عمليات قتل واعتقالات جماعية وتهجير لسكان الإقليم الشمالى
نيويورك تايمز: رئيس الحكومة الإثيوبية خطط للحرب بعد حصوله على "نوبل"
كشفت تقارير جديدة عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوات الفيدرالية التابعة لحكومة آبى أحمد، ضد عرقية "التيجراى" فى إثيوبيا، إذ قالت ندى الناشف، نائبة مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إنه تم احتجاز ما يتراوح بين خمسة وسبعة آلاف شخص، منهم تسعة من موظفي الأمم المتحدة، بموجب حالة الطوارئ التي أعلنتها أديس أبابا في الشهر الماضي
وأضافت الناشف خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة "أستنكر أيضا خطاب الكراهية المتزايد والتحريض على العنف من قبل السلطات الاتحادية والمحلية وكذلك شخصيات عامة أخرى، لا سيما ما يستهدف أبناء تيجراي وعرقية أورومو".
وتشعر الأمم المتحدة بالقلق من عمليات تهجير أعداد كبيرة من السكان، ومن أعمال "تطهير عرقي". فيما قالت جبهة تيجراي إن نظام أبي أحمد لا يحترم القانون الإنساني الدولي وقواته تستهدف المدنيين والبنى التحتية، حيث قامت بقصفت سوق بمدينة ألاماتا وقتلت 28 شخصا.
وقبل يومين، أصدرت منظمات حقوقية دولية بيانا مشتركا أكدوا فيه تعرض أهالي إقليم تيجراي لانتهاكات مروعة. وقالت منظمتا "العفو الدولية" و"هيومان رايتس ووتش" إن القوات المسلحة من منطقة أمهرة الإثيوبية، كثفت عمليات القتل والاعتقالات الجماعية والطرد لأبناء تيجراي العرقية غرب تيجراي المجاورة.
وقالت المنظمات في بيان مشترك إن المدنيين في تيجراي الذين حاولوا الفرار من موجة العنف الجديدة تعرضوا للهجوم والقتل، لافتين إلى أن العشرات يواجهون في المعتقلات ظروفًا تهدد الحياة بما في ذلك التعذيب والتجويع والحرمان من الرعاية الطبية.
وقالوا إن شرطة منطقة أمهرة وميليشيا مدنية متطوعة تعرف باسم فانو كانوا يطردون اهالي تيجراي من بلدات أديباي وحميرة ورويان، فيما نقلوا عن ستة شهود أن قوات أمهرة أطلقت النار على أهالي تيجراي الفارين من الاعتقالات في أديباي. وهاجم هؤلاء المسلحون وقوات الأمن المدنيين الذين حاولوا الفرار بمناجل وفؤوس، بينما تم وضع آخرين في شاحنات واختفوا منذ ذلك الحين.
وتأتى التقارير الجديدة عن جرائم "آبى أحمد" ضد التيجراى، فى حين كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن رئيس الحكوم الإثيوبية كان يخطط لحملة عسكرية فى منطقة تيجراى الشمالية، بحسب ما أظهرت أدلة جديدة، على مدار أشهر قبل اندلاع الحرب منذ عقد، والتى أطلقت العنان للدمار والعنف الطائفى الذى حاصر أثيوبيا.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها بعنوان "جائزة نوبل التى مهدت الطريق للحرب" إلى أن أبى أحمد، الذى حصل على جائزة نوبل للسلام والذى شوهد مؤخرا يقود القوات فى ميدان المعركة يصر على أن الحرب فرضت عليه، وأن مقاتلى تيجراى هم الذين أطلقوا الطلقات الأولى فى نوفمبر 2020 عندما هاجموا قاعدة عسكرية فيدرالية فى تيجراى، مما أدى إلى قتل الجنود فى أسرتهم.
لكن فى الواقع، كانت حربا من اختيار "آبى أحمد " كما تقول الصحيفة، كان تتحرك حتى قبل أن تحوله جائزة نوبل التى حصل عليها عام 2019 ولفترة زمنية إلى رمز للاعنف بعد توصله إلى اتفاق سلام مع إريتريا.
لكن الجائزة شجعت أبى احمد على التخطيط سرا لمسار حرب ضد الخصوم فى تيجراى، وفقا لمسئولين إثيوبيين حاليين وسابقين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لتجنب الأعمال الانتقامية أو لحماية أفراد أسرهم داخل إثيوبيا.
وفى الأشهر التى سبقت اندلاع القتال، حرك أبى القوات باتجاه تيجراى، وأرسل طائرات شحن عسكرية إلى إريتريا. وخلف الأبواب المغلقة، ناقش مستشاروه والجنرالات العسكريون مزايا الصراع. وأولئك الذين لم يوافقوا تم إطللاق النار عليهم واستجوابهم تحت تهديد السلاح أو أجبروا على المغادرة، بحسب الصحيفة.
ويقول المسئولون إنه بينما كان الغرب لا يزال منبهرا بنوبل أبى، فإنه تجاهل هذه الإشارات التحذيرية، مما مهد فى نهاية الأمر للحرب. وأوضح مسئول أن أبى احمد بعد حصوله على الجائرة شعر بأنه أحد أكثر الشخصيات نفوذا فى العالم وشعر أن لديه كثير من الدعم الدولى، وأنه إذا ذهب إلى الحرب فى تيجراى، فلن يحدث شىء.
وتوضح "نيويورك تايمز" أن الانتصار السريع والسهل الذى وعد أبى أحمد بتحقيقه لم يتحقق. فقد واجهت قوات تيجرى قوات الحكومة الإثيوبية وحلفائها خلال الصيف، واقتربوا الشهر الماضى من العاصمة أديس أبابا، مما دفع أبى أحمد لإعلان حالة الطوارئ.
ويقول محللون إن رحلة أبى أحمد من صنع السلام إلى قيادة قوات فى ميدان المعركة هى قصة تحذيرية عن الغرب الذى يسعى إلى إيجاد بطل جديد فى أفريقيا، لكنه أساء فهم هذا القائد.
ويقول أليكس روندوز، الدبلوماسى السابق للاتحاد الأوروبى فى منطقة القرن الأفريقى، إن الغرب بحاجة إلى تصحيح أخطائه فى إثيوبيا، موضحا أنه أساء الحكم على أبى أحمد.
وأرسل رئيس الوزراء أبي أحمد الجيش إلى تيغراي في نوفمبر 2020 لإخراج السلطات المحلية من جبهة تحرير شعب تيجراي التي تحدت سلطته واتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية. وأعلن أبي انتصاره بعد ثلاثة أسابيع، بعد الاستيلاء على عاصمة الإقليم ميكيلي.
لكن في يونيو، استعادت جبهة تحرير شعب تيغراي السيطرة على معظم مناطق تيجراي وواصلت هجومها في المناطق المجاورة في أمهرة وعفر، وأعلنت الجبهة الزحف نحو العاصمة ، مما دفع دولا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى حضّ مواطنيها على مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت، رغم أن حكومة آبي أكدت أن المدينة آمنة. وأسفر النزاع عن سقوط آلاف القتلى وتشريد أكثر من مليوني شخص ودفع مئات الآلاف من الإثيوبيين إلى ظروف تقترب من المجاعة، حسب الأمم المتحدة.
اترك تعليق