لعله من أكثر ما يبحث عنه أولئك الذين يسعون إلى التقرب لله تعالى ويعرفون أن قيام الليل من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله - تعالى- لكونها أقرب إلى الإخلاص والسر بين العبد وربه، ويأتي بينهم من عليهم صلوات فائتة، لذا يتساءلون هل قيام الليل يعوض الصلاة الفائتة ، أم أنه ينبغي أولاً قضاء ما فاتهم، لما عرفوا فيها مجاهدة للنفس على ترك النوم، كما عد النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة فيه أفضل الصلوات بعد الصلاة المفروضة؛ وهو ما يطرح سؤال عن هل قيام الليل يعوض الصلاة الفائتة ؟.
قال الشيخ محمود شلبى، أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، إن الصلاة الفائتة حتى نعوضها لابد أن نصليها مرة أخرى، كمن فاته الظهر، فلا يصلي ركعتي قيام ليل بنية أنه يعوض الظهر الذي فاته، بل عليه أن يصلي الظهر 4 ركعات، ولا يصلي قيام ليل أو سُنن بنية أن هذا يقضي ما فاته من فرائض.
وأضاف شلبي، في إجابته عن سؤال هل قيام الليل يعوض الصلاة الفائتة ؟، أن الكثير يعتقد أنه إذا صلى سننا ونوافل فهو بذلك يعوض ما فاته من فرائض، موضحًا أن هذا اعتقاد خاطئ لأن السنن لا تغني عن الفوائت إطلاقًا وإنما تصلى الفرائض كما هي.
قيام الليل تُعتبرُ صلاة قيام الليل من أعظمِ الطّاعات عند الله تعالى، وهي أيضًا سرٌ من أسرار الطُمأنينة والرِّضا في قلب الإنسانِ المؤمن؛ إذ ترسم نورًا على وجه المؤمن، حيث إنّ الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء ِالدُّنيا فيقول:«هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له»، حتى يطلع الفجر.
اترك تعليق