إفتتح القسم أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر يرافقه المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر ونائبه محمد عبد القادر كنيسة الأقصر الجديدة بالكامل و التى تم بناءها بمنطقة شرق السكة الحديد بدلا من الكنيسة التى تمت إزالتها من أجل فتح طريق الكباش .
حضر الإحتفال عدد من القيادات المسيحية والإسلامية وعدد كلي من أبناء الطائفة .
وقال رئيس الطائفة فى كلمته انه يهنئ الجميع بافتتاحِ الكنيسةِ الإنجيليَّةِ بالأقْصُر في موقِعِها الجديدْ، متمنِّيًا لها أنْ تواصلَ إثمارَهَا في خدمةِ اللهِ وتأثيرَها في المجتمعِ.
كما توجَّهُ بجزيلِ الشكرِ لفخامةِ الرئيسْ عبد الفتاح السيسي، رئيسِ الجمهوريةِ، لكلِّ ما يبذلُهُ في سبيلِ ترسيخِ مبادئِ المواطنةِ وحريَّةِ الاعتقادِ، والذي نراهُ واضحًا في قراراتِ بناءِ الكنائسِ وتقنينِ أوضاعِها، فما تمَّ إنجازُهُ خلال السنواتِ السبعِ الماضيةِ في ملفِّ بناءِ الكنائسِ وحريةِ الاعتقادِ، يفوقُ بأضعافٍ ما تمَّ خلالَ مائةِ عامٍ منْ تاريخِ مصرَ الحديثِ. هذهِ الإنجازاتُ التي يمكِنُنا أنْ نصِفَهَا بالتاريخيةِ والمتفرِّدةِ، والمغيِّرةِ لوجهِ مصرْ.
كمَا وجِّهُ الشكرَ للسيدِ المستشارْ مُصطَفَى ألهمْ، محافظِ الأقصرْ، لما شهِدْنَاهُ منْ تعاونٍ ومجهوداتٍ مُخلِصةٍ للوصولِ بالكنيسةِ إلى هذهِ المرحلةْ، وحضورِه معَنَا اليومَ هذَا الاحتفالْ.
وأشكرُ الدولةَ المصريةَ على تخصيصِ الأرضِ، والتي تبلغُ مساحتُها 2000 متر، وبناءِ الكنيسةِ على نفقةِ الدولةِ بالكاملْ.
وقال انه في نوفمبرِ الماضي، تابعتُ معَ كلِّ المصريينَ احتفالَ افتتاحِ طريقِ الكباشْ، وشعرتُ بالفرحِ الغامرِ والبهجةِ لهذا المشهدِ المشرِّفِ لتاريخِ بلادِي وحضارَتِها العظيمةِ، الذي يشاهِدُه العالمُ أجمعْ.
إنَّ وجودَنا اليومَ هَهُنَا وافتتاحَ هذِهِ الكنيسةِ يمثِّلُ بالنسبةِ لي معنَيَيْنِ في غايةِ العمقِ: أولًا، أنَّ رعايةَ اللهِ ومقاصِدَهُ هي للخيرِ دائمًا أكثرَ جدًّا ممَّا نطلبُ أو نفتَكِرْ، ثانيًا أنَّ مصلحةَ الكنيسةِ هي جزءٌ منْ مصلحةِ الوطنْ.
رعايةُ اللهِ ومقاصِدُهُ الصالحةُ
أؤمنُ يقينًا أنَّ مقاصدَ اللهِ دائمًا صالحةٌ، ودائمًا لخيرِنَا، حتَّى وإنْ لم نكنْ نَفهَمُ في وقتِها ما يحدُثُ. وأنَّ اللهَ يحبُّ كنيستَهُ ويرعاها ويخطِّطُ لها الأفضلَ دائمًا.
ففي عامِ 2010 كانَ المشهدُ يبدو وكأنَّ هناكَ أزمةً بسببِ موقعِ الكنيسةِ في طريقِ الكباشِ، أوْ أنَّ الكنيسةَ تقفُ عائقًا أمامَ مشروعٍ وطنيٍّ كبيرٍ منْ شأنِه إحياءُ طريقِ الكباشِ الأثريّ من أجلِ نقلةٍ سياحيَّةٍ عظيمةٍ في بلادِنَا.
كانتِ الكنيسةُ الإنجيليةُ تقعُ ضمنَ نطاقِ طريقِ الكباشِ الذي كانتِ الدولةُ تخطِّطُ للبدءِ فيهِ، وساهمَ تداولُ بعضِ الشائعاتِ وقتَهَا في تصويرِ الموقفِ وكأنَّهُ أزمةٌ، ومحاولةِ التهويلِ منْ بعضِ الوقائعْ.
لكنْ أشكرُ اللهَ، فقدْ تمَّ تشكيلُ وفدٍ في ذلكَ الحينِ لمقابلةِ محافظِ الأقصرِ الأسبقْ الدكتور سمير فرج، وتشكَّلَ الوفدُ برئاستي، وكنتُ وقتَها نائبًا لرئيسِ الطائفةِ الإنجيليةِ، وعضويةِ رئيسِ السنودسْ، ومديرِ كليةِ اللاهوتِ الإنجيليةْ، ونائبِ رئيسِ السنودسْ، ورئيسِ مجلسِ الإعلامِ والنشرْ، ورئيسِ المجلسِ القضائيِّ والدستوريِّ بالكنيسةْ، ورئيسِ مجلسِ المدارسْ؛ لأنَّ الكنيسةَ ملحقٌ بها مدرسةٌ، وأعضاءِ المجلسِ المليِّ بالأقصرْ، ورئيسِ مجمعِ العليا التابعِ لها الكنيسةْ، وعددٍ منْ قياداتِ السنودسْ، وراعي الكنيسةِ القسّ محروسْ كرمْ، ومجلسِ الكنيسةْ. وتوصَّلْنا حينَها لاتفاقٍ مبدئيٍّ معَ المحافظِ. وهنا أودُّ أنْ أقدِّمَ شكرًا خاصًّا لراعي الكنيسةِ وزوجتِهِ، ومجلسِ الكنيسةِ على الدورِ الحكيمِ الذي قاموا بهِ في التعاملِ مع هذهِ القضيةْ، بحسٍّ روحيٍّ ومسؤوليةٍ وطنيةٍ.
وجاءَ قرارُ السنودس في مايو منَ العامِ ذاتِه، بتحويلِ هذَا الوفدِ إلى لجنةٍ مختصةٍ، مفوَّضةٍ لها جميعُ صلاحياتِ السنودسِ في التعاملِ مع موقفِ كنيسةِ الأقصرْ.
وفي ديسمبرْ منْ عامِ 2010 تمَّ التوصلُ لاتفاقٍ مع سيادةِ المحافظِ الأسبقْ الدكتورْ سمير فرج، بإعطاءِ قطعةِ أرضٍ بديلةْ، وتكفُّلِ الدولةِ ببنائِها.
لكنْ توقَّفَ الأمرُ منذُ ذلكَ الحينِ بسببِ ما طرأَ على البلادِ منْ أحداثٍ سياسيةٍ تمثلتْ في ثورتَيْ يناير 2011 ويونيو 2013، وما تَبِعَهُمَا منْ وقائعْ.
وفي عامِ 2017 تقابلَ راعي الكنيسةِ مع سيادةِ الفريقْ كاملِ الوزيرْ، وكانَ حينَها رئيسَ الهيئةِ الهندسيةِ للقواتِ المسلحةْ، وتمَّ التأكيدُ على الاتفاقِ السابقْ.
وفي عامِ 2018 بدأتْ محافظةُ الأقصرْ تجهيزَ الأرضِ لإقامةِ الكنيسةِ الإنجيليةِ البديلةْ. وهوَ الاتفاقُ الذي كنَّا قد توصَّلْنا إليهِ مع سيادةِ المحافظِ السابقِ السيدِ الدكتور مُحمَّد بدرْ، وتمَّ تأكيدُهُ مع سيادةِ المستشار مصطَفَى ألهم، محافظِ الأقصرْ.
وفي أغسطسْ عامَ 2020 استلمتِ الكنيسةُ الإنجيليةُ هذَا المبنى، وبدأتِ الصلاةَ فيهِ منذُ حينِها، وتمَّ هدمُ المبنى القديمِ في سبتمبر 2020. واستمرتْ أعمالُ التشطيباتِ حتى انتهتْ تمامًا في سبتمبرَ الماضيْ.
فإنَّ ما كانَ يبدو عامَ 2010 أنهُ أزمةٌ حوَّلَهُ اللهُ إلى بركةٍ كبيرةٍ، وفَرِحْنَا جميعًا بافتتاحِ طريقِ الكباشْ، ونفرحُ اليومَ أيضًا بافتتاحِ هذا المبنى الجميلِ الذي نحتفلُ فيهِ الآنَ سويًّا. وهو ما يذكِّرُني بقولِ الربِّ لبطرس: "لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ". وأثقُ دائمًا في أنَّ "كلَّ الأشياءِ تعملُ معًا للخيرِ للذينَ يحبُّونَ اللهَ".
مصلحةُ الكنيسةِ هي جزءٌ منْ مصلحةِ الوطنْ
وهذا الأمرُ ليسَ محلَّ شكٍّ أو جدالٍ؛ فالكنيسةُ الإنجيليةُ المصريةُ، هي كنيسةٌ وطنيةٌ بامتيازْ، وهي تُعلِّي مصلحةَ الوطنِ فوقَ كلِّ الاعتباراتْ؛ لأنَّ هذَا جزءٌ من إيمانِها وعقيدتِها. إننا نصلِّي لأجلِ بلادِنا في كلِّ اجتماعاتِنَا ونسعَى دائمًا لخيرِها، وتشاركُ الكنيسةُ دائمًا في المجتمعِ وخدمةِ أبناءِ الوطنِ جميعًا بلا تمييزْ. حيثُ تنتشرُ المدارسُ الإنجيليةُ في شتى أنحاءِ البلادْ، لتُسهِمَ في توجُّهِ الدولةِ المصريةِ لتطويرِ التعليمِ، وتنشئةِ الأجيالْ. وتَحتَضِنُ محافظةُ الأقصرْ مدرسَتَيْنِ إنجيليَّتَيْن، يرجعُ تاريخُ إحداهُما إلى أواخرِ القرنِ التاسعْ عشَرْ، وساهمتْ في تخريجِ أجيالٍ تخدمُ الوطنَ في كلِّ المجالاتْ. وهكذا تكونُ الكنيسةُ الحيةُ والمؤثرةُ، تصلِّي وتعملُ، تقدِّمُ العبادةَ للهِ، وتخدِمُ المجتمعْ.
أشكرُ اللهَ لأجلِ هذهِ الكنيسةِ، وأصلِّي أنْ تكونَ كنيسةً مثمرةً في المجتمعِ المحيطِ بها. كما أشكرُ اللهَ دائمًا لأجلِ مصرَ، فمصرُ حاضرةٌ دائمًا في صلواتِنَا واجتماعاتِنَا، وأشكرُ اللهَ لأجلِ رئيسِها وقياداتِها وشعبِها، وأصلِّي دائمًا من أجلهمْ. أصلِّي من أجلِ سلامةِ البلادِ، ومنْ أجلِ استمرارِ مسيرةِ التنميةِ في كافةِ أنحاءِ مصرْ، وأنْ يستخدمَ اللهُ كلَّ القراراتِ والظروفِ لخيرِ بلادِنا وفقًا لمقاصدِهِ ومشيئتِهِ الصالحةْ.
اترك تعليق