جيش إثيوبيا يستعد لـ"مرحلة ثانية" من حرب "لم تنته" مع الإقليم الشمالى
فى تحد واضح للمطالب الدولية بوقف القتال، والتفاوض مع المعارضين التيجراى، صرح نائب رئيس أركان الجيش الإثيوبي أباباو تاديسي، إن الحرب مع جبهة تحرير تيجراي لم تنته بعد، فيما جار الاستعداد للمرحلة الثانية.
قال تاديسي في مقابلة مع وسائل إعلام حكومية، إن الحرب مع جبهة تحرير تيجراي لم تنته بعد، وعلى الشعب الإثيوبي أن يدرك ذلك. وأوضح أن الحكومة الإثيوبية برئاسة أبى أحمد أعلنت من قبل، انتهاء المرحلة الأولى من الحرب مع جبهة تحرير تيجراي؛ وذلك يعني أن هناك مرحلة ثانية لهذه الحرب.
وتابع قائلا إن إقليم تيجراي شمالى البلاد هي أراض إثيوبية وجزء من السيادة، وليس هناك أحد يوقف الجيش الإثيوبي من الدخول إليه، وهدد قائلا: "سنقوم بملاحقة جبهة تجرير تيجراي أين ما كانت.. الحرب لم تنته بعد وعلى الشعب الإثيوبي أن يدرك ذلك".
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت الشهر الماضي انتهاء المرحلة الأولى من العملية العسكرية ضد جبهة تحرير تيجراي التي يصنفها البرلمان "إرهابية"، وأمرت الجيش بعدم التقدم نحو إقليم تجراي والبقاء في كامل المناطق التي استعيدت من الجبهة في إقليمي أمهرة وعفار.
نائب رئيس الأركان قال أيضا في المقابلة: "الحرب التي خضناها مع جبهة تحرير تيجراي كانت غير متكافئة في العدد، موضحا أن الجيش كان قوامه 44 ألف جندي فقط في مقابل 250 ألفا من قوات الجبهة. وأضاف "كنا نحارب جيش دولة أسست له جبهة تحرير تيجراي بكامل السلاح خلال 27 عاما من حكمها للبلاد". وأكد أن "الجيش الإثيوبي في كامل قوته وفي كامل الاستعداد لخوض المعركة والقيام بمهمته اللازمة".
ولفت إلى أن جبهة تحرير تيجراي لم تخرج بعتادها العسكري مثل المدرعات والدبابات والمدفعية والأسلحة المضادة للطائرات بعد أن دخلت بها الأراضي التي سيطرت عليها. وأوضح "الجبهة دخلت هذه الحرب لتدمير إثيوبيا لكنها أدركت بعد المواجهة الأخيرة أن تدمير إثيوبيا أمر مستحيل"، مشيرا إلى أنها (جبهة تحرير تيجراي) فقدت أيضا أغلب قادتها العسكريين في الميدان.
جاء التصعيد من جانب الجيش الإثيوبى، فى حين شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، على استعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم الكامل لتحقيق المصالحة الوطنية في إثيوبيا، مشيدا بما تحقق من جهود ملموسة لتحقيق السلام في إثيوبيا.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين جوتيريش، والرئيس النيجيري السابق أوباسانجو، الذي زار مؤخرا، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وميكيلي عاصمة إقليم تيجراي. وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أنه على الرغم من هذا التفاؤل، يعتقد الأمين العام للأمم المتحدة أن العمليات العسكرية المستمرة تظل تحديا لعملية السلام وتفسد إجراءات بناء الثقة التي نأمل في أن تتخذها جميع أطراف النزاع.
وأشار "دوجاريك" إلى أن جوتيريش، كرر دعوته لجميع الأطراف من أجل إنهاء الأعمال العدائية بسرعة كخطوة في الاتجاه الصحيح لصنع السلام. وطبقا لما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة، يتعين على المجتمع الدولي الاستمرار في التأكيد على حاجة جميع الأطراف لإبداء الصدق والالتزام تجاه عملية السلام .
ودعا الأمين العام مرة أخرى جميع الأطراف في الصراع إلى دعم وتسهيل الجهود المحلية والدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، مضيفا: "بينما نراقب عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي بأمل كبير، ما زلنا نشعر بالقلق إزاء الوضع الإنساني في أجزاء مختلفة من إثيوبيا المتضررة من الحرب".
يُشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي أعلن الأسبوع الماضي أن عمليات توزيع المساعدات والأغذية في شمال إثيوبيا على وشك "التوقف عن العمل"، وسط استمرار القتال وسفك الدماء ونقص التمويل، وفي الوقت الحالي، يحتاج ما يقدر بنحو 9.4 مليون شخص إلى مساعدات غذائية إنسانية، وهذه زيادة قدرها 2.7 مليون عن أربعة أشهر مضت.
اترك تعليق