** الأرز من المحاصيل الاستراتيجية في مصر حيث يزرع منذ عام 1914 في شمال الدلتا بغرض الاستصلاح ومنع غزو مياه البحر لأراضي الدلتا.. ويستخدم كغداء لأغلب السكان وتقوم عليه صناعة عديدة سواء نواتج ضرب الأرز وأيضا القش والذي بدوره يستخدم في صناعات عديدة.
أكد الدكتور عبدالسلام عبيد دراز وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية ورئيس برنامج الأرز القومي الأسبق بمركز البحوث الزراعية.
أن الأرز يستخدم كغذاء لأكثر من 100 مليون نسمة بمعدل 40 كيلو جراما في السنة ويعتبر الوجبة الرئيسية لأكثر من نصف السكان وكمية الأرز الأبيض التي يستهلكها السكان في مصر حوالي 3.5 مليون طن.
ويوجد ثلاثة أنواع من الأرز علي مستوي العالم: الأرز الهندي طويل الحبة ويزرع في 90% من بلدان العالم الـ 114 دولة في قارات أسيا وأستراليا وافريقيا والأرز الياباني قصير الحبة ويزرع في حوالي 10% من دول العالم مثل مصر واليابان وكوريا الجنوبية وبعض دول أوروبية والأرز الهندي ــ الياباني وهو خليط بين تحت النوعين الياباني والهندي ويزرع معظمه في آسيا.
وعن أهم مشاكل انتاج الأرز في مصر قال د. دراز هي الوصول إلي سقف الإنتاجية لقلة التحسين المتوقع لضيق القاعدة الوراثية ونقص المياه والاصابات المرضية مثل مرض اللفحة والاصابات الحرية مثل ثاقبة الساق وغيرها اضافة الي الحشائش من حيث ز يادة أنواعها وكثافتها ومقاومتها للمبيدات كذلك انخفاض النقاه الوراثية ووجود النباتات الغريبة في حقوق الأرز. مع تغير الخريطة المناخية وارتفاع درجات الحرارة أثناء مرحلة التلقيح وعقد الحبوب مما يقلل من الانتاجية.
صفقات مرغوبة
** أكد د. دراز ان لانتاج أي صنف أرز يجب التعرف علي الأصناف الأخري التي تحتوي علي صفقات مرغوبة يتم تجميعها معا بطريقة الهجين بين هذه الأصناف. إذ يوجد بمركز الأرز حوالي 5 آلاف صنف وسلالة مستوردة من حوالي 95 دولة علي مستوي العالم في بنك الجينات بمركز بحوث الأرز بسخا كفر الشيخ.. ومن أهم أهداف المركز توصيف كل الأصناف داخل بنك الجينات توصيفا مورفولوجيا ومعمليا ووراثيا.. وهذه الأصناف تعزي إلي نظم بيئية مختلفة.. فمنها من ينمو علي قمم الجبال و منها ما ينمو تحت الظروف المطرية كذلك في الأراضي التي تروي ريا عاديا ومنها ما تنمو في عمل مياه 10 أمتار وهو ما يعرف بالأرز الطائفي ويحصد بالقوارب.
أما الأرز المصري فهو يخضع لنظام الأرز المروي وهناك أرز عطري له رائحة وآخر أسود غني بالمواد الغذائية والعناصر مثل الزنك والحديد والبوتاسيوم.
أضاف ان برنامج الأرز بمهد بحوث المحاصيل الحقلية مركز البحوث الزراعية استطاع ان يقلل استهلاك المياه الي 4 آلاف متر مكعب ويعطي 4 أطنان فدان.. أي كل متر مكعب مياه يعطي كيلو أرز وهذا انجاز عالمي غير مسبوق.
أمراض الأرز
وعن أمراض الأرز المنتشرة في حقول الأرز المصرية وطرق مكافحتها.. أشارت الدكتورة رباب ممدوح العماوي رئيس قسم بحوث أمراض الأرز ــ سخا معهد بحوث أمراض النباتات الي ان الأمراض النباتية لها دور مهم في التأثير علي المحصول سواء من حيث الكم أو الجودة حيث يتعرض محصول الأرز للاصابة بالعديد من الأمراض ومن أهمها أمراض اللفحة والتبقع البني واستطالة نباتات الأرز "البكانا" والتفحم الكاذب وأطراف الأوراق البيضاء النيماتودي والطحاب "الريم" وحديثا تم تسجيل مرض لفحة الغمد وانه لتعظيم الانتاجية والحد من تزثير المسببات المرضية علي المحصول يقوم قسم بحوث أمراض الأرض بوضع البرنامج المناسب بالتعاون مع قسم بحوث الأرز بمعهد بحوث المحاصيل مما أدي إلي انتاج العديد من أصناف الأرز الجديدة قصيرة العمر عالية الانتاجية والمقاومة لمرض اللفحة والمتحملة للعديد من المسببات المرضية الأخري.
وتري د. رباب أن مرض اللفحة يعرض لدي المزارعين باسم الحمرا ويعتبر من أشد أمراض الأرز خطورة ويتخذ شكلا وبائيا في بعض السنوات علي الأصناف القابلة للاصابة وهما سخا 101 وسخا 104 وجميع الأصناف الأخري تعتبر مقاومة ويصيب الفطر النباتات في جميع أطوار حياتهم وأثناء مرحلة النمو الخضري تصاب الأوراق بحيث تظهر بقع صغيرة "1 ــ 2سم" رمادية إليز يتونية وتصبح الحبوب ضامرة أو فارغة ويعرف هذا المرض باسم "خناق الرقبة" كما قد تظهر اصابة جزئية علي بعض فريعات السنبلة في صورة تلون بني للمنطقة المصابة مع ظهور الحبوب بلون رمادي مبيض وتصبح حبوب السنبلة ضامرة جزئيا أو كليا.
طرق المكافحة
** وعن أهم طرق مكافحة الأمراض أكدت د. رباب انه بالنسبة لمرض التبقع البني تعتمد المكافحة المتكاملة علي جميع العناصر سواء الوقائية مثل استخدام أصناف مقاومة والالتزام بالمعدل الموصي به في التسميد الآزوتي "حيث ان النقص يشجع الاصابة" والتخلص من مصادر العدويمثل قش الأرز والحشائش وزراعة تقاوي سليمة العناية بالري والصرف مع عدم ترك الأرض جافة لفترات طويلة.
أما مع مرض استطالة نباتبات الأرز فمن أهم طرق مكافحته زراعةج تقاوي نظيفة خالية من الاصابة حيث ينتقل المرض أساسا عن طريق زراعة حبوب مصابة واولعناية بالمعاملات الزراعية المختلفة خاصة التسميد الآزوتي وبقع التقاوي في محلول ملح الطعام 5% يمعدل 5كجم لكل 4100 لتر ماء لمدة يوم إلي يومين ثم الغسيل الجيد للتقاوي بالماء للتخلص من الملح ثم الكمر أو الزراعة مباشرة أو النقع في أحد المبيدات القطرية الموصي بها في معاملة البدرة حيث تؤدي إلي تقليل نسب الاصابة إلي 97% مثل "سومي ايت أو توبسن ام".
أما مرض لفحة الغمد: فتم مكافحته من خلال ز راعة تقاوي سليمة "من حقول غير مصابة لأنه قد تتواجد الأجسام الحجرية علي السطح الخارجي للبذور" والتبكير في الزراعة والاهتمام بالعمليات الزراعية من حرت عدة مرات وعدم الافراط في التسميد الازوتي وينصح رش أحد المبيدات المحتوية علي المادة الفعالة البروكانازول في بداية ظهور الأعراض. هنك أيضا مرض التفحم الكاذب وتصافح من خلال ز راعة أصناف متحملة حيث ان هناك أصنافا تصاب بشدة أكثر من غيرها مع الزراعة المبكرة التي تساعد علي الهروب من الاصابة وعدم زراعة تقاوي من حقول مصابة وجمع الكراث الجرثومية في أكياس وحرقها أولا بأول واتباع دورة ز راعية مناسبة "2 ــ 3 سنوات" الاعتدال في التسميد أزوتي والحرث العميق للتخلص من مصدر العدوي ويعتبر ذلك من أهم طرق المكافحة ويمكن اجراء الرش الوقائي باستخدام مبيد الكوبرال 50% بمعدل 1كجم ــ فدان قبل مرحلة طرد السنابل مباشرة وبفضل الرش في الصباح الباكر أو قبل الغروب لتفادي التأثير الضار لدرجات الحرارة المرتفعة علي النبات في فترة الظهيرة.
اترك تعليق