هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

انسحاب التيجراى لا يعنى نهاية الحرب الأهلية فى إثيوبيا.. الخلافات العرقية تهدد وقف إطلاق النار


لا شك أن الإعلان الأخير من قبل مقاتلى جبهة تحرير التيجراى بالانسحاب من منطقتى أمهرة وعفر المجاورتين، والتراجع إلى إقليمهم الشمالى،  أحيا الآمال في أن تبدأ مفاوضات لإحلال السلام في إثيوبيا، بعد أكثر من 13 شهرا من الصراع العرقى الذى أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد الملايين.



" أبى أحمد" وحلفاؤه يرفضون التفاوض مع المعارضة المسلحة.. ولا بد من تكثيف الضغوط الدولية الدبلوماسية
 
لكن فى الوقت الذى أعلن فيه مقاتلى المعارضة المسلحة أن انسحابهم إلى إقليمهم الشمالى تكتيكيا لفتح الباب أمام المساعدات الإنسانية، اعتبر القوات التابعة للحكومة الفيدرالية برئاسة آبى أحمد، أن انسحاب التيجراي دليلا على هزائمهم العسكرية، وهو ما يبقى وقف إطلاق النار هشا. 
وقد انسحبت جبهة تحرير شعب تيجراي رسميا من منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين حيث أحرزت تقدما في الأشهر الأخيرة، من أجل "فتح الباب" أمام المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية.  حتى ذلك الوقت، كانت الجبهة تؤكد أن انسحابا من المنطقتين "ليس مطروحا". وكانت الحكومة تطالب بهذا الانسحاب كشرط مسبق لمفاوضات لوضع حد لهذا الصراع الذي بدأ في نوفمبر 2020. 
ودعا المتحدث باسم جبهة تيجراي إلى بدء مفاوضات جادة مع الحكومة الإثيوبية تحت نظر المجتمع الدولي، من أجل السلام وإعادة بناء تيجراي، حسب تعبيره. وقال المسئول في الجبهة إن إقليم تيجراي تعرّض لحرب استنزاف وإبادة جماعية لأكثر من عام، وإن القوات الإثيوبية ارتكبت جرائم حرب في الإقليم. كما اتهم المتحدث باسم الجبهة للشئون الخارجية أطرافاً دولية فاعلة بلعب دور كبير في حملة الإبادة الجماعية في الإقليم، على حد قوله.
وفى المقابل، أعلنت وسائل إعلام حكومية، أن قوات الجيش في إثيوبيا سيطرت على منطقة "جاشانا أربيت"، التي تعد محورا إستراتيجيا يربط 4 مدن كبرى في إقليم أمهرة. وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، إن الجيش الإثيوبى استحوذ على على أسلحة كثيرة، من بينها دبابات تعود لمقاتلى التيجراى. ونشرت الوكالة صورا لجنود يحملون أسلحة ويقودون دبابات، في إشارة إلى غنائم الجيش الإثيوبي بأحدث معاركه.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية لجسي تولو، إن الجيش مع القوات الخاصة لإقليم أمهرة تمكنوا من كسر الدفاعات والخنادق المسلحة لجبهة تحرير تيجراي بمنطقة جاشانا أربيت والسيطرة عليها تماما. وأوضح تولو أن المنطقة تعتبر محورا إستراتيجيا يقطع الطريق لقوات جبهة تحرير تيجراي من العودة لإقليمها. وأضاف إن الجيش الإثيوبي لا يزال يحقق انتصارات على مختلف الجبهات.
وتعليقا على التطورات الأخيرة للحرب الأهلية فى إثيوبيا، يقول أويت ويلدميكل- الخبير في شئون القرن الأفريقي في جامعة كوينز الكندية-: "لا ينسحب أي جيش بإرادته. قوات تيجراي أجبرت على ذلك والحكومة الفيدرالية وحلفاؤها يعرفون ذلك. وكانت المعركة الجوية دائما تميل لمصلحة الجيش الإثيوبى حتى عندما بدا أن جبهة تحرير شعب تيجراي تتحكم بالنزاع، وأكدت أنها باتت على بعد نحو مئتي كيلومتر عن العاصمة أديس أبابا.  
وخلافا للمعارضة المسلحة، يمتلك الجيش الاثيوبي طائرات مقاتلة وأخرى مسيرة مسلحة قصفت تيجراي في الأشهر الأخيرة. ووقعت إثيوبيا خصوصا اتفاقية للتعاون العسكري مع تركيا في أغسطس الماضى.  ورأى أويت أن نشر أديس أبابا بشكل كبير طائرات مسيرة قاتلة شكل أمرا حاسمًا في عرقلة العمليات القتالية لمحاربى التيجراي. وأضاف أن القوات الإريترية التي تقاتل إلى جانب الجيش منذ بداية الصراع قد تكون لعبت أيضا دورا رئيسيا في الهجوم المضاد عبر المساعدة في صد" المتمردين ماديا على الأرض.
وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت مؤخرا، أن قواتها لن تتقدم داخل تيجراي، لكنها أضافت أن هذا الموقف يمكن أن يتغير إذا تعرضت "السيادة الإقليمية" للبلاد للتهديد. كما أنه لم يعلن وقف إطلاق النار. وإذا تم تأكيدها، يمكن أن تسمح هذه الهدنة بحكم الأمر الواقع بتهدئة الوضع. لكن المراقبين ما زالوا حذرين فى الحديث عن نهاية وشيكة للصراع.  وقال أويت متسائلا إن رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد لم يقدم أي تنازلات عندما كانت قواته تتراجع، فلماذا يفعل ذلك الآن؟ 
وأضاف أويت إن جبهة تحرير شعب تيجراي حكمت في إطار تحالف كانت تهيمن عليه، اثيوبيا لثلاثين عاما تقريبا بقبضة من حديد، إلى أن وصل آبى أحمد إلى السلطة في 2018. كما شنت حرب طاحنة ضد إريتريا بين 1998 و2000.  وأدى الصراع المستمر إلى تفاقم الخلافات العرقية. والتوتر حاد خصوصا بين مجموعتي التيجراي والأمهرة - ثاني أكبر مجموعة في البلاد وحليفة للقوات الفدرالية.
ويشير وليام ديفيسون- كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية- إلى أن الأمهرة متحفظون جدا على إعادة تأهيل لجبهة تحرير شعب تيجراي. وأضاف أن منطقة تيجراي الغربية التي يطالب بها التيجرانيون والأمهرة، لكن احتلها الأمهرة منذ بداية الحرب، ستشكل على الأرجح واحدة من النقاط الشائكة الرئيسية في حال أجريت مفاوضات. وطلبت جبهة تحرير شعب تيجراي بالفعل من مجلس الأمن انسحاب قوات الأمهرة والقوات الإريترية من غرب تيجراي. وقال ديفيسون إن إريتريا والأمهرة ينظرون جميعا إلى جبهة تحرير شعب تيجراي على أنها مصدر تهديد وجودى.
وعلى الرغم من العقبات، يمكن أن يؤمن توقف المعارك فرصة للحوار في مواجهة حرب أودت بحياة الآلاف وتسببت بأزمة إنسانية عميقة.  وقال ديفيسون إن هذا هو الوقت المناسب لممارسة الضغط الدبلوماسي. لكنه أضاف أن تشجيع أطراف القتال على إبرام اتفاق لوقف الأعمال العدائية وبدء مفاوضات سيتطلب جهودا دبلوماسية متفقا عليها.  وإلى ذلك، يمكن أن تفشل جهود الوساطة الدولية إذا لم تشمل إريتريا وزعيمها أسياس أفورقي، حسب أويت الذى قال: "نظرا لدوره في هذا النزاع وتأثيره على أبى أحمد، أي رفض من المجتمع الدولي لإشراك إريتريا بشكل ثابت وبناء سيبقى نقطة ضعف كبرى للجهود الدبلوماسية. 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق