الرئيس السيسى دائماً ما يراهن على الشباب، فهم ركيزة أي تحول تنموي، وهم الشريحة الأكثر حيوية وتأثيرًا في أي مجتمع قوي، وهم وسيلة التنمية وغايتها، والشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع.
وقد كان تمكين الشباب أشبه بالحلم في مصر حتي جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وجعل الشباب على رأس أولوياته فقلدهم المناصب التنفيذية، كما جرت عملية دمج للشباب في المؤسسات التنفيذية المختلفة، مؤكداً خلال لقائه شباب المستثمرين ورجال الأعمال في مايو 2014 ضرورة أن تكون بداخل الوزارات والهيئات الحكومية والمحافظات "طاقة مناسبة من الشباب القادر على العطاء والعمل".
ومن هؤلاء الشباب الذين جري الدفع بهم لمراكز القيادة داخل الوزارات الدكتور جميل حلمي مساعد وزيرة التخطيط للشئون الاقتصادية والمشرف العام على "حياة كريمة" بوزارة التخطيط، وقد أصدرت د.هالة السعيد وزيرة التخطيط، قرارا بتعيينه في أبريل 2018.
دكتور جميل حلمي أسهم خلال الفترة الماضية في تحول الوزارات لموازنة البرامج والأداء وخلق حالة من التعاون والتفاهم بين مختلف الوزارات والعمل في فرق متجانسة ومتكاملة.
تمكين الشباب والمرأة
وعن تمكين الشباب وتوفر الإرادة السياسية لذلك أكد الدكتور حلمي مساعد وزيرة التخطيط أن مصر تتقدم بخطي ثابتة نحو "الجمهورية الجديدة"، والتي تعلي مفهوم المواطنة وتسعي لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتمكين الشباب والمرأة، كما تتطلع لتنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصري كما ترسي مبادئ العدالة الاجتماعية في إطار دولة ديمقراطية مدنية حديثة.
أضاف، إنه تم ضخ 1.4 مليار جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بقري المرحلة الأولي لمبادرة حياة كريمة، بالإضافة إلي بناء المهارات الرقمية لنحو 1600 شاب وفتاة.. كما أسهمت المبادرة الرئاسية في زيادة نسبة القري التي تتوافر فيها مراكز شباب إلي 3.3%، حيث إنه جاري إنشاء وتطوير 945 مركز شباب.
وعن دوره وإسهاماته داخل وزارة التخطيط يقول حلمي، إنه يعمل من أجل تطوير منظومة التخطيط وربطها بتوجهات الدولة التنموية، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة، رؤية مصر2030 والعمل على متابعة تقدم الخطط والبرامج التنفيذية بشكل مستمر وفعال.
أكد أن رئيس الجمهورية أطلق الوثيقة الرسمية لمشروع "حياة كريمة" يوليو 2021، وهو أكبر مشروع تنموي في العالم، وأكبر مشروع إنمائي شامل في مصر من حيث مخصصات الميزانية، والجدول الزمني للتنفيذ، وعدد المستفيدين بتكلفة تصل إلي 800 مليار جنيه بمدي زمني 3 سنوات ويستفيد منه 58% من سكان الريف المصري وعلى رأسهم الشباب والمرأة.
قفزة نوعية
أضاف، إن "حياة كريمة" تستهدف إحداث قفزة نوعية في الأوضاع المعيشية لسكان الريف، وكذا البنية الأساسية والعمرانية، في إطار رؤية تنموية متكاملة.. مشيراً إلي أنه للمرة الأولي سيتم تأسيس 333 مجمعا حرفيا للمرة الأولي في الريف للاستفادة من المزايا النسبية للقري. وتوفير قروض صغيرة ومتناهية الصغر لتوفير فرص عمل حقيقية تسهم في زيادة دخل الفرد، وبالتالي القضاء على الفقر، وتعزيز قدرات ريادة الأعمال وتمكين الشباب والفتيات بما يضمن استدامة التنمية وعلى سبيل المثال سيتم تنفيذ مشروعات لتصنيع منتجات النخيل، وورش لتعليم وتصنيع مراكب الصيد في قري الصيادين، وتعبئة وتغليف الفواكه والمحاصيل الزراعية.
كما تعمل المبادرة الرئاسية "حياة كريمة من أجل تقليل الفجوة بين الريف والمدن الجديدة، وذلك من خلال تحقيق التنمية الشاملة بكافة مستوياتها التعليمية والمجتمعية والصحية والاقتصادية وتوفير فرص عمل مستدامة للشباب، وذلك بالعمل على تحسين حياة أهالي الريف ورفع جودة الحياة وتطوير البنية التحتية للمنازل وتحسين المرافق.
دكتورة غادة خليل من القيادات الواعدة بوزارة التخطيط، وهي مدير مشروع رواد 2030 الذي أدرجته الأمم المتحدة ضمن سجل منصة "الشراكات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة كأفضل الممارسات التنموية في العالم وهو مشروع يهدف لنشر ثقافة ريادة الأعمال وفكر العمل الحر للشباب تحت مظلة وزارة التخطيط.
تقول خليل، إن رؤية مصر 2030 طموحة ومن أهم ركائزها بناء الإنسان ورفع كفاءة ومهارات الشباب ليساهموا في التنمية الاقتصادية في مصر، وأن يكون لهم دور فعال، مضيفة أن مصر تحتل مركزًا متقدمًا من حيث عدد الشركات الناشئة ومساهمتها في الاقتصاد بشكل عام، كما انها مصنفة الأولي على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الاستثمار في الشركات الناشئة، موضحة أن التمويل شهد طفرة كبيرة الفترة السابقة بنسبة تقترب من 250% في 2021 وهي في تزايد مستمر..مشيرة إلي أن دعم منظومة ريادة الأعمال يساعد في خلق فرص عمل وتنويع مصادر الدخل وتساهم في النهوض بالاقتصاد ككل.
كما أكدت خليل أن مشروع رواد 2030 يضع في الاعتبار أهداف التنمية المستدامة، موضحة أن المشروع حاز على ثلاث جوائز مهمة هذا العام حيث تم إدراج المشروع في بداية هذا العام على منصات الأمم المتحدة كأحد المشروعات التي تحقق أهداف التنمية المستدامة، كما فاز المشروع أيضًا بجائزة امتياز كأفضل مشروع يستخدم التكنولوجيا لخدمة المجتمع، وأيضًا جائزة أفضل مشروع عربي مستدام، وإنه إطلاق مرصد "رواد ميتر" كمنصة تضم مؤشرات لرواد الأعمال لإتاحة الأرقام والبيانات لصناع القرار لمساعدتهم في اتخاذ القرارات بهدف تطوير قطاع ريادة الأعمال.
وعن إسهاماتها ونجاحاتها في موقعها بوزارة التخطيط تقول غادة لبيب: إنه تم من خلال مشروع رواد 2030 توقيع بروتوكولات تعاون مع جامعات كامبريدج والقاهرة والجامعة الأمريكية والجامعة الألمانية بالقاهرة ومركز إعداد القادة، لتحقيق الاستفادة لـ 340 شاباً وفتاة بدراسة الماجستير والمنح في ريادة الأعمال.
توفير 25 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة
أضافت إنه تم تخريج الدفعات الأولي من هذه البرامج في عام 2019/2020. لينتج عن تلك المنح 700 مشروع في القطاعات المختلفة، بما يوفر 25 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلًا عن إنشاء 10 حاضنات أعمال في مجالات الذكاء الاصطناعي والسياحة وغيرها، بالإضافة إلي إطلاق برنامج تدريبيي لرفع كفاءة مديري الحاضنات، وفقاً لأسس ومعايير دولية بالتعاون مع الجامعة الأمريكية.
أضافت خليل، إنه تم إطلاق المشروع حملة "ابدأ مستقبلك مدارس" التوعوية لنشر ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر بين طلاب المدارس والجامعات.. حيث تم الوصول في المرحلة الأولي منها إلي أكثر من 300 ألف طالب في 27 محافظة، وما يزيد 51 ألف طالب في 3 محافظات في المرحلة الثانية، بالإضافة إلي أكثر من 25 ألف طالب جامعي في حملة "ابدأ مستقبلك جامعات" وذلك في أكثر من 18 جامعة مصرية.
وحول نجاح المشروع قالت الدكتورة غادة خليل، إنه نجح في إصدار مجلة شهرية، ومسلسل كرتوني، وكبسولات رائد أعمال، إضافة إلي عقد مجموعة من الجلسات النقاشية تم الوصول فيها لأكثر من 4 ملايين مشاهد.
كما تم إطلاق حملة المليون ريادي التي تهدف -بحسب غادة خليل- إلي تأهيل مليون رائد أعمال مصري بحلول عام 2030، موضحة أن الحملة تقدم برنامجًا تدريبيًا افتراضيًا يهدف إلي صقل المهارات الأساسية المطلوبة لتأهيل رواد الأعمال.
تستهدف الحملة كما تقول خليل إنشاء 50 شركة ناشئة توفر الآلاف من فرص العمل، مضيفه أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع جامعات الأقصر وجنوب الوادي بقنا والإسكندرية و بنها والفيوم وقناة السويس بالإسماعيلية لتخصيص عدد من المقاعد لإتاحتها لطلاب الجامعة QRC، ليصل عدد المتدربين إلي 26352 ليتم تنفيذ نحو 120210 محاضرة تدريبية.
وعن مشروع رواد 2030 قالت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد في كلمة ألقتها نيابة عنها الدكتورة شريفة شريف المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة أمام الحدث رفيع المستوي بعنوان: "مكافحة الفساد ونزاهة الشباب" ضمن فعاليات الدورة التاسعة بمؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والذي عقد بمدينة شرم الشيخ إن المشروع يأتي لتسهيل تنمية ريادة الأعمال لما يتطلبه تسريع التغيير الاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن إنشاء 11 حاضنة في جميع أنحاء مصر استفاد منها أكثر من 340 شابا وفتاة ممن التحقوا ببرنامج الماجستير في ريادة الأعمال بالتعاون مع جامعة كامبريدج.
أضافت دكتورة هالة السعيد، أن مصر تقوم بالعمل على تطوير آليات لتعزيز بيئة تمكينية لإشراك الشباب وتمكينهم كشركاء وقادة، مشيرة إلي منتدي شباب العالم والذي يمثل منصة للشباب للمشاركة مع كبار صانعي السياسات، والتواصل مع الشباب الواعد من المنطقة والعالم الذين عقدوا العزم عليى جعل العالم مكان أفضل للجميع.
الفساد وتأثيره على المجتمع
أوضحت، أن المنتدي يعد مثالاً على "مبادرة يقودها الشباب" حيث طورها ونفذها الشباب وترفع الوعي حول الفساد وتأثيره على المجتمع من بين قضايا تنموية أخري، مؤكدة أن تمكين الشباب هو أداة لخلق التغيير الاجتماعي والاقتصادي وبناء الدولة.
تابعت، أن مشاركة الشباب في الأنشطة وإطار السياسات المتكامل الذي يسهم في تنفيذ وتحقيق خطة عام 2030، هو أمر أساسي لتحقيق الاستدامة العالمية والشمولية والاستقرار والتقدم الاجتماعي والاقتصادي.
لفتت الوزيرة إلي جهود الحكومة المصرية من حيث الاستثمار بكثافة في رأس مالها البشري، حيث تم تأسيس الأكاديمية الوطنية للتدريب لتلبية متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية في جميع القطاعات، والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، وأنه على مدار السنوات الماضية، قامت الأكاديمية من خلال برنامج القيادة الرئاسية بتدريب أكثر من 27000 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا في 27 محافظة في مصر، وأن الحكومة المصرية تركز كذلك على التدريب المهني والتكنولوجي لدعم تمكين الشباب، وإنشاء ست جامعات تكنولوجية جديدة في كل أنحاء الدولة وإعادة المهارات والارتقاء بها لضمان استفادة الشباب من فرص التمكين الاقتصادي التي يوفرها التقدم التكنولوجي ووظائف المستقبل.
اترك تعليق