واقعة مأساوية شهدتها إحدي قري محافظة الغربية.. "الضحية" فيها فتاة صغيرة يشهد لها الجميع بالأدب الجم والأخلاق الحميدة.. و"الجاني" فيها شاب مستهتر ركب الشيطان رأسه فأفقده ضميره ودفعه للتشهير بها لرفضها إقامة علاقة معه.. والإساءة لسمعتها لصدها له.. نشر صور فاضحة لها "مفبركة" وروج لها بين شباب بلدتها مستغلاً وسائل التواصل الاجتماعي للتشهير بها وابتزازها.
 

لم تتحمل الفتاة التجريح لكرامتها أو الإساءة لسمعتها بعدها قررت التخلص من المصيبة التي أصابتها بالانتحار.. تناولت حبة غلال لتتخلص من حياتها وتترك الدنيا ومساءها.. والناس وشرورها.. وقبل أن تنتحر تركت لوالدتها رسالة أوجاع وكلمات كلها آلام من ظلم الأيام.. تؤكد فيها لأمها وأسرتها أن الصور المتداولة بين شباب قريتها ليست لها.. بل إنها صور "مفبركة" قام بتزييفها شاب أرعن لا تعرفه تعرض لها عدة مرات فصدته ونهرته للابتعاد عنها.. ففقد ضميره وضيع إنسانيته وانتقم منها بصور مفبركة وروجها بين شباب القرية للإساءة إليها وإذلالها لرفضها إقامة علاقة معه.

إنها الفتاة "بسنت" ذات الـ 17 ربيعاً الطالبة بالصف الثاني الثانوي "أزهري" بنت قرية كفر يعقوب بمركز كفر الزيات المعروفة بين أفراد أسرتها بالأدب الجم والاهتمام بدراستها والالتزام بتعاليم دينها.. والمعروفة لأهالي قريتها بالأخلاق الحميدة والسمعة الحسنة والعلاقات الطيبة مع الجيران وزملاء دراستها.

شقيقتها: أختي دفعت حياتها ثمناً لجريمة تشهير وابتزاز

وهذا ما أكدته أسرتها.. وجيرانها.. حيث قالت شقيقتها شاهيناز مشيرة إلي أنها تعرف أخلاق وسلوك المرحومة "بسنت" التي تحفظ القرآن الكريم كاملاً منذ صغرها.

أضافت: أختي دفعت حياتها نتيجة جريمة تشهير وابتزاز.. واحنا لن نترك حقها أو نتسامح في دمها.. ولابد ان ينال الجاني عقابه الرادع.
من حوالي أسبوع كانت في حالة سيئة بعد علمها بانتشار صور مفبركة لها بين شباب القرية ولكن لم تقم بإبلاغ أسرتها لأن والدتها تعاني من جلطة أثرت علي حركتها.

أضافت أن يوم الواقعة قام أحد أصدقاء والدها بإبلاغه بوجود صور خادشة للحياء بين صفوف شباب القرية لنجلته الصغري ثم ذهب إلي المنزل قبيل صلاة الجمعة وقام بمواجهة نجلته التي نفت كل التهم وكشفت عن وجود محاولات من شابين لابتزازها منذ فترة.

أضافت أن والدها خرج إلي صلاة الجمعة ودخلت شقيقتي إلي غرفتها لصلاة الجمعة وبعد فترة خرجت وهي في حالة إعياء شديد وتم إدخالها إلي المستشفي التي فارقت فيها الحياة بعد حوالي 48 ساعة.

أضافت أن شقيقة والدتها "خالتها" كشفت أن بسنت أخربتها بكتابة خطاب النهاية داخل غرفتها وأن شقيقتها دخلت تصلي في غرفتها وخدت الحباية عندما قال لها المدرس في درس خصوصي أمام زميلتها "أنت تريند رقم واحد أكثر من بتاع شيماء".

والدتها: بسنت عاشت لحظات مؤلمة قبل وفاتها

قالت: عندما أغلقت بسنت غرفتها تركت رسالة قبل الانتحار كتبت فيها بخط يدها "ماما ياريت تفهميني أنا مش البنت دي وان دي صور متركبة والله العظيم قسماً بالله دي ما أنا. أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلي ده أنا جالي اكتئاب بجد. أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق "تعبنت بجد" واختتمت الرسالة بجملة "مش أنا حرام عليكم أنا متربية أحسن تربية".

الجيران: تمتاز بالأدب.. والأخلاق الحميدة.. وتحفظ كتاب الله

أما الحاجة هناء والدة بسنت فقالت: إنها ستقوم بتحرير محضر رسمي وستوجه اتهاماً مباشراً لشخص بعينه بقيامه بفبركة الصور وابتزاز "بسنت" وهو ما دفعها للانتحار وأوضحت أنها بعد تحرير المحضر ستكشف عن الكثير من الأحداث المؤلمة التي عاشتها قبل وفاة ابنتها.
أكد جيران المتوفية أنها كانت محبوبة من الجميع وتمتاز بالأدب والاحتشام في ملابسها وكانت في حالها ومن حفظة القرآن.. وأوضح الحاج محمود تاجر من أهالي القرية أن أسرة المتوفاة تتمتع بحسن الخلق والتدين.. وحفظهم لكتاب الله وأن بسنت كانت طالبة متميزة مجتهدة تتسم بالأخلاق الحميدة والسمعة الحسنة بين الجميع.

محاميها: سنأخذ حقها ممن تسبب في موتها

بينما أكد عبدالله أبوالمجد "محامي" الفتاة أنها أنهت حياتها لمرورها بأزمة نفسية سيئة أدخلتها في حالة اكتئاب بسبب تداول صور مفبركة منسوبة لها وعدم تحملها حديث أهالي قريتها عن سمعتها من قبل أحد الأشخاص مجهول الهوية حاول إقامة علاقة مع الفتاة لكنها رفضت.