هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مصر الأولي عالمياً.. في تصدير الطرود النحلية

النحلة المصرية سيدة الأعسال الطبيعية. احد مخلوقات الله العجيبة لكفاءتها العملية في مجموعات متعاونة تمتاز بالنشاط والتنظيم وانتاج أكثر الأغذية فائدة بالمعادن والفيتامينات والطاقة النقية. والتي تنتمي إلي رتبة غشائية الأجنحة. وتنتشر في كل قارات العالم عدا القارة المتجمدة الجنوبية. بعد أن استطاعت مصر اعتلاء قمة ترتيب دول العالم من حيث تصدير طرود النحل بالملكات الأكثر طلباً في الأسواق الخارجية والتاسعة إنتاجيا بعد الصين واستراليا وفي المركز الثالث علي مستوي القارة الإفريقية.


النحلة المصرية.. مية مية!

إنتاجها من العسل غزير.. ومدعم بالطاقة النقية
مصر الأولي عالمياً.. في تصدير الطرود النحلية

أصحاب المشروعات يطلبون استغلال المناحل المتوقفة بـ "الداخلة"

 

الجمهورية أون لاين" اجتازت مئات الكيلومترات قبل أن تصل إلي الواحات الغربية الممتدة علي مساحة 44% من الأراضي المصرية. حيث تعيش نحلة "الكرنيولي" الهادئة في جماعات متعاونة داخل خلايا متجانسة رغم درجات الحرارة العالية وقلة المراعي الغذائية. لتجد ضالتها بين ربوع الصحاري ومساكن الجبال والأشجار. لتنتج أجود أنواع العسل البري والذي تنفرد بها عن غيرها. لمذاقه الخاص وفوائده الصحية بكميات تصل إلي 79 ألف كجم خلال الموسم الواحد من إجمالي 155 مشروعا موزعا علي مراكز المحافظة الخمسة.

يقول فوزي سيد. انه يمتلك مشروعا صغيرا لإنتاج العسل منذ 6 سنوات داخل زمام قرية الراشدة ببئر 1 علي مساحة صغيرة لا تتعدي 40 متراً. ويضم 100 خلية لنحل "الكرنيولي" الإيطالي بجملة إنتاج 500 كيلو عسل طبيعي علي مدار العام. مشيرا إلي أهمية مراعاة قرب مصادر تغذية الحشرة لجمع حبوب اللقاح من الزراعات والنباتات والأشجار. بعيداً عن مساكن الأهالي ومصادر التلوث. كواحدة من أهم المعايير والاشتراطات البيئية المطلوبة عند اختيار موقع العمل لضمان مستوي الإنتاج والسلامة قبل البدء في تجهيز خلايا المنحل ومباشرة أعمال التربية.

يري محمود عبدربه صاحب وحدة إنتاج للعسل. أن تربية النحل يحتاج الي خبرات واسعة حتي يتمكن المربي من جني ثماره مبكرا علي أمل تغطية إجمالي التكلفة العامة والمصروفات. مشيرا الي أن هذا النوع من النحل يتغذي علي النباتات البرية والأشجار المحيطة ولا تتطلب تربيته مساحات شاسعة من الزراعات المطلوبة. مضيفا أن هذا النوع يتحمل درجات الحرارة المرتفعة فضلا عن تزايد معدلات إنتاج الكمية المستخلصة من العسل النقي والذي لا يتأثر برطوبة الجو او تغيرات المناخ. والذي يطلق عليه "العسل المختوم" نظرا لأن مدة صلاحيته تستمر علي مدار بقائه عند المستهلك. مناشدا بدعم مقاومة القضاء علي دبور البلح لما يسببه من خسائر فادحة علي مدار الموسم.

أعرب أحمد محمد علي . متطوع لعلاج الحالات المرضية عن طريق لدغات النحل "الكرنيولي" بقرية الراشدة. عن سعادته لشفاء الكثير من أهالي قريته جراء اللسع وتزايد أعداد المقبلين علي التجربة داخل مشروعه المؤلف من 113 خلية علي مساحة 40 متراً مربعاً. مشيرا إلي أن الجهاز السمي للنحلة يتألف من غدتين وكيس السم وإبرة للسع . بحيث وتوضع النحلة علي جسد المريض في المكان المناسب. وتحرض الحشرة حتي تتم عملية اللسع لمرة واحدة فقط. ثم مرتين في اليوم الثاني. وهكذا حتي يصل عددها إلي عشر لدغات لحين الشعور بالتحسن أو زوال العلة. مضيفاً أنه يسعي إلي تطوير فكرة مشروع يستهدف تركيب أجهزة امتصاص خلوية لانتاج خام سم النحل علي نحو يخدم جميع أهالي المحافظة ويحقق العائد الاقتصادي. بعد أن بلغت قيمة جرام سعر الخام ما يعادل مقابله من الذهب في الأسواق.

أضاف هاني حسن أحد أبرز منتجي عسل النحل الطبيعي. بإجمالي 5 مناحل تضم 750 خلية موزعة علي مركزي بلاط والداخلة. ونظرا لندرة بعض الأنواع ذات القيمة الاقتصادية العالية. أبرزها عسل "السدر" الشهير باسم سيد الأعسال من أشجار "النبأ". ومنتج البرسيم البلدي والحجازي. بالإضافة إلي عسل الطرفه أو "الإثل" المستخلص من عشبيات "العبل البري. العاقول. الشيشيلان" وهي نباتات صحراوية نادرة. بجانب أنواع أخري تشتهر بها الواحات الغربية مثل عسل السنط والكافور والسدر والتي تترواح قيمة شرائها من 90 جنيها حتي 200 جنيه حسب النوع والجودة وتوافر العناصر الهامة ينصح حسن بضرورة العمل علي تطوير أساليب التربية والعناية بمتطلبات الرعاية الغذائية وسلامة النحل "الكرينولي" من كافة الآفات.

وطالب إعادة طرح الأصول غير المستغلة بالوحدات القروية من المناحل ومنحها للشباب أو العاملين في هذا المجال. لافتا إلي أهمية العمل علي إنشاء جمعية تضم رابطة نحالي الوادي لدعم خطة الإنتاج ودعم تطوير آليات العمل. فضلا عن توفير الإمكانات اللازمة لاستيراد ملكات الكرينيولي ذات السلاسة النقية من الخارج.


أوضح المهندس محمد علي مسلم رئيس قسم الإرشاد بإدارة موط الزراعية. ان النحل يُلقح ثلث ما نأكله ويلعب دوراً حيوياً في الحفاظ علي النظم البيئية علي كوكب الأرض. لافتا إلي أن نحو 84% من المحاصيل المزروعة للاستهلاك البشري في حاجة للنحل أو الحشرات الأخري لتلقيحهم لزيادة معدل الإنتاج مع ضمان الجودة. مشيرا إلي اعتلاء جمهورية مصر العربية قمة أوائل الدول الأكثر إنتاجا لعسل النحل المصري الهجين علي مستوي العالم خلال الفترة الماضية بإجمالي يصل إلي مليون و500 طرد.

صرح د. محمود سيد عمر. رئيس بحوث قسم النحل المتفرغ بمعهد بحوث وقاية النباتات لـ "الجمهورية أون لاين. بأنه لا بديل عن تفعيل القرار الوزاري رقم 147 لسنة 1988 وقرار المحافظة رقم 242 لسنة2000 الخاص بتخصيص محافظة الوادي الجديد كمنطقة منعزلة لتربية السلالة الكرنيولي النقية مع مراعاة تدقيق حصر المناحل عن طريق مديرية الزراعة لوضع قاعدة بيانات سليمة تتبعها صدور تراخيص عمل قانونية حول تشغيل المناحل طبقا للقرار الوزاري رقم 1325 لسنة 2018.


وأكد د. صلاح حسن صالح. باحث تاريخي. أن قدماء المصريين كانوا يعتبرون النحل حشرة مقدسة تهب الشفاء لشاربيها ومستخدميها في الأغراض الطبية المختلفة. وهم أول من استأنسوا النحل منذ فجر التاريخ. وقاموا بتربيته داخل جرار فخارية تم العثور عليها في مقابر فرعونية قديمة. فضلا عن ذكرها في العديد من البرديات المصرية أبرزها بردية  "كاهون". لأمراض النساء. وبردية "هرست" لعلاج أمراض الجهاز الهضمي والبولي. من خلال وضعه علي الجروح الغائرة والحروق السطحية. والذي كان معروفا آنذاك باسم الذهب السائل لقيمته العالية.

أكد الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالوادي الجديدأن المحافظة تمتلك 155 منحلاً بجملة إنتاج تصل إلي 79 ألف كجم تقريبا خلال العام. فضلا عن متابعة تنفيذ الندوات والدورات التدريبية لتوعية أصحاب المناحل بطرق التربية السليمة والمكافحة الدورية.

من جانبه. وجه اللواء محمد سالمان الزملّوط محافظ الوادي الجديد دعوة لأصحاب المشروعات من النحالين علي مستوي الجمهورية لزيارة المحافظة والتعرف علي إمكانيات وموارد وتيسيرات في مجالپإنشاء المناحل وزراعة النباتات الطبية والعطرية اللازمة لتربية النحل. فضلا عن التسهيلات وحزمة الحوافز التي تقدمها الدولة للوصول إلي أفضل النتائج المرجوة علي المدي القريب.

تري الدكتورة حنان مجدي نائب محافظ الوادي الجديد. أنها زارت قريباً احد المشروعات الخاصة بإنشاء منحل عسلي علي مساحة 25 فداناً بمركز الخارجة وذلك في إطار مبادرة التوسع في دعم إنتاج عسل النحل الكرنيولي طبقا للمواصفات العالمية. موجهة بسرعة البدء في تجهيز الموقع وتصميم خلايا التربية لضمان مستوي الإنجاز وتحقيق التنمية.

 
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق