمحاربة الأخيار قذفهم لهم بما هم بريئون منه. وإشاعتهم للأكاذيب التي يتنزه عنها هؤلاء الأخيار.
ينبه المؤلف إلي أمر غاية في الخطورة. وهو أنه إذا كان تصديق الإشاعات الكاذبة في كل زمان ومكان. يؤدي إلي النكبات التي تلحق بالأفراد والجماعات. فإن تصديقها في زماننا هذا - الذي تعددت فيه وسائل الاتصالات - هو أشد شرًا. وأقبح مصيرًا. وأسوأ عاقبة. ولا سيما في أيام الحروب والأزمات.
يكشف شيخ الأزهر السابق عن أنجح الوسائل للقضاء علي الإشاعات الكاذبة. فيذكر منها: التثبت من صحة ما يُقال ويُسمع. ورد الأمور إلي مصادرها الصحيحة. وسؤال أهل العلم عما خفي من أحكام. وغرس الروح المعنوية العالية في الأمة. وكتمان هذه الإشاعات وعدم تردادها وقذفها بالحقائق الثابتة وبالأدلة القاطعة التي تهدمها وتبطلها وتجعل كل عاقل يسخر من مروجيها. وتغليب حسن الظن بين أفراد المجتمع. فإن سوء الظن - دون موجب له - قبيح بالعقلاء.
كما قدم جناح الأزهر الشريف كتاب "ظاهرة الذئاب المنفردة - الصور والدوافع وسبل المكافحة". من إصدارات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف. حيث يتناول ظاهرة الذئاب المنفردة وكيفية مكافحتها.
يوضح المرصد في بداية الكتاب: ما هي الذئاب المنفردة؟ فيذكر أنهم أفراد لا ينتمون إلي تنظيم. لكنهم تشبعوا بالفكر المتطرف. واقتنعوا به واتخذوه منهجًا. ومن ثم يقومون بعمليات إرهابية ذات طابع فردي. هم من يخطط لها. ويحدد زمانها ومكانها وهدفها.
أشار إلي أن هذه العمليات شهدت خلال السنوات الأخيرة أشكالًا مختلفة. منها عمليات دهس بالسيارات وعمليات طعن بالسكاكين وعمليات إطلاق نار علي التجمعات. ما نشر الخوف والذعر والشك بين المواطنين. لأنها قد تكون سببًا في أن يشك الإنسان في أن كل من يقابله في الطريق يمكن أن يكون إرهابيًا. وكل سيارة أو وسيلة مواصلات يمكن أن تكون سلاحًا.
عن سبل مواجهة ظاهرة الذئاب المنفردة. يري مرصد الأزهر "من خلال كتابه". أن المواجهة يجب أن تكون مسئولية عالمية علي كل الدول. فعلي العالم التضافر والوقوف جنبًا إلي جنب ووضع خطة محكمة ومنظمة قابلة للتجديد والتطوير اللازم علي المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية والامنية. وتعزيز الجانب الأخلاقي والديني المعتدل في نفس المواطن بدءًا من المؤسسات التعليمية. لترسيخ القيم الإنسانية النبيلة لاجتثاث كل أيديولوجيات التطرف من جذورها.
شهدت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في ندوة تحت عنوان "المناخ ومستقبل كوكبنا" وجاءت بحضور دكتور خالد قاسم نائب وزير التنمية المحلية.
قال خالد قاسم "أين نحن من التنمية المستدامة. وهي التي تعني إحداث تغيرات جذرية في الاقتصاد الوطني. والغرض منه ترفيه. وغرضها ليس الأجيال الحاضرة فقط بل واجيال المستقبل.
أضاف "هذا ما نعمل عليه هو إحداث الحياة الكريمة بالنسبة للريف والحضر. إلي جانب ذلك حاجتنا إلي تحقيق تنمية بشرية. وهذا يأتي بصناعة جدارات عبر بناء الكفاءات البشرية التي تدير وتشغل الخدمات الرقمية والمستهدف منها 180 خدمة تكنولوجيا.
اترك تعليق