هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الترندات الحرام.. آفة الزمان

علماء الدين: تثبتوا من الأخبار قبل تداولها.. وخذوا الحقائق من مصادرها الرسمية

تربية الأبناء علي العمل الإيجابي.. الباعث علي الإعمار والبناء

الدولة نجحت في التصدي لكل أشكال الفساد

هوس التريند هو حديث الساعة علي مواقع التواصل الاجتماعي.. والباحثون عن الشهرة وتحقيق المال السهل السريع صاروا يبحثون عن كل ما يدخلهم تحت دائرة الضوء وتحقيق أكبر كم من المشاهدات واللايكات والتعليقات حتي يركبوا الموجة ويصبحوا "ترند" حتي لو كان ذلك علي حساب الأخلاق والمجتمع والوطن ككل غير عابئين بما يسببونه من فوضي وفتنة بين أبناء الوطن.


مؤخرا انتشرت العديد من الأخبار الكاذبة التي فندتها وزارة الداخلية وغيرها من مؤسسات الدولة والتي روج لها أعداء الوطن بهدف إحداث بلبلة في المجتمع وتأليب الرأي العام تجاه المسئولين في الدولة بعدما نجحوا في تحقيق طفرة تنموية هائلة.

أكد علماء الدين أنه يجب علي رواد مواقع التواصل الاجتماعي التثبت من الأخبار والحقائق قبل تداولها أو التعليق عليها خاصة أن ديننا الحنيف يحذر من الترويج للشائعات الكاذبة. 

يقول د. إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن للتقدم الحضاري وجهه الرائع المدهش. ومنجزات العلم هدفها في الأساس توفير الجهد والوقت. بما يعود بالنفع المباشر علي الأفراد. ويصب في النهاية في صالح الأمم والمجتمعات. حيث تتاح فرص الإنتاج السريع والوفير بكافة أشكاله المادية والفكرية. وهذا الأمر نلحظه اليوم في أجلي مظاهره من خلال وسائل المواصلات والاتصالات» فالأولي قربت المسافات وقصرت الزمن. فكأنها قد زادت بذلك عمر الإنسان. إذ تتيح له استغلال ما توفر من وقته في قضاء العديد من مصالحه. أما الثانية وهي وسائل الاتصال وآليات التواصل فقربت الأماكن حتي حققت مقولة "العالم قرية صغيرة". فصار بمقدور الإنسان الانتقال عبر حدود المكان دون أي عوائق. وفي ذلك من المصلحة ما لا يخفي.

أضاف: من ثم أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمنزلة المجال العام. فكفلت حق الدخول فيه لجميع المواطنين» حيث أتاحت التلاقي وسهَّلت التبادل الحر للآراء وعرض الأفكار ومناقشتها بحرية تامة. لقد كانت هذه الحرية في توسيع المجال العام من حسنات هذه الوسائل بغير شك.

لكن الرياح لا تجري دائمًا كما تشتهي السفن. حيث ظهرت الأعراض الجانبية لهذه الحرية المطلقة في الاندفاع وراء الشهرة علي حساب القيم والثوابت. وبما يشيع روح "التفاهة" في المجتمع. وتحول المجال العام المفترض أن يكون ساحة للنقاش البنَّاء وتداول الآراء الإيجابية والقضايا المهمة. إلي شيء أشبه بأوكار الملذات وحانات المعربدين. فصرنا نشاهد خصوصيات الأسرة معروضة علي الفضاء. وفضائح المشاهير مباحة للعامة. دون رعاية لحث الشريعة علي التستر ورعاية الحرمات. وكان الأمر يهون لو أن هذه القنوات مغلقة علي أصحابها أو روادها. ولكن الفاجعة أن الفضاء الإلكتروني مفتوح للجميع. وما ينشره فرد علي صفحته من شئون خاصة لا تليق بالمجال العام. تتداوله سائر الصفحات والمواقع حصدًا للإعجابات وزيادة لأعداد المتابعين. بما يُترجَم في الأخير إلي شهرة ورصيد في حسابات البنوك. ولو علي حساب قيم المجتمع وأعرافه ومبادئه.

من المؤسف أننا لا نري من مجمل حصاد المواقع والصفحات علي الإنترنت إلا الغثاء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. والدعم المتواصل لهذه التفاهات بمشاهدتها ومشاركتها يغذيها» فتنمو وتتوسع بل تتعملق حتي تكاد تقضي علي المساحة الضئيلة للمواقع ذات المحصول النافع. كصفحات المؤسسات الدينية الرشيدة. أو المواقع العلمية المفيدة. وفي النهاية نمكِّن نحن بأنفسنا للعملة الرديئة من أن تطرد العملة الجيدة. فحسبنا من العملات الزائفة التي لا قيمة لها» أخبار الفنانات وفضائحهن. نشر الجرائم المصورة. اجتزاء مقولات المشاهير وعلماء الدين من سياقها. تكريس الإشاعات الهدامة. ترديد الأخبار الصفراء بغير تثبت من مصادرها... إلخ. ولندعم الصفحات والمواقع التي تنشر العلم النافع. وتثبت أركان المجتمع. وتربي فينا وفي أبنائنا العقلية العلمية الدافعة للتقدم. وتغرس في بيوتنا أشجار المودة والرحمة. وتزهر في النهاية أزهار الخير لا أزهار الشر التي تغذيها أخبار الفضائح والأراجيف.

أضاف لا يصح الاحتجاج بأن وسائل التواصل هي انعكاس لصورة المجتمع. فالحقيقة أن مجتمعنا ما زال بخير. وإن أصاب بعض أفراده لوثة الجري المحموم والتسابق علي إحراز الشهرة والمال بأي طريقة. فليس ذلك شأن أغلب المواطنين. بل الغالب علي معظم الناس انشغالهم بأرزاقهم وتربية أولادهم علي القيم التي توارثوها. ولا يعنيهم في كثير أو قليل ماذا قال فلان وماذا فعلت فلانة. لكن الإعلام يعمل كالعدسة المكبرة في تركيزه علي بعض الظواهر التي تثير الفضول أو الغرائز. والخطأ ينجم من تعميم الظاهرة وسحبها علي المجتمع كله. ولا ينبغي أن يُترك الأمر لثلة من المتربحين في تشكيل الوعي المجتمعي وإفساد الذوق. وخنق المجال العام بالتفاهات. 

قال: نريد إن يستقر في الوعي الجمعي لأبنائنا ضرورة العمل الإيجابي الباعث علي الإعمار والبناء. وأن يتحول اهتمامهم إلي معالي الأمور وإهمال سفاسفها. فيحرصون علي استثمار آليات الحضارة. وعلي رأسها وسائل التواصل الاجتماعي فيما يفيدهم في بناء ذواتهم. ويصب في الأخير في تقدم بلادهم. ولا يستسهل أحد مسألة قضاء وقته في القيل والقال. وتتبع المجريات. والسماع لكل ناعق. فذلك إن لم يؤثر علي طريقة تفكيره وبالتالي علي سلوكه. فحسبه أنه يهدر أغلي كنز لديه» الوقت الذي هو حياة الإنسان. كما قال شوقي:

دقات قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دقائق وثوان

آفة العصر

تقول د. آمال عبد الغني أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة المنيا إن الترندات الحرام آفات العصر خاصة المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي حيث الشهرة بلا هدف وعلم بغية المال فقط أو إظهار النفس أو الغرور أو العجب مصداقا لما قال عليه الصلاة والسلام "ثلاثة مهلكات" منها إعجاب المرء بنفسه.. فنري الذي ينشر الترند يعجب بنفسه أكثر من اللازم فيبحث عن اختلاق القصص والروايات أو يذيع أخبارا ليست صادقة إنما كاذبة أو ينشر شائعات أو يبحث عن أمر غريب ليكون صورة مختلفة عن باقي البشر أو باقي قرنائه فيقع في الأمور المحرمة أو الشاذة التي لا يرضي الله بها أو رسوله صلي الله عليه وسلم.

أضافت أننا نجد أغرب الأشكال المتعلقة بالرقص والشعر والوجه والزي والأنماط أو المتعلقة بالشخصية سواء كان في المظهر أو السلوك أو الحركات الملفتة التي توحي بإشارات غير لائقة فتؤذي الجميع ونظرا لأن الترند أصبح آفة ويبحث عنه أصحاب هوس الشهرة أو هوس الظهور أو اللايكات أو عدد المتابعين يقع الإنسان في محرمات كثيرة كنشر أخلاق غير صحيحة تنافي الشرع والآداب العامة.. أيضا نشر شائعات تهدم المجتمع والأسر ونشر أمور محرمة كالإباحية والاستغراق فيها.. وكذلك نشر الخرافات التي تتعلق بالبدع وتفسد العقائد ويقع فيه أيضا بعض الوعاظ أو ما يسمون أنفسهم دعاة شبكات التواصل والانترنت أو نشر كل المكذوب عن رسول الله ونسوا أنه قال "من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".

أكدت د. آمال أنه مما يؤسف له ويندي له الجبين هو نشر القصص المكذوبة والتأول الشديد في معاني بعض الآيات القرآنية وقد يقع البعض في إنكار ما هو ثابت من الدين بالضرورة بغية الشهرة أو تحقيق أعلي ترند حتي وإن كان يشكك في الثابت والمقطوع به كأمور المحرمات أو نصوص ثابتة كالمواريث أو أحكام ثابتة كالصلاة كذلك أيضا قد يسيء إلي الآخرين بغية الترند باختلاق قصص وهمية لأناس يخوضون في أعراضهم أو يلفقون عليهم حكايات فتقع كما نري الجرائم الكثيرة بسبب هذه الترندات وهذه الأكاذيب.. وكما نري أيضا علي أرض الواقع التباغض بين كثير من أهل الترندات والقصص الوهمية ووصل الحد إلي القتل كما سمعنا في كثير من الحالات وإذا بحثنا عن السبب وجدنا أن القصة ملفقة وصاحبها أراد الشهرة واللايك الكثير ونسي أنه مأمور بالتثبت وبالصدق واجتناب الخوض في أعراض الناس.. إلي جانب أن هذه الترندات تنشر الكثير من الآفات كالحسد والبحث عن المال فقط والتقاتل عليه وهو ما حذرنا منه رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما قال "والله ما أخشي الفقر عليكم ولكني أخشي الدنيا أن تبسط لكم فتنافسوها كما تنافسوها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم" وأصحاب الترندات الآن يتنافسون ليس في الدنيا فقط ولكن في أعلي درجات الكذب أو الخرافة أو الترويج للشائعات.

ترويج الشائعات من سمات المنافقين

يقول د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن ترويج الشائعات سمة من سمات المنافقين ودلالة ظاهرة علي نفاقهم لأن الإشاعة تؤدي إلي الفتنة والله قال "والفتنة أشد من القتل" وإنما تكون أشد نكالا ممن يعرف الحقيقة ثم يلويها من أجل أن يكتسب من ورائها شهرة أو مكسبا حراما لأن الشائعة تؤدي إلي الفوضي داخل المجتمع وتشتيت العقول وعدم الثقة في القائمين علي أمر الدولة.. ولكن يجب عليهم أن ينشروا الحقائق من أفواه أصحاب الحقائق وقال الله سبحانه وتعالي "ولو ردوه إلي الله وإلي الرسول لعلمه الذين يستنبطونه منهم".

أكد أن الله حذر المروجين للفتن في المدينة تحذيرا شديدا حيث قال "لإن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا".. أما القائمون علي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فيجب عليهم أن يتيقنوا من الخبر قبل إذاعته أو نشره والله سبحانه وتعالي قال "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصحبوا علي ما فعلتم نادمين".

أشار إلي أن الله مثل المنافقين المعاصرين بما كان من أجلاف الأعراب الذين قال في حقهم "الأعراب أشد كفرا ونفاقا" وذلك لأنهم كانوا يذيعون أخبارا لم يتثبتوا من حقيقتها مما تؤدي إلي خلل داخل المجتمع وإلي الفوضي وانتشار الفتن ولذلك توعد الله المنافقين بأشد العذاب فقال تعالي "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".. وحدد رسول الله صلي الله عليه وسلم صفات المنافق فقال "إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وإذا خاصم فجر" فيجب علي القائمين علي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أن يبتعدوا عن تلك الصفات المقيتة وبدلا من أن ينشروا الأخبار الكاذبة التي تؤدي إلي وقف مسيرة العمل وتقدم المجتمع عليهم أن يكفوا أيديهم وألسنتهم عن القائمين علي شئون الدولة حتي ترتفع لها هامتها فإذا ارتفعت ارتفعت بهم وإذا غرقت كانوا هم أول الغارقين فيها.

ومرصد الأزهر يكشف زيف التنظيمات الإرهابية

الترند عبئاً علي قيم المجتمع ووحدته

يستغلَّه المتطرفون لزرع الفرقة بالمجتمع وتحقيق أهداف تخريبية

 

يعمل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف - منذ اللحظات الأولي- علي كشف زيف التنظيمات الإرهابية أمام العامَّة. وتوضيح طرق تفادي أفكارها الهدَّامة التي تسعي من خلالها إلي بثِّ الفرقة والفتن داخل المجتمعات.

لعل ما شهدناه مؤخرًا من محاولة إثارة الرأي العام ضد مؤسسات الدولة المصرية -عبر تسريب صوتي مفبرك لأشخاص يعملون بإحدي المؤسسات الحكومية- خير شاهد علي المساعي الحقيقية لتلك الجماعات الظلامية. وهو الأمر الذي رأي المرصد أن يدرجه ضمن سلسلة الفيديوهات التوعوية» بهدف مواجهة الأفكار المتطرفة. ونشر أفكار بنَّاءة تسهم في عملية التنمية التي شهدتها البلاد خلال الآونة الأخيرة.

وتحت عنوان: "هوس التريند". أنتج مرصد الأزهر أحدث فيديوهاته» لمناقشة قضية باتت تمثِّل عبئًا علي قيم المجتمع ووحدته» ألا وهي: "التريند" الذي بات شاغلًا لكثيرين. واستغلَّه المتطرفون والساعون لزرع الفرقة والفتن بالمجتمع لتحقيق أهداف تخريبية. وهو ما واجهته وزارة الداخلية المصرية بكل حزم وأوضحت كذبه في بيانها.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق