بينى وبين شخص مشكلة فقد ظلمنى جداً وقلت له انا خصيمك يوم القيامة ولا استطيع مسامحته رغم انه قد مات 

قال الدكتور محمود شلبى مدير ادارة الفتوى الهاتفية وامين الفتوى بدار الافتاء المصرية "اليوم الخميس " خلال حلقة البث المباشر التى تبثها الدار على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك للاجابة على اسئلة المواطنين والتى يديرها الاعلامى حسن الشاذلى 

استعذ بالله من الشيطان الرجيم واعلم ان الصفح والعفو من شيم الكرام والله تعالى يقول "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (40) الشورى 

 وتابع و العفو من خصال الانبياء  فقد " اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ" فالانسان الحى هو القادر على العفو ولا يعنى ذلك ان الشخص سلبى وانه  لا يبالى بل يدل ذلك على كرم النفس واما عن المتوفى فحسابه على الله فاذا جاء يوم القيامة  وقَفَ العِبادُ لِلْحِسابِ يُنادِي مُنادٍ: لِيَقُمْ مَن أجْرُهُ عَلى اللَّهِ فَلْيَدْخُلِ الجَنَّةَ ثُمَّ نادى الثّانِيَةَ لِيَقُمْ مَن أجْرُهُ عَلى اللَّهِ. قالُوا: ومَن ذا الَّذِي أجْرُهُ عَلى اللَّهِ؟ قالَ: العافُونَ عَنِ النّاسِ. 

حكم الدعاء على الظالم 

وحول حكم الدعاء على الظالم قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى  
 نعم يجوز الدعاء على الظالم لان النبى قال "ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ لا شكّ فيهنّ دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده" 

فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ففى رواية عن النبى صل الله عليه وسلم " ثلاثٌ لا تُرَدُّ دعوتُهُم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعْوةُ المظلومِ تُحمَلُ علَى الغَمامِ و تُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ و يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ"

ومن هذا الحديث اخذ العلماء انه يجوز الدعاء على الظالم الى انه هناك مراتب اخرى وهى مرتبة العفو والاحسان وتفويض الامر الى الله 

معنى حسبي الله ونعم الوكيل  
 
حول معنى حسبى الله ونعم الوكيل قال مفتى الديار المصرية الاسبق الدكتور على جمعة ان الله تبارك وتعالى قال فى كتابه الحكيم   ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ۞ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران: 173-174].

واشار الى ان المولى عز وجل ألمح أن  في هاتين الآيتين أن كلمة "حسبنا الله ونعم الوكيل" تقال عند الشدائد، وهي من أقوال المؤمنين المتمسكين بالله والناشدين لنصر الله، وَبَيَّنَ أن من يتمسك بهذه الكلمة فهو من الناجين بفضل الله ونعمته، وعليه: فلا تعتبر هذه الكلمة من الكلمات غير اللائقة، بل هي في محلها عند وقوع الظلم.

والله اعلم