كنت أنظر إلى المرأة على أنها "سيجارة" أدخنها ثم ألقى بها في الطريق, فقد عاش حياة اللهو خلال السنوات التي حقق فيها الشهرة والانطلاق, وكانت له أثناءها مغامرات تعرض لها من في مثل عمره، واستمرت هذه الحالة نحو سبع سنوات عدل بعدها عن حياة اللهو وعادت حياته إلى الهدوء والاستقرار خاصة بعد الزواج، وإنجابه لولديه يحيي وصلاح
ولأن الفنان شكري سرحان كان في وقت من الأوقات نجم مصر الأول وفتى الشاشة الذي تهواه مراهقات مصر، وأطلق عليه لقب" الفتى الذهبي" حيث كان القاسم المشترك في كل الأفلام ذات القيمة الكبيرة, وظل الشباب طوال ثلاثين عاما يقلدون تسريحة شعره ملابسه وحركاته ونظرته ومشيته وقبل زواجه راجت قصص عن علاقات عاطفية تربطه بزميلاته من الفنانات خاصة من كن يشاركنه في أكثر من عمل لعل أبرز تلك الشائعات التي أكدت صحتها سميحة أيوب بنفسها في حوار لها حيث قالت: "في يوم جاءني الفنان الراحل شكري سرحان قائلا: أنا عايز أخطبك فقلت له: أذهب إلى عائلتي, وبالفعل ذهب للقائهم وكان معروفاً بأنه شاب جريء, وقابلته والدتي وخالي اللذان أبلغاه بأن الرد هو الرفض, وبررا ذلك بأنه في مرحلة تكوين الذات.
فخرج شكري غاضباً, وذهب إلى صديقتي الفنانة ماجدة الصباحي لكي تتوسط له عندي, وكانت في بداية عملها كفنانة, ولكنها لم تكن معنا في المعهد, وجاءتني ماجدة وشرحت لي كيف أن شكري مستاء للغاية من رفض عائلتي وبادرتني بقولها: لماذا لا تدافعين عن موقفه? فرددت عليها بأن المسألة مجرد وقت.
وهكذا انتهت هذه القصة بارتباط سميحة أيوب بمحسن سرحان بدلا من شكري, ولم تكن هذه هي القصة الوحيدة في حياة فارس أحلام المراهقات في ذلك الوقت, بل هناك الكثير غيرها نتيجة لاشتراك الكثير من النجوم في ذلك الوقت في أكثر من عمل وتكوين ثنائيات لذلك راجت الكثير من الشائعات, فقد ظن البعض أن النجاح كان تبريرا لوجود علاقات عاطفية, ساعد على ذلك حالات الزواج الكثيرة التي تمت حينها, وربما تولد هذا الاعتقاد الخاطئ لقدرة هذه الثنائيات على الاندماج والانصهار والتكيف الذي حقق لهم النجاح, فهناك شائعة ربطت بينه وبين مريم فخر الدين بطلة فيلم "رد قلبي" ربما لدفء المشاعر بينهما في الفيلم ولكن يظل كل ما قيل عن العلاقات العاطفية التي جمعت بين الكثير من فناني ذلك الوقت ومنهم شكري سرحان مجرد شائعات لم يتحدث عنها الكثيرون أو يؤكدها أى من طرفي الشائعة.
الفنان محمد شكري سرحان ولد في 12 مارس 1925م في محافظة الشرقية, تربى ونشأ بحي الحلمية في القاهرة وتعلم في مدرسة الإبراهيمية وهناك بدأ خطواته نحو التمثيل للمرة الأولى مارس الكثير من الرياضات في شبابه منها الملاكمة والمصارعة وكرة القدم, ولكن حلمه بالتمثيل كان وراء تركه الرياضة والتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
تخرج شكري سرحان في الدفعة الاولى في المعهد عام ,1947 وكان من زملائه فريد شوقي, صلاح منصور, نبيل الألفي, محمد السبع, عبدالرحيم الزرقاني, كمال حسين, حمدي غيث, عمر الحريري, وضمت الدفعة الثانية فاتن حمامة, سميحة ايوب. سناء جميل, توفيق الدقن, عبدالمنعم إبراهيم, برلنتي عبدالحميد, عبدالمنعم مدبولي, زهرة العلا, وكريمة مختار.
ورغم أن بدايته الفنية كانت مع المسرح إلا أنه عرف كنجم سينما حيث كانت بدايته بدور محدود في فيلم "نادية" عام ,1949 ثم فيلم "لهاليبو" مع نجمة الاستعراض نعيمة عاكف لينطلق بعد ذلك مع البطولة الأولى في فيلم "ابن النيل" ثم جاءت أدواره المتميزة في فيلم "البوسطجي" ومن قبله "رد قلبي" الذي نال عنه جائزة الدولة في التمثيل عام 1959 .
حصل على العديد من الجوائز لعل أهمها جاء بعد اعتزاله الفن في أواخر حياته وابتعاده عن الأضواء منذ عام 1991 وحتى رحيله عام ,1997 عندما كرمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن مجمل أعماله بمناسبة مئوية السينما المصرية, كما اختاره النقاد كأفضل ممثل في القرن العشرين باعتباره صاحب أعلى رصيد من الأفلام في تاريخ السينما العربية حيث له أكثر من مائة وخمسين فيلما بين بطولة مطلقة وجماعية, وأيضا جائزة أفضل ممثل من المهرجان الآسيوى الإفريقي عن دوره في فيلم "قيس وليلى " عام ,1960 أما باقي الجوائز فكانت عن أشهر أفلامه كشباب امرأة الذي مثل مصر في مهرجانات عالمية لعل أهمها مهرجان "برلين" وحصل من خلاله على جائزة الدولة الأولى في التمثيل وكذلك اللص والكلاب, النداهة, الزوجة الثانية, ليلة القبض على فاطمة.
اترك تعليق