حيوا اللي مات علي سلاحه. حيوا كل اللي راحوا. قالوا "يا نموت عشان ترابها يا نعيش راسنا لفوق". ده لأجل خاطر عيونها "القاضي" صاح بأعلي صوت . "غربل السبيل يا منزلاوي ودك الكمين يا سمير". وفي مذبحة كرداسة "عبد المقصود" وفيَ القَسمْ. ومن مية النار شربْ. حتي لا يرُفع للقاعدة علمْ. و"هشام شتا" العريس في عز شبابه أبوه منه أتحرم. وفي رابعة كان "جودة "أول شهيد. و"يسري" و"سمير" بعده في العيد. وفي الواحات كانت للرجال بطولات. "مشهور وزيدان وصلاح وجاد ". وقائدهم "إمتياز". وعلي سلاحه مات "فراج ". وفي تفجير الكنيسة فدا "عبيد" اخواته الأقباط. وبعد خطاب المعزول سكن عيون "ساطع" الرصاص. وكتير غيرهم حكايات. سطرت في دفتر الأبطال. قالوا النصر أو الشهادة وقبل الضني والأم البلد والله لهم العون والسند.
في عيد الشرطة الـ 70 تتجدد حكايات الأبطال أصحاب الفضل في النصر على الارهاب أصحاب الفضل في الأمن والأمان .. "الجمهورية اون لاين" أرجعت الفضل لأصحاب الفضل ومن داخل منازلهم وبين مقتنياتهم عاشت مع أسرهم لحظات الفخر والألم.

كل علامات الصبر والثبات والرضا جلست السيدة "إكرام" والدة زينة الشباب الشهيد هشام شتا. شهيد مذبحة كرداسة لتقول ومن خلفها صورة له ذات حجم ضخم. لتقول كلمات قليلة عميقة المعني. قالت: بعد هشام حياتي أنا ووالده انتهت. حرموني من زينة الشباب. كان نفسي أفرح بيه وأجوزه وأشيل عياله. المجرمين الجبناء هاجموه بالأربي جيه والرشاشات. كان جدع وراجل وقف ومنع دخولهم القسم وقال علي جثتي. حتي تلقاه ربه شهيدا ". الشهيد هشام شتا الذي لقي ربه ومجموعة من الضباط خلال تصديهم لهجوم العناصر الإرهابية علي قسم شرطة كرداسة في أعقاب فض رابعة والنهضة.
تذكرت والدته أخر اللحظات القاسية. وقالت: كان عنده وردية بالليل وجاءت لهم التعليمات بفض رابعة. كلم والده الساعة 5 الفجر وقال ادعي لنا يا بابا الفض النهاردة. كل شوية كنا نتصل بيه يطمنا رغم خطورة الموقف. وبعد انتهاء پالفض رجع معظم المعتصمين من الجماعة الإرهابية علي المركز وبكل قوتهم وجبروتهم پهاجموه ودخلوا عليهم بالآربي جيه والرشاشات. كان هشام لازال بيطمنا. لكن صورته خرجت علي شاشة التلفزيون وأنا في ذهول ليُعلن خبر استشهاد النقيب" پهشام شتا" پوتنقلب حياتنا منذ تلك اللحظة ولم تعد لما قبل. لكن عزاءنا أنه عند ربه من الشهداء المكرمين. ربنا حقق دعوته لما وقف أمام كعبته وطلب "يارب احفظ مصر يارب أموت شهيد" وربنا استجاب واختاره شهيداً وحفظ مصر بالرئيس السيسي الذي دائما بجوارنا ويوصي بنا خيرا.

في ليلة عيد الميلاد يوم السادس من يناير 2019. وقبل احتفالات الإخوة الأقباط. جلس ضابط المفرقعات "الرائد مصطفي عبيد" علي ركبتيه يفكك العبوات الناسفة التي وضعتها يد الخسة والندالة بمحيط كنيسة أبو سيفين بمدينة نصر وأخذ يفكك الواحدة تلو الأخري. حتي أبت الأخيرة إلا أن تنفجر في جسده وتحوله إلي أشلاء لتكتب له الشهادة ويلقي رباً كريماً". وفي الذكري الثالثة لاستشهاده. والتي توافق شهر الاحتفال بعيد الشرطة الـ70. بعث والده اللواء عبيد الازهري. برسالة حب واشتياق لنجله الشهيد يطمأنه فيها علي صغاره الأربعة. ويعده بأن يصل بهم لبر الأمان. كما بعث برسائل شكر وامتنان أخري. قال فيها: أهنئ وزارة الداخلية والشرطة المصرية في عيدها يوم 25 يناير. أنتم تقومون بواجبكم علي أكمل وجه ونحن ممنونون لكم جدا لأنكم حققتم لنا الأمان في فترة بسيطة من ثورة يناير. واستمريتم في تحقيقه رغم تضحياتكم الشديدة. ومن أجل الوطن ضحيتم بأوقاتكم وأرواحكم وهي الأ كبر.

"غربل السبيل يا منزلاوي دك الكمين يا سمير" كلمات ستظل محفورة في وجدان الشعب المصري وأجيال قادمة. هي أخر ما نطق بها قائد كمين بطل 14 الشهيد النقيب عمر القاضي. صبيحة عيد الفطر 5يونيو 2019 عندما هاجم الكمين 56 عنصراً تكفيرياً. وبكل شجاعة وبطولة وثبات يقشعر منه الأبدان. وبمفرده وبعد استشهاد قواته ظل "عمر" لآخر نفس صامداً في وجه التكفيريين حتي أنزل اليأس في قلوبهم من السيطرة علي الكمين. ومع انتهاء تكبيرات العيد. وبعد مقتل مجموعة منهم. صعدت روح الشهيد الذي سطر ملحمة من البطولة شهدت عليها ونقلتها إشارات اللاسلكي لكل العالم أكدت علي عقيدة رجال الشرطة "النصر أو الشهادة".
الشقيق الأكبر "كمال" للشهيد عمر القاضي قال: عمر أحب الله بصدق وتمني الشهادة وبذل كل ما يمكن من أجلها فصدقه الله ونولها له علي مسمع العباد. عمر كان كثيراً ما يفعل الخيرات بشكل لا يتصوره أحد ودائم التعلق بوالده ووالدته وبار بيهم لأقصي درجة. راتبه الخاص كان يصرف جميعه في أوجه الخير. كان زاهد جدا في الدنيا حتي الملابس الجديدة ينوي شراءها ولكنه لا يفعل ويوجهها بدلا من ذلك في فعل الخيرات. كان زاهد بمعني الكلمة رغم ميراثه الكبير من والده.

ما بين الفرحة بمكانة وقيمة نجلها عند الله ومابين الألم والوجع علي فراقه تعيش ولكنها أجمعت في النهاية علي پإحساس واحد هو الفخر.
حيث قالت السيدة سمية عبد العظيم والدة الشهيد عماد الركايبي شهيد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية پ .. "عماد جعل رأسي في السماء وكان ¢إبن بار¢. تمني الشهادة وعلم الله صدق نيته فأهداها له واصطفاه بجواره . أشهد الله إني راضية عنه كل الرضا ".

" بسم الله توكلنا علي الله.. اللهم إني أحتسب هذا العمل عندك.. فأكتبه لي في ميزان حسناتي.. اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي وابني.. فاحفظهم بحفظك الكريم ". هذه هي أخر كلمات نشرها الشهيد البطل الرائد محمد فؤاد شحاته علي صفحته الشخصية ب"فيس يوك " بطل من أبطال العملية الإرهابية التي استهدفت كمين العتلاوي بالعريش شمال سيناء الحبيبة يوم 20/1/2016. قالت شقيقته أمل: 6 سنوات من الفراق ممزوجين بمشاعر مختلطة بين الحزن الشديد والرضا بقضاء الله وقدره نشكر الله علي ما من به من مكانة عالية وقدراً كبيراً بعد أن أهداه الشهادة. فقيدنا لم يعوض مكانه أحد فقط قطعة منه تركها لنت في عمر الشهور هو أول فرحته "يوسف"عوضنا الله به. ليخفف بعض من مصابنا علي والده. فحقاً الشهيد ترك فراغا كبيرا جدا بين أسرته لا يمكن أن يملؤه أحد ولكننا الحمدلله راضيين بقضاء الله وقدره. البطل محمد فؤاد شحاته كان معروف بسيرته الطيبة وحسن الخلق وهذه شهادة من كل من تعامل معه. فهو قمة في الأخلاق والاحترام والالتزام والتفوق دراسيا. فدخل كلية الشرطة بمجموع 95% علمي وداخلها بإرادته لأنه كان "وطني جدا ومخلص لبلده". وأخر مأمورية له كان طالع سيناء 15 يوم وسلم علينا واحد واحد وودعنا وانا مكنش في بالي اني ممكن مشوفوش تاني وانا من طبعي مبحبش السلامات ف السفر ف مشيت من قدامه راح راجعلي ويقوللي مش هتسلمي عليا ياأموله ولا ايه مكنتش أعرف انه أخر حضن وأخر سلام. ونشكر سيادة الرئيس علي دعمه لأسر الشهداء والوقوف بجانبهم وتكريهم .

قالت سهام مصطفي. والدة الشهيد كريم وجيه: ابني ضحي بروحه فداء لوطنه. تاركا خلفه زوجة وطفل عمره ثلاث سنوات. وأتمني أن أراه في شجاعة وأخلاق والده الشهيد و أتمني إن ولادنا يفضلوا في ذاكرة الشعب حكايتهم ما تتنسيش. نفسي قصصهم تتدرس في الكتب بالمدارس. حتي يعلم الأجيال القادمة كم التضحيات التي قدمها الشهداء. بدلاً من انشغالهم بأشياء غير مفيدة. وتأثرهم بأنواع دخيلة علي الفن الهادف وتقليدها. فإذا استمعوا إلي قصص الشهداء من معلميهم بعد إقرارها بالمناهج من قبل وزارة التربية والتعليم. ستكون تلك القصص لتضحيات الشهداء. حافزاً يساهم في حبهم للوطن والحفاظ عليه اقتداء بالشهداء".
" كريم" قبل استشهاده كان عنده 28 سنة والواقعة كانت في اليوم الثاني للاحتفال بعيد ميلاده . وهو كان ضابط بالقوات الخاصة واستشهد عقب أحداث بور سعيد عام 2013. أثناء خروجه علي رأس مأمورية للقبض علي البلطجية الذين اقتحموا سجن بورسعيد وقتلوا الضابط أحمد البالكي بدعم من الإخوان المسلمين في ذلك الوقت . بعد أن نصبوا له كميناً واستشهد علي أيديهم يوم 13 مايو 2013¢ حرصت علي تربية كريم وتنشأته علي الأخلاق وحب الوطن. حتي أصبح ضابطاً شرطة في القوات الخاصة يشهد علي كفاءته كل قيادته بالقطاع . كان متزوجاً ولديه ولد اسمه "ياسين" تركه في سن العام ونصف. كل صباح ألقنه قصة بطولة والده وأجمل ما في يوم عيد الشرطة إنه كان موجود معايا لكنه لا يعز علي الوطن.

"هنا باقون إلي أن يقضي الله أمره" هذه هي أخركلمات نطق بها اللواء محمد سلمي السواركة أحد قيادات قطاع الأمن المركزي بمدينة رفح شمال سيناء. الذي استشهد في شهر رمضان عام 2014 صحبة زميله أحد رجال القوات المسلحة علي يد عناصر ولاية سيناء.
أرملة الشهيد النائبة البرلمانية عايدة السواركة قالت : رحل بجسده لكن روحه حولنا. فالشهيد لا ينسي ليس بالنسبة لي ولأفراد عائلته ولكن لكل أهالي سيناء فقد عرفوه رجلا شجاعا لا يهاب الموت ولاالإرهابيين عهدوا منه دائما خفة الدم وخدمته للكبير والصغير. عرضت عليه أن نترك سيناء رفض بشدة. وقال ما يسري علي أبناء وطننا يسري علينا. نحن هنا باقون إلي أن يقضي الله أمره. ولقي ربه شهيدا بعد تاريخ مشرف من تصديه للجماعات الإرهابية التي لم تفرق في إجرامها بين عجوز وشاب وطفل.
وتابعت أن أبناء الشهيد ضابطان شرطة. لا تخشي عليهم ويكملان رسالة والدهم. وتستودعهم عند الله. وإن الإرهاب كسر تحطم علي صخرة مصر. كما تحطم كل معتدي وأثم من قبل. وفي عيد الشرطة قالت: أوجه التهنئه للسيد رئيس الجمهوريه ورجال الشرطه والشعب المصري.
وكل التحية والتقدير للسيد وزير الداخليه والساده المساعدين علي جهودهم العظيمه في حفظ الامن الداخلي للوطن وكل التحيه والتقدير لرجال الشرطه الذين ضحوا بأرواحهم في حربنا علي الإرهاب في سبيل كل حبة رمل من رمال وطننا الغالي مصر ونسأل الله أن يديم علينا نعمة ألأمن والأمان وأن يحفظ مصر من كل شر وتحيا مصر .

يشاء القدر بأن توافق احتفالات عيد الشرطة الذكري السنوية الخامسة للشهيد الرائد محمد عبد الفتاح عبد الجواد قائد كمين العريش بشمال سيناء. الذي تصدي لمجموعة تكفيريةاستهدفت كمين العريش وظل يبادلهم إطلاق النار حتي اختاره الله شهيدا في 1/11/2021. أرملة الشهيد السيدة أنوار أحمد قالت: نفسي أقول للشهيد كلام كتير. حاسة بوجوده حوليا. لكني مفتقدة رؤياه وسماع صوته. أبناؤه الثلاثة "روان وأحمد وزياد" يشتاقون إليه يتمنون حضنه الدافئ. لكن عزائي أنه مع النبيين والصديقين والصالحين. "الشهيد " كان بطل بمعني الكلمة لا يوفيه كلام ولا وصف. كان حبه لبلاده وعمله أكتر من حياته وأكتر من بيته وولاده. وأبعث للإرهابيين رسالة صريحة: إن كان فيه شهيد ضحي بحياته علشان تراب البلد ففيه 100 مليون شهيد مستنيين يضحوا علشان خاطر تراب مصر. مصر أصيلة بشعبها وقوية بجيشها ومطمئنة برجال أمنها. ولم نخضع ونعلم أننا في رباط إلي يوم الدين. وحفظ الله مصر من الفتن وحفظ قائدهاپوبمناسبة عيد الشرطة فكل عام وكل رجال وزارة الداخلية درع أمن وأمان للوطن.

في عيد الشرطة تتجدد حكايات الأبطال. الشهيد البطل العميد عامر عبدالمقصود نائب مأمور قسم شرطة كرداسة والذي استشهد في مذبحة الخسة والندالة في يوم عصيب 14 اغسطس 2013. جلست أرملته د.نجلاء سامي لتقول: هو زوجي وتوأم روحي وابن خالتي لن أوفيه حقه لأنه الرجولة والانسانية والرحمة. الشهيد البطل منذ بدايته عمل سنوات بالأمن المركزي ثم في الحراسات الخاصة للوزراء وكان محبوب جدا لوزراء كثيرة مثل وزير لبنان رفيق الحريري وسلطان البهرة بالهند وغيره من وزراء لدول عربية ودول أوروبية وكان محبوبا من الجميع لأخلاقه العطرة ورجولته. ووزير خارجية المانيا حزن لاستشهاده لأنه انقذه من حادث كارثي. وأرسل لنا برقية تعزية من المانيا وفرحت كثيرا وانا في أشد حزني بمحبة كل هؤلاء الوزراء من الدول العربية والأوروبية.
حادث كرداسة البشع الذي تعرض له زوجي مع مجموعة من خيرة الظباط وأمناء شرطة ومجندين. تلك الحادث الذي هز كيان مصر كلها بسبب التمثيل بجثث الأبطال والشهيد " عامر" هو الذي تم التمثيل بجسده وهوصائم بعد 4 ساعات متواصلة من التعذيب وسقيه مية نار. ومهما تحدثت عن هذا البطل لن أوفيه حقه ومهما بكيته دما لا دموعا لن أوفيه حقه عامر كان ملاك ماشي علي الأرض وابن موت فعلا.
ليلة الحادث كان يوافق عيد زواجنا الـ21 كنت مبسوطة وفرحانة إني هخرج معه لكي نحتفل لكنه اعتذر لي بسبب طوارئ ووعدني مفاجأة يوم 14/8 ووصفها بأنها ستهز كياني. وبالفعل حديث الفاجعة التي زلزلت كياني وهو أن يأتي ملفوفا بعلم مصر لكن يكفيني أن الله اصطفاه شهيدا ينعم في جنته. وفي عيد الشرطة أبعث رسالة تقدير واحترام للأب الحنون القائد الأعلي للقوات المسلحة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه الدائم لأسر الأبطال وقد أطلق علينا "عظيمات مصر" وكلنا فخورين بأننا زوجات أبطال ومكملين مسيرة الابطال ويكفيني فخرا بأنني عظيمة من عظيمات مصر.

"والله عمره ما زعل حد ولاقصر في حق حد ولارد إساءة بالمثل كان ملاك علي الأرض. والأرض خافت عليه وأخدته في بطنها ".. بهذه الكلمات المؤثرة بدأت والدة الشهيد مصطفي يسري عميرة. السيدة وفاء السيد تروي بعض المواقف التي لا تنسي للبطل الذي نالته رصاصات القناصة الإرهابية في فض رابعة. قالت: طول عمره متفوق في دراسته كان دايما يقول هطلع ضابط وأموت شهيد. تخرج في 2010 قبل أحداث يناير. وزع أول راتب له علي عماته وخالاته وجداته. قبل إصابته بشهرين كان يؤدي العمرة. وسموه بخادم العمرة. لأنه كان بيخدم كل من في العمرة برضا. كان في أي خدمة له يترك سجادة صلاة ومصحف. التحق بالعمليات الخاصة قطاع ¢سلامة عبدالرءوف¢. وشارك في أحداث 25 يناير وماتلاها. والعديد من العمليات في العريش وسيناء. وخلال مشاركته في فض اعتصام رابعة أصيب برصاص قناصة. 3 رصاصات بالرأس والقلب. ودخل بعد أسبوع في غيبوبة. كان أصعب حاله إصابة في الداخلية ¢ شلل رباعي¢. كان لاحول له ولا قوة. استمر في الغيبوبة 3 سنوات إلي أن لقبته أمهات الشهداء بالشهيد الحي. وأنا أم الصابرين.

في سلام وبدون لحظة ألم واحدة أسلم شهيد حادث الواحات الإرهابي النقيب إسلام مشهور روحه إلي الله فخرجت كماوصف الصالحون في روحا وريحان وربا راض غير غضبان. بعد أن اخترقت رصاصات الإرهابيين صدره وخرجت دون أن يشعر . ولاحظها قائده الجالس بجواره داخل المدرعة وقال له " انت اتصابت يا إسلام اتشاهد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله وصعدت روحه في سلام.

السيدة ماجدة سلامة . والدة الشهيد البطل نقيب شرطة پمحمود أبو المجد لم تتخيل أنها ستجلس يوما تتحدث عن قطعة من قبلها. وتحكي عنه وهو غائبا . فكانا قلبا واحد في جسدين كما وصفت. لملمت جراحها وقالت: ربيت في بيتي شهيد حبيبي ونور عيني أصغر أولادي خريج دفعة 2012. كان قطعة من قلبي مافترقناش يوم. كان جميل أوي. كان له أجمل أبتسامه. لما تشوفيه تحسي بفرحة. تحسي أن الدنيا كلها بتضحك. كان رياضي بيعشق لعب كرة القدم وركوب الخيل. كان متفوقا في مراحل تعليمه. كان بارا بوالديه وأهله كبر أبني ضنايا وأجتاز مراحل الأختبارات في كلية. الشرطة والتحق بالكلية عام 2008 بتفوق ولأنه كان متفوقا كان في الصف الرابع بالكلية صف ضابط علي زملائه ماشاء الله. وتخرج نور عيني 2012 كان عمره 21 عاما ولأنه متفوقا أنضم لرجال العمليات الخاصة وتزوج ورزق بمولود. كان ميلاد أبنه 22 يناير 2015 ويوم 25 يناير 2015 كان في مأمورية بالبدرشين أصيب بطلقة في بطنه خرجت من ظهره. وسبحان الله ربنا كتب له النجاة. والأطباء كانوا في قمة الاندهاش. لأن الاصابة كانت قاتله بطلق ألي محرم دوليا لكن ربنا كان له حكمة في ذلك ليعيش مع أبنه سنه إلا 4 أيام. وتعالج ضنايا. ورجع إلي مصنع الرجال مره أخري.

لا تزال جرائم الجماعة الإرهابية شاهدة على وحشيتهم ، فواحدة منها قنص العميد ساطع النعماني نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور برصاص محرم دوليا في عينيه يوم خطاب المعزول ، الدكتورة شرين العزازى رفيقة الدرب لزوجها الشهيد جلست تحكى بكل الفخر والحب فقالت : " ساطع " هو الانسان الطيب الخلوق ، العاشق لوطنه ، كنت زوجة مدللة، وأشعر بأني أبنته من فرط حنانه وخوفه علي ، نعم كان راجل شرقى لكن عاطفته الجياشة تكفي الكون كله ، رُزقنا بـ" ياسين" بعد خمس سنين من الصبر، كنت في أشد الأستغراب من ملامح " ساطع" لما عرف أن الله سيهب لنا طفلا بعد كل هذه السنوات ، ولما ولد " يـاسين " كان يشعر أن روحه تسير على الأرض ، فـ" ياسين" بالنسبة لـ"ساطع" ، فعلا قرة عين وفلذة كبد، لما قلت لـ" ياسين" ربنا اختار إنه يخلى بابى يرتاح، قالى أنا خلاص الفرح راح من حياتى " وتابعت أرملة الشهيد: "ساطع " كان مؤمن إن اللى ربنا عايزه هيكون، بعد الخطاب الشهير للمعزول مرسى، جاءت الأوامر بالتحرك ومن غير أى دعم للأسف، ناس كتير رفضت تتحرك من غير الدعم ده، لكن ساطع حس أنه لازم يحمى الناس دى بأى طريقة رغم إنهم ماكانوش فى دايرته اتحرك وجرى بملابسه الميري، وابتدى يبعد المدنيين عن مكان الضرب هو والمجند اللى معاه ويبعدهم عن مرمى الرصاص ويرجع الأطفال، وفجأة حس إن فى طوبة خبطت وشه، ومعرفش إنها رصاصة غادرة محرمة دوليًاأفقدته حبيبتيه، قلبت حياته رأسا على عقب فدخل فى غيبوبة لمدة شهرين، أجهزة الجسم توقفت عن العمل نتيجة النزيف الشديد، رحلة طويلة وصعبة عشناها سوا مع ابننا ياسين فى العلاج وساطع لم يفقد ثقته بالله أو ببلده، ولمارجع شغله وحظى بتكريمات كثيرة من وزارته اللى اعتبرها بيته الثانى ومن السيد الرئيس اللى اعتبره الأب، وكمل "ساطع " الصامد المؤمن الحامد مسيرته بكل إصرار رغم آلامه، كان هو مصدر القوة لأهالى ومصابى الشرطة فى مكان عمله الجديد، مش عارفين نكون عيلة من غيره واحشنا قوي ، والدنيا وحشة من غيره.

فجر 14 اغسطس 2014 ،جاءت الأوامر بالفض ، وقاد ضابط العمليات الخاصة المميز في قطاعه الرائد محمد جودة ، أول مدرعة لدخول ساحة اعتصام ميدان رابعة ، كان يهتف عبر جهاز اللاسلكي في القوات من خلفه بأسم" مصر" ليذهب عنهم رهبة فض التجمع المسلح ، أمر العساكر بعد ترهيب السيدات والأطفال وكبار السن من المعتصمين ، صاح في اللاسلكي يرشدهم على الممرات الأمنة ويتعهد لهم بعدم تعرض القوات لهم ، أعطاهم الأمان وأخلص الوعد وخرجوا بسلام ، وأعطوه رصاصة غادرة اخترقت خوذته الحديدية ليكون أول شهيد في فض ميدان رابعة العدوية ، والدة الشهيد الرائد محمد جودة تعود بالذاكرة إلى لحظات قاسية بعدها تغيرت ملامح كل الأشياء في نظرها ولم تعد تهوى سوى إنطفاء لهيب الشوق إلى قرة عينها " محمد " ، قالت : الساعة الرابعة والنصف فجر يوم الفض كلم الشهيد شقيقه الأكبر مصطفى تليفونيا وطلب منه أن يدعو له لأنها سيكون في مأمورية خلال ساعات بعد أن سأل عليا وعلى والده وأطمئن أننا نائمين ، و الساعة الثامنة صباحا استيقظت ، و فتحت التيلفزيون ،وإذ بصدمة تعجز عن تحملها الجبال وهي إذاعة نبأ استشهاد أول ضابط في عمليات فض رابعة هو الشهيد الرائد محمد جودة ، دارت الدنيا بي ولفت ولم أقوى على سوى ترديد "إنا لله و إنا إليه راجعون " ومن يومها راح محمد وراح معه طعم الأيام ،لكن ولأن عيد الشرطه هو عيد الرجال وعيد الوطن والأبطال الذين ضحوا بأروحهم فداء ترابه ، فكل عام وأنتم السند وحماة الوطن ، و الشعب العظيم ، حماكم الله ضباط مصر وحفظكم من كل غدر ويد خسيسة، وخلوا بالكم من مصر من كل قلبكم فهى أم الدنيا ، وتحية شكر واجبة لقدائنا العظيم سياده الرئيس الذى طالما تمنيت مقابلته حتى أشكره على كل الدعم ومجهوده العظيم فإنه الرئيس الإنسان وتحيا مصر تحيا مصر بيك يا سيادة الرئيس ، وكل عيد شرطة ونور عيني بطلى وشهيدي أعظم ضابط وأعز ابن .

محافظا على سلاحى، لا أتركه حتى الموت والله على ما أقول شهيد"، بوفاءه بهذا القسم قابل مساعد مدير أمن الجيزة ، الشهيد اللواء نبيل فراج ربه بعد استشهاده على مشارف مركز كرداسة برصاص الإرهابين خلال مأمورية القبض على قتلة شهداء قسم شرطة كرداسة 2013 رافضا ترك سلاحه رغم أصابته وإسالة دماءه ، أرملة الشهيد المهندسة نضال عفت ، بكل شعور الزوجة التي قادت مركب الحياة بثلاثة أبناء وحدها دون رفيق العمر قالت : مهما اتكلمت عن " نبيل" مش هاوفيه حقه ، ظابط شرطة جمع كل الصفات الحلوة فيه ، كان كل حاجة لينا ، كل يوم بنحتاجه أكثر من اللي قبله ، رغم رتبته الكبيرة دايما على رأس المأموريات ، كان كلامه قليل عن شغله ، مشهد اللحظات الأخيرة وهو نايم على سلاحه لأخر نفس وعسكري بيشده وهو مرضيش ، مشهد اتسجل له بحروف من نور ، لأحد ينساه ، ولو هابعت له رسالة هاقوله ولادك لسة محتاجينك ، لكن فخرهم بيك أعظم ، وانت وسام على صدرهم ، في وقت اعتصام رابعة قولتله أنتم ساكتين ليه ، الناس مش عارفة تدخل بيوتها رد عليا وقالي " إهدي إهدي .. ماينفعش ... هايروح فيها ناس كتير " .. وخلال الفض قعد 5 أيام في قسم أبو النمرس ، وقتها اقتحموا قسم كرداسة ، وصفوا المأمور والنائب والظباط ، بكيت له في التليفون قولتله تعالى بيقتحموا الأقسام ، قال مقدرش أسيب لهم القسم يدخلوه ، علاقته كانت حلوة بالعمدة وطلب منه سلاح ، عشان يقدر يقاوم حصار الأرهابين ونجح ، ورجع بالسلامة ، وبعدها قال رايح مأمورية قولتله فين سكت وماردش عليا ، قولتله هاعرف من التليفزيون ، وفعلا شوفت مشهد استشهاده وهو قابض على سلاحه لأخر نفس ، على أد الوجع على أد الفخر بيه ، وفي عيد الشرطة بدعي ربنا يحفظ كل رجالها ويخلي رئيسنا ، اللي دخل الفرحة على قلب ولادي لأول مرة بعد غياب أبوهم يوم ما جمع كل أبناء الشهداء في حفلة يوم العيد الفطر ، وصلى معاهم العيد ، وجاب لهم كل الألعاب ، في اليوم دا ولادي كانوا أول مرة يفرحوا فيه بعد استشهاد ابوهم ، وفي اليوم ده الرئيس تعب قوي ،وكان بيلف معاهم على الألعاب ويشيلهم ، أول مرة أشوف رئيس يعمل كدة ومافيش رئيس عمل للغلابة أده ، " نبيل " شهيد عند ربنا ، وعايش معايا بروحه ، وبشوفه كل يوم في أولاده زياد وأحمد وعمر حواليا .

وداخل منزل " ..الشهيد اللواء أحمد زكي قائد قوات بقطاع الأمن المركزي . أبت نجلته " مها " ألا تتحدث إلا وبجانبها جميع صوره. ضمت واحدة إلي قلبها وقالت. : أبي أسد المعسكر. وأغني البنات أنا. وفخر الأباء هو. سلحني بالأخلاق وكتاب الله وتركني واخوتي في حفظه ورحل. رحل بطلا شامخ الجبين. لا الخوف يعرفه ولا ترصدات الإرهابيين. وإن اغتالوه بعبوتهم المتفجرة. فلم يعلموا أنهم أهدوه مفتاح الجنة وجعلوه من الشهداء وبصحبة النبي والصالحين.
"مها" الأبنة الكبري الكبري للشهيد. وكل معاني الفخر تلمع بعينها. روت اللحظات الأخيرة لواقعة استشهاد والدها وقالت " بابا صلي الفجر حاضر معانا وكان مصلي 12ركعة ضحي. وكان قاريء ورد الأربعاء الذي صادف انه للمتوفي. نزل متوجها إلي عمله. وفجاة هز انفجار ضخم كل المكان. وأسرعت ماما إلي البالكونة. وكانت الفاجعة السيارة قد انفجرت وبداخلها بابا.
والتقطت منها خيط الحديث حرم الشهيد وقالت. قلبي انقبض من صوت الانفجار الضخم كنت حاسه ان" أحمد" أصابه مكروه. لأننا كنا عارفين ترصدات الإرهابيين برجال الشرطة. نزلت جري. وكانت عبوة ناسفة موضوعة أسفل سيارته. وشوفتة بحالة صعبة ردد الشهادة 4 مرات وقرأ بعض آيات من سورة " يس" وقبل وصولنا مستشفي الشرطة لقي ربه كما كان يتمني شهيداً.
مها لازالت تعدد صفات والدها البطل لتعود وتقول: بابا لُقب بأسد المعسكر لإقدامه وشجاعته في الاقتحام فكان يتقدم جميع الضباط والمجندين في قطاع الأمن المركزي ويتصدي بكل قوته للخارجين عن القانون والإرهابين في جبل الحلال بسيناء ومنذ يوم رحيله الأربعاء 23/4/2014 فكل يوم عيد شرطة يأتي اشاهد بطولاته شريط بيمر أمام عيني أراه بفخر وإعتزاز. فكل عيد شرطة ورئيسنا الذي حافظ علي تضحيات شهدائنا بالإنجازات بكل خير. وكل عيد شرطة ورجال وزارة الداخلية وزيرها الانسان الذي كرم شهداءها وخلد ذكري الأبطال بألف خير وستعيش مصر مرفوعة الرأس أبية رغم كيد المعتدين.

"مأمورية الواحات بداية نهاية الإرهاب في مصر" ، بهذه العبارة بدأت السيدة سحر أرملة الشهيد إمتياز إسحق شهيد حادث الواحات الإرهابي حديثها فقالت بصوت تخنقه العبرات : انكسر ضهري بعده ، الدنيا مالهاش طعم من غيره ، لكنه كان نفسه يموت شهيد ، وكان يبكي كل ما يشوف جنازة شهيد ،الأمن والأمان ثمنه غالي ، ودم امتياز وزمايله الثمن ، بس دمهم مارحش هدر ، حادث الواحات بداية نهاية الإرهاب في مصر ، بسببه عرفوا رؤس الشياطين ووصلوا لهشام عشماوي ، وربنا كافأهم بأعظم هدية ونولهم الشهادة ،"إمتياز" عمره ماخاف من مأمورية ،و الواحات كانت أكبر مأمورية تعامل مع الإرهابين راح فيها أكثر من 11 ضابط شرطة كلهم أخلصوا العمل لله ، قبل مأمورية الواحات كان لسة جاي من مأمورية في سيناء وقائد القطاع هناك قاله خليك معانا هنا محتاجينك ، من شجاعته وجرءاته وتعامله مع العناصر ، وتقدمه القوات لا يهاب ولا يتهز ، طلب تسمية قطاع القوات الخاصة بأسمة كان بيقول لزمايلة القطاع ده لازم يتسمى بأسمي ، يقولوا له ليه كدة ، يقولهم أنا اكتر حد اشتغلت فيه ولازم يتسمى بأسمي ، وهو فاهم بيقول ايه يعني هايبقى شهيد ، واللي طلبه حصل ، الرئيس السيسي سمى قطاع القوات الخاصة في الجيزة بأسمه ، ربنا عرف أنه مخلص في طلبه ونولهاله ، فخورة أنا وأولادي بيه كان نفسي يبقى مع نور ويفرح بيه في كليته ويبقى جنب فريدة بنته وهي بتتجوز يوم فرحها ، بس مكانته عند ربنا أهم وأعظم ،كل اللي كان يعرفه قالي انكسر ضهري بعد امتياز ،لأنه كان قريب للجميع ما بيكسرش خاطر حد ، وربنا سخر له من يدعوا له ولكل شهداء الواحات بكمية دعوات بالملايين بعد مسلسل الاختيار2 بعد ما شاهدوا كم الشجاعة والبطولة و الألم ، إمتياز نزل من عربية الدفع الرباعي واتعامل واستشهد ، طول عمرنا فخورين بيه وبعد استشهاده فخورين بيه ، ولكن وجع الفراق مالوش وصف ، وكل عيد شرطة والرئيس السيسي هدية ربنا للمصريين .

" مش خايف من الموت يا ماما .. أنا خايف عليكي انتي .. هاتعيشي ازاي من بعدي ، بس دي بلدنا نموت وهي تعيش " هذه أخر كلمات شهيد فض رابعة العدوية الرائد البطل محمد سمير عبد المعطي ضابط العمليات الخاصة بوزارة الداخلية ، والدة الشهيد السيدة سعاد الرفاعي ،قالت والدموع تسيل من عينيها : مالحقتش أفرح بيه ، كان على وشك الزواج، كان خاطب قبل استشهاده بعامين، وعند بدء عمليات فض اعتصام ميدان رابعة ، قرر تأجيل الزفاف لما بعد انتهاء الفض، وبكل بسالة شارك في عمليات الفض كانت المهمة صعبة ويشعر بقرب أجله ، قالي إدعي لي يا ماما أنا مش خايف على نفسي أنا خايف عليكي هتعيشي ازاي من بعدي ، كان عارف غلاوته عندي ، ولكن الله اختاره وكرمه وجعله من شهداء الفض يوم 14 / 8 / ، لما تخرج " محمد " من كلية الشرطة 2010 استلم خدمته بالداخلية يوم 14 /8/ 2010، بقطاع الأمن المركزي، وكانت هذه رغبته الأولى، ثم جاءت بعدها بـ3 أشهر أحداث 25 يناير2011، وتم اختياره ضمن العمليات الخاصة لتميزه في العمل، اشترك في تأمين ميدان التحرير يوم جمعة الغضب وتأمين وزارة الداخلية، كما كان ضمن أول قوة أمنية توجهت لمديرية أمن البحيرة، كما شارك ضمن قوة لضبط مسجلين خطرا ببحيرة المنزلة، وشارك أيضا مع القوات في اقتحام أوكار المخدرات في الجعافرة، وكان ضمن فريق الحراسات الخاصة لتأمين بيت الرئيس في التجمع الخامس ، كانت الشهادة بتجري في دمه طلبها كتير في صلواته ودعاه وربنا نولهاله .

"افتقدك يا حبيبي يا " أبـو ليلي "لن انساك لحظة . فخورة بك لأنك مثالا للتضحية والفداء . أمني نفسي . وأصبرها بقرب لقاءك في جنة الله ونعيمها".
وبهذه الكلمات تحدثت والدة الشهيد ماجد عبدالرازق معاون مباحث النزهة. بعد أن جمعت كل ما لديها من قوة وقبضت علي عبرات دموعها وحبستها بين جفنيها وقالت: في يوم عيد الشرطة لا يصح البكاء . فهو يوم عزة وفخر ببطولة شهداء الأمس وشهداء اليوم . وابني البطل "ماجد" شهيد من شهداء اليوم . فقد استشهد في ابريل 2019, وهو واقفا علي قدميه في وجه المسلحين تلقي رصاصهم بصدره وليس بضهره. وفي يوم عيد الشرطة أبعث لك يا "ماجد " بدعوات الرحمة المحملة بالشوق والحنين إلي حضنك يا حبيبي . وأطمئنك علي "ليلي" التي رحلت في يوم عقيقتها . كبرت " ليلتك " يا حبيبي وتعرفك من صورك وتحدثك وتناديك " بابا " وتطبع قبلتها الرقيقة علي بروازك الكبير وتطمئن بابتسامتك الطيبة وتشعر وكأنك تبادلها الحديث . وكل عيد شرطة ومصر وشعبها في أمن وأمان . وكل عيد شرطة وبفضل الله وتضحيات أبناءنا الأبطال وقيادتنا السياسية الحكيمة بلدنا في أمن وأمان. وأعز الله مصر برجالها الأبطال وقائدا يعرف الله . دمت فخرا ياسيسي للمصريين والعالم بأجمعة.
ودعا والد الشهيد أحمد عبدالرازق بالرحمة لنجله وجميع شهداء الشرطة والجيش وعبر عن حبه الشديد لحفيدته ليلي قائلا: ليلي هدية ربنا لينا هي العوض. وروي ملابسات واقعة الاستشهاد : تلقيت مكالمة تليفون الصبح ان ماجد استشهد وعلمنا انه اشتبه في سيارة فوقف لفحصها فانهالوا عليه بالرشاشات.
وأما والدة الشهيد أحمد حسين فهمي شهيد كمين الإسماعيلية فروت قصة استشهاد نجلها فقالت بكل مرارة بعد مرور 8 سنوات على فراقه : إرهابيين " بيت المقدس " هجموا عليه في الكمين ، اتصدى ليهم بسلاحه لكن رشاشتهم كانت أقوى ونالت منه ومن السواق والعسكري ، وكعادة المجرمين صوروهم في فيديو وفرحانين ، و زي ما بيعلنوا دايما عن عملياتهم الإرهابية ونشروها ، و أنا شفت الفيديو مصفين ابني والسواق والعسكري في قلب سيارة الشرطة ، ونصهم في الأرض والنص الثاني على الأرض ، وبعدها نزلوهم الأرض ورصوهم التلاتة جنب بعض وضربوهم بالنار تاني ، لكن هما أحياء عند ربنا ونالوا الشهادة ، ابني اتخرج من كلية الشرطة في 2012 واستشهد في 2014 كل اللي اشتغله سنة ونص ، كل سجله مشرف ، الناس كلها تشهد له بالأخلاق والتواضع ، كان رؤف بالمتهمين اللي بيمسكهم ، ما بيمدش ايده على مسجل ، في يوم عيد الشرطة ببعت له رسالة بقوله فخورة بيك وبسيرتك ، دافعت عن أرضك وصونت عرضك حميت بلدك وشرفت عيلتك . كل عيد شرطة وانت عند ربك في نعيم الجنة وصحبة الحبيب المصطفى .
"يا أهل بيتي الأعزاء. اصبروا فإني أحب لقاء الله وأحسن الظن به. ولقنوني كلمة التوحيد لا إله إلا الله برفق وهدوء حتي تكون أخر كلمة ألقي بها ربي"..پ"أوصي بثلث تركتي لمستشفي "سرطان الأطفال 57357". وأوصي بالتبرع بأي عضو من أعضاء جسدي لأي مريض أو محتاج. وأوصي بتوزيع ملابسي وأدواتي علي المحتاجين. وأوصي بتخصيص جزء من مالي لعمل سبيل كصدقة جارية علي روحي. وأوصي كل من يعرفني أن يدعو لي بالرحمة".
هذه أجزاء وليس كل وصية الشهيد أحمد حجازي شهيد تفجير رفح بشمال سيناء. ظهر يوم 2 سبتمبر 2014. والدته السيدة حبيبة أحمد. بعد سبع سنوات من الاشتياق. ورحيل نجلها البكري. عادت بنفس لهيب نار اليوم الأول من استشهاده لتقول : اشتقت ليك يا قطعة القلب ويا حبة العين الوقت يمر والأعوام تنقضي وحنيني إليك يؤلمني . فها هم سبعة سنين و3 شهور و9 أيام ونار فراقك تحرق قلبي. وحنيني إليك يقتلني. عوض الله شبابك في الجنة وجمعني بك في نعيمها. تركت لنا سيرة مشرفة نتباهي بها. نحكي بطولاتك ونكررها يتعجب لها الكبار. ويحبها الصغار. ولم تجد والدة الشهيد من بحر الكلمات والمعاني ما يعبر عن كم مصابها لذلك. فضلت أن تبعث لروح الشهيد برسالة قصيرة قالت فيها: في عيد الشرطة نحتفل بالأبطال وأنت منهم بطل. لولاك ما عشنا مطمئنين ولا ارتفعت راية الوطن لولاك ما دُحر الإرهاب وأصبحت مصر مقبرته ودفن".

السيدة هدى عبد الحميد أرملة الشهيد نبيل الردة الذي نال الشهادة في أعقاب فض رابعة العدوية والنهضة ، توسطت ثلاثة زهور " سارة ، سما ، محمد"' هم الأثر الطيب الذي تركه لها الشهيد ، وجلست تروي بكل الحب ، لحظات الفرح في حياتها مع الشهيد ولحظات الحزن من بعده ، فقالت : كان لنا كل الحياة ، والحضن الذي يحتوينا ، رغم ضغوط عمله ومأمورياته المتعددة ، إلا أنه كان يحاول أن يعطينا من الحب والاهتمام ، ما يستطع ، رزقنا الله بثلاثة من الأبناء أصغرهم كان " محمد " الذي حرم من حضن والده في سن الثلاث سنوات ، اتذكر جيدا يوم استشهاده وكأنه " امبارح" في يوم ١٤/٨/٢٠١٣ الساعة الثامنة صباحا " نبيل" استيقظ من نومه لكي يذهب إلى عمله رغم أنه كان يوما غير مستقر أمنيا ، وكانت المظاهرات في كل مكان ، ولكن أصر أن يذهب إلى عمله رغم أن أصدقائه الضباط في الفندق ، قالوا لا " بلاش تنزل وتيجي احنا موجودين ومش هنمشي " ولكنه أصر وقالي ماينفعش اسيب زملائي هما سهرانين وتعبانين ولازم اروح لهم ، وتوضأ لصلاة الظهر في المسجد كالعادة ، وسلم عليا أنا والأولاد وكان أول مرة يحصل أنه يقبلني من جبيني وهو متوضأ قولتله ، انت متوضأ قالي مش مهم اتوضا تاني ، فكانت " قبلة الوداع " وانا ماكنتش اعرف وبعدها اتصل بي تليفونيا يطئمن علينا ، وكان آخر اتصال ، وأثناء حظر التجوال وهو في طريق العودة الى البيت وأثناء تواجده بمنطقة المحور ،وإثر تداعيات أمنيه عقب فض اعتصام النهضة ورابعة العدوية ، قام مسلحون من الجماعة الإرهابية بأستهدافه وإطلاق الأعيرة النارية ، ورن هاتفي المحمول من رقم" نبيل " وإذ بشخص غريب يتحدث ويقول لي " صاحب التليفون دا توفى " أصابتني هيستريا ، وعلمت أنه "المسعف "، منذ لك اليوم وحتى اللحظة لم أصدق ما جرى ، وفقط أبناءنا " سما سارة ومحمد" هم أجمل ما ترك لي الشهيد ، كنت أتمنى أن يراهم وهم يكبرون يوم بعد يوم ، لكنها إرادة الله اختار له الجنة ، رحمك الله يارفيق عمري في أيامي الماضية والحاضرة " ، وفي يوم عيد الشرطة لا يجب أن يمر دون أن أتوجه بالشكر لكل ضباط وزارة الداخلية والوزير الإنسان اللواء محمود توفيق وعلى رأس الجميع الرئيس السيسي الذي أثبت أنه أب وسند لكل أبناء الشهداء .

" إلى إبنى رفيق عمري ، وفلذة كبدي ، وثمرة فؤادي ، شهيد الواجب والشرف ، قلبى الخاوى رحل مع استشهادك ولم يعد بوسعى حتى البكاء ، عشت مثالا للرجولة ومت مثالا للبطولة ، اشتياقي لك وجع لا يهدأ ولكني أعلم انك في جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، فلم أنسى أنك من طلبت الشهادة وانت واقفا في بيت الله الحرام ،فاصطفاك الله وحقق لك أمنيتك"، بهذه الكلمات عبرت والدة الشهيد البطل الرائد محمد جودة السواح ضابط العمليات الخاصة بالعريش ،الذي راح ضحية تفجير عبوة ناسفة وضعها إرهابيون بمدرعة الشرطة على طريق رفح ، عن شوقها لنجلها الذي رحل تاركا لها مسؤولية زوجته وطفلته ذات العام ونصف وجنيناً لم يرى الدنيا ، والدة الشهيد السيدة "'منال صابر" ، بكل إيمان بقضاء الله خاطبت روح شهيدها وقالت : لا أدري يا إبنى إن كانت كلماتى هذه ستصلك أم لا ، و لكن ما أعلمه ان قلبى الخاوى رحل مع استشهادك ، يامن كنت مهجة روحي تنير ظلامي ، أصبحت الأن شهيدا ، وأصبحت روحي وحيدة، تتخبط في ظلمات أحزاني ، كنت يا أبنى محافظا على صلواتك وقرأه القرآن الكريم ، وكنت بارا بي وبوالدك وبعد وفاته أصبحت سندي وأب لأخوك وأختك ، وعقب تخرجك من كلية الشرطه سنة 2011 كتبت رغبتك سيناء أرض الفيروز ، وخدمت 5 سنوات ، وكان لك حق النقل في أي مكان بعد إنتهاء خدمتك هناك ، ولكنك قدمت طلب بمد خدمتك ، لكي تاخذ بحق إخوتك الشهداء حتى اصطفاك الله شهيدا على أرضها" ،تابعت والدة الشهيد بمناسبة عيد الشرطه كل عيد شرطه وإنت متهنى وسعيد فى الجنه ونعيمها ولولا تضحياتكم ماكنا نحتفل بعيد شرطة جديد ، وأما الإرهاب الأسود الغاشم وعناصره أعداء الدين والوطن ، فأنتم فناء ونحن وشهداءنا البقاء ، سنظل صامدين ، يدا واحدة نقف بظهر بلدنا ، ونحبك ياريس كمل وإحنا معاك وفى ظهرك وبكرة أحلى بيك بفضل الله وجيش وشرطة وشعب .
اترك تعليق