هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اتحاد روسيا والصين ضد أمريكا.. "حافة الهاوية" .. أم "حرب شاملة"؟؟

علاقة غير مسبوقة بين شي وبوتين .. لإضعاف إدارة بايدن ..!!

سيناريو لثلاث حروب في وقت واحد:

روسيا تغزو أوكرانيا ..الصين تضم تايوان.. وكوريا الشمالية تجتاح الجنوبية!!


لا شك في أن تصاعد الأزمات حول أوكرانيا وتايوان، مهد الطريق لعلاقة غير مسبوقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج، كأكبر خصمين للولايات المتحدة. وأدى ذلك لإجبار الرئيس جو بايدن على الدخول في أزمة على جبهتين مما يمكن أن يجعل إدارته ضعيفة للغاية، ولا تستطيع الرد بشكل كاف على أي منهما.

"لا أعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب في أوكرانيا. ولا أعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب من أجل تايوان"، هذا ما قاله لايل جولدشتاين، لمجلة نيوزويك، وهو خبير في شؤون الصين وروسيا، خدم لمدة 20 عامًا كأستاذ باحث في الكلية الحربية البحرية، ويشغل حاليًا مدير قسم الشؤون الآسيوية بمركز أبحاث أولويات الدفاع بالولايات المتحدة.

ورغم أن هناك من لا يوافقون على أن الولايات المتحدة أقوى من كل من الصين أو روسيا على حدة، فقد ثبت استراتيجيًا أن وحدة جديدة بين الاثنتين تمثل استنزافًا استراتيجيًا لواشنطن. وربما كان التحالف الصيني الروسي، من أسباب تصريح بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي، بأن بلاده تريد من الولايات المتحدة ردًا عاجلّا حول ما طالبت به من ضمانات أمنية. ومن المقرر إجراء محادثات بين الطرفين بشأن هذه الضمانات في جنيف الشهر القادم، وأكد بوتين إلى أن أوكرانيا جزء من بلاده.

كذلك تعهد شي باستعادة تايوان بالقوة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية لإعادة التوحيد، وترجم الجيش الصيني هذه الرسالة في صورة معدل غير مسبوق من طلعات الطائرات الحربية عبر منطقة تعريف الدفاع الجوي بالجزيرة. وبلغ عدد القوات البرية الصينية المتمركزة في محيط مضيق تايوان 416 ألفًا، أي خمسة أضعاف عدد القوات التايوانية، وفقًا لتقرير عسكري أمريكي، نُشر في نوفمبر.

كررت موسكو موقف بكين وأيدته بشكل متزايد. وأكد مسؤولوها أن "موقف روسيا من قضية تايوان ثابت ومتجذر في العديد من الوثائق الثنائية الروسية الصينية" كمعاهدة حسن الجوار والتعاون الودي التي وقعتها الصين وروسيا عام 2001 ".

وبدلاً من إبطاء صعود الصين، ساعد بوتين في تسريعه، من خلال تعزيز التجارة وبيع الأسلحة والنفط والغاز. ومنذ وصول شي للسلطة عام 2013، ارتفعت الاستثمارات الصينية في روسيا، وربط شي مبادرة الحزام والطريق العالمية بمشروع نظيره الروسي "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي".

وقبل عقد القمة من أجل الديمقراطية، نشر السفيران الصيني والروسي بواشنطن، تشين جانج وأناتولي أنتونوف، مقال رأي مشتركًا في دورية ذا ناشيونال إنترستThe National Interest  أكدا فيه أن تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين بلديهما يمثل أفضل فرصة لكبح جماح محاولة واشنطن أن تظل القوة العظمى الوحيدة في العالم.

وخلال الاجتماع الأخير لوزيري دفاع الصين وروسيا في نوفمبر، اتفق الجانبان على رسم "خارطة طريق" لمزيد من التعاون العسكري، وتحدثا عن الحاجة لردع تهديد أمريكي محتمل.

من جانبها عززت الولايات المتحدة، تحالفها مع الناتو في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية. وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، عززت واشنطن، تحالف الحوار الأمني ​​الرباعي الذي يضم أيضًا أستراليا والهند واليابان، وتحالف أوكاس AUKUS، بمشاركة أستراليا والمملكة المتحدة. هاتان الخطوتان غير مريحتين لبكين وموسكو، اللتين تحذران من أن مثل هذه التحركات تهدد بإشعال حرب باردة جديدة.

وذكر موقع ديفنس وان، أن النهج الدبلوماسي الأمريكي يواجه أكبر اختبار له في أوكرانيا وتايوان، وسياسة واشنطن بشأن التدخل العسكري المباشر في هاتين الجبهتين، لا تزال غير واضحة.

في مقابلة حصرية مع Defense One، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن: "هدفنا هو القيادة بالدبلوماسية، ومعالجة هذه القضايا دون الدخول في صراع". وأضاف: "إننا بحاجة للتركيز على خفض التصعيد وتقليل التوترات".

ووصف كريستوفر باين وزير الصناعات الدفاعية الأمريكي، بوتين وشي بأنهما "انتهازيان، استغلا انشغال أمريكا بالشرق الأوسط وأفغانستان، وقاما ببناء قواتهما العسكرية النووية والتقليدية وإنتاج أسلحة خارقة حديثة، ومنها أسلحة نووية متقدمة تفوق سرعة الصوت، وأسلحة كهرومغناطيسية فائقة، لا تمتلك الولايات المتحدة مثيلًا لها وليس لديها دفاعات مضادة لها."

قال باين للنيوزويك: "التحرك العسكري الأمريكي سيكون محدودًا للغاية إذا قررت واشنطن مواجهة كل من الصين وروسيا في نفس الوقت"، ورأى إمكانية شن هجوم مشترك تقتحم فيه روسيا أوكرانيا وتتحرك الصين في تايوان، مع احتمال هجوم كوري شمالي على كوريا الجنوبية.

حذر باين من أن البديل ربما يكون "اندلاع حرب كبرى مع روسيا والصين، قد تمثل تهديدا وجوديًا لأمريكا، ويمكن أن تقضي على أمتنا وتقتل عشرات الملايين من الأمريكيين".

عقب القمة الافتراضية التي عقدها شي وبوتين، منتصف هذا الشهر، أعلن الكرملين أن الرئيس الصيني أكد دعمه للرئيس الروسي في مساعيه للحصول على ضمانات أمنية غربية تمنع توسع الناتو باتجاه الشرق، في إشارة إلى قائمة الضمانات الأمنية القانونية التي تقدمت بها روسيا للولايات المتحدة، وتشمل عدم توسع الناتو شرقا وعدم ضم أوكرانيا للحلف، وغيرها.

وذكرت شبكة أيه بي سي نيوز أنه خلال القمة، قال شي، من خلال مترجم، إنه يقدرالدعم القوي من جانب بوتين "لسعي الصين لحماية مصالحها الوطنية الرئيسية ويعارض بشدة محاولات دق إسفين بين بلدينا".

ونقلت الأسوشيتد برس عن محطة CCTV الصينية الحكومية أن شي قال: "الصين وروسيا بحاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات المشتركة لحماية أمننا ومصالحنا بشكل أكثر فعالية".

وذكر موقع النيويورك تايمز، نقلًا عن يوري في. أوشاكوف، أحد مساعدي الكرملين، أنه لا يوجد تحالف رسمي بين البلدين. لكن شي قال لبوتين إن "هذه العلاقة تتجاوز حتى التحالف".

وناقش الزعيمان تشكيل "بنية تحتية مالية مستقلة"، لتقليل اعتمادهما على البنوك الغربية وتعرضهما للإجراءات العقابية من الغرب. وطرحا قمة ثلاثية محتملة مع الهند، حيث زار بوتين نيودلهي والتقى برئيس الوزراء ناريندرا مودي، وهناك اتفاق لحصول الهند على منظومة صواريخ إس 500.

في رسالة رمزية، تحدث شي وبوتين في وجود العلمين الصيني والروسي خلف كل منهما، بعكس مؤتمر الفيديو الذي عقده بوتين مع بايدن، عندما تحدث بوتين بجوار العلم الروسي فقط.

كما كثف جيشا روسيا والصين التدريبات والعمليات المشتركة، بما في ذلك الدوريات الجوية، في المحيط الهادئ. وتعهدا باستكشاف الفضاء معًا.

وتدرس إدارة بايدن كيفية قيام الولايات المتحدة بدعم التمرد المناهض لروسيا إذا قامت بغزو أوكرانيا والاستيلاء على أراضٍ كبيرة منها. ونقل موقع الواشنطن بوست عن مسؤول مطلع إن التخطيط، يتضمن توفير الأسلحة وأنواع الدعم الأخرى للجيش الأوكراني لمقاومة القوات الروسية، وتقديم دعم لوجستي مماثل للجماعات المتمردة إذا أطاحت روسيا بالحكومة الأوكرانية واندلعت حرب عصابات.

وفي النهاية يظل التساؤل قائمًا: هل تمارس القوى العظمى سياسة "حافة الهاوية" أم تقود العالم إلى "حرب شاملة" لا تبقي ولا يذر؟؟

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق